للحديث عن منهجيات العمل المرنة فقد سُجِّلَت محاضرة عبر منصة "تيد" (Ted) بعنوان: "تطبيق منهجيات تطوير مرنة مع العائلة" (Agile programming for your family).
تطبِّق شركات عدَّة مثل شركة "غلوبفورس" (Globoforce) أسلوب النمو المرن على كل جزءٍ من أعمالها تقريباً، كما يمكنك توسيع تطبيق هذه المنهجيات ليشمل مجالات الحياة الأخرى، ويمكن تعريف الأسلوب المرن على أنَّه نتاج العمل بعد التغذية الراجعة المستمرة؛ إذ تبدأ بالمحاولة والتعلُّم وتسليم المهام، ومن ثم التكرار والمحاولة مجدداً والفشل أحياناً والتعلُّم والتسليم مرة أخرى وهلمَّ جراً، وسيؤتي أسلوب العمل المرن ثماره بكل فاعلية؛ لأنَّه يركز في المضي قدماً والاستمرار في المحاولة لا في الوصول إلى الكمال.
يتوافق هذا مع ما توصَّلت إليه البحوث والتوجهات الفكرية الحديثة حول أفضل السبل لمساعدة الموظفين على النجاح، وبعد أن ساد أسلوب العمل القديم - الذي يتصف بالجمود والتركيز في النتيجة في العقود القديمة - ظهرت عملية تقييم الأداء المستمر كإحدى عناصر التحول في بيئة العمل، التي تتمحور حول النقاشات المفتوحة المستمرة من خلال تقديم واستقبال تغذية راجعة بنَّاءة وتشيد بالموظفين.
كانت الدكتورة "كارول دويك" (Carol Dweck) إحدى أبرز المفكرين في مجال "عقلية النمو"؛ فقد أوضحت في محاضرتها ضمن فعالية "تيد" أنَّ فشل الأشخاص الذين يفكرون "بعقلية النمو" ليس فشلاً؛ وذلك لأنَّهم يتعلمون ويحاولون مرة أخرى، أمَّا أصحاب "العقلية الثابتة" فسيعانون من الفشل لأنَّهم يكرِّرون المحاولة مرة أخرى؛ وهذا ما يخلق إشكالية مع المديرين الذين ينظرون إلى موظفيهم بعقلية ثابتة، فنادراً ما يُسمَح للموظفين بالنمو وتطوير المهارات والقدرات بما يتجاوز المفاهيم المسبقة أو الراسخة لديهم منذ وقتٍ طويل.
شاهد بالفديو: 8 نصائح للتحول من العقلية الثابتة إلى العقلية النامية
تتحدث الدكتورة "كارول دويك" عن مبدأ "قوة الاستمرار"؛ بمعنى أنَّنا ربما لم نحقق بعد النجاح الذي نرغب فيه ولكنَّنا في الطريق إليه، وهي على عكس عقلية الاستسلام للفشل التي تعني أنَّك إذا فشلت في البداية، فلا جدوى من الاستمرار في المحاولة، وإن حَرِصنا من خلال إدارة العمل على مساعدة الموظفين على أن يتمتعوا بالمرونة ويواصلوا النمو والتطور، فعلينا أن نحررهم من عقلية الاستسلام للفشل واستبدالها بعقلية النمو من خلال اتِّباع النصائح التالية:
1. طوِّر عقلية النمو عن طريق ممارسة أسلوب التنمية المرنة في العمل:
ابحث عن طرائق لاستيعاب التحديات والتعامل مع الفشل كفرصٍ للتعلُّم والمضي قدماً.
2. ساعد المديرين على تغيير تصورات الآخرين عن النمو:
تؤمن "كارول دويك" بضرورة البحث عن مديرين يجسدون عقلية النمو في سلوكاتهم بإظهار شغفهم للتعليم والتعلُّم، وانفتاحهم على تقديم التغذية الراجعة واستقبالها وقدرتهم على مواجهة العقبات والتغلب عليها.
3. أثنِ بحكمة وكافِئ الشخص على أدائه وليس على النتيجة:
لا تمدح الناس لذكائهم أو موهبتهم؛ وإنَّما امدح العملية والجهد المبذول والاستراتيجيات المستعملة والتركيز والمثابرة على التحسين، وحسبما قالت الدكتورة "كارول دويك": "أثنِ على المبادرة وعلى خوض غمار المهمة الصعبة وعلى المعاناة في سبيل تعلُّم شيءٍ جديد، وعلى صمود الشخص أيضاً وعدم شعوره بالإحباط عندما يتعرَّض لنكسة وعلى كونه منفتحاً متقبلاً للنقد والتغيير".
4. غيِّر مفهوم المجهود والصعوبات:
من "المعنى المجرد"، وافهَم الأمر على أنَّه "فرص إضافية لمساعدة خلايا المخ على إنشاء مسارات عصبية وروابط جديدة نتيجة المحاولة والتكرار، ومن ثم زيادة ذكاء الإنسان"، وكافئ الموظف على التقدُّم في عملية التطور المرنة بغض النظر عن الدور الوظيفي أو المهمة؛ وذلك بالنظر إلى الدروس المستفادة للتحسين الذاتي.
الخلاصة:
إنَّ التفكير بعقلية النمو والمرونة هو نهج أكثر إنسانية للتعامل مع بيئة العمل والحياة، وكما تقول "كارول دويك": "كلَّما أدركنا أكثر أنَّ قدرات البشر الأساسية قابلة للنمو، زاد التمسك بحق الإنسان بالعيش في بيئات محفزة للنمو ومشجعة على المحاولة والتكرار والمثابرة حتى بعد الفشل".
أضف تعليقاً