لذلك إن كنت تود معرفة هذه الثقافات مع طرح أمثلة عليها تابع معنا المقال.
الثقافات الفردية مقابل الثقافات الجماعية
هناك اختلاف واضح بين الثقافات الفردية والجماعية من حيث تشكيل هوية الفرد وسلوكه وتواصله، وعلى الفرد أن يعي هذا الاختلاف ليعزز لديه التفاهم المتبادل مع الثقافات الأخرى. ويكمن هذا الاختلاف في:
الثقافات الفردية
للثقافات الفردية تأثير كبير على قيم الفرد وسلوكياته في العمل فهي تؤثر على مساره المهني وعلى الفرد أن يفهم التأثيرات لأنها تساعده في اتخاذ القرارات المهنية الصحيحة إضافة إلى تطوير مهاراته بما يناسب ثقافته وبيئته.
تأثير الثقافات الفردية على المستقبل المهني
- القيم في العمل إذ أن بعض الثقافات تعتبر الالتزام والانضباط من قيم العمل الرئيسية مثل الالتزام بالوقت والانضباط في العمل وهذا ما يؤثر على أداء الفرد في بيئة عمله.
- أسلوب التواصل حيث أن ببعض الثقافات يكون التواصل بشكل مباشر وواضح أما في ثقافات أخرى يكون التواصل غير مباشر من خلال استخدام أساليب أخرى بشكل دبلوماسي يتيح التعبير عن الأفكار.
- التوازن بين الحياة الشخصية والعمل إذ أن بعض الثقافات الفردية تعطي أولوية وقتها لعلاقاتها الأسرية والشخصية وهذا ما يؤثر على قراراتهم المهنية، كما هناك ثقافات أخرى تستطيع أن توازن بين حياتها المهنية والشخصية.
الثقافات الجماعية
تلعب الثقافات الجماعية دور مهم وكبير في تحقيق النجاح المهني وذلك من خلال فهم تأثير تلك الثقافة مثل تعزيز التعاون أو دعم العلاقات.
تأثير الثقافات الجماعية على المستقبل المهني
- تعزيز التعاون والعمل بشكل جماعي فهو يعتبر قيمة أساسية في الثقافة الجماعية، علاوة على ذلك يتيح العمل الجماعي بث الروح في الفريق الذي بدوره يزيد من إنتاجيته.
- يكون التواصل في الثقافات الجماعية مبني على الحوار ومناقشة الأعضاء إضافة إلى وجود تفاعل فيما بينهم.
- يدخل التعلم من تجارب الآخرين جزء أساسي من التطوير المهني للفرد كما تركز هذه الثقافة على التعلم المهني المستمر وذلك من خلال التدريب والتوجيه من قبل زملاء العمل أو المشرفين على ذلك.
شاهد بالفيديو: 6 طرق لتطوير حياتك المهنية
القيم الثقافية المؤثرة على اختيار المهنة
تعتبر القيم الثقافية بمثابة البوصلة التي توجه الأفراد في اختيار مسارهم المهني. فهي تشكل تصوراتنا حول العمل، النجاح، والمسؤولية الاجتماعية، وتؤثر بشكل كبير على القرارات التي نتخذها بشأن مستقبلنا المهني. وإليك فيما يأتي بعضاً منها:
1. القيم الدينية
فهم القيم الدينية والعمل بها يساعد الأفراد على اتخاذ القرارات المهنية التي تتماشى مع معتقداتهم الأخلاقية والدينية، كما تؤثر على طريقة تقيميهم للمهنة وماهي تأثيرها على مبادئهم.
القيم الدينية التي تؤثر على اختيار المهنة
- جميع الأديان تبين أهمية الصدق والأمانة في العمل علاوة على ذلك على الفرد أن يتجنب الممارسة غير الأخلاقية بالمهنة الذي يختارها والتي تتعارض مع المبادئ الأخلاقية إذ أن في بعض الأحيان هناك مهن يحصل بها غش واستغلال للآخرين.
- التوازن بين الحياة الشخصية والعمل حيث أن القيم الدينية تبين أهمية الأسرة والمحافظة عليها لذلك تؤثر هذه القيم على اختيار المهن التي تحقق التوازن في الحياة، كما أن هناك الكثير من الأفراد يختارون مسارهم المهني الذي يحتاج إلى وقت أقل ليتمكنوا من أداء شعائرهم الدينية.
2. القيم الاجتماعية
تلعب القيم الاجتماعية دور كبير في اختيارات الفرد المهنية فهي تؤثر على تقييم الأفراد للمهن وما هو مدى توافقها مع بيئتهم الاجتماعية والثقافية التي يعيشون فيها.
القيم الاجتماعية التي تؤثر على اختيار المهنة
- هناك العديد من المهن التي تعتبر من المهن الأكثر احتراماً في مجتمعنا وهذا ما يجعل رغبة الأفراد في الدخول فيها أكثر من غيرها مثل المهن التعليمية والطبية. كما يسعى الكثير من الأفراد إلى اختيار مهنهم حسب تقديرها من قبل المجتمع لتعزيز شعور الفخر فيهم.
- التقاليد والعادات دور في اختيار المهن إذ أن هناك العديد من الأفراد الذين يتابعون العمل بمهنة تقليدية توارثوها عبر الأجيال كالحرف اليدوية.
- تعتبر العائلة المحرك الأساسي لاختيار مهنة أي فرد بسبب تأثيرها القوي جداً فهي توجه الأفراد حول اختيار مهن محددة تبعاً للعادات والتقاليد السائدة في مجتمعهم.
3. القيم الثقافية العامة
تؤثر القيم الثقافية العامة حول مدى اختيار الأفراد لمهنهم وتقييمها إضافة إلى أي حد تتوافق مع الهوية والرغبة الشخصية.
القيم الثقافية العامة التي على اختيار المهنة
- للتراث والتقاليد دور كبير في اختيار مهنة الفرد والتي تتماشى مع تقاليدهم مثل الزراعة. علاوة على ذلك، هناك العديد من المهن التي ترتبط برموز ثقافية تعزز لدى الفرد الشعور بالانتماء.
- هناك عدة ثقافات تعتبر التعليم عنصر أساسي في حياة الفرد وهذا ما يجعل التوجه نحو المهن التي تتطلب مستوى عالي من التعليم أكثر. بالإضافة إلى أن هناك بعض من الأفراد يرغبون بالتعلم المستمر والمعرفة الدائمة لاختيار مهن أكاديمية.
شاهد بالفيديو: كيف تحدد أهدافك في العمل لتطور مهاراتك المهنية؟
تأثير الثقافة على اتخاذ القرارات المهنية
هناك دور عميق للثقافة من حيث اختيار القرارات المهنية إذ أن تأثيرها يبدأ من كيفية التواصل حتى تقييم النجاح أو المخاطر، كما أن فهم هذه التأثيرات يساعد الأفراد على اتخاذ القرارات المهنية الأكثر جدارة. ومن هذه التأثيرات:
1. التوقعات الأسرية
تلعب الأسرة دوراً محورياً في اتخاذ قرارات مهنية لأفرادها، ومن بعض تأثيرها:
الدعم والتوجيه
الأسر التي توفر الموارد لأفرادها وتدعم التعليم فيما بينها يجعل أي فرد منها يتخذ أي قرار مهني بشكل صائب، بالإضافة إلى تقديم الأهل النصائح المناسبة التي قدمت بناء على تجارب سابقة بين أفرادها.
تشكيل الضغط النفسي
يشعر الكثير من الأفراد بالذنب في حال اختاروا مسار مهني لا يوافق مع رغبة أسرتهم أو توقعاتها، وهذا ما يؤثر على صحة الفرد النفسية ويجعله في حال ضغط وتوتر دائم.
2. الضغوط الاجتماعية
تشكل الضغوط الاجتماعية دور كبير في اتخاذ القرارات المهنية أو حتى في التأثير على المستقبل المهني، ومن تأثيرها:
وجود المنافسة
يعتمد العديد من الأفراد على اختيار مسارات مهنية تمكنهم من منافسة غيرهم بهدف تحقيق النجاح المالي أو الاجتماعي عليهم.
التأثير النفسي
بشكل الضغط الاجتماعي حالة من الضغط والتوتر، وهذا ما يؤثر سلباً على اتخاذ أي قرار مهني.
توقعات المجتمع
يميل الأفراد في اتخاذ قرارات مهنية تعتمد على توقعات مجتمعهم أو أسرتهم، الأمر الذي يجعل خيارات الفرد محددة ومحصورة.
3. التوجهات المهنية السائدة
تعكس التوجهات المهنية السائدة كلاً من القيم الاجتماعية والثقافية والاقتصادية المتبعة في المجتمع، ومن الجوانب التي تبين هذا التأثير:
توجهات السوق
يميل الأفراد إلى اختيار مسارات مهنية تتوافق مع متطلبات السوق إذ أن هناك عدد من الوظائف يزداد الطلب عليها بشكل مستمر، مثل وظائف الرعاية الصحية أو أي مهنة لها علاقة بالتكنولوجيا.
التوجهات التعليمية
تتغير توجهات الأفراد نحو المهن حسب ظهور التخصصات الجديدة التي نشأت نتيجة ابتكار تكنولوجي أو التغيرات الاجتماعية.
التكنولوجيا
تطور التكنولوجيا أدى إلى ظهور توجهات جديدة مثل العمل عن بعد وهذا ما يؤثر على اتخاذ القرار المهني لدى الفرد، علاوة على ذلك الطلب المتزايد على المهارات الرقمية جعلت العديد من الأفراد يختارون المجال الذي له علاقة بهذه المهارة.
أمثلة على الاختلافات الثقافية في اختيار المهنة
يتأثر اختيار المهنة بالعوامل الاقتصادية والقيم الأسرية إلى جانب تحقيق التوازن بين الحياة والعمل، إذ أن هذه القيم تختلف من ثقافة إلى أخرى. ومن الأمثلة عن اختلاف الثقافة:
الولايات المتحدة تشجع على الفردية والابتكار
تشجع الولايات المتحدة الأمريكية على الفردية والابتكار فهي تدعم الإبداع والابتكار إلى جانب توفير البيئة الثقافية والاقتصادية الداعمة لهم، ويمكن معرفة كيف يمكن للولايات المتحدة تعزيز هذه القيم من خلال:
- دعم الثقافة الفردية، إذ أن الولايات المتحدة تدعم تحقيق الذات ووجود حرية شخصية إذ أن هذه القيم تشجع الأفراد على أخذ خطوة مهمة في مساراتهم المهنية.
- يشجع التعليم العالي في الولايات المتحدة على التفكير الإبداعي من خلال تقديم برامج تعليمية في الجامعات، كما توفر بيئة مناسبة ومحفزة لطلابها، إلى جانب تقديم الجامعة برامج خاصة بريادة الأعمال الأمر الذي يتيح للفرد تحويل أفكاره إلى واقع ناجح.
الصين تؤكد على أهمية العمل الجماعي والمسؤولية الاجتماعية
تؤكد الصين على أهمية العمل الجماعي وذلك لتحقيق التنمية المستدامة لها فهي تعتبر العمل الجماعي جزء من الهوية الوطنية لتحقق التقدم الاجتماعي لها. إذ أنها تعزز العمل الجماعي من خلال:
- تسعى الصين على تحقيق التوازن بين نموها الاقتصادي وعدالتها الاجتماعية، فهي تطرح مشاريع جماعية تتطلب تقديم العون من قبل العديد من القطاعات لديها وهذا ما يعزز العمل الجماعي.
- تقديم التوعية اللازمة من خلال برامج التعليم المطروحة في الجامعات والمدارس، وهذا ما يجعل الجيل القادم واعياً بأهمية العمل بشكل جماعي، كما يتم تنظيم العديد من الحملات التوعوية تبين أهمية التعاون في المجتمع.
الدول العربية تتأثر بشكل كبير بالقيم الدينية والعائلية
تتأثر الدول العربية بشكل كبير بالقيم الدينية والعائلية وهذا ما يجعل التأثير يظهر على كل من الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، كما تؤثر على سلوك الفرد وعلاقته الاجتماعية إذ أن هذه القيم تعكس هوية الفرد الثقافية ويجعل هناك تعاون بين الأفراد. ويظهر هذا التأثير في:
يعتبر الدين مصدر أساسي للقيم فهو جزءاً من الهوية الثقافية في معظم الدول العربية، وهذا ما يعزز كل من التعاون والسلوك والعدالة. كما يعزز الدين الأخلاق الحميدة مثل احترام الآخرين والتسامح.
في الختام
لا بدّ أن لكل ثقافة دور في المستقبل المهني لأي فرد، فهي تؤثر على اتخاذ أي قرار مهني يتيح للفرد تطوير نفسه والابتعاد عن الصورة النمطية للأعمال الموجودة.
أضف تعليقاً