تشمل هذه الجهات شركة "أومنيسكيين" (Omniscien)، شريكة شركة "أندوفار" (Andovar) والتي أنشأت محركات ترجمة عصبية خاصة بها؛ بل وأنشأت أيضاً مجموعة من الأدوات لإعداد محتوى الترجمة الآلية وتحسين النتائج أكثر.
الضجيج والخوف المُثار حول الترجمة الآلية:
لنبدأ بتعريف موجز للترجمة الآلية العصبية من ويكيبيديا:
الترجمة الآلية العصبية (NMT) هي طريقة للترجمة الآلية تستخدم شبكة عصبية صناعية لتوقُّع احتمالية وجود كلمات متتالية، وعادةً ما تصوغ جمل كاملة في نموذج واحد متكامل.
تُعدُّ التغطية الإعلامية للترجمة الآلية ومناقشتها مُستقطِبة للغاية، ومن ناحية أخرى، يميل مقدمو خدمات الترجمة الآلية ووسائل الإعلام الرئيسة إلى تكرار مزاعمهم المبالغ فيها لجذب انتباه القراء، وفي الواقع، لا يحتاج المرء إلى البحث طويلاً للعثور على مواقف مختلفة تجاه الترجمة الآلية التي يعبِّر عنها المترجمون؛ حيث تندرج هذه المواقف عادةً في واحدة من الفئات الثلاث الآتية:
- السخرية: "النظر إلى الترجمة الآلية على أنَّها مُضحكة وغير دقيقة".
- الخوف: "خوف الناس من فقدان وظائفهم".
- الرفض: "إذا كنت تهتم بعملائك، فلا تستخدم الترجمة الآلية".
إذاً، هل ستجعل ثورة الترجمة الآلية جميع المترجمين عاطلين عن العمل، وتلغي الحاجة إلى تعلُّم اللغات وتحقيق السلام العالمي؟ أم أنَّها مجرد خرافة؟ في الواقع تكمن الحقيقة بين الأمرين.
الجيد والسيئ وما بينهما:
يتفق حتى أشد مؤيدي الترجمة الآلية على أنَّها ليست مثالية طوال الوقت، وحتى أكثر المعارضين لها يعترفون بأنَّها تعمل عملاً جيداً للغاية في معظم الأحيان، وفي الواقع، تعمل الترجمة الآلية - سواء كانت عصبية أم لا - عملاً جيداً مع بعض أنواع المحتوى، ومع بعض الأزواج اللغوية، وعلى الرغم من ذلك، يبدو أنَّ إيجاد حل وسط أمرٌ بعيد المنال.
بدلاً من الجدل حول ما إذا كانت الترجمة الآلية جيدة تماماً أم سيئة كلياً، دعنا نعترف بأنَّها جزء من كليهما؛ وما يعنيه هذا من الناحية العملية، هو أنَّه يجب وضع جميع مشاريع الترجمة في الحسبان، وإمَّا قبولها أو رفضها بناءً على النتائج بدلاً من الأفكار المسبقة.
إليك بعض الإرشادات التي يجب مراعاتها عند استخدام الترجمة الآلية:
الأكثر ملاءمة |
الأقل ملاءمة |
نص مُنظَّم |
نص غير مُنظَّم |
لغة خاضعة للتحكم |
لغة حية |
جُمل قصيرة |
جُمل طويلة |
المحتوى الفني |
المحتوى الأدبي التسويقي |
الاعتماد على السياق |
عدم الاعتماد على السياق |
الوضوح |
الغموض |
محتوى مكتوب باحترافية |
محتوى ناتج من خلال المستخدم |
لغة رسمية |
لغة غير رسمية |
مستوى خطر محدود |
مستوى خطر عالي، مثل الخطأ في الترجمات الطبية أو القانونية. |
هذه هي الأغراض من الترجمة وتوقعات الجودة التي تصاحبها، وفي بعض الحالات، قد تكون الترجمة الناقصة أفضل من عدم وجود ترجمة، ولكن في حالات أخرى تكون الترجمة البشرية هي الأفضل من حيث الجودة، كما في حالة النصوص القانونية على سبيل المثال.
ينطبق كل هذا على مشاريع الترجمة وأقسامها؛ لذا توصي شركة "أندوفار" (Andovar) بفرز المحتوى، وإرسال النصوص القانونية إلى المترجمين المحترفين، ونصوص وصف المنتجات إلى الترجمة الآلية مع التحرير في وقتٍ لاحق، واستخدام الترجمة الآلية لترجمة الوثائق التقنية المنظمة فحسب.
في الختام:
يتمثل عيب الترجمة الآلية في أنَّها تفتقر إلى القدرة على تمييز الاختلافات الثقافية والمحلية والاجتماعية؛ ممَّا يستلزم عادةً تحريراً من المترجم، وقد تظلُّ محاولة الحصول على ترجمة صحيحة من محرك مثل "ترجمة جوجل" (Google Translate) أمراً صعباً بعض الشيء بناءً على فارق اللغة، وعلى الرغم من أنَّ الترجمة الآلية ليست دقيقة جداً كما يعتقد بعضهم، إلَّا أنَّها مفيدة للغاية في ترجمة أجزاء كبيرة من اللغة إلى جمل مفهومة إلى حد ما.
تُعدُّ الترجمة بمساعدة الحاسوب (CAT) نظاماً يمزج الترجمة الآلية مع المراجعة البشرية؛ وذلك لأنَّها تستلزم مراجعة المترجم؛ ممَّا يساعد على توفير أعلى معدل من الدقة، وعندما تكون الترجمة الآلية غير دقيقة، يمكن للمراجعة البشرية أن تصححها؛ الأمر الذي يجعل النص دقيقاً وطبيعياً، فضلاً عن أنَّ هذا النهج المختلط يحافظ على مشاركة الإنسان ويحقِّق أفضل النتائج.
أضف تعليقاً