وانطلاقاً من احتياج هذه الفئة غير القليلة، قررنا في هذا المقال أن نقدم لك بعض النصائح التي تساعدك لتحافظ على دافعك والتزامك حتى النهاية التي حدَّدتها بنفسك، أو فرضها عليك حلمك وهدفك، فهيَّا نبدأ هذه النصائح:
أولاً: افهم قوة التحفيز
التحفيز هو القوة الداخلية التي تدفعنا إلى العمل والسعي إلى تحقيق أهدافنا، ويُعرف أيضاً بأسماء أخرى مثل الدافع، والشغف، والمثابرة والعزيمة، وينقسم التحفيز الذي يعدُّ سبباً رئيساً في بلوغ الإنسان أهدافه إلى نوعين: تحفيز داخلي وتحفيز خارجي، وأمَّا التحفيز الداخلي فهو الدافع الذي ينبع من ذات المرء ونفسه، أي عندما نكون مُتحفِّزين من داخلنا للقيام بشيء ما لأنَّنا نستمتع به أو نعتقد أنَّه هامٌّ، وأمَّا التحفيز الخارجي فهو الدافع الذي يأتي من خارج الإنسان أو من محيطه، كأن نكون مُتحفِّزين بعامل خارجي للقيام بشيء، بسبب المكافآت التي سوف نحصل عليها عند القيام به أو العقوبات التي سوف ننالها إذا ما تقاعسنا عن القيام بالأمر.
أهمية التحفيز:
يعدُّ التحفيز أمراً هاماً جداً في الحفاظ على الدافع والالتزام حتى النهاية، لأنَّه يساعدنا على تحقيق أهدافنا، ويزيد من شعورنا بالإنجاز، ويُحسِّن تقديرنا لذاتنا، ويساعدنا على التغلُّب على التحديات، ويساعدنا على عيش حياة أكثر سعادة ورضى، وإذا ما أردنا فهم قوة التحفيز، يمكننا إلقاء نظرة على الموظفين في الشركات، فالموظفون الذين تقدِّم لهم شركاتهم نظام حوافز جيِّداً (حوافز تشمل الشكل المادي والمعنوي)، نجد أنَّهم أكثر إنتاجية من غيرهم من الموظفين في باقي الشركات.
كما أنَّ الطَلَبة الذين يخافون من عقابٍ ما من قِبَل ذويهم بسبب الحصول على علامات متدنية في التحصيل العلمي يميلون إلى تحقيق درجات أفضل، ولكن على الرَّغم من كون التحفيز الخارجي بالترغيب أو الترهيب ناجحاً في كثير من الأحيان، إلَّا أنَّه من الأفضل أن يكون التحفيز داخلياً ونابعاً من قناعة الفرد في اتِّخاذ القرار.
ثانياً: أحِطْ نفسك بمؤثرات تحفيزية
التحفيز كما تحدَّثنا هو عنصر أساسي للنجاح في أي مجال من مجالات الحياة، ومن خلال إحاطة نفسك بمؤثرات تحفيزية، يمكنك زيادة شعورك بالدافع والمثابرة، وتحقيق أهدافك تحقيقاً أسهلَ، لذا إليك بعض الطرائق لإحاطة نفسك بمؤثرات تحفيزية:
1. قراءة القصص المُلهمة:
اقرأْ عن أشخاص حقَّقوا أهدافاً عظيمة، وتغلَّبوا على التحديات، وحقَّقوا النجاح في حياتهم، فستُلهمك هذه القصص وتُعطيك دفعة قوية للعمل على تحقيق أهدافك.
2. الاستماع إلى المُحاضرات أو الخطابات المُحفِّزة:
يتوفر عددٌ من المُحاضرات والخطابات المُحفِّزة المتاحة على الإنترنت، فاستمع إلى هذه المُحاضرات والخطابات عندما تشعر بالإحباط أو قلَّة التحفيز.
3. مشاهدة الأفلام الوثائقية المُلهمة:
ثمة عددٌ من الأفلام الوثائقية المُلهمة التي تُظهر قصص أشخاص حقَّقوا أشياء عظيمة، فشاهد هذه الأفلام الوثائقية عندما تشعر بالملل أو عدم التركيز.
4. الانضمام إلى المجموعات التحفيزية:
تتوفر عددٌ من المجموعات التحفيزية المتاحة على الإنترنت أو في مجتمعك، فانضم إلى هذه المجموعات وتواصل مع أشخاص آخرين لديهم أهداف مماثلة.
5. التواصل مع الأشخاص المُتحفِّزين:
تواصل مع أشخاص لديهم طاقة إيجابية ويدعمون أهدافك، وتحدَّث معهم عن أهدافك وخططك، واطلب نصائحهم ودعمهم.
6. البحث عن مُرشدٍ أو مُدرِّب:
ابحث عن شخص لديه خبرة في مجال تسعى إلى تحقيقه، يمكن أن يُساعدك المُرشد أو المُدرِّب على تحديد أهدافك، ووضع خطة لتحقيقها، والتغلُّب على التحديات التي تواجهك.
7. أخذ فترات راحة منتظمة:
من الهامِّ أن تأخذ فترات راحة منتظمة من العمل أو الدراسة، واستثمر هذه الفترات للراحة والاسترخاء، والقيام بنشاطات تُحبُّها.
8. الاعتناء بالنفس:
تأكَّد من أنَّك تحصل على قسط كافٍ من النوم، وتناول طعاماً صحياً، ومارس الرياضة بانتظام، فعندما تعتني بنفسك جسدياً وعقلياً، ستكون أكثر قدرة على البقاء مُتحفِّزاً وتحقيق أهدافك.
من خلال إحاطة نفسك بمؤثرات تحفيزية، يمكنك زيادة شعورك بالدافع والمثابرة، وتحقيق أهدافك تحقيقاً مثالياً وتامَّاً.
شاهد بالفديو: 6 طرق لتعزيز التحفيز الذاتي
نصائح إضافية:
إليك بعض النصائح الإضافية التي تساعدك على إحاطة نفسك بمؤثرات تحفيزية:
1. تجنَّبْ الأشخاص السلبيين:
يثبط الأشخاص السلبيون عزيمتك ويُقلِّلون من تحفيزك، لذا تجنَّب قضاء كثير من الوقت مع الأشخاص السلبيين.
2. حافِظْ على بيئة إيجابية:
تأكَّد من أنَّ بيئة العمل أو الدراسة الخاصة بك مُنظَّمة ونظيفة ومُريحة، ضع صوراً مُلهِمة في مكان عملك أو دراستك.
3. كافِئْ نفسك على إنجازاتك:
عندما تُحقِّق هدفاً، كافِئْ نفسك بشيء تحبُّه، سيُساعدك ذلك على البقاء مُتحفِّزاً والاستمرار في العمل على تحقيق أهدافك.
تأكَّدْ أنَّه مع الصبر والمثابرة، ستتمكَّن من تحقيق أي هدف تضع في ذهنك.
ثالثاً: استخدم الصور الذهنية
للصور الذهنية قوة تأثير كبيرة في مختلف جوانب حياتنا، ولعلَّ أهم نقاط تأثيرها هي في إعطائك دفعة إضافية لبلوغ أهدافك والحفاظ على دوافعك والتزامك حتى النهاية، وللصور الذهنية قوة تأثير هائلة في قدرتنا على الوصول لأهدافنا، فمن خلال تكوين صور ذهنية إيجابية عن أنفسنا وعن قدراتنا وعن أهدافنا، يمكننا زيادة فرصنا في النجاح زيادةً كبيرةً.
كيف تؤثر الصور الذهنية في الوصول للأهداف؟
1. زيادة الثقة بالنفس:
عندما تكون لدينا صور ذهنية إيجابية عن أنفسنا، نكون أكثر ثقة بقدرتنا على تحقيق أهدافنا، وتُساعدنا الثقة بالنفس على اتِّخاذ القرارات بثقة، ومواجهة التحديات، والاستمرار في العمل حتى النهاية.
2. تحفيز السلوك:
عندما تكون لدينا صور ذهنية إيجابية عن أهدافنا، نكون أكثر تحفيزاً للعمل على تحقيقها، كما تُساعدنا الصور الذهنية على التركيز على أهدافنا، وتجنُّب المشتِّتات، والبقاء مُتحفِّزين حتى في أصعب الأوقات.
3. تحسين الأداء:
عندما تكون لدينا صور ذهنية إيجابية عن أنفسنا وعن قدراتنا، نكون أكثر قدرة على الأداء الجيِّد، وتُساعدنا الصور الذهنية على التركيز على المَهمَّة، وتجنُّب الأخطاء، وتحقيق أفضل النتائج.
كيف يمكننا استخدام الصور الذهنية لتحقيق أهدافنا؟
1. تحديد أهداف واضحة:
أوَّل خطوة لاستخدام الصور الذهنية لتحقيق أهدافنا هي تحديد أهداف واضحة، إذ يجب أن نعرف ما الذي نريد تحقيقه، ومتى نريد تحقيقه، وكيف نريد تحقيقه.
2. تكوين صور ذهنية إيجابية:
بعد تحديد أهدافنا، يجب أن نُكوِّن صوراً ذهنية إيجابية عن أنفسنا وعن قدراتنا وعن أهدافنا، ويمكننا القيام بذلك من خلال التخيُّل، والتأمُّل، والكتابة، والتحدُّث مع الآخرين.
3. التكرار:
من الهامِّ أن نكرِّر الصور الذهنية الإيجابية بانتظام، فكلَّما كرَّرنا الصور الذهنية، أصبحت أقوى تأثيراً في سلوكنا وأدائنا.
أمثلة عن استخدام الصور الذهنية لتحقيق الأهداف:
1. الرياضة:
يتخيَّل الرياضيون أنفسهم وهم يفوزون بالمنافسات ويتقلَّدون الأوسمة الذهبية، وتُساعدهم هذه الصور الذهنية على زيادة ثقتهم بأنفسهم وتحفيزهم على العمل والتمرين بجد.
2. الأعمال:
يتخيَّل روَّاد الأعمال أنفسهم وهم يحقِّقون النجاح في أعمالهم ويجنون العوائد المجزية، وتُساعدهم هذه الصور الذهنية على التركيز على أهدافهم واتِّخاذ القرارات بثقة.
3. الدراسة:
يتخيَّل الطلاب أنفسهم وهم يحصلون على درجات عالية في الامتحانات وينالون التكريمات، وتُساعدهم هذه الصور الذهنية على تحفيزهم على الدراسة بجدٍّ وتحسين أدائهم.
رابعاً: تعلَّم من النكسات واستفِدْ منها للوصول إلى أهدافك
إنَّ النكسات جزءٌ لا يتجزأ من أي رحلة نحو النجاح، فإذا ما اعترضتك نكسة ما مهما كانت كبيرة في رحلتك نحو أهدافك فلا تقل هذه هي النهاية، فكلُّ شخص يواجه صعوبات وتحديات في طريقه لتحقيق أهدافه، وإنَّ الفرق بين الناجحين وغير الناجحين هو كيفية تعاملهم مع النكسات، فالناجحون يتعلَّمون من النكسات ويستخدمونها بوصفها فرصةً للنمو والتطور.
إليك بعض الطرائق للتعلُّم من النكسات والاستفادة منها للوصول إلى أهدافك:
1. تقبُّل النكسات بوصفها جزءاً من الرحلة:
أوَّل خطوة للتعلُّم من النكسات هي تقبلها بوصفها جزءاً من الرحلة نحو النجاح، إياك أن تتوقَّع أن تكون رحلتك سهلة أو خالية من التحديات أو مفروشة بالورود.
2. تحديد الأخطاء التي حدثت:
بعد تقبُّل النكسة، حدِّدْ الأخطاء التي حدثت، ما هي الأخطاء التي ارتكبتها؟ ما هي العوامل التي أدَّت إلى النكسة؟
3. التعلُّم من الأخطاء:
بعد تحديد الأخطاء التي ارتكبتها، حاوِلْ التعلُّم من هذه الأخطاء، كيف يمكنك تجنُّب ارتكاب الأخطاء نفسها في المستقبل؟
4. استخدام النكسة بوصفها فرصةً للنمو:
استخدم النكسة بوصفها فرصةً للنمو والتطور، فكل شيء يحدث لخير، فكِّر كيف يمكنك الاستفادة من هذه التجربة لتحسين نفسك وتحقيق أهدافك؟
5. عدم الاستسلام:
لا تستسلم بعد النكسة، بدل ذلك حاول استخدمها بوصفها حافزاً للعمل بجدٍّ وتحقيق أهدافك.
6. البحث عن الدعم من الآخرين:
تحدَّث مع أشخاص آخرين واجهوا نكسات مماثلة، واطلب نصائحهم ودعمهم.
7. المحافظة على الموقف الإيجابي:
حافِظْ على موقف إيجابي حتَّى في أصعب الأوقات، تذكَّر أنَّ النكسات مؤقتة، وأنَّ النجاح ممكن.
من خلال اتِّباع هذه الطرائق، ستتمكَّن من التعلُّم من النكسات والاستفادة منها للوصول إلى أهدافك.
في الختام:
كانت هذه مجموعة من الخطوات التي تعينك على الحفاظ على دافعك والتزامك حتى النهاية، نأمل أنَّها كانت مفيدةً لك، تذكَّر أنَّ تحقيق الأهداف ليس أمراً سهلاً، وأنَّه ليس بمتناول يد الجميع، إنَّه أمرٌ مُتاحٌ فقط للفئة الملتزمة والمجتهدة المثابرة، والتي تستحق تذوُّق حلاوة الانتصار بعد رحلة طويلة وشاقة من الصبر والتعب.
أضف تعليقاً