إضافة إلى ذلك فإنَّ السيارات ذاتية القيادة هي حل رائع لكبار السن أو ذوي الاحتياجات الخاصة ممن لا يستطيعون القيادة، فتسمح لهم بالتنقل بأريحية، ولكن حتى الوقت الحالي ورغم التطورات الكثيرة، ما زالت السيارة ذاتية القيادة تواجه كثيراً من التحديات، أهمها التحديات التقنية والتحديات القانونية، فتحتاج السيارات إلى تشريعات جديدة لتحديد المسؤولية في حال وقوع الحوادث.
إضافة إلى التحديات المالية، فالشركات المُصنِّعة تحتاج إلى مبالغ هائلة تستثمرها في البحث والتطوير، أما المستخدم فسيحتاج إلى مبالغ كبيرة لشراء هذه السيارة عند انتشارها، كما سيواجه السيارة حينها تحديات اجتماعية، فالسائقون سيخافون من فقدان مهنتهم، والناس قد ينتابهم القلق بشأن سلامتهم.
كيف يمكن تحسين السلامة والأمان في السيارات ذاتية القيادة باستخدام الذكاء الاصطناعي؟ فقد أصبح الذكاء الاصطناعي يمتلك دوراً هاماً في كثير من المجالات، وما زال في طريقه للدخول إلى كل المجالات لتحسينها وتطويرها.
الذكاء الاصطناعي في القيادة الذاتية:
يتوقع الباحثون والخبراء أنَّه كأقل حد 50% من السيارات المباعة في عام 2030 ستكون ذاتية القيادة، والتي ستعمل من دون سائق بمساعدة تقنية الذكاء الاصطناعي، الذي يعطي الآلة القدرة على التفكير المنطقي والتعلم لتتمكن من اتخاذ القرار السليم دون الرجوع إلى السائق أو المستخدم، وهذا يجعل دخول الذكاء الاصطناعي إلى مجال السيارات ذاتية القيادة يحمل معه كثيراً من الفوائد، وأبرزها الفوائد الآتية:
1. توفير الوقت والجهد:
لا يتحمل المستخدم مسؤولية التركيز مع الطريق، بل يمكنه الاهتمام بأشياء أخرى، فمثلاً يمكن استغلال الوقت في الاهتمام بالعمل قبل الوصول إلى مكان العمل أو في الدراسة قبل الوصول إلى الجامعة.
2. تحسين كفاءة استهلاك الوقود:
يتحكم الذكاء الاصطناعي في سرعة السيارة، ومن ثم يمكن تقليل استهلاك الوقود، وهذا بدوره يؤدي دوراً هاماً في تقليل انبعاث الغازات الضارة.
3. تحسين تجربة الركاب:
يساهم الذكاء الاصطناعي في جعل الرحلة مريحة وهادئة من خلال إدارة نظام الترفيه والتحكم بدرجات الحرارة والتهوية والإضاءة وكل ما يمكنه زيادة شعور المستخدم بالراحة.
4. تحسين التنقل بين الأماكن:
يمكِّن الذكاء الاصطناعي المستخدم من التنقل بين المدن دون التفكير باختيار الطريق الأفضل والأقل ازدحاماً؛ وذلك من خلال تحليل البيانات المتعلقة بحركة المرور لتوفير مسارات أكثر فاعلية وسرعة أيضاً.
5. تحسين الأمان والسلامة:
يساهم الذكاء الاصطناعي في تقليل الحوادث وتحسين الأمان؛ وذلك من خلال تقنياته المتطورة، وسنتحدث مطولاً عن ذلك في الفقرة القادمة.
تحسين السلامة والأمان في السيارات ذاتية القيادة باستخدام الذكاء الاصطناعي:
يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين الأمان مساهمة فعالة؛ وذلك عن طريق تطوير تقنيات تعطي حلولاً فعالة في جميع المواقف التي تتعرض لها السيارة، وأهمها ما يأتي:
تعزيز التعرف إلى الأشياء:
يعزز الذكاء الاصطناعي التعرف إلى الأشياء في السيارة ذاتية القيادة من خلال ما يأتي:
1. تعلُّم الآلة:
يمكن استخدام تقنيات التعلم الآلي لتحليل الصور والفيديوهات الملتقَطَة لتحديد ماهية والغرض من الإشارات المرورية والعلامات الطرقية الموجودة على الطريق.
2. معالجة اللغة الطبيعية:
يمكن استخدام تقنيات معالجة اللغة الطبيعية لتحليل كافة البيانات التي تتعلق بالطريق، كالبيانات التي يُحصَل عليها بواسطة الأقمار الصناعية أو التطبيقات الجغرافية، التي تفيد في التعرف إلى الأشياء الموجودة على الطريق ولتحديد المسار الأفضل للسيارة.
3. تقنيات الاستشعار:
منها الاستشعار بواسطة الرادار أو بواسطة الأشعة تحت الحمراء أو الكاميرات؛ وذلك من أجل تحديد المسافة بين السيارة والأشياء الأخرى التي تحيط بها.
4. الشبكات العصبية العميقة:
والتي يمكن استخدامها أيضاً لتحليل الصور والفيديوهات التي تحدد ماهية الأشياء، وتفيد في تحديد المسار الأمثل للسيارة.
توفير التنبؤات:
يتطلب توفير التنبؤات في السيارات ذاتية القيادة استخدام تقنيات للتحليل تفيد فيما يأتي:
1. تحليل البيانات الجوية:
تؤثر الأحوال الجوية تأثيراً كبيراً في أمان وسلامة السيارات ذاتية القيادة، فيمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتوفير التنبؤات المتعلقة بالرياح والأمطار والعواصف الرعدية أو حدوث الثلوج؛ وذلك بتنبيه السيارة بالتغيرات القادمة بهدف اتخاذ الإجراءات للتفاعل مع الأحوال الجوية بالشكل المناسب أو لتغيير الطريق والاتجاه لمنطقة أكثر أماناً.
2. تحليل البيانات المرورية:
يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتوفير تنبؤات عن حركة المرور في الطريق الذي ستتجه إليه السيارة لتجنبالازدحام المروري والحوادث أو لتغيير المسار واتخاذ مسار أكثر أماناً.
3. تحليل البيانات الديناميكية للسيارة:
تفيد تقنيات الذكاء الاصطناعي في توفير تنبؤات عن الأوضاع الميكانيكية للسيارة ذاتية القيادة، مثل السرعة والتسارع والمسافة المقطوعة؛ وذلك بإعطاء تنبؤات عن الأحداث المتوقعة للتحذير من أي خطأ لتغيير مسار السيارة والتفاعل مع الأحداث بأفضل شكل.
4. تحليل البيانات الخارجية:
يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الاجتماعية أو السياسية أو الاجتماعية؛ لتكون السيارة ذاتية القيادة قادرة على التفاعل مع الأحداث المحيطة، ولتتخذ أفضل الإجراءات عند حدوث تغيرات خارجية.
تحسين القدرة على التواصل:
يمكن استخدام عدة طرائق تستند إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين القدرة على التواصل، وأهمها ما يأتي:
1. الروبوتات الصوتية:
التي توفر تواصلاً جيداً بين الركاب والسيارة ذاتية القيادة؛ وذلك بتصميم روبوتات تتعرف إلى أصوات الركاب وتجيب عن الاستفسارات إجابة واضحة ومفهومة ومقنعة بالنسبة إلى الركاب.
2. التعلم الآلي ومعالجة اللغات الطبيعية:
فتُستخدَم هذه التقنيات من أجل تحليل النصوص والتعرف إلى الأوامر الصوتية وفهمها فهماً صحيحاً، ويمكن تدريب النماذج الإحصائية على الإجابة عن الأسئلة التي يوجهها الركاب للسيارة ذاتية القيادة.
3. تحليل البيانات الحيوية:
تفيد هذه النقطة في المحافظة على صحة الركاب، فيمكن تحليل البيانات الحيوية للركاب مثل درجة الحرارة أو معدل ضربات القلب ومستوى الإجهاد؛ وذلك لاتخاذ الإجراءات المناسبة في حال ساءت حالة المستخدِم.
4. تحليل الصور والفيديوهات:
يمكن استخدام الكاميرات لالتقاط صور وفيديوهات للركاب، ومن ثم تحليل التعابير الوجهية والحالة النفسية للركاب والتواصل معهم بناءً على الحالة النفسية.
تحسين القدرة على مواجهة الأخطاء والتصدي لها:
يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين القدرة على التصدي للأخطاء في السيارات ذاتية القيادة؛ وذلك من خلال ما يأتي:
1. تحليل البيانات الضخمة:
فيمكن استخدامه لتحليل البيانات التي تتعلَّق بالسيارة وبما يحيط بها؛ وذلك لفهم أي خطأ في النظام، ويساعد ذلك على تحسين البرمجيات والأجهزة المستخدمة في السيارة.
2. تعلُّم الآلة:
يمكن استخدام هذه التقنية للتعرف والتنبؤ بالأخطاء المحتمل حدوثها، ويمكن استخدام المعلومات التي تفيد في اتخاذ القرار الأفضل لتجنب الوقوع في الأخطاء.
3. تحليل الصور والفيديوهات:
يمكن تحليل الصور والفيديوهات التي تلتقطها الكاميرات؛ وذلك لفهم ما يحدث حول السيارة وفهم الإشارات المرورية وحركة المشاة.
4. الاختبارات الافتراضية:
يمكن إخضاع السيارة لاختبارات افتراضية من خلال وضعها في بيئة تحاكي البيئة التي ستسير فيها السيارة؛ وذلكلاكتشاف الأخطاء قبل إطلاقها إلى العالم الحقيقي.
5. التحقق من الذات:
يمكن الاستفادة من تقنية التحقق من الذات في تقييم أداء السيارة والتأكد من سلامة نظامها، فتكتشف الأخطاء مبكراً ليُتصدَّى لها.
تحسين الأمن السيبراني:
توجد عدة طرائق يمكن من خلالها تحسين الأمن السيبراني في السيارات ذاتية القيادة، ومنها الطرائق الآتية:
1. التعرف إلى السلوك غير المعتاد:
وذلك باستخدام تقنيات التعلم الآلي لتحذير المستخدم من وجود خطر، لتُحوَّل السيارة إلى الوضع الآمن.
2. الكشف عن الهجمات السيبرانية:
يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن الهجمات على نظام القيادة الذاتية، فتُحلَّل هذه الهجمات وتُتَّخذ الإجراءات اللازمة لمنعها وتقليل الأثر السلبي لها في السيارة ذاتية القيادة.
3. تحليل البيانات الكبيرة:
والتي تفيد في فهم ما يجري ضمن السيارة وفي المنطقة المحيطة بها أيضاً، ومن ثم تساعد على التنبؤ بالأخطار المستقبلية والتحذير من الأخطار المحتملة.
4. تحليل سجلات النظام:
بحيث يمكن فهم ما يجري داخل نظام السيارة والتعرف إلى الأنماط غير المعتادة.
5. الحماية من البرامج الضارة:
وذلك من خلال تحليل الروابط المشبوهة والتطبيقات والملفات، لتحذير المستخدم من الأخطار المحتملة.
6. التحقق من هوية المستخدم:
بحيث يُتأكَّد من أنَّ الشخص الذي يقود السيارة هو المستخدم المصرح له باستخدامها.
7. التدريب الآلي:
وهذه التقنية تفيد في تعليم النظام الحاسوبي كيفية التعامل مع الأحداث؛ وذلك من خلال تحليلها واتخاذ أفضل القرارات.
في الختام:
يتجه العالم نحو السيارات ذاتية القيادة لكونها تقنية مبتكرة تساعد على الحفاظ على حياة الركاب؛ وذلك من خلال تقليل الحوادث المرورية بناءً على تقليل الازدحام، ولكنَّها تواجه عدة تحديات، منها تقنية وقانونية ومنها اجتماعية، فقد ينتاب المستخدمون القلق والخوف على سلامتهم؛ لذلك الذكاء الاصطناعي في تحسين السلامة والأمان في السيارات ذاتية القيادة من خلال استخدام تقنياته المتطورة في تعزيز التعرف إلى الأشياء المحيطة بالسيارة من إشارات أو مشاة، وتوفير التنبؤات عن الأحوال الجوية والمرورية والخارجية، وتحسين القدرة على التواصل مع المستخدمين أو مع المشاة والسيارات الأخرى المحيطة بالسيارة، إضافة إلى تحسين القدرة على التصدي للأخطاء من خلال تنبيه السيارة لاتخاذ الإجراءات المناسبة، كما يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين الأمان السيبراني من خلال تطوير نظم الحماية من الهجمات والاختراقات.
أضف تعليقاً