حول الإنترنت الفضائي:
الإنترنت الفضائي هو أحد أنواع اتصالات الإنترنت ذات النطاق العريض التي تشمل: ADSL، الألياف، والإنترنت الكبلي. تسمح الأقمار الصناعية بالاتصال بالإنترنت بدون الحاجة إلى كابلات أو أسلاك، حيث ترسل إشارة الإنترنت من قمر صناعي يدور في السماء إلى طبق القمر الصناعي الأرضي، مما يسمح بالوصول إلى الإنترنت من أي مكان، حتى في الأماكن الريفية والنائية.
يمكن لإشارات الأقمار الصناعية أن تنتقل لمسافات طويلة، ولكن على حساب سرعات التنزيل والتحميل والتي قد تكون أبطأ مما هي عليه في أنواع اتصال الإنترنت السلكية (الكبلية والألياف الضوئية وADSL)، كما أنه أكثر عرضة لانقطاع الخدمة بسبب تقلبات الطقس من الاتصالات السلكية.
يبلغ معدل السرعات حوالي 20-30 ميجابت في الثانية، وتعمل شركات الأقمار الصناعية على تحسين سرعات الاتصال في السنوات الأخيرة، وهذا إن تم فستكون قادرة على تحويل خدمة الأقمار الصناعية بالكامل، كما سنرى في الوقت القريب.
كيفية عمل الإنترنت الفضائي:
الإنترنت الفضائي يعمل عبر تقنية معقدة تتضمن عدة خطوات:
1. إرسال البيانات:
يبدأ الاتصال عندما يرسل جهازك (مثل الكمبيوتر أو الهاتف المحمول) طلباً للوصول إلى معلومات معينة على الإنترنت.
2. المودم والطبق:
يتم إرسال هذا الطلب عبر المودم إلى طبق القمر الصناعي الموجود في منزلك.
3. القمر الصناعي:
يرسل الطبق الطلب إلى القمر الصناعي الموجود في الفضاء.
4. مراكز عمليات الشبكة (NOC):
يرسل القمر الصناعي الطلب إلى مركز عمليات الشبكة على الأرض.
5. الخادم:
يتم إرسال الطلب من NOC إلى خادم الموقع الذي ترغب في الوصول إليه.
6. الرد:
يتم إرسال الرد من الخادم إلى NOC، ثم إلى القمر الصناعي، ومن ثم إلى طبق القمر الصناعي في منزلك، وأخيراً إلى جهازك عبر المودم.
هذه العملية تتطلب معدات خاصة مثل المودم وطبق القمر الصناعي، ومع أن هذه التقنية تتيح الوصول إلى الإنترنت في المناطق النائية، إلا أنها قد تكون أكثر تكلفة وأقل سرعة مقارنة بالإنترنت الأرضي العادي.
المعدات الواجب توفرها:
يلزم توفر ثلاث قطع من المعدات التالية لكي يعمل الإنترنت الفضائي:
- قمر صناعي مزود بالنطاق العريض يدور حول الأرض.
- طبق إنترنت متصل بالأقمار الصناعية مع جهاز إرسال واستقبال يقع في مكان الإقامة الذي سيتم توصيله، وهو عبارة عن جهاز إرسال واستقبال فعال ينقل المعلومات ذهاباً وإياباً من القمر الصناعي الذي يشير إليه، وبالتالي، يمكنك إرسال كل من البيانات التي تم تحميلها وتنزيلها من وإلى القمر الصناعي تماماً كما في حال اتصال الخط الثابت التقليدي.
- موجه إنترنت عبر الأقمار الصناعية، ويفضل تمكين Wi-Fi حتى تستطيع الأجهزة التقليدية من التواصل مع الطبق. وهو مشابه لجهاز التوجيه الذي يتصل بخط الهاتف، يضمن تشفير البيانات قبل إرسالها مما يعني أنه لا يستطيع مسح الإشارة من الطبق أو قراءتها بطريقة ما، كما يوفر خدمة WiFi حتى تستطيع أجهزتك اللاسلكية من الاتصال بها.
مميزات الإنترنت الفضائي:
أكبر ما يتميز به الإنترنت الفضائي هو التنوع، نظراً لأن إشارة النطاق العريض تنطلق من السماء، بحيث تستطيع الوصول إليها في أي مكان تقريباً. وهذا ما يجعل من الصعب إيجاد مكان في الولايات المتحدة لا يستطيع الوصول إلى الإنترنت عبر الأقمار الصناعية (توفر HughesNet و Viasat Exede الخدمة لجميع الولايات الخمسين).
يستطيع الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية والنائية الاستفادة من هذه الخدمة، باعتبار أن مناطقهم التي يقطنون بها لا تخدمها شبكات ADSL السلكية أو الكابل أو الألياف الضوئية.
سلبيات الإنترنت الفضائي:
أحد السلبيات الرئيسية للإنترنت الفضائي هو التكلفة، إذ إن إطلاق الأقمار الصناعية وصيانتها يكلف الكثير، مما يجعل أسعار خطط الإنترنت الفضائي مرتفعة، رغم ذلك فإنها توفر سرعات منخفضة نسبياً مقارنةً بخطط الإنترنت عبر الكابل.
سرعة الإنترنت الفضائي:
تعتبر سرعة الإنترنت الفضائي أبطأ بكثير من اتصالات الكابل والألياف وADSL، والفرق هنا أن الاتصالات السلكية تميل إلى استخدام سرعات تحميل أسرع، حيث تنتقل الإشارات من المصدر إلى الوجهة دون عوائق تذكر، بينما تقطع إشارة الإنترنت الفضائي مسافة أبعد بكثير مقارنةً باتصالات الإنترنت السلكية، مما يؤدي إلى سرعات أقل بالمقارنة مع أنواع النطاق العريض السلكية. فمثلاً، تتفوق كل خطط مزود الإنترنت HughesNet بسرعة 25 ميجابت في الثانية، بينما يدعي المنافس Viasat Exede أنه يضاعف هذا الرقم أربع مرات للحصول على أسرع خطة بسرعة 100 ميجابت في الثانية.
مزودي الإنترنت الفضائي والخطط:
في الوقت الحالي يتم توفير الإنترنت الفضائي من قبل مزودي الأقمار الصناعية الرئيسيين في الولايات المتحدة: Viasat و HughesNet. كما يستعد الوافد الجديد Starlink لتقديم إنترنت الأقمار الصناعية الرائد لينافس سرعات وموثوقية أفضل مزودات خدمات الإنترنت السلكية في السوق.
يبلغ الحد الأقصى للسرعة: 25 ميجابت في الثانية، 100 ميجابت في الثانية، 1 جيجابت في الثانية. في حين يبلغ متوسط السرعات 14 ميجابت في الثانية، 30-35 ميجابت في الثانية والتي تُحدَّد لاحقًا. أما الأسعار فتتراوح بين 70 و150 دولاراً شهرياً، و50 و150 دولاراً شهرياً.
1. خدمة HughestNet:
تعتبر خدمة الإنترنت الفضائي HughestNet الخدمة الأكثر محدودية، حيث تقدم كل خططها سرعات 25 ميجابت في الثانية، مع حدود بيانات عالية السرعة متفاوتة قد تصل حتى 100 جيجابايت كحد أقصى، وبمجرد أن تصل إلى الحد الشهري، ستتباطأ سرعاتك أكثر خلال الفترة المتبقية من دورتك.
2. خدمة Viasat:
تقدم Viasat أكثر من HughesNet في كل حدود السرعة والبيانات المسموح بها، حيث تبدأ الخطط من 12 ميجابايت في الثانية، وتصل إلى 100 ميجابايت في الثانية، وهو ما يكون كثيراً لعائلة متعددة الأجهزة، ولكن لاحظ أن متوسط سرعات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية عادة ما يكون أقل بكثير من الحد الأقصى.
تأتي كل خططهم مع بيانات غير محدودة، بالتالي فإن خيارات السرعة مختلفة أيضاً، كما تقدم خططاً منخفضة تصل إلى 50 دولاراً شهرياً للمتصفحات ذات الميزانية المحدودة، بالإضافة إلى خيارات لتأمين السعر المنخفض أو الانتقال دون عقد لمزيد من المرونة.
3. خدمة Starlink:
رغم أن خدمة Starlink لا زالت قيد الاختبار، لكن يبدو أنها تستعد لإحداث ثورة في عالم الإنترنت الفضائي، فبدل من الأقمار الصناعية الثابتة المستقرة بالنسبة إلى الأرض التي تدور بمسافة 22000 ميل فوق الكوكب، أُنشئَت "شبكة كوكبة" Starlink في مدار أرضي منخفض، يقع على بعد 300 ميل تقريباً فوق السطح، كما تتألف شبكة Starlink من ما يزيد عن 30000 قمر صناعي.
تركيب الإنترنت الفضائي:
تعتبر عملية تركيب الإنترنت الفضائي مختلفة قليلاً عن التوصيلات السلكية:
أولاً، عليك شراء أو استئجار طبق القمر الصناعي من المزود الذي اخترته. ثم شراء أو استئجار مودم كما هو الحال الإنترنت الكبلي أو الألياف الضوئية.
بالنسبة لموفري الإنترنت عبر الأقمار الصناعية القياسيين بما يتضمن: HughesNet أو Viasat، يلزمك محترف ليثبت لك الطبق، لأن أطباق الأقمار الصناعية القياسية هي تركيبات دائمة نسبياً. فمن الأسهل بكثير ترتيب تركيبها مع مزود الخدمة إذا كنت صاحب العقار.
كما يتطلب الحصول على طبق تم تركيبه كمستأجر، حيث يتم تدريب الفنيين المعتمدين خصيصاً لتحديد أفضل مكان لصحن القمر الصناعي الخاص بك وإرفاقه بأمان في منزلك، يبلغ حجم معظم أطباق الأقمار الصناعية حوالي 30 بوصة × 30 بوصة.
لكن يختلف الأمر بالنسبة ل Starlink فبدل الأطباق الضخمة المثبتة على السقف، ابتكرت SpaceX هوائياً أرضياً صغيراً مصمماً بالكامل لسهولة التثبيت الذاتي. كما أنَّ أجهزة الاستقبال نفسها صغيرة جداً إذ يبلغ قطرها 19 بوصة فقط بحسب ما بيّن مؤسّس SpaceX إيلون ماسك، إذ لا يتطلب التثبيت سوى خطوتين: فقط توصيل الطبق، ثمَّ توجيهه نحو السماء.
الأسئلة الشائعة:
أبرز الأسئلة الشائعة حول الإنترنت الفضائي:
1. كم هو سعر الإنترنت الفضائي؟
تتراوح كلفة خطط الإنترنت الفضائي بين 80 و100 دولار شهرياً بالاعتماد على سرعتك، فقد تجد خططاً منخفضة بكلفة 50 دولاراً شهرياً وأخرى تصل إلى 150 دولاراً، إضافة إلى تكلفة استئجار الطبق والمودم من مزود الإنترنت والتي قد تكون بين 15-20 دولاراً في الشهر.
2. هل الإنترنت الفضائي خدمة إنترنت جيدة؟ هل هو سريع؟
في الواقع، لا لكونه يقدم سرعات بطيئة وموثوقية ضعيفة، لكنّه مفيد لمن لا يستطيع استخدام خدمة الإنترنت السلكية.
3. ما هو أفضل إنترنت فضائي في الولايات المتحدة؟
عند تشغيل الإنترنت Starlink الخاص بـ SpaceX، سيكون أفضل إنترنت فضائي على الأرض نظراً لتنوّع خططها وسرعاتها وأسعارها.
في الختام:
يعدّ الإنترنت الفضائي أفضل أنواع الإنترنت لكونه يصل إلى مختلف المناطق حتى الريفية والنائية. على الجانب الآخر، فهو أبطأ أنواع اتصال الإنترنت الأخرى كما أنّه أقل موثوقية، فقد تعطّل أحداث الطقس والحواجز الجغرافية الطبيعية إشارتك.
أضف تعليقاً