تعريف الموسيقى الكلاسيكية:
هي نوع غريب من أنواع الموسيقى يختلف عن الموسيقى التقليدية يُكتب ويُغنى في الطقوس الدينية والأوركسترالية والأويرالية، وتُسمى أحياناً بالموسيقى الفنية، وهي أكثر انفتاحاً وتعقيداً مقارنةً بالموسيقى الشعبية، وتشمل الكلاسيكية الموسيقى الشعبية والجاز وموسيقى الروك.
أنواع الموسيقى الكلاسيكية:
الموسيقى الكلاسيكية نوعان: الموسيقى الآلية والموسيقى الصوتية.
ما هي الموسيقى الآلية؟
هي عبارة عن ثلاثة أنواع:
1. موسيقى اللحن المنفرد:
يؤديه عازف واحد على آلة واحدة فقط لا يهم نوع الآلة، ولها تكوينات شائعة ومتشعِّبة منها السوناتا.
2. موسيقى الحجرة:
تُكتَب لعدد قليل من العازفين يتراوح من 2 - 5 عازفين، يؤدون على مجموعة من الآلات الموسيقية.
3. موسيقى الأوركسترا:
تؤدَّى أمام جمهور كبير من الحضور والمتفرجين، وتضم نخبة من العازفين يتراوح عددهم 50 - 100 عازف، يعزفون على عدَّة آلات موسيقية بين آلات النفخ والوترية والنحاسية والنقر.
ما هي الموسيقى الصوتية؟
هي عبارة عن أربعة أنواع:
1. الأغاني:
يُطلَق عليها لقب الأغاني الفنية، وتُستَخدَم فيها قصائد يغلب عليها الطابع الأدبي واللغة الفصيحة، ويرافق المُغني عنصرٌ موسيقيٌ إضافيٌ يُسمى عازف بيان وخاصة إذا كان الشعر رومانسياً أو يُغني قصص الحب.
2. الكورال:
أغانٍ تُكتب تؤديها مجموعة أصوات بشرية تبدو كأنَّها صوت واحد، ومنها أصوات السوبرانو، والالتو، والجهير، والصادح.
قد ترافق المغني فرقة أوركسترالية مع مايسترو أو عازف يعزف على آلة واحدة فقط، ويُكتَب هذا النوع من الموسيقى الصوتية عادةً للطقوس الدينية والصلوات والترانيم.
3. الأوبرا:
هي نمط مُختلف وغريب من الموسيقى يجمع ما بين الموسيقى الآلية والموسيقى الصوتية مع أداء مسرحي معبِّر وشامل، وتُستَخدم تقنية تصوير اللقطات الدرامية لقصة ما أو موقف ما، وتجمع بين عدَّة عناصر منها: الأوركسترا، الغناء الفردي أو المنفرد ويُسمى الأريا، الكورال ويُسمى الغناء الجماعي، الباليه.
4. الموشحات:
تشبه إلى حد كبير الأوبرا؛ إذ تُستَخدم الأوركسترا والكورال والغناء المنفرد في مكان واحد، وغالباً ما تُغنى الموشحات من أجل قصة ما أو تراتيل دينية.
آلات الموسيقى الكلاسيكية:
بنى الملحنون الكلاسيكيون فرق الأوركسترا الخاصة بهم على أسس الموسيقى الباروكية، لكنها كانت أكبر حجماً، وارتكزوا على:
1. الآلات الوترية:
الكمان والفيولا والتشيلو والباس المزدوج وأحياناً الجيتار.
2. آلات النفخ الخشبية:
المسجل أو الفلوت الخشبي والمزمار والباسون والكلارينيت.
3. آلات النفخ النحاسية:
البوق والأبواق (مع الصمامات بنهاية الفترة).
4. آلات الإيقاع:
الطبول وأحياناً المثلث والصنج اليدوي والطبل الجهير.
5. المفتاح:
فورتيبيانو.
كانت فرق الأوركسترا الكلاسيكية أكبر حجماً، ومع تحسن بناء الآلات، تحسن نطاق الديناميكيات في الأداء، حيث تم استبدال القيثارة بالفورتيبيانو، وهو سلف البيانو الحديث اليوم.
نشأة الموسيقى الكلاسيكية:
يمكن ببساطة أن القول إنَّ الموسيقى الكلاسيكية هي إنتاج فني موسيقي بحت، نما وتجذر ونبت في تقاليد وطقوس الغرب وبخاصة الشعوب الأوروبية بنوعيها؛ الموسيقى العلمانية والموسيقى الدينية.
وقد سُميت الحقبة الزمنية الممتدة بين الأعوام 1750 - 1820 بحقبة الموسيقى الكلاسيكية؛ إذ لاقت هذه الموسيقى رواجاً واحتضاناً وإقبالاً كبيراً من قبل موسيقيي الغرب والجمهور الأوروبي.
وفي القرون الوسطى؛ كان الرهبان في الكنائس يغنون الموسيقى الكلاسيكية، وقد كان الأداء يشبه إلى حد كبير الأداء الأوركسترالي، وكانت تئن تحت وطأة سلطة الكنيسة والقائمين على رعاية الأديرة والقداس، فكانت مقيَّدة بالصلوات والترانيم والطقوس الدينية المسيحية.
ولكن في العصر الرومانسي تحررت الموسيقى الكلاسيكية وخرجت من إطار سلطة الكنيسة والطقوس الدينية وصارت تُغنى في المهرجانات والحفلات.
ما هي أهمية الموسيقى الكلاسيكية؟
- لقد دلت الإحصاءات والدراسات العالمية على أن الموسيقى لها تأثير إيجابي وهام في صحة الإنسان النفسية والعقلية.
- سماع الموسيقى الكلاسيكية باستمرار يحسن لمزاج الإنسان ويعتبر علاجاً فعالاً ضد نوبات الاكتئاب الصعبة والحادة.
- الشخص الذي يستمع وينصت باستمرار للموسيقى الكلاسيكية يتسم بالهدوء والرزانة والتوازن.
- الموسيقى الكلاسيكية تخفف من حدة التوتر الناجم عن ضغوطات الحياة المعاصرة، وتخفف نزعة العنف عند الشعوب.
- الموسيقى الكلاسيكية تزيد من ذكاء الإنسان وقدرته على التذكر وتمنحه فسحة ليبدع ويطور ملكاته ويحس الجمال ويتذوقه.
ما هي فوائد الموسيقى الكلاسيكية؟
الموسيقى الكلاسيكية ليست مجرد رفاهية، حيث تمتلك العديد من الفوائد الصحية والنفسية، وفيما يلي أبرز فوائد الموسيقى الكلاسيكية:
- تخفف من حدة التوتر والتشنُّج العصبي.
- تخفف نزعة العنف عند الإنسان.
- لها دور في التخفيف من الميول الانتحاري.
- تجعل الإنسان أكثر تسامحاً وطيبة وتخفف غريزة العدائية أو صفة العدوانية.
- تخفف من نوبات الغضب.
- علاج حقيقي للاكتئاب.
- مهدئ للأعصاب.
- محسِّن للمزاج.
- تزيد من إفراز هرمونات السعادة.
- تمنح الإنسان القدرة على السيطرة وضبط انفعالاته.
- تجعل الإنسان أكثر رقة وحساسية.
- يصير الإنسان أكثر جمالاً حين يستمع للموسيقى الكلاسيكية.
- يزيد الذكاء العقلي والعاطفي.
- تُكسب المرء طاقة شعورية قوية ويصبح أكثر حساسية للموسيقى واللحن والكلمة.
- تضبط إيقاع الجسم وتُبقيه متوازناً.
- تجعل الإنسان أكثر انفتاحاً وتحضُّراً.
- تمكِّنه من القيام بمهامه بشكل أدق وأسرع.
- تخلق جواً صحياً هادئاً في المنزل.
- تعطي شعوراً بالاسترخاء والقدرة على النوم.
- تنمي عند الإنسان ملكة الإصغاء الكلي والاستماع الوجداني.
- تعزز ميولاً إبداعية لدى مستمعيها ومتذوقيها.
- تدفع الإنسان إلى البحث عن الجمال بكل أشكاله وتجلياته.
- تدفع الإنسان إلى البحث والغوص في عالم الموسيقى الكلاسيكية والتعمُّق في خفايا وأسرار جمالها.
- تَرقى بالإنسان إلى مراتب أعلى وأكثر جمالاً.
- تفتح خلايا المخ وتحسِّن الذاكرة وتزيد الذكاء والابتكار.
- تزيد قدرة الإنسان على الحب الحقيقي والعطاء والصداقة.
أهم رواد الموسيقى الكلاسيكية:
هناك العديد من الشخصيات المشهورة التي ارتبط ذكرها بالموسيقى الكلاسيكية، وفيما يلي نذكر أشهر مؤلفي الموسيقى الكلاسيكية:
- فرانز دانزي 1763 - 1826 ميلادية.
- دومينيكو سيماروسا 1749 - 1801 ميلادية.
- لويجي تشيروبني 1760 - 1842 ميلادية.
- جيوسيب بونو 1711 - 1788 ميلادية.
- لويجي بوكهيريني 1743- 1805 ميلادية.
- وليام بيليجنس 1746 - 1800 ميلادية.
- لودفيج فان بيتهوفن 1770 - 1827 ميلادية.
- جوان كريزيزستومو دي آرياجا 1806 - 1826 ميلادية.
تاريخ ظهور الموسيقى الكلاسيكية:
- فترة العصور أو القرون الوسطى 500 - 1400 ميلادية.
- عصر النهضة 1400 - 1600 ميلادية.
- العصر الباروكي 1600 - 1750 ميلادية.
- العصور الكلاسيكية 1750 - 1820 ميلادية.
- العصور الرومانسية 1804 - 1910 ميلادية.
- العصر الحديث 1890 - 1930 ميلادية.
- العصر الحديث العالي 1950 - 1969 ميلادية.
- فترة ما بعد الحداثة من عام 1930 حتى وقتنا الحالي.
ازدهار الموسيقى الكلاسيكية:
في منتصف القرن الثامن عشر اتَّجهت المنطقة الأوروبية إلى طريق جديدة في الأدب والفن والعمارة والثقافة، وعُرفَ هذا الطريق أو هذا التيار بالكلاسيكية. شملَ مصطلح الكلاسيكية كل أشكال الفنون بما فيها الموسيقى التي أثَّر فيها تأثيراً كبيراً. وفيما يلي أبرز المراحل التي مرت بها الموسيقى الكلاسيكية:
- جاءت الكلاسيكية كمحاولة لمحاكاة العصور القديمة كتجربة اليونانيين القدماء التي سُمِّيت فيما بعد بالكلاسيكية اليونانية.
- شهدت الفترة الموسيقية تطوراً ملحوظاً في شكل السوناتا، ويُقصد بالسوناتا مجموعة مبادِئ وأسس هيكلية للموسيقى توائِم بين التفضيل الكلاسيكي للمواد التي تصدر لحناً وبين التطوير التوافقي.
- استمرت السوناتا بالازدهار والانتعاش بوصفها شكلاً آخر من أشكال الموسيقى المتفردة وما يُسمى بموسيقى الحجرة.
- في وقت لاحق أصبحت الرباعية الوترية شكلاً بارزاً من أشكال الموسيقى في العصر الكلاسيكي.
أهم خصائص الفترة الكلاسيكية أنَّ الموسيقى فيها أخذت شكلاً آخر يميزها عن غيرها في تلك الفترة، وهو أنَّ الموضوع كان مؤلفاً من أشكال وعبارات وإيقاعات متناقضة، وهذه العبارة مقتضبة متوضِّعة على شكل أربع شرائط تأخذ شكلاً طولانياً، كما تتَّصف بأنَّها متجانسة الشكل والملمس.
الموسيقى الكلاسيكية في العصر الباروكي:
في الفترة الزمنية الممتدة بين الأعوام 1600 - 1750 ميلادية، تميزت الموسيقى الباروكية بزخارفها ورسوماتها وتأثرها في فن العمارة والفسيفساء.
حيث ظهرت قوالب موسيقية جديدة، وتعددت أنماط الموسيقى الكلاسيكية قبل أن تنال الموسيقى الباروكية لقب الكلاسيكية.
كما وظهر ما يُسمى بالسيمفونيات والأوبرا والفوغا والسوناتا.
وتم التخلُّص من عقدة مرافقة الصوت البشري مع الموسيقى والتحرر من الأغنية المكتوبة مع الموسيقى ليصبح التوجه إلى إنتاج موسيقى بحت دون أي كلام؛ إذ يكون التركيز في اللحن أكبر من التركيز في الكلمة.
الموسيقى الكلاسيكية في العصر الرومانسي:
- في الفترة الزمنية الممتدة بين الأعوام 1820 - 1900 ظهر ما يُسمى بالموسيقى الرومانسية.
- استندت الموسيقى الرومانسية إلى التطورات التي أفرزها العصر الكلاسيكي الذي منح الموسيقى شكلاً آخراً وبعداً مختلفاً.
- في هذا العصر زادت حاجة الموسيقيين إلى إنتاج أعمال موسيقية ذات طابع رومانسي تقترب من الإنسانية وتحاكي الواقع.
- أهم موسيقيي العصر الرومانسي نذكر منهم: فيردي، شتراوس، فاغنر، تشايكوفسكي.
الموسيقى الكلاسيكية في القرن العشرين:
مع قدوم القرن العشرين بكل إنجازاته، ومع ظهور ثورة المعلوماتية والثورة الصناعية، تغير العالم بأسره وتغيرت معه أشكال الفنون بما فيها الموسيقى.
حيث زاد عدد الآلات وتنامى الاختراع وزاد عدد الجامعات وتجذر علم الموسيقى وانتعشت الموسيقى الكلاسيكية بوصفها نمطاً مختلفاً يتفرد بالجمال والخصوصية والسحر.
وفي هذا القرن حلت الآلات الإلكترونية محل الآلات الخشبية وصار التعلم والتواصل عبر الإنترنت يسهل عملية التواصل وأداء العمل الموسيقي بحرفية وجودة عالية.
في الختام:
إن الموسيقى الكلاسيكية نوع غريب ولكنه لطيف تألفه الأذن وترتاح إلى سماعه بكل أشكاله، سواء بالأوبرا أم الاوركسترا أم الموشحات.
وقد حاولت الموسيقى الكلاسيكية تغيير شكل القوالب الموسيقية ونجحت في ذلك، وجذبت عقول المستمعين قبل قلوبهم، وصارت تُغنَّى في صالات الأعراس والمهرجانات والحفلات بعد أن كانت محصورة ضمن نطاق الكنائس والصلوات والترانيم.
أضف تعليقاً