وبالرغم من ذلك يعتقد البعض حتى وقتنا الحالي أنه لا يزال بعيداً عن الواقع ولكنه في الحقيقة موجود ويعتمد عليه الكثير من الناس كنظام GPS الذي يعتمد عليه السائقون لتحديد المواقع وتحديد حركة المرور وكمثال آخر نذكر ميزة التعرف على الأشخاص عند فتح هواتفهم حيث أصبح بإمكان الهاتف المحمول حفظ ملامح مالكه ويتم استخدام هذا الميزة في المنازل أيضاً في الدول المتطورة ولكن الأهم من ذلك كله هو التطور الذي يحققه الذكاء الاصطناعي في التعليم فقد ساهم الذكاء الاصطناعي في تطوير القدرات البشرية ويرى الخبراء أن دمج القدرات البشرية مع الذكاء الاصطناعي يساهم على تقديم أفضل الخدمات التعليمية ويسهل عملية فهم السلوك والعواطف والقدرات التعليمية للطالب لذلك اختار النجاح التحدث في المقال الحالي عن الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في تحسين التعلم عن بُعد الذي ازداد الاعتماد عليه في السنوات الأخيرة.
دور الذكاء الاصطناعي في تحسين التعلم عن بُعد والتعلم الإلكتروني:
يساهم الذكاء الاصطناعي بشكل فعال في جعل تجربة التعلم عن بعد أفضل تجربة للطالب والمعلم في آن معاً، وفيما يلي بعض النقاط التي توضح ذلك:
1. تسريع عملية إنشاء المناهج التدريسية:
تستغرق عملية إنشاء المناهج وقتاً طويلاً يتم فيه البحث والتحليل والتدقيق لتقديم التحديثات والاكتشافات الجديدة في مختلف المواد الدراسية ولكن الذكاء الاصطناعي بواسطة تقنياته مثل تقنية نمذجة اللغة التي تعمل على تعليم الآلات يمكن إنشاء محتوى تعليمي واسع وتحويل المحتوى الموجود إلى محتوى ذكي ليتم إنشاء دورات تدريبية تتميز بتفردها وجاذبيتها العالية، كما يمكن الاستعانة به للترجمة بأسرع وقت ممكن بالاعتماد على تقنياته المتطورة أهمها ما يلي:
- نماذج التعلم الآلي التي تعتمد على شبكات العصب الاصطناعي والتعلم العميق وتقنيات التحليل اللغوي.
- تقنية اللغة الطبيعية التي تحول النص إلى تمثيل رياضي ويتم من خلالها الترجمة الآلية المباشرة.
- تقنية قواميس اللغة التي تحدد المفردات والمصطلحات اللغوي الخاصة.
سابقاً كانت تحتاج عملية الترجمة أياماً طويلة وبالاستعانة بالخبراء أما الآن أصبحت الحاجة إلى مترجم بشري محدودة وكل ذلك ينعكس إيجاباً على سرعة إنشاء دورات تعليمية قوية.
2. التعلم المخصص:
التعليم التقليدي يعتمد على توجيه المعلومات ذاتها لمجموعة من الطلاب يمتلكون مستويات وقدرات تعليمية مختلفة، ولكن بواسطة الذكاء الاصطناعي يصبح الأمر مختلفاً بحيث يتم بواسطته اختبار قدرات كل طالب على حدى وتحديد إمكانياته واهتماماته وتحديد الفجوات المعرفية ليتم تنظيم برامج دراسية وفقاً لبيانات الطالب تتناسب مع قدراته فيتم تقوية نقاط الضعف وتعزيز نقاط القوة من خلال تكليفه بالمشاريع التي تسد النقص لديه وتعمل على إظهار مواهبه وتميزه بالإضافة إلى تقديم توصيات وتوجيهات تساهم في التغلب على الصعوبات كما أن الطالب يمكنه التقدم بالسرعة التي تناسب قدراته بالتالي تتسم التجربة التعليمية بالكثير من الحرية، ويسمى ذلك بالتعلم الكيفي المبني على قدرات الطالب فيسير في طريقه وفق وتيرته الخاصة.
شاهد بالفديو: الذكاء الاصطناعي في التعليم هل يحل الروبوت محل المعلم
3. دعم ذوي الاحتياجات الخاصة:
عمل الخبراء بواسطة الذكاء الاصطناعي على بناء بيئة تعليمية جيدة تراعي ذوي الاحتياجات الخاصة لتحقيق الهدف الرئيسي من الذكاء الاصطناعي وهو خدمة الإنسان وتسهيل إنجاز مهامه، فمثلاً الذكاء الاصطناعي يساعد ذوي الاحتياجات الخاصة ممن لديهم مشاكل بصرية بحيث يتم تقديم المعلومات بشكل منطوق للطالب ليعتمد على السمع في تعلمه الإلكتروني أما من يعاني من مشكلات سمعية فيتم شرح المعلومات من خلال رسومات مخصصة وصور بالاعتماد على مولدات الصور وكذلك الأمر لمن يعاني من مشكلات في الكتابة فيمكنه الاعتماد على النطق عن الإجابة على الأسئلة خلال الاختبارات بالاعتماد على تقنية التعرف إلى الكلام التي تعمل على تحويل الكلام المنطوق على كلام مكتوب وبطريقة صحيحة.
4. تقييم الدرجات بسهولة:
التقييم ضروري جداً لقياس مدى فعالية الدورة التعليمية ومدى تأثر الطالب وتقدمه، وتقييم درجات الطلاب في الاختبارات والامتحانات كانت تستغرق وقتاً طويلاً في السابق سواءً عملية اختيار الأسئلة والاختبارات أو قياس تقدم الطالب وإنجازاته إلا أن تقنيات الذكاء الاصطناعي حلت المشكلة حالياً حيث يمكنها القيام بإنشاء أدوات للتقييم بشكل آلي ويمكن إنشاء الواجبات والاختبارات الأكثر ملائمة بناءً على بيانات الطالب كما يمكن القيام بعملية المطابقة بسهولة وسرعة باستخدام تقنيات التعلم العميق وتحليل اللغة ويمكن الاستفادة من ذلك في اكتشاف السرقات فيمكن تحديد أوجه التشابه بين إجابات الطلاب أو بين إجابة الطالب الحالية والإجابة السابقة وكل ذلك يساهم في تحديد مستوى الطالب ودرجة تقدمه من مستوى إلى آخر كما يمكن بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي المقارنة بين طريقة إجابة الطالب الحالية وإجاباته في الأسئلة السابقة لتحديد ما إن كان شخص آخر قد تابع الإجابة عنه في الاختبار لضمان عدم التلاعب والغش في نتيجة الاختبار.
5. التعلم الغامر:
VR هي عبارة عن تكنولوجيا تعمل على خلق بيئة تحاكي البيئة الحقيقة فيشعر المتعلم بأنه يعيش ضمنها ويتطلب التفاعل معها وجود أدوات تحكّم وسماعات الرأس بالتالي يمكن بواسطة الذكاء الاصطناعي الاعتماد على التعلم الغامر الذي يعتمد على تفاعل المتعلم فيتم إدراك مشاعره وتقييم سلوكه بطريقة واقعية مثلاً يمكن إنشاء بيئة المستشفى ليقوم المتعلم بالإجراءات الطبية التي تُطلب منه أو يمكن خلق بيئة الإنشاءات الهندسة أو حتى النشاطات الثقافية فسابقاً كان التعلم عن بعد أو ما يسمى بالتعلم الإلكتروني تعلم نظري بحت أما تقنيات الذكاء الاصطناعي فتسمح لحواس المتعلم بالاشتراك في عملية التعلم كما يمكن من خلال هذه التكنولوجيا السماح للمتعلمين من أماكن مختلفة في العالم ممن يتبعون الدورات الدراسية والتدريبية ذاتها التعاون فيما بينهم أو التنافس ضمن المساحة الافتراضية التي تم خلقها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
شاهد بالفديو: 8 نصائح للتعلم الفعال عن بعد
6. التعلم بالاعتماد على الألعاب:
التعلم عن بعد بالاستناد إلى الذكاء الاصطناعي يصبح أسهل باستخدام الألعاب فهذا النمط من التعلم يخلق جو من التحفيز والنشاط مما يساعد على الاحتفاظ بالمتعلمين لأن رحلتهم التعليمية تصبح أكثر متعة وفي الوقت ذاته تكون مكافئة لقدراتهم التعليمية فالألعاب مصممة بالاعتماد على بيانات الشخص لتتكيف مع شخصيته واهتماماته ومهاراته ويمكن فيما بعد تطوير الألعاب لتبقى ملائمة لتطور الطالب بمرور الوقت.
7. دعم عملية البحث الأكاديمي:
إنجاز المهام وتقديم المشاريع والواجبات المطلوبة أثناء العملية الدراسية يحتاج إلى الكثير من عمليات البحث ولكن الذكاء الاصطناعي بإمكانه إحداث ثورة في البحث الأكاديمي فمؤخراً ساعد Chat GPT الباحثين في إعطاء إجابات وتقديم اقتراحات وتعليمات تساعد في إنجاز الواجبات كما يساهم بشكل كبير في استخلاص المعلومات الهامة وتلخيص النصوص وترجمة اللغة وتحليل المشاعر أيضاً، وكل ما ذكرناه يساهم في جعل عملية التعلم عن بعد أفضل من السابق لاختصاره للوقت والجهد المبذول للحصول على النتيجة الأفضل.
8. تحقيق العدل في عملية التعليم:
كل ما ذكرناه سابقاً من تقنيات ونقاط يقدمها الذكاء الاصطناعي تضمن أن يكون التعلم الإلكتروني أكثر عدلاً وإنصافاً للطالب فواقعنا الحالي يفتقر لذلك كما تضمن وصول المواد التعليمية لمختلف الأشخاص من مختلف الجنسيات والثقافات والانتماءات لأن اعتماد الذكاء الاصطناعي عند جمع البيانات الخاصة بالطلاب يكون على المهارات والقدرات التي يمتلكها الطالب فقط ومن ثم يتم تحليلها بدقة متناهية لاتخاذ القرار الصائب حول المنهاج الدراسي الذي سيتم إخضاع الطالب له مما يضمن تلبية احتياجات جميع الطلاب ويضمن الحفاظ على سلامة سير العملية التعليمية وعدم ضياع جهده ووقته سدى.
في الختام:
دخل الذكاء الاصطناعي إلى مختلف مجالات حياتنا وساهم بشكل أساسي في تبسيط عملية إنجاز مختلف المهام وحتى عملية التعلم عن بعد التي زاد الاعتماد عليها مؤخراً في ظل الظروف الصحية والسياسية التي سادت في الكثير من دول العالم، وقد ساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين عملية التعلم الإلكتروني من خلال تقنياته المتطورة حيث سرع الذكاء الاصطناعي عملية إنشاء المناهج الدراسية يتضمن محتوى تعليمي واسع يشمل أحدث التطورات والاكتشافات كما يمكن بواسطة الذكاء الاصطناعي تقديم تعليم مخصص يقدم المعلومات الأكثر ملائمة للقدرات التعليمية للطالب ويراعي المهارات والاهتمامات فيسد النقص ويعزز نقاط القوة كما يساهم هذا النمط في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة فيتم تقديم المنهاج الدراسي بالطريقة الأنسب للطالب، وساهم أيضاً الذكاء الاصطناعي في جعل عملية تقييم الطالب أسهل سواءً اختيار الاختبارات الملائمة أو مطابقة الإجابات وقدم نماذج من التعلم الإلكتروني تجعل عملية التعلم أكثر تحفيزاً مثل التعلم الغامر الذي يخلق بيئة خيالة تحاكي الواقع وتعتمد على تفاعل الطالب، والتعلم بالاعتماد على الألعاب المصممة بالاعتماد على بيانات الطالب الخاصة، وكل ما سبق ساهم في جعل عملية التعلم عن بعد أكثر شمولية وعدالة فيسهل وصول جميع الطلاب إلى المواد الدراسية التي يسعون إليها.
المصادر +
- artificial intelligence in distance education
- elearning ai
- توظيف الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة التعليم الإلكتروني
- eLearning with Artificial Intelligence – a new way of digital education
- how can e learning leverage emerging
- impact of ai in elearning industry
- the challenges of artificial intelligence in online learning
أضف تعليقاً