انطلاقاً من حاجات البائع والزبون يبرز دور المسوِّق في تكوين الوساطة بينهما، ومع انتشار الإنترنت واستيلائه على معظم اهتمامات الناس وأوقاتهم، برز دور المسوِّق الإلكتروني، كوسيط بين المنتج والزبون في رحاب الشبكة العنكبوتية؛ لذا فقد خصصنا هذا المقال للتعريف بالمسوِّق الإلكتروني ومهامه ومسؤولياته، وتعداد المهارات والصفات التي يتطلبها العمل في التسويق الإلكتروني.
تعريف المسوِّق الإلكتروني:
المسوِّق الإلكتروني أو ما يرادفه في اللغة الإنكليزية (E-Marketing Specialist) هو الشخص الذي يقوم بعملية التسويق لمنتج أو خدمة أو محتوى ما على شبكة الإنترنت، ويمكن تعريف المسوِّق الإلكتروني على أنَّه الشخص المسؤول عن جذب الزبائن الموجودين على شبكة الإنترنت إلى الموقع أو المتجر الذي يقدِّم لهم خدمة أو سلعة معيَّنة.
يجب على المسوِّق الإلكتروني الإلمام باستراتيجيات التسويق وجذب العملاء، إضافة إلى المهارة في وضع الخطط التسويقية، وتصميم العروض، وتحديد احتياجات السوق، والإلمام بتحسين محرِّكات البحث (SEO) من أجل زيادة زيارات الزبائن إلى موقع الشركة أو متجرها الإلكتروني، ومن ثم ازدياد عمليات البيع والشراء وتحسين العائدات.
صفات المسوِّق الإلكتروني:
لا بدَّ أن تكون صفات المسوِّق الإلكتروني مؤهِّلة له للعمل في هذا المجال، فليس أي شخص قادراً على العمل كمسوِّق إلكتروني؛ وذلك لأنَّ المسوِّق الإلكتروني يجب أن يتمتَّع بالعديد من المواصفات التي تؤهله لممارسة التسويق الإلكتروني.
من أهم صفات المسوِّق الإلكتروني نذكر ما يأتي:
1. الثقة بالنفس:
يجب أن يتمتَّع المسوِّق الإلكتروني بالثقة بالنفس؛ وذلك لأنَّها تدفعه دائماً إلى تقديم الأفضل.
2. الطموح:
من صفات المسوِّق الإلكتروني الناجح الطموح المستمر وعدم الاكتفاء من النجاح.
3. التفكير الإبداعي:
إنَّ التفكير الإبداعي هو من أهم صفات المسوِّق الإلكتروني؛ وذلك لأنَّه سيعتمد على هذه الصفة كثيراً في ابتكار الحلول التسويقية الإبداعية، وحل المشكلات، وإعداد الخطط التسويقية.
4. الحماسة:
لا تجتمع صفة البرود مع التسويق الإلكتروني؛ وذلك لأنَّ شعلة الحماسة هي واحدة من أهم صفات المسوِّق الإلكتروني التي تقوي عزيمته وتمنحه الإصرار.
5. الثقافة العامة:
يجب على المسوِّق الإلكتروني أن يكون على مستوى عالٍ من الثقافة يمكِّنه من التعامل مع جميع المستويات من الناس، والتخاطب الفعَّال مع جميع شرائح الزبائن.
6. الأخلاق العالية:
إنَّ حسن الأخلاق هو من صفات المسوِّق الإلكتروني التي تمنحه الاستمرارية في النجاح؛ وذلك لأنَّ المسوِّق الإلكتروني الذي يتَّبع سبلاً ملتوية في عمله قد ينجح في استقطاب الناس في خطة ما، ولكنَّه لن يستطيع كسب ثقتهم في المرات القادمة.
7. المرونة في التعامل:
تُعَدُّ المرونة من أهم عوامل النجاح في التسويق الإلكتروني، وهي من أهم الصفات الواجب توافرها في شخصية المسوِّق الإلكتروني؛ وذلك لأنَّ هذه الصفة تتيح له التعامل مع الناس بليونة، وتكسبه القدرة على التفاوض.
8. القدرة على التأثير والإقناع:
إنَّ هذه الصفة يجب توافرها في جميع المسوقين؛ وذلك لأنَّ المهمة الرئيسة للمسوِّق هي تحفيز الدافع أو الحاجة عند الناس لإقناعهم بشراء المنتج أو الخدمة، ويجب على المسوِّق الإلكتروني أن يكون ضليعاً بأساليب التأثير في الناس عن بُعد؛ وذلك لأنَّه يفتقر في عمله إلى لغة الجسد التي تؤدي دوراً هاماً في عملية التأثير.
9. إدارة الوقت:
من أهم صفات المسوِّق الإلكتروني هي مهارته في تنظيم الوقت وتقسيم المهام وتوزيعها على الجداول الزمنية؛ لأنَّ ذلك يرفع من إنتاجية الخطط والأعمال.
10. الخبرة في تسويق المنتجات:
لأنَّ هذه الصفة تساعد على تبيان الصفات الإيجابية في الخدمة أو المنتج بشكل احترافي وواقعي بعيداً عن المبالغة المنفرة.
معرفة كافية بالمنتجات أو الخدمات التي يسوِّقها: وهي من صفات المسوِّق الإلكتروني المُكتسبة؛ إذ يجب على المسوِّق الاطِّلاع على جميع تفاصيل وميزات الخدمة أو المنتج الذي يروجه؛ وذلك من أجل الإلمام بكافة مزاياه والاستفادة من ذلك والخطط التسويقية باحترافية.
مهارات المسوِّق الإلكتروني:
إنَّ مهارات المسوِّق الإلكتروني هي مجموعة من المواصفات والمعلومات التي يجب أن يلم بها الشخص الذي يعمل في التسويق الإلكتروني، والتي من شأنها أن تساعده على أداء مهامه، وتدفعه إلى الأمام في التطور بعمله.
فيما يلي سنورد أهم مهارات المسوِّق الإلكتروني:
1. امتلاك الحد الأدنى من المعرفة التقنية:
من مهارات المسوِّق الإلكتروني التي لا بدَّ من وجودها في شخصه هي امتلاكه الحد الأدنى من المهارات التقنية، ومعلومات أساسية في التصميم والبرمجة؛ لأنَّ ذلك سيسهِّل عليه كثيراً أداء مهامه باحترافية وإتقان.
2. امتلاك مهارات تحسين محركات البحث سيو (SEO):
إنَّ امتلاك معلومات عن السيو يُعَدُّ من أهم مهارات المسوِّق الإلكتروني، كونه يعمل على تحسين ظهور المواقع التي يروجها في النتائج الأولى على محركات البحث، وكون السيو يمكِّنه من ذلك عن طريق معرفة كيفية جعل الموقع والمحتوى ضمنه متوافقاً مع خوارزميات محركات البحث.
3. الإحاطة بتفاصيل وسائل التواصل الاجتماعي:
يُعَدُّ إتقان العمل وتقنيات التسويق على منصات التواصل الاجتماعي من مهارات المسوِّق الإلكتروني الهامة، كون هذه المنصات تستقطب عدداً كبيراً من المستخدمين؛ مما يجعل التسويق فيها أمراً مفيداً، ويجب على المسوِّق الإلكتروني معرفة أفضل أوقات النشر، وأساليب النشر التي تجذب تفاعل الجمهور إلى كل منصة، وغيرها من التفاصيل التي تجعل المسوِّق الذي يتقن مهارة التسويق على منصات التواصل الاجتماعي الشخص الأوفر حظاً في الحصول على الوظائف الجيدة.
4. إتقان التسويق بطريقة (PCC):
يُعَدُّ التسويق بطريقة الدفع على النقرة من مهارات المسوِّق الإلكتروني التي تمنحه قيمة مضافة، وهذه الطريقة تعني التسويق لمنصات الإعلانات المدفوعة، والدفع لكل نقرة وهي اختصار لمصطلح (Pay Per Click)، وعلى الرغم من تعقيد التسويق بهذه الطريقة وكلفته العالية، إلَّا أنَّه يُعَدُّ من أكثر طرائق التسويق الإلكتروني ربحيَّة في العالم؛ لذا فإنَّ المسوِّق الذي يتقنه هو موظَّف لا يقدَّر بثمن.
5. تحليل البيانات:
تُعَدُّ مهارة تحليل البيانات من أهم مهارات المسوِّق الإلكتروني، وهي ضرورية جداً في الإعداد للحملات التسويقية، واقتراح الحلول للمشكلات التسويقية أيضاً، وتُعَدُّ مهارة تحليل البيانات من أكثر المهارات تعقيداً؛ إذ يجب على المسوِّق الإلكتروني جمع البيانات وتحليلها وقراءتها ومعرفة كيفية توظيفها في خططه وحملاته التسويقية، وتقدِّم غوغل أداة مجانية مساعدة في هذا الخصوص هي (Google Analytics).
6. تسويق المحتوى وإدارته:
لا قيمة للمحتوى الجيد ما لم يستطع الناس الوصول إليه؛ لذا فإنَّ تسويق المحتوى أصبح من مهارات المسوِّق الإلكتروني الضرورية، ويرتبط تسويق المحتوى بمهارات التسويق الأخرى مثل مهارة التسويق على منصات التواصل الاجتماعي ومهارة تحسين محركات البحث؛ مما يجعل عملية التسويق الإلكتروني متكاملة.
7. الاطِّلاع على كل جديد:
مهارة البقاء مطلعاً على كل التحديثات في مجال العمل هي مهارة هامة من مهارات المسوِّق الإلكتروني، والتي تجعله عصرياً ومواكباً للتطور؛ وذلك لأنَّ مجال التسويق الإلكتروني هو مجال يخضع إلى تطورات مستمرة ومتلاحقة؛ لذا فإنَّ المسوِّق الإلكتروني المتابع لتحديثاته وتحسيناته، يضمن لمحتواه الرواج الذي يرغب فيه، ويحقق لنفسه التفوق على المنافسين.
شاهد بالفديو: 5 مهارات مهمة بالتسويق الرقمي
مسؤوليات المسوِّق الإلكتروني:
يقع على عاتق المسوِّق الإلكتروني الكثير من المهام والمسؤوليات التي يجب أن يكون منفذاً لها ومشرفاً عليها وجاهزاً لإعداد التقارير حولها.
يمكننا تلخيص مسؤوليات المسوِّق الإلكتروني بما يأتي:
1. التسويق على محركات البحث:
يُعدُّ التسويق على محركات البحث من مسؤوليات المسوِّق الإلكتروني، ويندرج ضمن هذه المهمة جعل الموقع الذي يسوِّق له يظهر بأفضل ترتيب في النتائج على محركات البحث، وجذب أقصى ما يمكن جذبه من المتصفحين لزيارة الموقع؛ الأمر الذي يؤدي إلى زيادة استثمارات الموقع ومبيعاته، وتشترط هذه المسؤولية على المسوِّق الإلكتروني الإلمام بقواعد تحسين محركات البحث، وتطبيقها على صفحات الموقع وروابطه ومحتواه.
2. التسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي:
إنَّ التسويق على مواقع التواصل الاجتماعي يُعَدُّ من أهم مسؤوليات المسوِّق الإلكتروني، كون هذه المواقع تشهد ازدحاماً في المستخدمين ومن ثم تكون أرضاً خصبة للتسويق، وهنا ينبغي على المسوِّق الإلكتروني الإلمام بطرائق جذب الجمهور المُستهدف، وتوسيع مساحة الجمهور المستهدفين من أجل زيادة حجم المبيعات أو الزيارات.
3. تصميم الإعلانات عبر الإنترنت:
تُعَدُّ هذه المسؤولية أيضاً من مسؤوليات المسوِّق الإلكتروني؛ إذ ينبغي على المسوِّق معرفة كيفية إنشاء الإعلانات الممولة، وخاصة على صفحات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، والأهم من ذلك معرفة كيفية الاستفادة من هذه الإعلانات واستثمارها في زيادة أرباح ومبيعات الشركة.
4. دراسة النتائج:
إنَّ دراسة نتائج تأثير الحملات والإعلانات التي أُطلِقَت تُعَدُّ من أهم مسؤوليات المسوِّق الإلكتروني، فهو الشخص المعني بوضع أهداف الخطة التسويقية، وتحليل استجابة الجمهور إلى هذه الحملات والخطط واستفادة الشركة منها، وهو المسؤول عن حل المشكلات التي يمكن أن تواجه الحملة التسويقية في حال لم تقدم الخطة العائدَ المنتظر.
في الختام:
إنَّ وظيفة المسوِّق الإلكتروني أصبحت من الوظائف الأكثر انتشاراً في أيامنا الحالية والأعلى مدخولاً، ويعود ذلك إلى حاجة السوق المتزايدة إليه؛ كون الإنترنت بشكل عام ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص أصبحت من المحطات التي تستهلك وقت الناس بشكل كبير يومياً؛ الأمر الذي يجعل منها حشداً لا نهائياً من العملاء المُحتملين، والذين ينتظرون بالفعل مسوِّقاً إلكترونياً بارعاً يتمتع بصفات ومهارات معيَّنة من أجل تحويلهم إلى زبائن فعليين يصبون في مصلحة إيرادات الشركة التي يروجها.
أضف تعليقاً