اللعب نشاط تلقائي يمارسه الطفل لكي يحقق له البهجة وبهدف اللهو واستهلاك الطاقة دون وجود أهداف أو دوافع تحركه، ويدفع بالطفل إلى التجريب والتقليد واكتشاف طرائق جديدة لعمل الأشياء، كما أنَّه مدرسة غير رسمية لإقامة العلاقات الاجتماعية.
يُعَدُّ التدريس باستخدام الألعاب التعليمية من الاتجاهات أو الاستراتيجيات الحديثة نوعاً ما؛ فهي تعزز دافعية المتعلم نحو المادة العلمية وتحقيق رغباته وإشباع حاجاته؛ لذا أصبحت المؤسسات التعليمية على اختلافها تولي أهمية كبرى لاستخدام الألعاب التعليمية في تدريس مناهجها الدراسية، وتحاول توفير الإمكانات الخاصة والضرورية لها شرط أن يكون اللعب موجهاً بحيث يحقق التعلم والفائدة والمتعة في آنٍ واحد.
فالألعاب التعليمية تؤدي دوراً فعالاً في التعليم إذا ما أحسن التخطيط لها وتنظيمها والإشراف عليها بشكل جيد، وهذه العملية تقع على عاتق المعلم الذي يجب أن يعمل على إنشاء بيئة تعلُّم تفاعلية يكون فيها المعلم إيجابياً ويسير في التعلم وفقاً لقدراته وسرعته الذاتية؛ وهذا يولد لديه الشعور بالراحة والرضى عن عملية التعلم.
أولاً: ما هي الألعاب التعليمية؟ ولماذا نحتاج إليها في التعليم؟
يوجد اتجاه تربوي حديث يدعم ويطالب باستخدام اللعب في التدريس، فاللعب هو نشاط فطري يمارسه الطفل منذ أشهره الأولى، فمنه ما يتم بشكل منظَّم ومنه ما يكون عشوائياً، وعلى اختلاف الأنواع فإنَّ اللعب يبعث على السعادة في نفس الطفل ويشعره بالمتعة، بالإضافة إلى تنمية جوانب الشخصية الانفعالية والاجتماعية والمعرفية والجسمية.
فاللعب يمنح الطفل مواقف حياتية واجتماعية يتعلم من خلالها كيف يكوِّن علاقاته مع الآخرين، وينمي لغة الحوار والمحادثة، ويدعم مهارات عديدة مثل التمييز البصري والمقارنات، ويشجع التعاون مع الآخرين، ويكتسب الخبرات التي يستطيع أن يوظفها بشكل جيد في مسيرة حياته.
الألعاب التعليمية عبارة عن نشاط تعليمي منظَّم ومخطَّط لتحقيق أهداف محددة يمارسها المتعلم وحده أو مع جماعة في ضوء قواعد موضوعة بشكل مسبق من قِبل المعلم، تهدف هذه القواعد إلى تحقيق غايات تربوية وتعليمية معينة ضمن بيئة تربوية توفر للمتعلم المرح والمتعة والفائدة في الفصل الدراسي، فهي نشاط مدرسي لا يمكن تجاهله أو الإقلال من شأنه.
تبرز الحاجة إلى الألعاب التعليمية من نقطة هامة جداً، وهي دفع الطفل إلى التعلم في مواقف يكون فيها متعلماً إيجابياً، كما تسهم في بناء الجوانب النفسية للطفل بأبعادها المعرفية والوجدانية والنفسية والحركية، وكذلك في بناء الجوانب الجسمية وتنمية الأعضاء والأجهزة البدنية من النواحي الوظيفية والعصبية.
ثانياً: أنواع الألعاب التعليمية:
1. الألعاب التعليمية من حيث طبيعتها:
- الألعاب التنافسية: وتعني لعب فرد مقابل فرد أو مجموعة مقابل مجموعة أخرى غالباً ما تكون مساوية لها بالعدد وفقاً لتعليمات المعلم.
- التمرينات: وتقوم على إعطاء الطفل تمرينات لتعليم مادة ما أو مهارة ما، مثل تمرين تلوين الحروف لمعرفة طريقة كتابة كل حرف، وإعطاء الطفل مجموعة من الكلمات تحتوي على اللام الشمسية واللام القمرية وعليه تلوين كل نوع منها بلون مختلف، وقص الحروف ولصقها حسب الترتيب الهجائي.
- مسائل عقلية: ألعاب تتضمن حل لغز ما أو حل مسألة رياضية مثل لعبة نرد الأعداد ولعبة ترتيب الأعداد.
- المحاكاة: افتعال واقع ما بحيث تتشابه معطياته مع الواقع الفعلي من خلال وجود بعض المتغيرات التي تشكل نموذج المحاكاة، وهي عملية تقليد لأداة حقيقية أو عملية فيزيائية أو حيوية.
- تمثيل الأدوار: يقوم التلميذ بتمثيل دور حقيقي في موقف غير حقيقي؛ أي يقوم التلميذ باقتراض دور ويشخصه داخل موقف ويتطلب منه معرفة بطبيعة هذا الدور في الحياة الواقعية.
2. الألعاب التعليمية من حيث عدد المشاركين فيها:
- الألعاب التعليمية الفردية: التي تقتصر على متعلم واحد.
- الألعاب التعليمية الثنائية: يتم وضع التلاميذ في شكل ثنائيات.
- الألعاب التعليمية الجماعية: التي يشترك فيها التلاميذ معاً أو يتم تقسيمهم إلى مجموعات.
3. الألعاب التعليمية من حيث زمن عرضها:
- الألعاب التعليمية في بداية الدرس: تُستخدم لافتتاح الدرس وتشويق المتعلم.
- الألعاب التعليمية في أثناء عرض الدرس: تُستخدم لتنشيط المتعلم.
- الألعاب التعليمية عند نهاية الدرس: تُستخدم للقيام بمراجعة للدرس.
- الألعاب التعليمية التي تجري داخل الصف.
- الألعاب التعليمية التي تجري في الهواء الطلق.
- الألعاب التعليمية العقلية (الذهنية).
4. الألعاب التعليمية من حيث المكان:
- الألعاب التعليمية التي تجري داخل الصف.
- الألعاب التعليمية التي تجري في الهواء الطلق.
5. الألعاب التعليمية من حيث الجهد الإنساني المستخدَم فيها:
- الألعاب التعليمية العقلية (الذهنية).
- الألعاب التعليمية العضلية (الحركية).
شاهد بالفديو: 6 طرق لتنمية الابتكار لدى الأطفال
ثالثاً: فوائد الألعاب التعليمية في التعليم
- اللعب من أهم الوسائل التعليمية التي تساعد على إكساب التلميذ المفاهيم والمعارف المختلفة، وإدراك معنى الأشياء والتكيف مع الحياة.
- تعزيز الدافعية للتعلم من خلال توفر عنصر المنافسة والرغبة في التفوق على الآخر، وبالوقت نفسه تساعد التلميذ على تقبل الآخر والاختلاف معه.
- تزيد من نشاط المتعلم بسبب ما تحويه من عناصر تشويق ومتعة.
- تسهم في تنمية جوانب شخصية التلميذ النفسية والجسدية، وفي تكوين النظام القيمي والأخلاقي وإكسابهم معايير السلوك المطلوب في المجتمع، والذي يتناسب مع الجماعة التي يعيش فيها.
- تسهم الألعاب التعليمية في تخليص المتعلم من الأنانية والتمركز حول الذات ودفعه للتعاون مع الجماعة لتحقيق الأهداف.
- إتقان المهارات الاجتماعية ومهارات الحوار والتعبير عن آرائه وطريقته في التفكير، فاللعب هو أداة تواصل فعال بين الأطفال على اختلاف خلفياتهم الثقافية والدينية والاقتصادية.
- ضبط الانفعالات والابتعاد عن استخدام العنف أو التعدي على الزملاء لحل المشكلات من خلال التزامهم بالقواعد الموضوعة في اللعب بشكل مسبق.
- تُعوِّد التلميذ على تحمل المسؤولية وتُكسِبه القدرة على اتخاذ القرار وتعزيز ثقته بنفسه.
- توفِّر الألعاب التعليمية جواً صفياً مريحاً يمتزج فيه التحصيل العلمي مع المتعة والمرح.
- الألعاب التعليمية طريقة جيدة في اكتشاف شخصية الطفل وتحديد إمكاناته، بالإضافة إلى دورها في كشف الاضطرابات النفسية والعاطفية التي يمكن أن يعاني منها، وتساعد المربين على وضع العلاج لها.
- القضاء على بعض أنواع المشكلات السلوكية مثل الخجل والإحباط.
مراحل إعداد اللعبة التعليمية من قِبل المعلم:
1. مرحلة الإعداد:
يحدد المعلم موضوع الدرس والهدف الذي يجب أن يتحقق من خلاله، ومن ثم يختار اللعبة المناسبة لعمر الطفل وميوله الخاصة والتي يتحقق من خلال استخدامها الهدف المحدد، كما يجب تحديد الزمن الذي يستغرقه تنفيذها وإمكانية استخدامها أكثر من مرة، وكذلك تحديد مكان تطبيقها داخل الحجرة الصفية أو خارجها مع ضرورة توفير الأدوات والمواد التي يحتاجها لتنفيذها، وأخيراً ترتيب التلاميذ وأماكن جلوسهم بحيث يتم ضبطهم بعيداً عن الفوضى والمساعدة على تحقيق الهدف من اللعبة.
2. مرحلة الاستخدام والتنفيذ:
يتم أولاً تهيئة التلاميذ لتنفيذ اللعبة من خلال التعريف بها وشرح قواعدها وإعطائهم الفرصة لطرح أي سؤال حولها، وبعد الانتهاء من ذلك يتم تحديد العدد المناسب من التلاميذ لتنفيذها وتوزيع الأدوار عليهم وفقاً لقدراتهم.
3. مرحلة المتابعة:
يقوم المعلم بمتابعة تنفيذ التلاميذ للعبة وتقديم الإرشادات والتوجيه لهم وتزويدهم بالتغذية الراجعة، بالإضافة إلى ملاحظة تعليقات التلاميذ المتعلقة باللعبة ورصد تفاعلهم والأخطاء التي تقع خلالها لتلافيها في المرات القادمة وتحديد إمكانية القيام بها مرة أخرى.
4. مرحلة تقييم اللعبة:
يقوم المعلم في مرحلة التقييم بمناقشة التلاميذ فيما يتعلق باللعبة بعد نهايتها خاصة أداء كل تلميذ أو كل مجموعة والأخطاء التي وقعت وإعطائهم الحلول لتلافيها في المرات القادمة والتحقق من مدى تحقيق اللعبة للهدف الموضوع وإكساب المتعلم الخبرات المطلوبة، كما يجب على المعلم في هذه المرحلة تطوير اللعبة من خلال تحديد نقاط الضعف التي برزت خلال التنفيذ وإعادة صياغة سيناريو اللعبة بما يسهم في تلافيها وتوفير التغذية الراجعة اللازمة ويتم إعلان الفائز في اللعبة ومنحه مكافأة أو جائزة تحفيزية.
في الختام:
يمثل اللعب دوراً مركزياً وحيوياً في تعليم الأطفال وتربيتهم وإنمائهم، فهو ليس مضيعة للوقت كما يعتقد بعضهم، فاللعب هو وسيلة وغاية في آنٍ واحد يعمل على زيادة وتعزيز دافعية المتعلم للتعلم ويراعي الفروق الفردية بينهم، كما يسهم في بقاء أثر التعلم فترة أطول من الزمن، وتقوم الألعاب التعليمية بتربية التلاميذ تربية متكاملة لجميع جوانب شخصيتهم المعرفية والمهارية والوجدانية وتكوين المواطن الصالح المتعايش مع تغيرات العصر الحالي.
أفضل ما في هذه الألعاب أنَّها قابلة للتطبيق في كافة المواد الدراسية على اختلاف طرائقها وأهدافها، ويبقى سر نجاحها هو التخطيط الجيد من قِبل المعلم وتوظيفها جيداً في العملية التعليمة وبطريقة دقيقة ومفيدة.
المصادر:
- حنان كمال فتحي عبد السميع، أثر استخدام مدخلي الألعاب التعليمية والقصص في اكتساب الأطفال بعض مهارات الحس العددي بمرحلة رياض الأطفال، كلية التربية، جامعة الفيوم،
- نشوى عبد الحميد على الغوالبى، فعالية استخدام برنامج من الالعاب التعليمية في تنمية ميل تلاميذ الصف الرابع الابتدائي ( البنين ) نحو مادة الاقتصاد المنزلي، كلية التربية قسم الاقتصاد المنزلي، جامعة بورسعيد، مصر 2012.
- نسرين عبد الله الختاتنة، أثر استخدام الألعاب التعليمية في تحصيل طلبة الصف الرابع الأساسي في مادة التربية الاجتماعية والوطنية في محافظة الكرك، كلية التربية، قسم المناهج وأساليب التدريس، جامعة مؤتة، 2013.
أضف تعليقاً