ما هي تقنية ADSL؟
إنَّ أحرف كلمة ADSL هي اختصار لـ Asymmetric Digital Subscriber Line؛ أي خط المشترك الرقمي غير المتماثل، ويُسمى هذا الخط غير متماثل بسبب وجود تفاوت في سرعة التنزيل من الإنترنت والتحميل إلى الإنترنت، وهي تقنية تتيح للمشتركين الولوج إلى شبكة الإنترنت عبر تأمين اتصال ذي نطاق عريض.
تنتمي هذه التقنية إلى عائلة تقنيات DSL التي ينتمي إليها أيضاً كل من تقنيات ADSL RADSL ،VDSL وتستخدم تقنية ADSL خطوط الاتصالات الهاتفية الموجودة فعلياً من أجل تمكين المُستخدمين من إجراء المكالمات الهاتفية الأرضية؛ مما يجعلها خياراً مناسباً من حيث الجودة والسعر وقابلية الوصول إلى عدد كبير من المشتركين؛ إذ إنَّها لا تتطلب تمديدات إضافية، وقابلة للتحميل على خطوط الهاتف الأرضي.
تؤمِّن خدمة ADSL سرعات عالية للمشتركين مقارنة بالمودم التقليدي، كونها تستخدم حزمة واسعة من الترددات تؤمِّن للاتصال بالإنترنت سرعات أعلى بنحو 30 - 40% من الاتصال باستخدام مودم الهاتف التقليدي.
ومن الجدير بالذكر أنَّ الاتصال بالإنترنت عبر استخدام تقنية ADSL يُدعى بالتكنولوجيا دائمة التشغيل، كون الرسوم التي يتم تقاضيها عن استثمار الخدمة غير مرتبطة بالوقت الذي يقضيه المستخدم متصلاً وغير مرتبط بكمية البيانات التي يتم تناقلها من وإلى الشبكة؛ إذ يمكن لجهاز الكومبيوتر أن يبقى متصلاً دائماً بالإنترنت دون أن تترتب على المستخدم أيَّة رسوم إضافية غير تلك المُتَّفق عليها شهرياً مع مزود الخدمة.
كيف تعمل تقنية ADSL؟
إنَّ آلية عمل تقنية ADSL تكون عن طريق تحميل إشارة الإنترنت على الخطوط النحاسية المخصصة لإيصال خدمة الاتصالات الأرضية إلى بيوت المشتركين، ومن ثم فإنَّ عمليات تناقل البيانات الخاصة بالإنترنت والإشارات الصوتية الخاصة بالمكالمات الهاتفية تتم على نفس الخط، لكن بعد أن تُقسَّم تردداته إلى مجموعة من الحزم.
لقد جاءت هذه الفكرة بناء على الحاجة إلى استثمار الخطوط النحاسية الهاتفية التي لا تستثمر الإشارات الصوتية إلَّا جزءاً صغيراً منه، لتأتي خدمة ADSL وتستثمر هذه الفضاءات الزائدة وتقسم التردد الفائض إلى ثلاثة أقسام؛ يكون القسم الأول الذي يتراوح تردده بين 300 - 3400 هرتز مخصصاً للمكالمات الهاتفية ويسمى POT، ويُفضَّل عن الأجزاء الأخرى من السلك النحاسي باستخدام أجهيزة خاصة تؤمن استمرار عمل هذا الجزء بسلاسة وكفاءة حتى في حالات خروج اتصال ADSL خارج الخدمة لأي سبب.
يكون القسمان الآخران من الحزمة الترددية الموجودة في السلك النحاسي مسؤولَين عن حركة بيانات خدمة ADSL، ويكون الأول منهما مسؤولاً عن عمليات التحميل Upload؛ أي التي يرفع فيها المستخدم البيانات إلى الشبكة، أما القسم الآخر، فيكون مسؤولاً عن تنقل البيانات من الشبكة إلى المستخدم أو ما يُسمى التنزيل Download.
نكرر الإشارة هنا إلى أنَّ سرعة الجزء المخصص للتنزيل أعلى بكثير من سرعة الجزء المخصص للتحميل، وهذا ما يعلل تسمية تقنية ADSL بأنَّها غير متماثلة؛ وهذا ما يجعلها الخيار الأفضل للمستخدمين الذين يستخدمون الموارد الشبكية أكثر من حاجتهم إلى رفع المعلومات إليها.
ميزات تقنية ADSL:
يتمتع الاتصال بتقنية ADSL بالعديد من الخصائص التي تجعل منه خياراً مفضلاً بالنسبة إلى الكثيرين من المستخدمين، ومن ميزات تقنية ADSL نذكر:
1. الاستمرار في عملية الاتصال بالإنترنت في أثناء المكالمات الهاتفية:
على الرغم من ظهور الهواتف المحمولة وتطور تقنيات الاتصال؛ تبقى الاتصالات الهاتفية الأرضية مفضلة بالنسبة إلى معظم المستخدمين بسبب الأمان والوثوقية التي تتمتع بها، وفي إصدارات قديمة من تقنيات الاتصال بالإنترنت وتحديداً باستخدام المودم والاتصال التقليدي Dial Up كان تلقي أو إصدار مكالمة هاتفية أمراً غير ممكن في أثناء الاتصال بالإنترنت، وخلاف ذلك صحيح؛ وذلك لأنَّ الخط مخصص لنوع واحد من الإشارات في الوقت ذاته، فإمَّا الاتصال الهاتفي أو الاتصال بالإنترنت.
لذا إنَّ ميزات تقنية ADSL في الحفاظ على سير كل من الاتصالين الهاتفي والإنترنت في الوقت ذاته جاء ثورة عظيمة لبت متطلبات الكثيرين من المستخدمين، وخاصة في الشركات والدوائر الرسمية.
2. ثبات الاتصال ووثوقيته:
من ميزات تقنية ADSL أنَّها تمنح المستخدمين تجربة اتصال بالإنترنت موثوقة ومستمرة غير قابلة للانقطاع أو التوقُّف، على عكس تقنيات الاتصال السابقة لها، فالجلسة الخاصة بالمستخدم تبقى فعالة بسبب تقنية الاتصال من نقطة إلى نقطة Point to Point، والتي تحافظ على تقديم الخدمة إلَّا في حال خروج مزود الخدمة من العمل.
3. الأداء الأفضل لعمليات تناقل البيانات:
من ميزات خدمة ADSL أنَّها تضمن للمستخدمين الاطلاع على المعلومات الموجودة على الشبكة بشكل سلس وسريع، ولعلَّ أكثر الناس إدراكاً لهذه الميزة هم الأشخاص الذين عاصروا الاتصال التقليدي بالإنترنت باستخدام المودم والمعروف بالـ Dial up أو خطوط ISDN؛ فلقد كان من المعروف أنَّ تصفُّح الصور باستخدام هذا النوع من الاتصال سبب كافٍ للإصابة بسكتة قلبية فما بالكم بتحميل ملف أو مشاهدة مقطع فيديو.
لم تكُن عمليات الرفع إلى الشبكة أوفر حظاً؛ بل كانت أيضاً شديدة البطء؛ لذا إنَّ وجود تقنية ADSL هو السبب الحقيقي وراء دخول الإنترنت بهذا العمق على حياتنا ومهامنا اليومية، واقتحامه مجالات الدراسة والعمل وإتاحتهم عن بُعد؛ وذلك لأنَّ عمليات التحميل والتنزيل أصبحت أسرع بكثير وأسهل بكثير وقد تكون أوفر بكثير.
نقصد هنا الاتصالات الهاتفية عبر الإنترنت والمدعوة بـ Voice Over IP، والتي شاع استخدامها في إجراء الاتصالات الهاتفية الدولية، والتي وفرت الكثير من الأموال على الشركات وعلى المستخدمين الفردين بتجنيبهم المكالمات الهاتفية الدولية التقليدية باهظة التكاليف.
4. اتصال مفتوح برسم محدد:
من ميزات خدمة ADSL أنَّها توفر خدمة الاتصال بالإنترنت طيلة أيام الأسبوع وخلال كل ساعات اليوم؛ مما يجعل موارد الشبكة متاحة أمام المستخدم دائماً؛ إذ يستطيع أن يُحمِّل ويُنزِّل ما يشاء من البيانات دون أن يقلق حيال ترتُّب رسوم إضافية عليه؛ إذ إنَّ رسوم الاشتراك بخدمة ADSL هي رسوم شهرية تُدفَع لمزود خدمة الإنترنت بصرف النظر عن أيَّة اعتبارات أخرى كحجم الاستهلاك ومدة الاستخدام وغيرها.
شاهد بالفديو: 10 وسائل فعّالة لحياة رقمية أكثر أماناً
عيوب تقنية ADSL:
على الرغم من الميزات الكثيرة التي يقدمها هذا النوع من الاتصال، إلَّا أنَّه لا يخلو من بعض نقاط الضعف والعيوب، ويمكن تحديد عيوب تقنية ADSL بما يأتي:
1. الحاجة إلى القرب من المركز الهاتفي:
لعل أبرز عيوب تقنية ADSL أنَّها تحتاج إلى قرب بيت المستخدم من المركز الهاتفي الذي يقدِّم له الخدمة؛ وذلك لأنَّه كما أسلفنا: إنَّ إشارة الإنترنت محمَّلة على خط الإشارة الهاتفية النحاسي، وهي إشارة عرضة للتخامد والتشتت بفعل المسافات الطويلة؛ لذا في حال وجود مسافة طويلة بين المركز الهاتفي والمشترك فإنَّ خدمة الإنترنت لن تعمل بالشكل الأمثل لها، وهذا ما يجعلها خياراً غير مناسب للمناطق الريفية البعيدة عن مراكز الخدمة، فقد لا تصل الإشارة وقد تصل ضعيفة.
يجب أن ننوه إلى أنَّ جودة الخط الهاتفي تؤثر تأثيراً ملحوظاً في جودة الإنترنت، ففي الكثير من الحالات وخاصة في الخطوط الهوائية تتعرَّض الشبكة إلى العوامل الطبيعية التي تسبب تأكسد المواد الناقلة فيها؛ مما يسبب تشويشاً في نقل الإشارات.
2. الاستخدام التشاركي للحزمة:
من عيوب تقنية ADSL أنَّ المستخدمين يتشاركون في استخدام الحزمة؛ مما يؤثر في سرعة الاتصال بالإنترنت وخاصة في أوقات الذروة، كما يتأثر اشتراك المستخدم باشتراكات جيرانه ممن يتقاسمون معه الحزمة؛ وذلك لأنَّ اشتراكهم بسرعات عالية سبب في تباطؤ السرعة لديه، ومن ثم يمكن القول إنَّ ازدياد عدد المشاركين في الحزمة يؤثر سلباً في سرعة الإنترنت لدى المستخدمين.
3. سرعة التنزيل أكبر من سرعة التحميل:
رغم أنَّ هذه الحالة قد تكون مناسبة للأشخاص الذين يستخدمون موارد الشبكة، إلَّا أنَّها من عيوب تقنية ADSL بالنسبة إلى المستخدمين الذين يتطلب استخدامهم لخدمة الإنترنت رفع الملفات والوسائط المتعددة إلى الشبكة أو إرسالها بالبريد الإلكتروني، ونذكر منهم أصحاب المواقع الذين يحتاجون إلى تحديث محتوياتها باستمرار وبشكل يجعل تقنية ADSL قاصرة عن تلبية تطلعاتهم كما هو مطلوب.
4. الرسوم غير الثابتة:
من عيوب تقنية ADSL أنَّ مزودي الخدمة قادرون على التحكم بالرسوم؛ وذلك حسب استراتيجيات السوق والعرض والطلب وإقبال الناس الكبير للحصول على هذه التقنية، ورغم أنَّ ازدياد المستخدمين يعني ازدياد مبيعات المزود، إلَّا أنَّ التجهيزات تكفي عدداً محدوداً من المشتركين؛ مما يجعل عملية التوسع مكلفة بالنسبة إليهم؛ وذلك لأنَّها تضطرهم إلى شراء تجهيزات جديدة، وهذا ما يدفعهم إلى تغيير رسوم الخدمة من فترة إلى أخرى.
في الختام:
إنَّ تقنية ADSL صنعت ثورة في عالم الإنترنت، ويمكن الجزم بكل بساطة أنَّها كانت السبب في فتح آفاق جديدة من العلم والعمل؛ وذلك بفضل اتصالاتها الموثوقة وتكاليفها المقبولة وسهولة وصولها إلى المشتركين.
على الرغم من عيوبها إلَّا أنَّها تظل الخيار الأفضل بالنسبة إلى الكثيرين من المستخدمين، وهذا يفسر تهافت الناس للحصول عليها، كونها تقدم خدمة جيدة مقابل تكلفة مدروسة.
أضف تعليقاً