من هو سلمان الفارسي؟
- سلمان الفارسي الملقَّب بـ "سلمان المحمدي".
- هو صحابي من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وواحد من رواة الأحاديث النبوية.
- كان يسمَّى بالفارسية "مابه بن بوذخشان"، وكذلك بـ "روزبه بن مرزبان".
- يعدُّ أوَّل من أسلم من بلاد فارس.
- يعود أصله إلى الفرس، ولكنَّه هجر أهله وقومه باحثاً عن الدين الحقيقي.
- اعتنق دين أهل الفرس والمسيحية أيضاً إلى أن وصل إلى الإسلام، فأسلم بعد أن وصف له أحد القساوسة النبي الذي سيظهر عند العرب، وأعطاه علامات للتأكد منها، وعندما قابل رسول الله عليه ألف صلاة وسلام أسلم سلمان رضي الله عنه وأرضاه.
نشأة وطفولة سلمان الفارسي:
- سلمان المحمدي يعود أصله إلى دهقان، قرية من قرى أرض أصفهان في بلاد فارس.
- كان وحيداً لأبيه فلا أخوة له ولا أخوات.
- تربَّى على يد والده، وكان شديد التعلُّق به إلى حدِّ الجنون، حتى حبسه في البيت وفقَ ما جاء في الرواية.
- اعتنق ديانة بلاد فارس في طفولته كباقي أبناء قومه، إلَّا أنَّه منذ طفولته كان على شكٍّ بهذه الديانة.
- اشتهر بذكائه وفطنته في صغره.
السيرة الذاتية لسلمان الفارسي:
- انجذب سلمان الفارسي للمسيحية في بداية شبابه على الرغم من تشدُّده، وصارح والده، لكنَّه قُيِّد من أبيه بعد أن يأس منه وأحسَّ بخطورة فراره إلى الكنائس، على الرغم من محاولاته العديدة بإقناعه أنَّ دينهم خير دين.
- صار يتردَّد إلى الكنيسة مرات متعدِّدة، حتَّى طلب من رجال الكنيسة أن يخبروه عندما يقرروا المجيء إلى أرض العرب، فتم الأمر وسافر إلى أن وصل للشام.
- عند وصول سلمان الفارسي إلى بلاد الشام سأل من كان معه عن أعلم رجال الدين المسيحين ليتعلَّم على يده، فأوصلوه إلى أسقف الكنيسة، راقبه مع التزامه وإيَّاه، ولكنَّ المسيحي كان لصاً، يسرق من مال الصدقة.
- مات الأسقف الأول، ورُجِم وجُلِد بعد معرفة قومه بأفعاله السيئة.
- خلف الأسقف رجلاً ثانياً، وكان صالح النفس والعمل، وعندما اقترب أجله، فإنَّه أشار إلى رجل آخر موجود في الموصل ليذهب إليه سلمان.
- ارتحل سلمان الفارسي للموصل عاملاً بوصية الأسقف الصالح، ووصل لصديق الأسقف، فاحتضنه ورعاه.
- تكرَّرت حادثة سفر الفارسي بعد وفاة أسقف الموصل، ورحل إلى عمورية في الأناضول، وتبنَّاه صديق لأسقف الموصل.
- عندما قرَّر الارتحال إلى أرض العرب التقى بيهود من بني كلب، على أمل أن يوصلوه للجزيرة العربية، لكنَّهم غدروا به وأسروه وباعوه.
- بذلك تحوَّل سلمان الفارسي ابن العائلة النبيلة، إلى عبد عند يهود العرب.
- عندما رأى سلمان النخيل في أرض العرب، تحقَّق من مقولة المسيحي، وبعد فترة اشتراه ابن عم مالكه وراح به إلى المدينة، فرأى الحجارة السوداء وأشجار النخيل، فأيقن أنَّه وصل لأرض النبي المختار.
- استسلم الفارسي لحياة العبودية، حتى جاءه خبراً أنَّ أحداً ما يدَّعي النبوة، فعاد الأمل له، وراح يبحث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- وجد رسول الله بعد فترة من الزمن وراح يتحقَّق من الدلائل التي تشير إلى نبوة الرسول، وتحقَّق منها واحدة تتبع الأخرى، حتى تأكَّد كامل التأكد من ذلك، وعندها قبَّل الرسول وراح يبكي.
- حكى سلمان قصته لرسول الله وأعانه صلى الله عليه وسلم، حتى يُعتَق من العبودية، فقرَّر مالكه عليه أن يزرع ثلاثمائة نخلة، ويقدِّم له ٤٠ أوقية من الذهب الخالص.
- أعانه الصحابة على زراعة النخيل، وقدَّم له الرسول الذهب بعد عودته من إحدى الغزوات وجمعهم للغنائم، وكانت الغنيمة قطعة ذهب بحجم بيضة، وقد بلغت بالوزن ٤٠ أوقية.
- أُعتق سلمان الفارسي من العبودية، وشارك في غزوات النبي، واتبع الرسول والتزم بأوامره.
- توفي الصحابي سلمان الفارسي خلال خلافة عثمان بن عفان عام ٣٣ من الهجرة النبوية، في موقع المدائن بالعراق، معاصراً بذلك المسيحية والإسلام.

المسيرة المهنية لسلمان الفارسي:
- في بداية حياته كان يعمل تحت كنف والده في بلاد فارس بوصفه والياً ورقيباً على المدن والقرى.
- بعد سفره إلى الشام عمل بوصفه تلميذاً وخادماً للكنائس ودور العبادة المسيحية.
- ثم عمل بوصفه كاهناً وخادماً للكنيسة في موصل العراق، وقد اشتهر بتقواه وأخلاقه والتزامه.
- عمل بعد هجرته إلى تركيا في العبادة وخدمة الكنيسة، كما عمل في تجارة المواشي والأبقار لفترة من الزمن.
- خُطِف لفترة ثم بيع بوصفه عبداً لمرات متعددة.
- بعد عبوديته عند يهود العرب، ظلَّ يعمل عند سيِّده لوقت كبير، آخذاً منه قوت يومه والقليل من المال.
- عندما استعبده اليهودي الأخير وسافر به إلى المدينة، عمل في كنف سيِّده وأدار له أرزاقه وزراعته.
- بعد إسلامه وعتقه من العبودية عمل تحت كنف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعانه على نشر الإسلام كغيره من الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين.
- ساهم في نصرة الحق، وكان من الرجال الأشداء الذين يملكون الفطنة والذكاء.
- كما عمل بوصفه داعيةً للإسلام، وصحابياً لرسول الله.
- ساهم في ترجمة الكتب الفارسية إلى العربية وبالعكس، وكان يترجم المراسيل بين العرب والفرس.
- عمل بوصفه كاتباً عند رسول الله عليه الصلاة والسلام.
- كما شارك في كثير الغزوات وتميَّز بشجاعته وثباته.
- شهد سلمان الفارسي الفتح الإسلامي لبلاده.
- في خلافة عمر بن الخطاب استلم إمارة المدائن.
إنجازات سلمان الفارسي:
- ابتكر الصحابي الجليل سلمان الفارسي فكرة حفر الخندق، بعدما قرر قوم قريش وقوم غطفان بشنِّ هجوم على المسلمين، وتعدُّ هذه الفكرة من أعظم إنجازاته، فقد حفر المسلمون الخنادق في الأماكن المكشوفة من المدينة المنورة، وهذا أعجز المشركين من دخول المدينة، وكان لسلمان الفارسي الدور الكبير في حماية المسلمين.
- كان مرافقاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم في باقي الغزوات بعد غزوة أُحُد، كما شارك في فتح فارس.
- واحدٌ من أكثر الصحابة الذين دعوا للإسلام وبشروا له.
- عمل بوصفه راوياً للأحاديث النبوية الشريفة، فقد روى أكثر من ثلاثمائة حديث.
- ساهم في الحدِّ من الفقر، وأطعم وكسا كثيراً من الجياع والمساكين.
- من أعظم إنجازاته بحق نفسه، أنَّه سعى وسافر واستُعبد وصبر على البلايا والأيام السوداء بهدف الوصول إلى الحق والإسلام.
- ترجم كثيراً من المؤلفات إلى العربية الفصحى.
تحديات واجهت سلمان الفارسي:
- تعرَّض سلمان الفارسي رضي الله عنه للغدر من قبل اليهود، فاتَّفق مع قوم من بني كلب ليأخذوه إلى أرض العرب، لكنَّهم غدروا به وباعوه إلى يهودي.
- تعرَّض لأذى قريش بعد إسلامه، كباقي الصحابة رضي الله عنهم جميعاً.
تأثير سلمان الفارسي:
- لسلمان الفارسي رضي الله عنه أثر عند المسلمين أجمعين، فهو يعدُّ قدوة لهم في دينه وعقله وحكمته.
- يقتدي المسلمون به كونه سعى إلى الوصول إلى الحق والحقيقة الإسلامية العظيمة.
- كان له دور في إسلام الكثيرين من الفرس، إضافة إلى دوره في تعليم وهداية المسلمين.
- يعدُّ من الشخصيات الإسلامية العظيمة والمحبَّبة عند مختلف المذاهب الإسلامية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه: "سلمان من أهل البيت".
أهم الأقوال والاقتباسات المأثورة عن سلمان الفارسي:
- العلم كثير والعمر قصير، فخُذْ من العلم ما تحتاج إليه في أمر دينك ودع ما سواه.
- إنَّما مثل المؤمن في الدنيا كمثل المريض معه طبيبه الذي يعلم داءه ودواءه، فإذا اشتهى ما يضره منعه، وقال لا تقربه فإنَّك إن أتيته، أهلكك فما يزال يمنعه حتى يبرأ من وجعه، وكذلك المؤمن يشتهي أشياء كثيرة ممَّا قد فضَّل الله به غيره من العيش، فيمنعهُ الله عز وجل إياه ويحجزه حتى يتوفاه فيدخله الجنة.
- تواضعوا لله عزَّ وجلَّ فإنَّهُ مَنْ تواضع لله عزَّ وجلَّ في الدنيا، رفعهُ الله يوم القيامة.
- مَثَلُ القلب والجسد مَثَلُ أعمى ومُقعد، قال المُقعد إنِّي أرى تمرة ولا أستطيع أن أقوم إليها فاحملني فحمله فأكل وأطعمه.
- إذا أسأت سيئة في سريرة فأحسِن حسنة في سريرة، وإذا أسأت سيئة في علانية فأحسِن حسنة في علانية لكي تكون هذه بهذه، وإذا زدت من الخير فلك وإذا زدت من الشرِّ فعليك.
- ما من مسلم يكون بفيء من الأرض فيتوضأ أو يتيمَّم، ثمَّ يؤذن ويقيم إلَّا أمَّ جنوداً من الملائكة لا يرى طرفهم أو قال آخرهم.
- إنَّ العبد إذا كان يدعو الله في السرَّاء فنزلت به الضراء فدعا، قالت الملائكة صوتٌ معروف من آدميٍّ ضعيف فيشفعون له، وإذا كان لا يدعو الله في السراء فنزلت به الضراء، قالت الملائكة صوتٌ مُنكر من آدميٍّ ضعيف فلا يشفعون له.
جوائز وتكريمات نالها سلمان الفارسي:
- كرَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابي سلمان الفارسي رضي الله عنه وأرضاه، وجعله من أصحابه.
- كما عدَّه واحداً من أهل بيت النبوة والرسالة.
حقائق غير معروفة عن سلمان الفارسي:
- يحظى سلمان الفارسي بتقديس خاص عند بعض الطوائف الإسلامية التابعة لآل البيت، وكذلك عند الموحدين "الدروز".
- تعده بعض الملل باب الله في الأرض.
أضف تعليقاً