لم يعُد بإمكان عالم التعليم أن يبقى في منأى عن التطوُّرات التي يشهدها العالم اليوم، وأصبحت الحاجةُ ملحَّةً لكي يواكبَ التعليم مُقتضيات ومُتطلَّبات التطوُّر المُتسارِع، ويطوِّرَ من أدواته، ويتجاوزَ مرحلة التعليم التَّقليدي البطيئة والمُعتمِدة على التَّلقين والحفظ إلى مرحلة الانغماس في التَّجربة وبناء الخبرة والتعلم المُباشر بأسلوبٍ عمليٍّ، وهذا ما يقوم عليه منهج التعليم التجَّريبي الذي سنتحدَّثُ عنه اليوم في مقالنا.
يبرز التعليم التجريبي كونه يعتمدُ على التَّفاعل والتَّجربة وسيلةً لتحفيز عمليَّة التعلُّم، وسنقدِّم في هذا المقال شرحاً موجزاً لنظريَّة التعليم التجريبي، وسنستكشف هذا المفهوم، ونسلِّطُ الضَّوء على أهميَّته واستراتيجيات تنفيذه.
شرح موجز لنظرية التعلم التجريبي لدى "كولب":
قبل الخوض في مفهوم التعليم التجريبي، لا بدَّ بدايةً من ذكر مؤسس هذا المفهوم أو النظرية وهو "ديفيد كولب" في كتابه “التعليم التجريبي”، والذي يرى فيه أنَّ التجربةَ هي أساسُ التعلم والتطوُّر، وبنى "كولب" نظريَّته في التعليم التجريبي بناءً على دراسات كل من "جون ديوي" (John Dewey) و"كورت ليفين" (Kurt Lewin) و"جان بياجيه" (Jean Piaget).
نموذج دورة التعلم التجريبي لـ "كولب":
قدَّمَ "كولب" نظريَّة تعلُّم تتألَّف من أربع مراحل مُتَّصلة ببعضها:
1. التَّجربة الماديَّة:
هي الغوص في تجربة جديدة.
2. المُلاحظة:
تتمثَّلُ في مراقبة وتحليل التَّجربة الجَّديدة.
3. تحديد المفاهيم المُجرَّدة:
هي عمليَّة تطوير نظريَّات تشرح الملاحظات.
4. التَّجريب العملي:
يتمثَّلُ في استخدام النظريَّات لحلِّ المشكلات واتِّخاذ القرارات.
نظرية كولب والأنموذج الثلاثي الأبعاد:
تستخدمُ نظرية كولب أنموذجاً ثنائي الأبعاد، وهما:
أولا: البُعد العمودي
يتعلَّقُ بكيفيَّة الإدراك والإحساس والتَّفكير، ويتعلَّقُ الشُّعور أو الإحساس (التجربة الماديَّة) بكيفيَّة إدراك المعلومات، ويمثِّلُ هذا البعد طريقةً تعليميَّةً تعتمدُ على التَّجربة الحسيَّة، ويعتمدُ المتعلِّمون على الأحكام الصَّادرة عن شعورهم الخاص، ويفضِّلون معالجة كل حالة فرديَّاً، ويتعلَّمون بطريقةٍ أفضل من خلال الأمثلة الخاصة التي يمكنهم الانغماس فيها، وذلك باستخدام التفكير والتَّعميم أو استيعاب المفاهيم المُجرَّدة، ويتعلَّق بكيفيَّة مقارنة النظريَّات مع تجاربنا الخاصَّة.
ثانيا: البُعد الأفقي
يتعلَّقُ بكيفيَّة التَّعامل مع المعلومات، سواء أكان ذلك من خلال التأمُّل، أم العمل، أم المراقبة. ويمكن تفصيلها كما يلي:
1. المُلاحظة المُتأمِّلة:
تتعلَّقُ بالتأمُّل في كيفيَّة تأثير التَّجارب في جوانب حياتنا المختلفة.
2. الإنجاز:
هو اختبار المعلومات في حالة جديدة.
3. التَّجريب العملي:
يتعلَّقُ بكيفيَّة استخدام المعلومات الجَّديدة في العمل.
أنماط التعلم الأربعة لدى "كولب":
يشير "كولب" إلى أنَّ الطَّريقةَ التي يُدركُ فيها الأفراد، والطَّريقة التي يتعاملون فيها مع المعلومات تُشكِّلُ نمطَ التَّعلمِ المُتوازن، وهو الأكثر راحة للتعلُّم، وإنَّ كولب يعدُّ هذه الأنماط سلسلةً متَّصلة يمرُّ فيها الشَّخص مع مرور الوقت، إلا أنَّ بعض الأشخاص يُفضِّلون ويعتمدون على نمطٍ واحدٍ على حساب بقيَّة الأنماط.
هذه هي الأنماط الأساسيَّة التي يجبُ أن يكونَ رعاة التعلم على درايةٍ بها في أثناء تطوير حالات التعلُّم:
1. النمط التواؤمي:
يتعلَّمُ الأشخاص الذين يتَّبعون هذا النمط أساساً من خلال تجاربهم الشخصيَّة، فلو كنت منهم، فإنَّك من الأشخاص الذين يستمتعون بتنفيذ الخطط، وينغمسون في التَّجارب الجَّديدة التي تحملُ التحدِّي، والتي تهدف إلى الشُّعور بالشَّجاعة أكثر من التَّحليل المنطقي، كما أنَّكَ تعتمدُ عند حلِّ المشكلات على الأشخاص للحصول على المعلومات أكثر من الاعتماد على تحليلك التِّقني، ويتَّجه أصحاب هذا النمط إلى العمل في مهنٍ مثل التَّسويق والمبيعات، وقد يُفضِّلون العمل في الحالات التعليميَّة الرسميَّة مع الآخرين؛ لتنفيذ المهام، وتحديد الأهداف، وأداء العمل، وتجربة طرائق مختلفة لإكمال المشاريع.
2. النمط التَّباعدي:
يُعدُّ الأشخاص الذين يتَّبعون هذا النمط الأفضلَ في رؤية الحالات المُجرَّدة من وجهات نظرٍ مُختلِفة ومُتعدِّدة، فإذا كنت من أصحاب هذا النَّمط، فإنَّك تستمتعُ في الحالات التي تستدعي توليد كثير من الأفكار مثل جلسات العصف الذهني، وقد تكون لديك اهتمامات ثقافيَّة متنوعة، وتحبُّ جمع المعلومات، وتمتلكُ القدرة التخيليَّة والحساسية العالية للمشاعر الضروريَّة من أجل فاعليَّة الأعمال الفنيَّة والمهن الخدميَّة.
شاهد بالفيديو: 7 تقنيات للعصف الذهني لاستلهام أفكار أكثر إبداعا
3. النمط الاستيعابي:
يُعدُّ الأشخاص الذين يتَّبعون هذا النمط الأفضلَ في فهم نطاقٍ واسعٍ من المعلومات، ووضعَها في نماذج منطقيَّة موجزة، فإذا كنت من هؤلاء، فقد تكون أكثر اهتماماً بالمفاهيم والأفكار المُجرَّدة أكثر من التَّركيز على الأشخاص، ويجدُ الأشخاص الذين يتَّبعون هذا النمط أنَّ النَّظرية لها صلابة منطقيَّة أكثر من القيمة العمليَّة، وهذا النمط هامٌّ لفاعليَّة المعلومات والمهن العلميَّة.
4. النمط التَّقاربي:
يُعدُّ الأشخاص الذين يتَّبعون هذا النمط الأفضلَ في إيجاد استخدامات خاصَّة للأفكار والنظريَّات، فإذا كان هذا هو نمطك المُفضَّل، فستكون لديك القدرة على حلِّ المشكلات، واتِّخاذ القرارات بناءً على إيجاد حلول للأسئلة والمشكلات، وقد تُفضِّلُ التَّعامل مع المهام والمشكلات التقنيَّة أكثر من القضايا الاجتماعيَّة والشخصيَّة.
مفهوم التعليم التجريبي:
يُعَبِّر التعلم التجريبي عن منهج التعلم الذي يعتمد أساساً على التَّجارب العمليَّة بوصفها جزءاً أساسيَّاً من عمليَّة التعلُّم، ويتضمَّنُ ذلك المشاركة الفعَّالة للمتعلِّمين في سياقاتٍ ونشاطاتٍ وتأمُّلاتٍ في العالم الفعلي؛ لاكتساب المعرفة، وتطوير المهارات، وتشكيل المواقف والقيَم، ويتخطَّى التعلم التجريبي الطرائق التقليديَّة للتدريس في الفصول الدراسيَّة، ويشجِّعُ الطُّلاب على المشاركة بفاعليَّة، والاستكشاف، والتجربة، والتأمل في تجاربهم.
يُشَجِّعُ المتعلِّمون وفق طريقة التعلم التجريبي - في هذا السياق - على أداء دور نشط في عملية تعلُّمهم بدلاً من الاستقبال السَّلبي للمعلومات، ويتيحُ ذلك لهم فرصاً لتطبيق ما تعلَّموه في سياقات الحياة الواقعيَّة، وهذا يساعدهم على فهمٍ أعمق للموضوع، وتطوير مهارات التَّفكير النقدي وحلِّ المشكلات واتِّخاذ القرارات.
يُمَكِّنُ التعلم التجريبي المتعلِّمين من مواجهة تحدِّيات وتجارب مُلهِمة وذات صلة بمصالحهم وأهدافهم، وتتعدَّدُ أشكال التعلم التجريبي من إقامة الرحلات الميدانيَّة، إلى إجراء التَّدريب الدَّاخلي، ومشاريع خدمة المجتمع، والمحاكاة، والمغامرات في الهواء الطَّلق، والتعلم التَّعاوني، والتَّجارب العمليَّة، وغالباً ما تحملُ هذه التَّجارب تحدِّيات وخوض تجارب جديدة غامرة، ومصمَّمة بأسلوبٍ يلبِّي اهتمامات المُتعلِّمين.
يُعَدُّ التَّفكير أيضاً عنصراً أساسيَّاً في سياق التعلم التجريبي، فهو يساعدُ المتعلِّمين على معالجة تجاربهم، واستخلاص رؤى ذات طابع معنوي، وتطبيقها في المواقف المستقبليَّة، والهدفُ الأساسي من التعلم التجريبي هو تعزيز التعلم الشَّامل عبر ربط النَّظرية بالتطبيق، وتعزيز النُّمو الشَّخصي والوعي الذَّاتي، وتعزيز التَّعاون ومهارات الاتِّصال، وتنمية الشُّعور بالمسؤوليَّة الاجتماعيَّة، ويُستَخدَم هذا النَّهج على نطاقٍ واسعٍ في مختلف السياقات التعليميَّة، من المدارس والكليات إلى برامج التدريب المهني ومنظَّمات المجتمع.
أهمية التعليم التجريبي:
تتجلَّى أهميَّة التعليم التجريبي في الفوائد التي يجنيها المتعلِّمون والمعلِّمون والمجتمع على حدٍّ سواء. إليكَ بعض الأسباب التي تجعل التعليم التجريبي أمراً ذا أهميَّة فائقة:
1. المشاركة النَّشطة:
يُعزِّزُ التعليم التجريبي المشاركة النَّشطة من خلال إشراك المُتعلِّمين بفاعليَّة في النشاطات العمليَّة، وحلِّ المشكلات، والتَّفاعل مع تجارب العالم الحقيقي، وتحفِّزُ تلك المُشاركة الفعَّالة الاهتمام، وتعملُ على تعزيز احتفاظ المُتعلِّمين بالمعرفة والمهارات.
2. تطوير فهم أعمق:
يمكِّنُ التعليم التجريبي المتعلِّمين من تطبيق المفاهيم المُكتسَبة مباشرةً في سياقات العالم الحقيقي، وهذا يؤدِّي إلى تطوير فهمٍ أعمق لتلك المفاهيم، ويسدُّ هذا النَّهج الفجوة بين النظريَّة والتَّطبيق، ويمنحُ المُتعلِّمين رؤيةً عمليَّة لأهميَّة ما يتعلَّمون في البيئة الصفيَّة.
3. تنمية مهارات التَّفكير النَّقدي وحلِّ المشكلات:
يُنمِّي التعليم التجريبي مهارات التَّفكير النَّقدي وحلِّ المُشكلات، فعندما يتعرَّضُ المُتعلِّمون لتحدِّيات العالم الحقيقي سيُشجَّعون على تحليل المشكلات والتفكير الإبداعي، وهذه المهارات ذات أهميَّة كبيرة في مختلف السياقات الأكاديميَّة والمهنيَّة والشخصيَّة.
شاهد بالفيديو: 10 أساليب للتدرب على التفكير الإبداعي
4. تنمية المهارات:
يُركِّزُ التعليم التجريبي على تنمية المهارات العمليَّة، وهذا يُسهمُ في تعزيز مهارات الاتِّصال والعمل الجَّماعي ومهارات القيادة والقدرة على التكيُّف وإدارة الوقت، وهي مهارات أساسيَّة للنَّجاح في الحياة العمليَّة والشخصيَّة.
5. النُّمو الشَّخصي:
يدعمُ التعليم التجريبي النُّمو الشَّخصي والوعي الذَّاتي، ويُتيح للمتعلِّمين الفرص لتطوير المُرونة، والتغلُّب على التحدِّيات، واكتساب الثِّقة في قدراتهم، كما يُعزِّز التعليم التجريبي الشُّعورَ بالهدف والهويَّة والرفاهيَّة الاجتماعيَّة والعاطفيَّة.
6. الملاءمة في العالم الحقيقي:
يوفِّرُ التعليم التجريبي للمتعلِّمين فهماً واقعيَّاً عن كيفيَّة تطبيق المعرفة والمهارات في العالم الحقيقي، وهذا يُعدُّ استعداداً فعَّالاً لتحدِّيات الحياة خارج البيئة الصفيَّة، ويُساعدُ على تنمية الإحساس بالملاءمة في تعلُّمهم.
7. التعلم الاجتماعي والعاطفي:
يُعزِّزُ التعليم التجريبي التعلم الاجتماعي والعاطفي من خلال تشجيع التَّعاون، والتَّعاطف، وفهم وجهات النَّظر المتنوِّعة، وتنمية المهارات الشخصيَّة، والكفاءة الثقافيَّة، واتِّخاذ القرارات الأخلاقيِّة، والمساهمة في تنمية الأفراد.
8. الاستعداد الوظيفي:
يؤدِّي التعليم التجريبي دوراً هاماً في إعداد الطُّلاب للوظائف المستقبليَّة؛ فهو يمنحهم الخبرة العمليَّة، والشبكات المهنيَّة الفعَّالة، والفهم الواضح للمسارات المهنيَّة، وهذا يزيدُ من قابليَّتهم للتَّوظيف بنجاح.
استراتيجيَّات التعلم التجريبي:
هي مناهج تعليميَّة تُركِّزُ على تعزيز الخبرات العمليَّة، والمشاركة النَّشِطة؛ لتسهيل عمليَّة التعلم من خلال تشجيع المتعلمين على المشاركة بالنَّشاطات، وتطبيق معارفهم في سياقات الحياة الواقعية.
إليك بعض استراتيجيَّات التعلم التجريبي الشَّائعة:
1. تطبيق المشاريع:
يضعُ هذا النَّهج الطُّلاب في مشاريع تتطلَّبُ استكشافَ مشكلةٍ حقيقيَّة، أو إجراء بحوث بالتَّعاون مع زملائهم، مثل: مشروع عن تحسين بيئة المدرسة يتطلَّبُ من الطُّلاب تحليل التحدِّيات، وتقديم حلول فعَّالة لها.
2. القيام بجولات ميدانيَّة:
يتيحُ أخذُ الطُّلاب إلى خارج الفصل الدراسي الفرصةَ لزيارة أماكن مثل المتاحف أو الأماكن التاريخيَّة، ويعزِّزُ الفهم العميق للموضوعات، ويجعلُ التعلم أكثر واقعيَّة، على سبيل المثال: زيارة ميدانيَّة إلى محميَّة طبيعيَّة؛ لدراسة التنوُّع البيئي.
3. تجسيد الأدوار والمحاكاة:
يتيحُ هذا النَّهج للطُّلاب تجسيدَ أدوارٍ مختلفة في بيئةٍ مُشابهة، مثلاً: يمكنُ للطُّلاب أن يُشكِّلوا محكمةً قانونيَّة، ويشاركوا في محاكاة جو المحكمة والإجراءات القانونية التي تُنفَّذ فيها؛ لفهم العمليَّات القانونيَّة.
4. الخدمة المجتمعيَّة:
يجمعُ هذا النَّهج بين خدمة المجتمع والدِّراسة الأكاديميَّة، ويقدِّمُ الطُّلاب فيه خدماتٍ تلبِّي احتياجات المجتمع، على سبيل المثال: يُنظِّمُ الطُّلاب حملة توعيةٍ بشأن مشكلةٍ اجتماعيَّة مُحدَّدة.
5. التعلم التَّعاوني والتَّدريب الداخلي:
يشاركُ الطُّلاب في تجارب عمل عمليَّة؛ لتطبيق المفاهيم الأكاديمية في جوِّ العمل الحقيقي، وهذا يسهمُ في تطوير مهاراتهم وشبكات علاقاتهم المهنيَّة.
6. التعلم من خلال حلِّ المشكلات:
تُعرَضُ على المتعلِّمين مشكلات حقيقية، ويُكلَّفون بإيجاد حلول لها، مثلاً: وضع تصوُّر عن كيفيَّة مواجهة التحدِّيات البيئيَّة في المجتمع، وتقديم حلول مُستدامة لها.
7. التعليم الخارجي والمغامرة:
يُشجِّعُ هذا النَّهج على نقل الطُّلاب إلى الطَّبيعة؛ لتنفيذ النَّشاطات التعليميَّة، على سبيل المثال: الذَّهاب برحلة تعلُّم في الغابة؛ لفهم البيئة الطبيعيَّة، وتعزيز التَّعاون.
8. استكشاف الذَّات:
تُقدِّمُ هذه التَّمرينات فرصاً مُنظَّمة للطُّلاب للتَّفكير في التَّجارب الشخصيَّة الخاصة بهم، مثل كتابة اليوميَّات أو المناقشات الجماعيَّة، والتي تهدف إلى مساعدة الطُّلاب على تحليل وفهم تجاربهم الشخصيَّة.
يتيحُ تكاملُ وتنوُّع هذه الاستراتيجيات تكوينَ تجربة تعلُّمٍ غنيَّة وشاملة، وتعزِّز المُشاركة النَّشطة، والتفكير النَّقدي للمتعلِّمين.
في الختام:
إنَّ التَّعليمَ التجريبي يُشكِّلُ جوهر التعلم الفعَّال، فهو يُتيحُ للطُّلاب فرصة التَّفاعل مع المادَّة الدراسيَّة بطرائقَ معنويَّة وعمليَّة، وهذا يُعزِّزُ فهمهم واستيعابهم للمفاهيم الأساسيَّة، ويمكنُ للمُعلِّمين تحفيز الطُّلاب على التفكير النَّقدي والإبداعي، وتعزيز مهاراتهم في حلِّ المشكلات، من خلال استخدام استراتيجيات التعلم التجريبي، ومع ذلك يتطلَّبُ التعليم التجريبي التَّخطيط والتَّنفيذ الدَّقيقَين؛ لضمان أن تكون التَّجارب التعليميَّة ذات صلة ومفيدة.
سيكونُ التعليم التجريبي في المستقبل أكثر أهميَّةً مع تزايد الاعتماد على التعلم القائم على المهارات في القرن الواحد والعشرين، فهو يوفِّرُ الأدوات اللازمة لتحقيق التعلم مدى الحياة، وهو ما يحتاجه الفرد للنجَّاح في عالمٍ يتغيَّرُ بسرعةٍ.
أضف تعليقاً