ماذا ستفعل؟ هل ستتحمل صراخ الطفل أم ستعيد كرة الثلج إليه؟
إذا تصرفت بصورة طبيعية فمن المحتمل أن تفكر فيما يأتي:
- لا يستطيع أن يؤذي نفسه حقاً بالكرة.
- ربما لن يكسر الكرة الزجاجية.
- أنا لا أحب كرة الثلج أبداً على أي حال.
- إذا كسرها فإنَّ تنظيف مكانها ليس صعباً.
- هل يستحق الأمر حقاً أن تجعله بائساً بإزالة الكرة من يده؟
نحن لسنا قلقين حقاً بشأن بؤس الطفل؛ نحن أكثر قلقاً بشأن أنفسنا.
الدروس المُستفادة:
غالباً ستترك طفلك يلعب بكرة الثلج؛ لكنَّ المشكلة الحقيقية ليست في كرة الثلج؛ وإنَّما في الدرس الذي علَّمتَه لطفلك للتو.
لماذا أخذت منه كرة الثلج في الأساس؟ لأنَّها لم تكن لعبة مناسبة للطفل، ومن خلال القيام بذلك علَّمت الطفل الصغير أنَّ بعض الأشياء سيئة بالنسبة إليه؛ ومن ثمَّ محظورة عليه، أمَّا من خلال إعادتها إليه تعلمه أنَّه إذا أثار ضجةً كافية فيمكنه الحصول على ما يريد حتى لو كان ضارَّاً له، ومن الطبيعي تماماً أن يبكي الأطفال الصغار عندما لا يحصلون على ما يريدون، ولكن عندما يحصلون دائماً على ما يريدونه بسبب البكاء فإنَّهم لا يتعلَّمون أبداً كيف يتقبَّلون الرفض، وبعد بضع سنوات سيكون لديك مراهق يحصل دائماً على ما يريده من خلال الاستياء والغضب، وبعد بضع سنوات سيكون لديك شخص بالغ بالمزاج نفسه، وقد كنت تظنُّ أنَّك تواجه مشكلات مع طفل يبلغ من العمر عامين.
الأطفال من جميع الأعمار:
الخطأ الذي نرتكبه هو عدم التقييم الصحيح للفرق بين الألم قصير الأمد والألم طويل الأمد؛ فدائماً ما يكون الألم طويل الأمد أسوأ؛ لكنَّ الألم على الأمد القصير يحدث الآن.
نحن نحصل على التعليم الآن حتى نتمكن من الحصول على وظيفة فيما بعد، وننهض ونذهب إلى العمل الآن حتى نتمكن من تسديد فواتيرنا لاحقاً، ونذهب إلى الطبيب لفحص الأعراض المشتبه بها على الرغم من أنَّنا نفضل تجاهلها، ونذهب إلى صالة الألعاب الرياضية لنتعرق ونُجهِد أنفسنا لأنَّنا نفهم قاعدة أنَّه لا فوز من دون ألم، ولكن عندما يرتبط الأمر بعدد من الأحداث غير الواضحة في الحياة اليومية؛ فإنَّنا نصبح أطفالاً مرة أخرى وتختفي القاعدة تماماً، وهذا ليس عادلاً؛ لأنَّه إذا كان علينا تحمل الحقائق غير السارة للحياة في المدرسة والعمل والصحة الشخصية فلا يجب أن توافق الحياةُ رغباتنا طوال الوقت.
لا يتغير الواقع ليكون مناسباً لنا، وفشلنا في التخطيالرئيسيةط للمستقبل لن يجعل المستقبل متعاطفاً معنا، ولن تؤدي نياتنا الحسنة إلى النجاح إذا لم نستعد لما قد يحدث وليس فقط لما نأمل أن يحدث.
تجنب الحلول عالية الكفاءة:
أجرت "شاهزين أتاري" (Shahzeen Attari) الأستاذة في جامعة إنديانا (Indiana University) استطلاعاً عن أكثر من ألف موضوع لتحديد الطريقة التي يظنُّ الأمريكيون أنَّهم يستطيعون بها الحفاظ على المياه بصورة أفضل، وما وجدَته هو أنَّ نحو 43% يظنُّون أنَّ الاستحمام لفترة أقصر وإغلاق الصنبور في أثناء تنظيف أسنانهم بالفرشاة سيحقق أكبر توفير للمياه.
يأتي أكبر انخفاض في استخدام المياه من التحول إلى الأجهزة عالية الكفاءة مثل الغسالات وغسالات الصحون والمراحيض، وبعد إجراء مقابلة مع البروفيسورة "أتاري" قال الصحفي "شانكار فيدانتام" (Shankar Vedantam) إنَّ التفسير الواضح إلى حدٍّ ما هو أنَّ الناس يقاومون الحلول عالية الكفاءة بسبب النفقات الأولية، على الرغم من أنَّهم قادرون على تعويض استثماراتهم مع مرور الوقت وتوفير المال على الأمد الطويل، ناهيك عن الحفاظ على المياه في الوقت نفسه فإنَّهم يفضلون النفقات قصيرة الأمد على الفوائد طويلة الأمد، ثمَّ يبررون قرارهم من خلال إقناع أنفسهم بأنَّهم يعالجون المشكلة من خلال توفير المياه في الحمام وفي أثناء تنظيف أسنانهم على الرغم من أنَّ أحدهم لا علاقة له بالآخر، ويمكنهم بسهولة فعل الأمرين معاً.
شاهد بالفيديو: 7 حقائق مؤلمة عن الحياة من شأنها أن تجعلك شخص أقوى
استراتيجيات لاختيار مكاسب طويلة الأمد على المكاسب قصيرة الأمد:
تتركز هذه الاستراتيجيات حول طريقة خداع أنفسنا لاتخاذ قرارات أفضل، فمن الناحية النفسية نحن أكثر استعداداً للتخلي عن أمور قليلة مرة تلو الأخرى بدلاً من التخلي عن كل شيء دفعة واحدة؛ لهذا السبب يدفع الناس رسوم التمويل بدلاً من الدفع نقداً، ولهذا السبب أيضاً قد تدعم الحكومة المنتجات الصديقة للبيئة مع فرض ضرائب أو حظر على المنتجات التي تظنُّ أنَّها ليست في المصلحة العامة؛ لكنَّنا في الحقيقة لسنا بحاجة إلى أن تنجز الحكومة المهمة نيابةً عنا، فإذا عرفنا ما هو في مصلحتنا يمكننا خداع أنفسنا لفعل الأمر المناسب من خلال الاستراتيجيات الخمس الآتية:
1. زيادة العقوبة:
عندما تضغط على زر المنبه وتتابع غفوتك لمدة تسع دقائق، ستتأخر عن عملك وتذهب دون أن تكون جاهزاً بصورة كاملة ودون احتساء القهوة أو حتى تناول طعام الفطور، ويمكن أن تكون الغرامة المفروضة على الذات حافزاً قوياً للنهوض، كما يمكن أن تضع قطعة نقدية في علبة في كل مرة تضغط فيها على زر الغفوة، وعندما تصل إلى مبلغ معين تبرَّع به للجمعيات الخيرية؛ قد تؤدي هذه الاستراتيجية إلى حل مشكلتك بسرعة أكثر ممَّا تظنُّ.
2. زيادة المكافأة:
ربما ترغب في شراء جهاز كمبيوتر جديد بألف دولار، ولكن حتى كمبيوتر بسعر 700 دولاراً يتجاوز ميزانيتك؛ لهذا السبب ابحث عن شيء صغير يمكنك الاستغناء عنه (تناول الحلويات، الغداء في المطعم وغيرها)، وعندما تجمع مبلغ 700 دولاراً خذ المال وأضف 300 دولار لتحصل على الجهاز الذي تريده حقاً.
إذا عدلت عن رأيك بشراء الكمبيوتر، في هذه الحالة يمكنك الاستفادة من المال للترفيه عن نفسك.
3. التحدي:
هل تريد التوقف عن التدخين أو النميمة أو تناول كثير من الحلوى؟ ابحث عن صديق يريد أيضاً التخلص من هذه العادة واتفقا على دفع 100$ أو أكثر إذا كنتما بحاجة إلى مزيد من التحفيز، وأول من يستسلم يدفع للآخر.
4. التحليل:
لا جدال في الإيجابيات والسلبيات؛ لذا عندما تجد صعوبة في حمل نفسك على فعل الشيء المناسب اكتب الميزات والعيوب، وعندما تجد كفة العيوب راجحة فإنَّك ستشعر بالحرج الشديد من نفسك إذا لم تُذعن للمنطق.
5. التفكير بطريقة فلسفية:
هل تميل إلى السير في الطريق الأقل منافسةً؟ اسأل نفسك أيَّاً من الأسئلة الآتية أو جميعها: ماذا لو كنت مكان شخص آخر؟ ما الذي يجعل والدتك فخورةً بك؟ ماذا تريد أن يفكر أولادك فيك؟ كيف ستشعر بالرضى عن نفسك؟
في الختام:
نحن نمتلك السيطرة على أفعالنا أكثر ممَّا نظنُّ، ومع قليل من التفكير والإبداع والانضباط الذاتي يمكننا تحويل خوفنا من الألم قصير الأمد إلى سعادة طويلة الأمد.
أضف تعليقاً