عندما نكره شيئاً ما فإننا على الأرجح سنأتي بأعذار لا تحصى فيما يتعلق بعدم رغبتنا في العبث به، ونميل أيضاً إلى التقليل من شأنه، وبذلك سيبدو ذو أهمية أقل. إنّ تأجيل تأمين كمبيوترك يشبه إلى حد كبير تأجيل زيارتك إلى طبيب الأسنان كل ستة أشهر. بإمكانك تفادي عواقب ذلك لفترة قصيرة ولكن في نهاية الأمر إهمالك سيترتب عليه عواقب وقد تتسبّب في مشاكل مالية في المستقبل.
الأسباب التي تجعلنا نهمل حماية الحاسب:
سوف نذكر هنا 5 من الأسباب الضعيفة التي يتحجج بها الناس عادةً بخصوص عدم تأمينهم لأجهزة الكمبيوتر، وأسباب عدم صحتها:
1- البرامج المضادة للفيروسات مكلفة للغاية ولا أريد القيام بتجديدها كل سنة:
إحدى الشكاوى الكبيرة حول البرامج المضادة للفيروسات هو أنّ الناس قد تعبوا من شراء هذه البرامج كل سنة. فالعديد من الناس يتركون اشتراكاتهم تنتهي وكنتيجة لذلك تتوقف الحماية لديهم.
ما لايدركه الكثير من المستخدمين هو أن هناك خيارات عديدة متوفرة لاقتناء برامج مضادة للفيروسات وبدون أن تكلف بنساً واحداً. يقدم بعض بائعي أنظمة التشغيل حلول أولية عديدة وبشكل مجاني، في حين أنّ البعض الاخر يقدّم حلولاً مجانية ولكن مدعومة بالإعلانات. هناك أيضاً حلول أخرى تتضمن تحديثات مجانية مدى العمر.
2- نظام التشغيل لدي يقوم بتحديث نفسه:
بينما تمتلك معظم أنظمة التشغيل ميزة القدرة على تنصيب تحديثات الأمان تلقائياً، فإن هذه الميزة قد لا تكون مفعلة عند بعض الناس، أو قد يتم تعطيلها عن طريق الخطأ، من الممكن أيضاً أن تقوم بعض البرمجيات الخبيثة بتعطيل هذه الميزة بشكل متعمد. يجب عليك القيام بعملية فحص يدوي للبرامج من حين لآخر للتحقق فيما إذا كانت ميزة التحديثات التلقائية تعمل بشكل جيد أم لا، ولمعرفة الأماكن الحرجة والتي كانت الحماية فيها مفقودة. وانظر في إمكانية تفعيل ميزة التحديث التلقائي على متصفحات الانترنت والتطبيقات والإضافات الشائعة الاستخدام مثل "قارئ ملفات أدوبي PDF" و"فلاش" وغيرها.
3- عمليات النسخ الاحتياطي مُتعِبة وتستغرق وقتاً طويلاً:
كان النسخ الاحتياطي فيما مضى مزعجاً جداً عندما كانت الوسيلة الوحيدة المتوفرة لدينا هي أقراص (cd-rs) أو الأشرطة. هذا كان في السابق، أما الآن فقد أصبح بإمكاننا إجراء عمليات النسخ الاحتياطي إلى "السحابة" أيضاً، أو يمكن استخدام أقراص صلبة رخيصة وقابلة للنقل ووسيط بصري ذو سعة عالية مثل أقراص بلو راي القابلة للكتابة، أو حتى أجهزة Flash Drive.
نَظّم استراتيجية للنسخ الاحتياطي لملفاتك الهامة، واحرص على أن يكون لديك على الأقل طريقتين لإجراء ذلك (متصل وغير متصل) بالإنترنت وذلك تحسباً لفشل أحدهما.
4- أنا ذكي جداً على الوقوع في عملية احتيال أو النقر على رابط خطر:
يمكن أن تكون قد حصّنت عقلك ضد الاحتيالات ولكن المخادعين والمحتالين يقومون كل يوم بإنشاء المزيد والمزيد من الحيل المقنعة. قد لا تقوم أنت بالنقر على أي شيء ضار، ولكن أطفالك أو أي شخص آخر يستخدم كمبيوترك بإمكانه أن يفعل ذلك عن طريق الصدفة، كأن يزور موقعاً سيئاً، أو أن يفتح إحدى الملحقات الضارة الواصلة إلى بريده الالكتروني. إنّ وجود إحدى الروابط المشبوهة لديك هو كل ما يلزم لكي يتعرض نظامك كله للخطر.
5- الحماية تستغرق وقتاً طويلاً وتبطىء العمل على الكمبيوتر:
نعم، إنّ كلمات المرور الطويلة يمكن أن تكون صعبة التذكر، ولكن هناك العديد من تقنيات الأمان التي تمتلك عامل إزعاج منخفض جداً. يمكن أن تكون بعض التعزيزات الأمنية واضحة تماماً للمستخدم. إن خدمة VPN المنصبة على جهاز التوجيه (الراوتر) الخاص بك يمكنها حماية كل الأجهزة الموجودة في منزلك والموصولة بالإنترنت من خلالها. فبما أنها مطبقة على جهاز التوجيه فإن المستخدمين لا يعلمون حتى أنّ حركات مرورهم كلها يتم تشفيرها وحمايتها من التنصت والعبث.
إن استخدام مزود DNS البديل ذو الحماية المنيعة يمكن أن يؤثر بشكل أفضل على التحسينات الأمنية، حتى أنه في بعض الحالات يؤدي إلى زيادة سرعة متصفح الويب. فعلا شبيل المثال استخدام DNS الخاص بشركة غوغل يؤدي إلى تسريع الوصول إلى صفحات الانترنت، ويقوم بحماية الأجهزة من الاختراقات المعروفة باسم "DNS Cache Poisoning"، وكل ما عليك هو كتابة عنوان DNS العام الخاص بغوغل وهو 8.8.8.8 أو 8.8.4.4 في الحقل المخصص له ضمن إعدادات الشبكة لديك.
الخاتمة:
لاحظنا أنه لا ينبغي علينا إعطاء مبررات غير مقنعة من أجل إهمال حماية حواسيبنا، لأنه على المدى الطويل سيكون هناك أمور معقدة لا يمكن حلها بسهولة نتيجة إهمالنا لحماية الحاسوب، وقد يترتب عليه فقدان لبياناتنا الهامة في زمن كثرت فيه الاختراقات الأمنية وبرامج تشفير البيانات مقابل الفدية.
أضف تعليقاً