الهدف من مجال التمييز الذاتي هو تعزيز فهم الفرد لذاته، من خلال تحليل مهاراته واهتماماته، والتعرف إلى صفاته ومبادئه وقيمه لتحديد أهدافه في الحياة ونقاط القوة وكذلك الضعف، وهذا يساعد على فهم سلوكه الإيجابي والسلبي ليستطيع الفرد تحسين سلوكه وتفاعله مع المجتمع، وليُحسِّن مهاراته الشخصية، فيصبح أداء الفرد في العمل أفضل بكثير، كما تصبح العلاقة التي تربط جسده بعقله أفضل، وينعكس ذلك إيجاباً على صحته النفسية.
في وقتنا الحالي الذي يتميز بدخول الذكاء الاصطناعي إلى مختلف مجالات الحياة، أصبح من الضروري التعرف إلى الدور الذي يؤديه في مجال التمييز الذاتي وتحليل السلوك، ومقالنا الحالي سيوضح دور الذكاء الاصطناعي وتطوراته في هذا المجال.
أهمية دخول الذكاء الاصطناعي إلى مجال التمييز الذاتي وتحليل السلوك:
دخول الذكاء الاصطناعي إلى مجال التمييز الذاتي وتحليل السلوك، حمل معه فوائد عدة جعلته ذا أهمية بالغة، منها ما يأتي:
1. تحسين تجربة المستخدم:
تساهم تحليل شخصية المستخدم في توفير تجربة محسَّنة ومميَّزة عن السابق.
2. تحسين الأمن والخصوصية:
تساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في كشف النشاطات الإجرامية التي تَحدُث عبر الإنترنت قبل حدوثها، وهذا يساعد على استتباب الأمن وحفظ خصوصية المستخدمين.
3. تحسين الكفاءة:
يساعد تحليل سلوك المستخدمين على فهم احتياجاتهم بدقة لتعمل المؤسسات الخدمية أو التجارية والصناعية على تحسين كفاءة المنتجات لتنال رضى المستخدمين.
4. تحسين الأبحاث العلمية:
يساهم تحليل البيانات الكبيرة والتقارير العلمية في إيجاد الخلل أو المشكلات، وإيجاد الحلول المناسبة لها.
5. تحسين العلاقات الاجتماعية:
يساعد فهم طبيعة الفرد وشخصيته ومشاعره على تفسير سلوكه، ويساعد على تحسين حالته النفسية والاجتماعية، وهذا يعزز علاقته بالآخرين، ويزيد التفاعل بين الأفراد والمجتمعات.
تطورات الذكاء الاصطناعي في مجال التمييز الذاتي وتحليل السلوك:
الدور الذي يؤديه الذكاء الاصطناعي في تحسين التمييز الذاتي وتحليل السلوك هام جداً، وذلك بفضل القدرة الكبيرة على معالجة وتحليل البيانات، ويتم ذلك من خلال ما يأتي:
1. تحليل النصوص والمحادثات:
يحلل الذكاء الاصطناعي النصوص والمحادثات بواسطة تقنيات عدة تقوم على ما يأتي:
1. تحليل النصوص اللغوية:
يستخدم الذكاء الاصطناعي تقنية تسمى (NLP) تُحوِّل النصوص إلى بيانات ليعالجها الحاسوب، وهذا النوع من التحليل يفيد في الكشف عن الأساليب والأنماط في الكلام، فيحلل المفردات المستخدَمة والتراكيب، فيُميِّز بين الكلام الإيجابي والسلبي.
2. تحليل المشاعر:
لتحليل النص وتمييز الردود العاطفية الموجودة في النصوص والمحادثات.
3. التعلم العميق:
يفيد في التعرف إلى النصوص والمحادثات، وتحليلها بأفضل شكل.
4. التحليل الإحصائي:
يؤدي دوراً هاماً في تحليل النصوص والمحادثات.
2. التعرف إلى الصور والإشارات:
يتعرف الذكاء الاصطناعي إلى الصور والإشارات من خلال ما يأتي:
1. التعرف إلى الصور:
يستخدم الذكاء الاصطناعي تقنياته في التعرف إلى الصور والتصوير الرقمي لتحليل الصور، بحيث يحلل الأشكال والألوان وهيكل الصورة ليستخرج المعلومات الهامة منها التي تساعد على التمييز الذاتي.
2. التعرف إلى الإشارات الجسدية:
كما هو معروف، فالجسد قادر على إخبارنا بالكثير عن شخصية الفرد ومشاعره وأفكاره إن تم فهم الحركات التي تصدر عنه بالشكل الصحيح، والذكاء الاصطناعي يحلل الإشارات الجسدية من خلال فهم الحركات والتعابير الوجهية، فمثلاً يُميِّز بين الثقة بالنفس والغرور والاستياء، وهذا يساهم في تحليل سلوك الفرد.
3. التعلم العميق:
يُستَخدَم التعلم العميق في تحليل الصور، وتمييز الأنماط، وفهم الإشارات الموجودة في الصور بشكل منطقي وواقعي وموضوعي.
4. التحليل الإحصائي:
يساعد على تحليل البيانات التي تتعلق بالصور والإشارات الجسدية التي تساعد على التمييز الذاتي بشكل دقيق.
3. تحليل البيانات الكبيرة:
يساعد الذكاء الاصطناعي على التمييز الذاتي وتحليل السلوك، من خلال استخراج المعلومات الهامة من البيانات الكبيرة بعد تحليلها بشكل دقيق باستخدام تقنياته المتعددة، التي يُعَدُّ أهمها ما يأتي:
1. التعلم الآلي:
يُدَرَّب الذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات التي تتعلق بسلوك الفرد لاستخراج ما يدل على مشاعره ومهاراته.
2. تحليل البيانات الكبيرة:
يتم إدخال كمية كبيرة من البيانات، ويتم إدارتها وتحليلها واستخراج أهم المعلومات بشكل موضوعي ودقيق.
3. التحليل الإحصائي:
يحلل الذكاء الاصطناعي البيانات، لكن من خلال الاعتماد على المعادلات الرياضية والإحصاءات، لاستنتاج أهم المعلومات التي تتعلق بالتمييز الذاتي وسلوك الفرد.
4. التعلم العميق:
يتميز بقدرته الكبيرة على تحليل البيانات الكبيرة، وإعطاء نتائج دقيقة ومفيدة جداً في سياق التمييز الذاتي.
4. تحليل السلوك على الإنترنت:
يساعد ذلك على فهم أنماط السلوك والعوامل التي تؤثر في مستخدِم الإنترنت، ومن ثم تؤثر في الإنترنت بهدف تحسين التجربة من خلال فهم اهتمامات المستخدم واحتياجاته، ويتم ذلك بواسطة تقنيات متعددة، منها ما يأتي:
1. متابعة النشاطات على الإنترنت:
يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل السلوك من خلال متابعة نشاط الفرد على الإنترنت، مثل بحثه عن منتجات معينة أو مواقع محددة، من خلال التفاعلات التي يقوم بها مع المحتويات الموجودة على الإنترنت، فيستخرج من ذلك معلومات مفيدة لمجال التمييز الذاتي.
2. التعلم الآلي:
يُدَرَّب الذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات واستخراج المعلومات عن سلوك الفرد.
3. تحليل البيانات الكبيرة:
التي تتعلق بسلوك الإنسان على الإنترنت ليُفهَم فهماً واقعياً وموضوعياً ومنطقياً أيضاً.
4. التحليل اللغوي:
يتمثل التحليل اللغوي بتحليل اللغة التي يستخدمها الفرد على المواقع الإلكترونية، أو في محادثاته مع الآخرين عبر الشبكات الاجتماعية، لاستخراج التراكيب والمفردات التي تشرح شعوره واهتماماته وتُوضِّح سلوكه.
5. توفير الملاحظات والتوصيات:
يحلل الذكاء الاصطناعي سلوك الفرد، ويضع ملاحظات وتوصيات هامة من خلال ما يأتي:
1. تحليل النمط السلوكي:
يتعرف الذكاء الاصطناعي إلى اهتمامات وأفكار الفرد من خلال تعرُّفه إلى نشاطاته التي يقوم بها على الإنترنت، ومن ثم يضع توصيات تتعلق بالمنتجات أو الخدمات الأساسية أو المحتوى الإعلامي.
2. تحليل البيانات الكبيرة:
التي يعتمد تحليلها على التحليل الإحصائي، أو التحليل اللغوي، أو التحليل الجغرافي، أو جميعها معاً لاستخلاص المعلومات الهامة والمفيدة في مجال التمييز الذاتي، وترك توصيات منطقية وواقعية.
3. التعلم الآلي:
يفيد في تعرُّف الذكاء الاصطناعي إلى الأنماط السلوكية التي يتبعها المستخدمون لفهم شخصياتهم بشكل مدروس ودقيق جداً.
4. استخدام الروبوتات الحوارية:
التي تُعرَف باسم "الشات بوت"، وتضع ملاحظات هامة ودقيقة بعد التعامل مع المستخدمين بشكل طبيعي، وتتحدث إليهم، وتتفاعل معهم لتحديد احتياجاتهم بأدق صورة.
دور الذكاء الاصطناعي في تحليل سلوك الأطفال:
تحليل سلوك الأطفال هام جداً لبناء مجتمعات سليمة، وبالطبع يقوم الذكاء الاصطناعي بهذا الدور حتى مع الأطفال، وفي مجالات عدة، أهمها ما يأتي:
1. مجال التعليم:
يساعد تحليل سلوك الأطفال بواسطة الذكاء الاصطناعي على تحديد المستوى التعليمي للطفل، من خلال تحديد مستوى فهم الطفل لكل مادة من المواد الدراسية، وتحديد الأسلوب التعليمي الأكثر فاعلية في تلبية حاجات الطفل التعليمية.
2. مجال الصحة:
كثيراً ما تُشخَّص الأمراض أو الحالات الصحية التي يعاني منها الطفل بصعوبة؛ لأنَّ قدرة الطفل على التعبير عن مشاعره محدودة نوعاً ما، ومن ثم يساهم الذكاء الاصطناعي في تحديد المشكلات الصحية التي يعاني منها الطفل بشكل مبكر، وتحديد الأساليب الفعالة للوقاية من الإصابة بالأمراض أيضاً.
3. مجال الرعاية الاجتماعية:
يساعد تحليل سلوك الطفل بواسطة الذكاء الاصطناعي على فهم المشكلات الاجتماعية التي يعاني منها الطفل، مثل تعرُّضه للإساءة أو التنمر، كما يفيد في تحديد أسلوب دعم الطفل لمواجهة المشكلات الاجتماعية والتغلب عليها.
يتطلب ذلك العمل مع فِرق متعددة الاختصاصات للتأكد من حماية الطفل، وحفظ خصوصيته، وعدم تحليل سلوكه بطريقة مؤذية نفسياً، وذلك بمراعاة الأخلاقيات المهنية، والقِيم، والمبادئ عند استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك الطفل.
في الختام:
حقق الذكاء الاصطناعي تطورات هامة في مجال التمييز الذاتي وتحليل السلوك، وحملت معها تلك التطورات فوائد وآثار إيجابية هامة، مثل تحسين التواصل والتفاعل بين الأفراد، وتعزيز العلاقات الاجتماعية، وتحسين مهارات الأفراد، وهذا يساهم في تحسين الأداء في العمل، ويعزز صحة الإنسان النفسية.
اعتُمِد على الذكاء الاصطناعي في مجال التمييز الذاتي وتحليل السلوك بطرائق عدة، مثل تحليل النصوص اللغوية والمشاعر، والتعرف إلى الصور والإشارات التي تصدر عن جسم الإنسان، من حركات وتعابير وجهية تدل على مشاعره وصفاته الشخصية، بالاعتماد على التعلم العميق وتحليل البيانات الكبيرة لاستخراج المعلومات المفيدة منها في مجال التمييز الذاتي والتحليل الإحصائي، باستخدام معادلات رياضية لتحليل البيانات.
يُحلَّل بواسطة الذكاء الاصطناعي السلوك على الإنترنت بمتابعة نشاط المستخدمين، واستنتاج اهتماماتهم وحاجاتهم من خلال تفاعلهم مع محتويات الإنترنت، ومن ثم وضع توصيات وملاحظات هامة تفيد في جعل تجربة المستخدمين أكثر فائدة، وتزيد من الأمن بالكشف عن الجرائم قبل وقوعها.
أضف تعليقاً