لقد أجرت شركة "إنجيج 2 إكسل" (Engage2Excel) الرائدة في مجال استطلاعات التوظيف استطلاعاً حول القطاعات النشطة وغير النشطة، وتبيَّن أنَّه من الواضح وجود اختلافات كبرى بين المجموعتين واختلافات أيضاً بين الأجيال الممثلة في كل منهما.
استطلعت الشركة آراء 940 من الباحثين عن العمل "النشطين"؛ أي هؤلاء الذين يبحثون بجدية عن عمل جديد، و507 من الباحثين "غير النشيطين"؛ أي هم الموظفون حالياً ولا يبحثون عن عمل، ولكنَّهم قد يقبلون التغيير إن صادفوا فرصة جديدة أفضل؛ إذ كان الهدف من الاستطلاع هو توفير نظرة ثاقبة لتصورات هاتين المجموعتين وتفضيلاتهما وسلوكاتهما.
التقدير هام:
أجرى الدكتور "جاك وايلي" (Dr. Jack Wiley) - وهو أحد كبار المسؤولين العلميين - بحثاً حول المشاركة استمر لأكثر من 30 عاماً؛ ووفقاً للبحث فمن الأفضل أن تُدمَج جهود المشاركة الأكثر فاعلية بكفاءة عبر دورة حياة التوظيف بأكملها؛ لكي تلبي البرامج أكثر ما يريده الموظفون؛ وهو تقدير مواهبهم وتقديم أعمال تثير اهتمامهم، إضافة إلى الأمن والأجور المناسبة والتعليم والنضج الوظيفي والحقيقة والاحترام.
جميعنا نحب التقدير، ولكن يبدو أنَّه أكثر أهمية بشكل خاص لجيل الألفية الذي يشكل القسم الأكبر في القوى العاملة؛ إذ يُقيِّم نحو 81% من جيل الألفية أهمية التقدير خلال مرحلة ما قبل التوظيف بأنَّها عالية أو عالية جداً، وفي حين أنَّ الأجيال الأخرى أعطته درجة أقل من الأهمية، إلَّا أنَّها ما زالت هامة بما يكفي للانتباه؛ فكانت النسبة 55% للجيل إكس، و39% لجيل طفرة المواليد، و31% للجيل زد.
إنَّ منح المرشح هذه التجربة قبل التوظيف أمر سهل؛ إذ يمكنك على سبيل المثال أن تخبر مرشحاً بأنَّك معجب بإنجازات معيَّنة في سيرته الذاتية، أو أن تسلط الضوء على الطريقة التي صاغ بها مشروعاً خاصاً أو تجيب عن أسئلته في المقابلة.
شاهد بالفديو: 7 علامات تدل على ضرورة ترك عملك والبحث عن عمل جديد
الباحثون النشطون هم أكثر الناس ميلاً إلى التفاعل:
يُشكِّل جيل الألفية القسم الأعظم من الباحثين عن العمل النشيطين، فقد مثَّلوا 72% ممَّن يصفون أنفسهم بـ "الباحث النشط عن عمل" في أحد الاستطلاعات، وبصفتهم الجيل الأول من مستخدمي الوسائط الرقمية، ليس من المفاجئ أنَّ 84% منهم يتوقعون تجربة مناسبة للعمل على الهاتف الجوَّال و77% منهم يعتقدون أنَّ التفاعل الاجتماعي مع الموظفين هام في عملية التوظيف، وقد حدَّث ما يقرب من ثلاثة أرباع 73% الباحثين عن عمل ملفهم الشخصي على تطبيق "لينكد إن" (LinkedIn) مؤخراً، فهذه المجموعة جاهزة للمشاركة.
يجب عليك - في الحد الأدنى - التأكد من أنَّ إعلاناتك التوظيفية تعكس بدقة الثقافة الفريدة لشركتك وقيمة الوظيفة المُقتَرحة، وإذا كنت ترغب في الانتقال إلى المستوى التالي وتمييز نفسك عن المنافسين، فأَنشِئ سيناريوهات تسمح للمرشحين بالتفاعل اجتماعياً مع الموظفين قبل أو في أثناء عملية التوظيف؛ مثل الحفلات أو الأحداث الرياضية أو الزيارات المفتوحة لأشخاص من أقسام ذات صلة.
المرشحون السلبيون يوافقون على كل ما يُطلَب منهم غالباً:
من المثير للدهشة أنَّ 26% فقط من الباحثين عن العمل النشطين قد أبلغوا عن قبول عرض في أحدث تجربة توظيف، بينما تبلغ النسبة 65% بالنسبة إلى المرشحين السلبيين؛ إذ إنَّ المجموعة السلبية تهتم اهتماماً أقل بتقييمات أرباب العمل كتلك الموجودة في موقع "غلاس دور" (Glassdoor)، ولا يعني ذلك أنَّها غير هامة أبداً، ولكن يمنحُ أقل من نصف المرشحين السلبيين فقط - التقييمات والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي - القدر نفسه من الأهمية.
قد يستغرق الأمر مزيداً من العمل لتعقُّب المرشحين السلبيين، ولكن قد يكون عائد الاستثمار (ROI) يستحق ذلك، وبمجرد قبول عرض ما؛ حافظ على الثقة العالية.
الإدماج والإعداد السابق أمران على قدر كبير من الأهمية:
إنَّ عملية إدماج الموظف الجديد في الشركة تُعَدُّ عاملاً رئيساً في الاحتفاظ بالموهبة التي وظفتها للتو؛ إذ ذكرت التقارير أنَّ أكثر من نصف المشاركين يَعُدُّون تجربة الإدماج أمراً بالغ الأهمية، فإذا كانت التجربة سيئة، فسوف يبحثون عن عمل في مكان آخر، وإذا كانت التجربة إيجابية، فمن المرجَّح أن يبقوا.
وفيما يأتي بعض النتائج:
- بمجرد قبولهم لوظيفة ما، ينظر 71% من المرشحين النشطين في فرص أخرى؛ وذلك إذا لم يتواصل معهم ربُّ العمل الجديد قبل يومهم الأول.
- ذكر نصف الباحثين السلبيين عن عمل أنَّ تجربة الإدماج ستؤثر في رغبتهم في البقاء مع ربِّ العمل الجديد.
بينما تنطبق النقاط التالية على كلٍّ من المرشحين النشطين والسلبيين:
- %69 منهم قالوا إنَّ يومهم الأول في تجربة العمل سيؤثر في قرارهم بالبقاء مع المنظمة لأكثر من شهر.
- قال 72% منهم إنَّ تجربتهم الإجمالية في الانضمام إلى الشركة ستؤثر في قرارهم بالبقاء معها لأكثر من عام.
- %59 قالوا إنَّ تجربة الإدماج السيئة ستجعلهم يبحثون على الفور عن وظيفة خارج الشركة.
إنَّ مجال اكتساب المواهب يتطور باستمرار، بالإضافة إلى المنافسة المتزايدة، والتغيير واضح في قيم وأولويات المرشحين، وحتى في هيكل العمل نفسه؛ فإذا أردت جذب أفضل المرشحين وإشراكهم، فعليك أن تضمن أنَّ استراتيجيات التوظيف لديك تواكب السوق.
أضف تعليقاً