كما أنَّه يوسِّع الأفق ويحسِّن من الصحة النفسية، فتتعزَّز ثقة الإنسان بنفسه بامتلاكه علاقات قوية تقدِّم الدعم له في مختلف الأوقات. لكنَّ إقامة العلاقات القوية والمستديمة ليس بالأمر السهل، فتواجه عملية التشبيك مجموعة من العقبات سنتحدَّث عنها في مقالنا، وسنخبرك بكيفية التغلب عليها، فتابِع القراءة.
العقبات الشائعة في عملية التشبيك
يواجه التشبيك مجموعة عقبات أكثرها شيوعاً ما يأتي:
1. الخجل والتردُّد
يعدُّ الخجل والتردُّد من أهم وأبرز العوائق التي تقف بوجه نجاحك في بناء علاقات مهنية واجتماعية جيِّدة. يؤدي التردد والخجل إلى ما يأتي:
صعوبة في التحدث
يجد الشخص الخجول دائماً صعوبة في بدء حديث مع شخص غريب عن دائرته الاجتماعية أو عائلته أحياناً، فيمتنع عن السعي تجاه بناء علاقات جديدة.
تجنُّب المناسبات والأحداث الاجتماعية
يرغب الشخص الخجول عادة بالتواري عن الأنظار في المناسبات، وهذا ما يجعله بعيداً عن التفاعل مع المجتمع وحضور فعاليات، ومؤتمرات، وأحداث اجتماعية.
صعوبة التعبير عن النفس
لا يستطيع الشخص الخجول والمتردِّد أن يعبّر عن نفسه تعبيراً بسهولة وبساطة، فلا يعطي رأيه ولا يشرح وجهة نظره عادة.
قلة الثقة بالنفس
يعاني الشخص الخجول عادة من ضعف الثقة بالنفس فيبتعد عن العلاقات؛ لأنَّه يعتقد أنَّه لا يمتلك ما يقدِّمه للآخرين.
2. قلة الوقت
متطلبات الحياة كثيرة ومتزايدة؛ لذلك يجد الكثير من الناس صعوبة بالتشبيك مع وجودها فتؤثِّر عليهم من خلال:
تقييد المشاركة
إنَّ صعوبة تخصيص الوقت لحضور الفعاليات والمؤتمرات، يقلِّل من القدرة على بناء علاقات جديدة.
الحدُّ من بناء علاقات متينة
تحتاج العلاقات لتصبح متينة إلى اهتمام بالطرف الآخر ومشاركته لحظاته السعيدة والحزينة واهتماماته، بالتالي قلة الوقت تمنع ذلك.
التأخير
ربما في الرد على الرسائل والبريد الإلكتروني أو التأخير في تلبية الدعوات، فيؤثِّر ذلك سلباً في العلاقات.
3. عدم معرفة من أين تبدأ
قد يمضي الوقت عبثاً ولا تحقِّق فائدة من التشبيك إن لم تعرف من أين تبدأ فيؤثِّر فيك بالشكل التالي:
الارتباك
يمنعك هذا الشعور عن اتخاذ الخطوة الأولى ويؤجِّلها قدر الإمكان؛ لأنَّك لا تثق من أنَّ البداية هنا.
قلة الثقة بالنفس
يُضعِفُ عدم اليقين ثقتك بنفسك؛ لأنَّه يُشعرك بأنَّه غير مؤهَّل للبدء الآن.
صعوبة بتحديد الأهداف
لن تتمكن من تحديد الأهداف التي تريد تحقيقها من التشبيك إن لم تحدِّد خطوة البداية.
4. الخوف من الرفض
الخوف أمر طبيعي وشائع، ولكن يصبح غير مقبول إن سيطر عليك ومنعك من التشبيك فيؤثِّر سلباً في الشكل التالي:
تجنُّب المبادرة
يمنعك من المبادرة للتعرف على الآخرين سواءً بالتشبيك الشخصي أم عبر الإنترنت.
تقييد الدائرة الاجتماعية
يمنعك من توسيع دائرتك الاجتماعية ويدفعك للاكتفاء بأقل عدد ممكن من العلاقات.
يعزز نقاط الضعف
يُذكِّرك الخوف من الرفض بنقاط الضعف ويضعها بوصفها أسباباً لتبرير الخوف، بدلاً من التركيز على الميِّزات والمهارات.
تجنُّب الفعاليات
لعدم الرغبة بالتعرف على أشخاص جدد أو توسيع الدائرة.
5. عدم وجود شبكة علاقات حالية
عدم امتلاك شبكة حالية من العلاقات تمنع التشبيك فتؤثِّر في الشكل التالي:
صعوبة في البدء
لا يدرك الشخص كيفية البدء ببناء علاقة جيدة.
قلة الفرص
تقلِّل البيئة المحيطة عندما تكون مستقلة أو صغيرة الفُرص في بدء علاقات جديدة.
صعوبة بناء الثقة
لا يمكن للشخص أن يثق بسهولة بالآخرين.
شاهد بالفيديو: تأثير العلاقات الاجتماعية على إيجاد فرص العمل
6. صعوبة الحفاظ على العلاقات
إن كنت تعاني من صعوبة في الحفاظ العلاقات وعشت الفشل في ذلك عدة مرات فإنَّ التأثير السلبي في التشبيك يؤدي لما يأتي:
التركيز على نقاط الضعف
يمنعك من رؤية الإيجابيات في شخصيتك أو العلاقات الإيجابية.
تجنُّب البدء من جديد
لأنَّك ستركِّز على التجارب الفاشلة التي لم تتمكن من الحفاظ عليها.
صعوبة في متابعة العلاقات
لا يدرك أهمية العلاقات التي يمتلكها، فلا يتابع بعد البدء بعلاقة جديدة والعمل على تقويتها.
كيفية التغلب على هذه العقبات
يمكن من خلال اتِّباع النقاط التالية التغلب على العقبات التي تواجه عملية التشبيك:
1. تغيير النظرة الذهنية
ركِّز على الأفكار التالية لتغيير نظرتك الذهنية حول التشبيك وأهميته:
ليس التشبيك مجرد علاقات متعدِّدة
ابنِ علاقات مع أشخاص يشتركوا معك بالاهتمامات أو الأهداف، فتكمن الأهمية في جودة العلاقات وليس عددها.
يتطلَّب التشبيك صبراً
لكونه عملية تحتاج لوقت طويل وجهد واهتمام عالٍ.
التشبيك فرصتك للتطور
إنَّ توسيع دائرتك الاجتماعية يعني تعلُّمك المستمر، وتطورك، واكتشاف الجديد من المهارات، والمعلومات، والفُرص.
2. تحديد الأهداف
قبل العمل على اكتساب علاقات وتقويتها، حدِّدْ الهدف منها هل هو الترقية في العمل، أم الحصول على وظيفة مناسبة، أم الحصول على مستثمرين وعملاء، أم بناء مشروع خاص، فكلُّ هدف يدفعك لنوع معيَّن من العلاقات مع جهات لديك أهداف مشتركة معها.
3. البدء بخطوات صغيرة
لا يمكن التغلب على التحديات والعقبات بسهولة أو بناء علاقات متينة في يوم أو شهر؛ بل كل علاقة تحتاج للوقت الكافي لتبني الثقة مع الطرف الآخر وتعبِّر عن نفسك تعبيراً صحيحاً.
4. الاستعداد للمحادثة
ركِّزْ على الإيجابيات والميِّزات التي تمتلكها والعلاقات الجيِّدة التي استطعت الحفاظ عليها لتدرك أنَّك قادر على المبادرة واتخاذ الخطوة الأولى في التحدث مع الآخرين.
5. الاستفادة من التكنولوجيا
يمكن الاستفادة من التكنولوجيا والإنترنت بأفضل طريقة وذلك باتباع ما يأتي:
- استخدام منصات وأدوات التواصل الاجتماعي، مثل الفيسبوك والواتساب.
- بناء ملف شخصي احترافي.
- تقديم المحتوى القيِّم والجذاب والتفاعل مع الآخرين.
- متابعة الأخبار والبقاء على اطلاع على التحديثات والتطورات في مجال عملك.
6. الحفاظ على التواصل
لا تبدأ بعلاقة وتهمل المتابعة؛ بل أظهِرْ الاهتمام للطرف الآخر وبادِرْ لمساعدته، أو تهنئته في المناسبات السعيدة، وقِفْ إلى جانبه في المصاعب، واسأَلْ عنه دائماً.
7. تطوير مهاراتك الاجتماعية
يمكن باتباع الاستراتيجيات التالية تطوير مهاراتك الاجتماعية للنجاح في التشبيك:
تحسين مهارات التواصل
تشمل الاستماع الفعَّال، والتواصل اللفظي وغير اللفظي بالاعتماد على لغة الجسد، والقدرة على التعبير عن الأفكار وطرح الأسئلة المناسبة.
بناء الثقة بالنفس
يمكن ذلك بالاهتمام بالمظهر الخارجي، وتعزيز نقاط القوة، والتركيز على تطوير المهارات، وتنمية المواهب.
التعرُّف الصحيح على الآخرين
يشمل الاهتمام بهم، وتذكُّر تفاصيلهم، والتواصل الفعَّال معهم.
التعاون
الاستعداد لمساعدة الآخرين وتقديم النصائح والدعم المعنوي ضروري لاستمرار العلاقات.
بعض النصائح للتغلُّب على هذه العقبات
إليك بعض النصائح للتَّغلب على عقبات بناء العلاقات الجديدة وتقويتها:
1. كن صريحاً وواضحاً
يمكن أن تكون واضحاً وصريحاً بتطبيق النصائح التالية:
- كن واقعياً عند التحدث عن نفسك ولا تدَّعي خبرات لا تمتلكها.
- كن صريحاً بشأن أفكارك ووجهات نظرك.
- لا تعد بأشياء لا تستطيع الوفاء بها.
- اعترِفْ بأخطائك.
- اطلُبْ الملاحظات الصادقة من الآخرين لتقييم ذاتك تقييماً دقيقاً.
2. كن مستمعاً جيِّداً
يساعدك اتِّباع النصائح التالية أن تكون مستمعاً جيداً لتشجِّع الآخرين على التواصل المستمر معك:
- ركِّزْ على التواصل البصري وابتعِدْ عن المشتِّتات أو الانشغال بأي عمل في تحدُّثِ أحدهم إليك.
- أظهِرْ الاهتمام بطرح الأسئلة واستخدام إيماءات الرأس وتكرار بعض النقاط الهامة التي قالها المتحدِّث.
- عبِّرْ عن تعاطفك مع المتحدِّث، حتى إن لم تتَّفق معه بالرأي.
3. قدِّمْ المساعدة للآخرين
يمكنك تقديم المساعدة للآخرين بعدة أشكال أهمها ما يأتي:
- تقديم الإرشادات والنصائح ومشاركتهم بمعلوماتك.
- التوصية بالآخرين.
- المساعدة على حل المشكلات حلَّاً معنوياً أو مادياً.
- دعم مشاريعهم وأفكارهم والترويج لهم.
4. كن إيجابياً
انشُر الطاقة الإيجابية بدءاً من ابتسامتك وصولاً لكلامك، واستخدِمْ كلمات إيجابية محفِّزة، وتجنَّبْ التذمُّر، وركِّزْ على الحلول والإيجابيات، واحتفِلْ بالإنجازات الصغيرة والكبيرة.
في الختام
التشبيك يساعدتك لتصل إلى أهدافك، ولكنه يواجه عدداً من العقبات. تحدَّثنا في مقالنا عن العقبات الأكثر شيوعاً، مثل الخجل والتردد الذي يجعل الإنسان بعيداً عن الفعاليات والتواصل الاجتماعي، وقلة الوقت التي تحدُّ من بناء علاقات عميقة، وعدم معرفة كيفية البدء والخوف من الرفض، بالإضافة لعدم وجود علاقات حالية أو صعوبة الحفاظ على العلاقات.
عرضنا أيضاً أهم الحلول للتغلب عليها، مثل تحديد الأهداف، والاستفادة من التكنولوجيا، وتنمية المهارات الاجتماعية، والبدء بخطوات صغيرة، فالعلاقات المتينة والجيِّدة تحتاج لوقت كافٍ لتُبنى بناءً صحيحاً.
أضف تعليقاً