لذا سنساعدك في هذا المقال في حلِّ مشكلاتك باستخدام القوى الخفية لعقلك الباطن.
يكمن الحلُّ داخل المشكلة:
نعم، يكمن الحلُّ داخل المشكلة، وكذلك يكمن الجواب في كلِّ سؤال؛ فإذا واجهتَ موقفاً صعباً ولم تستطع رؤية طريقك بوضوح، فأفضل ما يمكنك فعله للتغلُّب على ذلك افتراضُ أنَّ ذكاءك المطلق يعرف ويرى ويفكِّر ويجيب بدقة عن كلِّ ذلك، لذا سيكشفه لك الآن؛ لكن عليك الانتباه والإصغاء إليه، وتتَّبُع نزعات عقلك الباطن بكلِّ ثقة.
بمجرَّد اكتسابك هذا التوجُّه العقلي الجديد، والثقة بأنَّ الذكاء الكامن في عقلك الباطن سيجلب لك الحلَّ الواضح والصحيح والمناسب لكلِّ مشكلة؛ ستتوصل فعلياً إلى الجواب المرجو.
عليك أنْ تثق بأنَّ التوجه العقلي الجديد هذا سيجلب لحياتك السلام والطمأنينة، وسيُضيف معنىً جديداً إلى كلِّ ما تفعله.
التخلُّص من عادة، واكتساب أخرى:
نحن خُلِقنا وترعرعنا على اكتساب العادة، فقد تعلَّمنا القراءة وركوب الدراجة وقيادة السيارة من خلال تكرار أدائها عن قصد، إلى أن حُفِرت آثارها ومساراتها وترسَّخت تلقائيَّاً في عقلنا الباطن؛ وهذا ما يُسمَّى غالباً بـ "الطبيعة الثانية"، والتي هي ردُّ فعل عقلنا الباطن على تفكيرنا وعملنا.
إذا كُنَّا نخلق عاداتنا، فهذا يعني أنَّنا نستطيع الاختيار ما بين العادات السيئة أو الجيدة؛ وإذا داومت على تبنِّي فكرةٍ سلبيةٍ، واستمرَّيت في القيام بأمرٍ سلبيٍّ لفترةٍ من الوقت؛ فإنَّك بذلك تكتسب تلك العادة، وتصبح مجبراً على أدائها؛ إذ ينطوي قانون العقل الباطن على الإلزام والإجبار.
رفض الاعتراف:
إذا كنت مدمناً للخمر أو المخدرات، فيجب الاعتراف بذلك لا تجنُّبه؛ فقد يبقى الكثير من الأشخاص مدمنين للتدخين؛ فقط لأنَّهم يرفضون الاعتراف بذلك.
إنَّ إدمانك ما هو إلَّا عدم استقرارٍ وخوفٌ داخلي، فأنت ترفض مواجهة الحياة، لذلك تُحاول الهروب من مسؤولياتك إلى علبة سجائر، أو ما شابهها؛ وطالما أنَّك مدمنٌ عليها، فأنت لست حرَّ الإرادة والقرار، حتَّى لو اعتقدت أنَّك ذو إرادة، وتفاخرت بذلك.
لا يكفي أن تقول بشجاعة: "لن أقرب التدخين بعد الآن" لتقلع عن إدمانك؛ لأنَّك لا تملك القدرة أو السيطرة على نفسك لتحقيق هذا العزم، فأنت لا تعرف أين تكمن القوة.
إن كنتَ تعيش في سجنٍ نفسيٍّ من صنعك، ومحاصراً من جانب معتقاداتك وآرائك وتأثيرات البيئة السلبية المحيطة بك؛ تكون حينئذٍ مخلوقٌ تربَّى على العادة مثل معظم الناس، وبُرمِجَ على التصرُّف بالطريقة التي يتصرَّف بها الآن.
ترسيخ فكرة الحرية:
إنَّه لبمقدورك ترسيخ فكرة الحرية وراحة البال والسلام والطمأنينة داخلك، حتَّى تصل إلى أعماق عقلك الباطن؛ ولأنَّ لعقلك الباطن تأثيرٌ فعَّالٌ وقويٌّ عليك، فسيساعدك حتماً على التخلُّص من رغبتك في التدخين، وستكون عند هذا الحدِّ قد توصَّلت إلى فهم كيفية عمله، لتكتشف المصادر الكامنة بداخلك التي تدعمك وتثبت لك صحَّة ما تفكِّر فيه.
الشفاء بنسبة 50%:
إذا كانت لديك رغبةٌ حقيقيةٌ لتخلِّص نفسك من أيِّ عادةٍ مدمِّرة؛ فإنَّك قد شُفِيت بالفعل بنسبة 50%؛ وحينما تكون رغبتك في التخلُّص من العادة السيئة أقوى من الرغبة في الاستمرار فيها، فلنْ تجد عندها صعوبةً كبيرةً في التحرُّر منها.
أيَّاً تكن الفكرة التي تتبنَّاها، فإنَّ عقلك يجسِّدها ويعظِّمها؛ لذا عليك إشغال عقلك بفكرة "التحرُّر من العادة المدمِّرة لديك"، وجعلِ تفكيرك يتركَّز على هذا التوجُّه الجديد؛ وحينما تفعل ذلك، ستولِّد مشاعر تبثُّ الحرية والسلام في كيانك، فأيُّ فكرةٍ تخضع للعواطف بهذا الشكل، تنطبع في عقلك الباطن، وتتجسَّد في عالمك الواقعي.
قانون التعويض:
عليك إدراك أنَّ معاناتك سينتج عنها شيءٌ طيب، وأنَّك لم تعانِ دون جدوى، رغم أنَّه من الحماقة أنْ تستمرَّ في المعاناة؛ فذلك فسيؤدِّي إلى تدهور صحة عقلك وجسدك.
يجب أنْ تدرك أنَّ قوة عقلك الباطن تساندك؛ فإن أُصبت بالاكتئاب مثلاً، سيساعدك عقلك الباطن في تخيُّل البهجة التي تنتظرك عندما تتحرَّر من معاناتك أو العادة السيئة المدمِّرة التي تمارسها.
هذا هو "قانون التعويض"؛ فمثلما أخذك خيالك إلى علبة السجائر، دعه يأخذك إلى الحرية وراحة البال. قد تعاني قليلاً، ولكنَّ هذه المعاناة ستتلاشى عندما تكون في سبيل غرضٍ بنَّاءٍ وهام، وسيمنحك عقلك الباطن الكمال والرزانة.
المداومة على المثابرة:
عليك حينما يطرق الخوف باب عقلك، أو حينما يخترق القلق والتوتر والشك قلبك؛ النظرَ إلى تصوُّراتك وأهدافك. فكِّر في القوة المطلقة التي يمكنك خلقها داخل عقلك الباطن بتفكيرك وتخيُّلك، وسيمنحك ذلك الثقة والقوة والشجاعة. لذا داوم على هذا ما استطعت، لتتخلّص من أيِّ سلبية كانت.
ثلاث خطواتٍ سحريةٍ تفيدك في إزالة العوائق العقلية:
- الخطوة الأولى: اجلس ساكناً، وتوقَّف عن التفكير في أيِّ شيء، وادخل في وضع نومٍ ونعاس؛ لكي تستعدّ للخطوة التالية في هذه الحالة من الاسترخاء والسلام والاستقبال.
- الخطوة الثانية: فكّر في عبارةٍ صغيرةٍ يمكن طبعها بسهولةٍ في الذاكرة، وردِّدها باستمرارٍ مثل أغنية ما قبل النوم، واستخدم عبارة: "إنَّني أتمتَّع الآن بالرزانة وراحة البال، إضافةً إلى أنَّني ممتنٌ لذلك"، وامنع عقلك من الشرود، وكرَّرها بصوتٍ مرتفع، أو ارسم نطقها على شفتيك بينما تذكرها في عقلك؛ سيُساعد هذا على طبعها في العقل الباطن. افعل ذلك لمدة خمس دقائق أو أكثر، وستجد حينها استجابةً انفعاليةً عميقة.
- الخطوة الثالثة: مارس ما تعوَّد عليه المؤلِّف الألماني الأصل "يوهان فون جوته" قبل ذهابك إلى النوم مباشرة؛ تخيَّل أنَّ أعزَّ أصدقائك أو شريك حياتك بصحبتك، تخيَّله وهو يهنِّئك على التخلُّص من عاداتك السيئة؛ وذلك في الوقت الذي تشعر فيه بالسلام والاسترخاء، حيث ترى ابتسامته، وتسمع صوته، وتشعر بيده وهو يصافحك، وتشعر بكلِّ ذلك وكأنَّه حقيقيٌّ وواقعي.
تعبَِّر كلمة "تهانينا" عن الحرية التامَّة؛ لذا اسمعها مراراً وتكراراً حتَّى تحصل على ردِّ الفعل الذي ترجوه من عقلك الباطن.
في الخِتام:
إذا كانت لديك رغبةٌ قويةٌ وصادقةٌ في التغلُّب على مشكلاتك وعلى عقبةٍ محدَّدةٍ في حياتك، وإذا توصَّلْتَ إلى قرارٍ حاسمٍ وقاطعٍ أنَّ هناك مهربٌ من مشكلاتك، وإذا قرَّرت بثقةٍ تامَّة أنَّ هذا هو الطريق الذي تريد أنْ تسلكه؛ فالنَّصر والفوز قادمان إليكَ لا محالة.
أضف تعليقاً