يعاني أرباب الأعمال من هذا الأمر طوال الوقت، ولكن غالباً ما يعرفون ما يجب عليهم القيام به، ويخططون للاستثمار، لكنَّهم يريدون أولاً الوصول إلى مستوى معين، أو تحقيق شيء ما.
إنَّ هذا الأمر يتعارض مع عملية صنع القرار الخاصة بك، ولكن بصفتك رائد أعمال، فإنَّ عملية اتخاذ القرار، هي التي يُبنى عليها كل شيء؛ لذلك عليك اتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب، والتي سينتج عنها النتائج الصحيحة.
لهذا السبب؛ عندما تسمع رائد أعمال يقول: "أنا غير متأكد من أنَّه الوقت المناسب للبدء"، فيجب أن تُحدِّد الوقت المناسب؛ وذلك لأنَّ معرفته هي التي تساعدك على أن يكون عملك ناجحاً، وهذا هو السر؛ فاتِّخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب، يجعلك تنجح ببساطة.
لكنَّ معظم روَّاد الأعمال لا يعرفون هذا الأمر، وهذا ما يجعلهم يبذلون قصارى جهدهم لفترة طويلة جداً، إنَّ جوهر المسألة ليس أنَّك لا تعرف متى يحين الوقت المناسب؛ وإنَّما الأمر هو الخوف من المجهول، والخوف من عدم حدوث ما تريده كما تريده، والخوف من فقدان السيطرة، والخوف من أنَّ استثمارك أو قرارك لن ينجحا.
هل تريد أن تعرف كيف تجعل عملك ناجحاً؟
كل تلك المخاوف المذكورة آنفاً تقيِّدك في الوقت الحالي، فأنت إنسان مصمم للبقاء على قيد الحياة، ونحن لم نُوجَد على هذا الكوكب لنفكر في يوم غد، أو في الشهر القادم أو في الخمس سنوات القادمة؛ حيث تدفعنا غرائزنا الأساسية للرغبة في العيش، وخوفنا هو الذي يتحكم بنا.
عندما تسمع أحدهم يقول: "لست متأكداً من أنَّه الوقت المناسب"، فإنَّ ما تسمعه هو خوفه من طريقة تأثير هذا القرار فيه الآن.
لكن، بصفتك رائد أعمال لا يمكنك أن تدع الخوف يؤثر في قراراتك، فاليوم هام، كما هو الحال بالنسبة إلى الشهر القادم والـ 60 يوماً أو الـ 90 يوماً القادمين، يجب عليك أن تفكر في هذا الأمر وتمتلك خطة لذلك.
ومع ذلك، فإنَّ الدافع وراء نجاحك، هو القرارات التي تتخذها وتوضح لك الصورة الشاملة، ومعرفة كيف سيؤثر هذا فيك خلال السنوات العشر القادمة؟ وماذا عن الـ 40 سنة القادمة؟ هل يقودك هذا نحو رؤيتك ويساعدك على تحقيقها؟ وهل يتسبب ذلك في معاناة قصيرة الأمد؛ بحيث يساعدك على تحقيق نمو كبير على الأمد البعيد؟
ما هو تأثير ذلك فيك وفي عملك وعائلتك؟
عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرار حاسم يجعلك تشعر بعدم الارتياح، يجب عليك أن تقرِّرَ فيما إذا كانت هذه الفكرة الجديدة المخيفة تستحق هذا العناء على الأمد البعيد، هل سيستحق الألم وعدم الراحة خلال الأشهر القليلة القادمة، كل هذا العناء لسنوات قادمة؟ هل التكلفة المالية والوقت يستحقان العناء الآن؟
إذا كانت الإجابة "نعم"، فأنت بحاجة إلى التغلب على مخاوفك وتحقيق ذلك، ولا يتعلق الأمر فيما إذا كان هذا هو الوقت المناسب؛ حيث لا يوجد وقت مثالي عندما تكون الظروف مناسبة، ويتعلق الأمر باتخاذ القرار المناسب، وليس القرار السهل والمريح الذي سيسمح لك بالنمو والتوسع.
وإذا كان هذا الاستثمار الكبير الجديد أو القرارات المخيفة، ستقودك نحو مستقبل جيد، فإنَّ الوقت قد حان الآن.
هذا ما يفعله روَّاد الأعمال الناجحون، ولا يعني ذلك أنَّهم لا يشعرون بالخوف؛ بل إنَّهم يواجهونه؛ وذلك لأنَّهم يعرفون مدى أهمية اتخاذ القرارات على الأمد البعيد، ومع ذلك، هم لا يعرفون أنَّهم سينجحون، ولا يعرفون أنَّهم على حق، فلا شيء مضمون؛ لكنَّهم يثقون بأنفسهم، ويجب عليك أن تثق بنفسك أيضاً، وتؤمن بأنَّك ستحقق النتائج التي تسعى إليها.
كيف تجعل عملك ناجحاً؟ يمكن تحقيق ذلك من خلال اتخاذ قرارات طويلة الأمد:
عندما تقول: "لست متأكداً من أنَّه الوقت المناسب"، فهذا مجرد عذر.
لا يأتي النمو الشخصي أو المهني بسهولة، ومن الصعب اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب؛ حيث توجد أوقات تكون فيها مخطئاً وترتكب أخطاء تكلفك الوقت والمال، فالخوف من المجهول قد يحرمك أن تنام قرير العين، ويسبب الكثير من الفوضى في حياتك؛ لكنَّ هذه هي الطريقة التي تجعل عملك ناجحاً.
يجب أن تكون على استعداد لاتخاذ خطوة مناسبة والثقة بنفسك، ويبدأ ذلك بتحديد ما هي رؤيتك وماذا تريد من عملية ريادة الأعمال، يجب عليك بعد ذلك أن تضع هذه "الرؤية" في الحسبان في الأوقات جميعها، وتحدد فيما إذا كانت قراراتك ستساعدك على تحقيق تلك الرؤية أم لا، إذا كان الأمر كذلك، فقد حان الوقت الآن؛ لذا تغلَّب على الخوف وافعل ما يجب عليك القيام به، وإذا لم يكن الأمر كذلك، غيِّر قراراتك.
تحمَّل مسؤولية القرارات التي تتخذها، فمعظم الناس لا يفعلون ذلك؛ حيث يسمحون للخوف بالتأثير في قراراتهم؛ لذلك، إذا كنت تريد أن تصبح شخصاً ناجحاً وتبني مشروعاً يُحدث تغييراً في العالم، يجب عليك التغلب على الخوف واستعادة السيطرة على حياتك وقراراتك.
أضف تعليقاً