على الرغم من أنَّ قطاعَي (الزراعة والصناعة) يُعَدَّان المسؤولين عن استهلاك الحصة الأكبر من المياه، إلَّا أنَّنا نستهلك في منازلنا كمياتٍ كبيرةً منها أيضاً، إذ تَذكُر وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة: أنَّ العائلة الأمريكيّة المؤلفة من أربعة أشخاص تستهلك وسطياً حوالي 400 جالون (1514 ليتراً تقريباً) من الماء يومياً. يمكن أن يساعد استعمال أجهزةٍ وتجهيزاتٍ تَتّسِم بالكفاءة في توفير المياه، لكنَّ التحلِّي بقليلٍ من الحرص والمنطق، يمكنه أن يُسهِم إسهاماً كبيراً في الحدِّ من هدره.
يصادف الثاني والعشرون من آذار من كلِّ عامٍ ذكرى اليوم العالمي للمياه، لذا دعنا نتعرَّف في هذه المناسبة إلى 11 نصيحةً لتوفير استهلاك الماء في المنزل:
1- إغلاق صنابير المياه:
ابدأ توفير المياه عن طريق التخلص من العادات السيئة، فمثلاً: لا تترك صنبور الماء مفتوحاً في أثناء جلي الصحون أو غسلها، أو حينما تغسل يديك أو وجهك، أو عندما تنظِّف أسنانك أو تحلق ذقنك إذا لم تكن في حاجةٍ إليه. تُهدِر صنابير الحمامات حوالي جالونَين (حوالي 7.5 لتر) من الماء في الدقيقة، وفقاً لوكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة. فإغلاق صنبور المياه حينما تُنظِّف أسنانك أو تحلق ذقنك، يُمكِّنك من توفير مئات اللترات من الماء شهرياً.
يُنصحُ أيضاً بالحرص على إصلاح التسرّبات، إذ يهدر الصنبور الذي يتسرّب منه الماء 20 جالوناً (حوالي 76 لتراً) من الماء يومياً، والمرحاض الذي يتسرّب منه الماء يهدر 200 جالوناً (حوالي 757 لتراً) من الماء يومياً.
2- الاستفادة من كلِّ قطرة ماء تستخدمها:
تعلَّم أن تُعيد استخدام الماء باتباع طرائق بسيطةٍ، مثل: جمع الماء الصالح للشرب المُستخدَم لغسل الفاكهة والخضروات، وتخزينه في الحديقة. افعل الشيء نفسه مع الماء الذي يذهب هدراً عادةً وأنت تنتظر نزول الماء الساخن من الصنبور.
3- استعمال حوضين لغسل الأواني:
تُعَدُّ هذه النقطة امتداداً للنقطة السابقة التي تتحدث عن الاستفادة من كلِّ قطرة ماءٍ تستخدمها، لكنَّ الحديث هنا عن الاستفادة من المِغسَلة ذات الحوضين، فعوضاً عن ترك الماء يجري في أثناء غسيل الأطباق، املأ أحد الحوضَين بماءٍ دافئٍ وصابونٍ وخصصه للغسيل، واملأ الحوض الآخر بماءٍ صافٍ ذي درجة حرارةٍ معتدلةٍ وخصصه لإزالة الصابون عن الأواني. وفقاً لوكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة، يمكنك بهذه الطريقة توفير نصف كمية الماء التي تستهلكها عادةً في هذه العملية. إذا كانت المِغسَلة التي لديك تتألف من حوضٍ واحدٍ، فاستعمل قِدرَين كبيرَين أحدهما للغسيل، والآخر لإزالة الصابون عن الأواني.
4- استعمال آلة غسيل أوانٍ صغيرة الحجم:
تستطيع آلات غسيل الأواني الحديثة والفعّالة المُستعمَلة في أيامنا هذه توفير كمياتٍ كبيرةٍ من الماء. انزع بقايا الطعام عن الأواني نزعاً، عوضاً عن غسلها بالماء قبل وضعها في الآلة، بهذه الطريقة توفِّر أكثر من 10 جالونات (حوالي 38 لتراً) من الماء في كلِّ غَسلة.
يجب عليك ألَّا تُشغِّل الآلة إلَّا حينما تمتلئ بالأواني، أمَّا إذا كان عدد الأواني التي لديك قليلاً بشكلٍ عام، فجرِّب أن تشتري آلةً ذات دُرجَين، إذ يستهلك كلُّ درجٍ أقلَّ من جالونَين (حوالي 7.5 لترات) من الماء، ويعمل كلٌّ منهما بشكلٍ مستقلٍ عن الآخر، وبذلك توفِّر: ماءً، وطاقةً، ومنظفات.
5- شراء غسالة عالية الكفاءة:
تضع العوائل في الولايات المتحدة 300 وجبة غسيلٍ وسطياً كلَّ عام، ويشكّل الماء الذي يُستخدَم في غسيل الثياب 20% من الماء الذي يُستخدَم في المنازل.
بشكلٍ عام، تستهلك الغسَّالات التي تُوضَع فيها الثياب من خلال واجهاتها الأماميّة ماءً أقلَّ من الذي تستهلكه الغسَّالات التي توضَع فيها الثياب من خلال سقفها العُلوي، لكن أيَّاً كان نوع الغسالة التي تفكر في شرائها ابحث عن غسالةٍ ممهورةٍ بعلامة "نجمة الطاقة" (Energy Star)؛ لتوفير أكبر كميةٍ ممكنةٍ من الماء، إذ تستهلك هذه الغسَّالات ماءً أقلَّ من الذي تستهلكه الغسالات العادية بمقدار 40%. السرّ في توفير هذه الغسَّالات الماء أنَّ أحواضها لا تمتلئ بالماء، بل تُقلَّب الملابس فيها عن طريق تيارات من الماء التي تُضَخّ بضغوطاتٍ عاليةٍ جدَّاً.
6- توفير الماء في الحمَّامات:
الحمَّام هو أكثر مكانٍ يُستهلَك فيه الماء داخل المنزل، ويُعَدُّ أيضاً من الأماكن التي يمكنك فيها توفير كمياتٍ كبيرةٍ من الماء عن طريق اتباع بعض الخيارات الذكية.
يُشكِل الماء الذي يُستخدَم في المراحيض، على سبيل المثال، 30% من الماء الذي يُستهلَك في المنزل. تستهلك المراحيض القديمة حوالي 6 جالونات (حوالي 23 لتراً) من الماء في كلِّ دَفقَة، لكنَّ المراحيض الأحدث لا تستهلك إلَّا حوالي 1.28-1.6 جالونات (4.8-6 لترات) من الماء في كلِّ دَفقَة، ثمَّة كذلك المراحيض ذات الدَفَقات المزدوجة التي تستهلك كمياتٍ أقلَّ من الماء.
من جهةٍ أخرى، يستهلك الاستحمام 17% من كمية الماء التي تُستخدَم في المنزل؛ أي 40 جالوناً (حوالي 151.4 لتر) وسطياً للعائلة يومياً. من أجل توفير الماء في أثناء الاستحمام، استبدل الدوش العادي الذي يستهلك 2.5 جالون (9.4 لترات) من الماء في الدقيقة، بالدوش الموفّر للماء الذي يستهلك أقلَّ من جالونَين (7.5 لتر) من الماء في الدقيقة، ويُقدِّم الأداء نفسه أو أداءً أفضل في أثناء الاستحمام.
7- تقليص مدة الاستحمام:
استعمل ساعة المؤقت لتحديد المدة الزمنية التي ستقضيها في الحمَّام، وحاول أن يستغرق الحمّام 5 دقائق، أو أقل.
8- تغطية المسبح:
قد تكون أغطية المسابح خير صديقٍ لأصحاب المسابح؛ فغطاء المسبح لا يحافظ على درجة حرارة المسابح الدافئة وحسب، بل ويُقلِل أيضاً من تبخُّر الماء منها، ويَذكُر أحد التقارير أنَّ تغطية المسبح يقلّل عدد المرات التي تحتاج فيها إلى تغيير الماء بنسبة 30-50%.
9- السقاية اليدوية:
إذا كان لديك حديقةٌ صغيرةٌ، فجرِّب أن تسقيها يدوياً، حيث تستهلك العائلات التي تسقي حدائقها يدوياً باستخدام الخرطوم ماءً أقلَّ من الذي تستهلكه العائلات التي تستخدم أنظمة السقاية الأتوماتيكية بنسبة 33%، وذلك وفقاً لوكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة.
10- التحلي بالذكاء في أثناء السِقاية:
بالحديث عن سِقاية الحدائق، لابدَّ أن نلفت الانتباه إلى أنَّ سِقاية المساحات الخضراء المحيطة بالمناطق السكنية قد تطوَّرت جداً في العصر الحديث. لذا جرِّب أن تستعمل أنظمة الري نفسها في سقاية حديقتك، والتي تعتمد على حالة الطقس، حيث تُضبَط بحسب الحالة الجوية السائدة فعلاً، ولا تقدم الماء إلا حينما يكون ذلك ضروريَّاً. استبدل مضخات الري بالرذاذ القديمة، بمضخاتٍ جديدةً أكثر كفاءةً، وقابلةً للدوران، تضخُّ الماء بمعدلاتٍ أبطأ؛ حتى يَخرِق الماء التربة ولا يجرفها. ركِّب أنابيب جديدةً للريّ بالتنقيط، وأنابيب تروي التربة عن طريق الترشيح؛ لريّ المكان بكفاءةٍ أكبر.
11- تجميع مياه الأمطار:
ابحث عن طريقةٍ لحفظ مياه الأمطار وتخزينها من أجل استخدامها في ريّ الحديقة. من الطرائق السهلة التي يمكن اتباعها لأجل ذلك: استعمال برميلٍ يتَّسع لـ 55 جالوناً (حوالي 208 لترات) -مثل الذي يظهَر في الصورة- لجمع مياه الأمطار التي تتساقط على السطح عن طريق المزاريب والمواسير. تذكَّر أن تغطي البرميل حتى تبقى الحشرات بعيدةً عنه.
يُعَدُّ الماء من أهمّ الموارد الطبيعية على سطح كوكبنا؛ لذا لابُدَّ لنا من أن نحافظ عليه، وأن نحميه من الهدر. من خلال النصائح الإحدى عشرة المذكورة في الأعلى يمكنك أن توفّر الماء الذي تستهلكه في منزلك، وأن تعيد استخدامه في أماكن مفيدة بعيداً عن الهدر.
أضف تعليقاً