استثمار المزايا والفوائد التي يريدها الموظفون

وفق إحدى الدراسات، يقول 40% من أرباب العمل إنَّ العمال على استعداد لترك وظائفهم للحصول على وظيفة توفر مزايا أفضل للموظفين، ولكن كيف تعرف بالضبط الفوائد التي يريدها الموظفون، فإنَّ الاستثمار في الفوائد التي لا يستفيد منها الموظفون أمر مكلف وغير مفيد، وفي هذا المقال نستكشف المزايا والفوائد التي يطلبها الموظفون بشدة، وكيف يمكنك استثمارها بحكمة.

مقارنة بين المزايا والفوائد المقدمة للموظفين

1. المزايا

هي منتجات أو خدمات صغيرة وممتعة ومكملة تجلب السعادة أو الراحة لحياة الموظف، وغالباً ما يقدم أرباب العمل المزايا تقديماً عفوياً، وهذا يزيد من جاذبيتها، وقد تكون المزايا أيضاً أوضاع عمل اختيارية أو مؤقتة، مثل ورشة عمل مكثفة أو ساعات عمل مرنة.

2. الفوائد

هي التزامات جوهرية من رب العمل لمساعدة الموظف على تحمل تكاليف الخدمات والوصول إليها مثل التأمين الصحي، أو التأمين في مواجهة العجز قصير الأمد، أو إجازة الأبوة، وهي تنطوي عادة على مساهمة مالية أكبر من أرباب العمل بسبب قيمتها، في حين أن المزايا غالباً ما يقدمها رب العمل مباشرة إلى موظفيه، فقد تسهم شركات خارجية في تقديم الفوائد وإدارتها، وإليك

6 فوائد على الشركات تقديمها للموظفين

1. التأمين الصحي الشامل

في الولايات المتحدة، يعتمد معظم الأفراد على رب العمل للحصول على التأمين الصحي، وما يقرب من نصف سكان أمريكا يحصلون على التأمين الصحي بواسطة رب العمل، وتقتصر الخيارات العامة على البرامج المخصصة لذوي الدخل المنخفض وكبار السن، كما أن الدفع الذاتي للتأمين الخاص باهظ التكلفة بالنسبة إلى كثير من الناس.

يتطلب قانون الرعاية الميسرة أيضاً من أرباب العمل الكبار (أولئك الذين لديهم أكثر من 50 موظفاً) توفير التأمين الصحي للموظفين أو دفع غرامة لمصلحة الضرائب، وكما ترى، تدفع بعض الأسباب الأخلاقية والقانونية الشركة إلى توفير التأمين الصحي للموظفين، ووفقاً لأحد الاستطلاعات، توفر 98% من الشركات نوعاً من التغطية الصحية للموظفين، وإن ما يحول التأمين الصحي من فائدة متوقعة إلى فائدة مرغوبة هو القدرة على تحمل تكاليف خطة التأمين والمرونة، ويقدر الموظفون الحصول على تأمين صحي جيد قد يكون من الصعب العثور عليه وتحمل تكاليفه وحدك.

2. حساب التقاعد

تساعد مزايا الضمان الاجتماعي الأمريكيين على التقاعد، ولكن لتحقيق أقصى قدر من الأمان والمرونة في التقاعد، عادة ما يختار أولئك القادرون مالياً تكملة مدخراتهم التقاعدية بصندوق تقاعد، ويمكن لأي شخص إعداد حساب تقاعد فردي مع مستشار مالي، أو حتى مدير حساب تقاعد منخفض التكلفة، ويقدر الموظفون مساهمة أرباب العمل في حسابات تقاعدهم.

مع هذا النوع من المزايا، يسهم أرباب العمل في حساب التقاعد للموظف حتى مبلغ معين، فقد يؤدي ذلك إلى مضاعفة مساهمة التقاعد للموظف مضاعفة فعالة وإحداث فرق كبير في الموارد المالية للموظف مع مرور الوقت، ويقدم بعض أرباب العمل معاشاً تقاعدياً بدلاً من حساب التقاعد الذي يرعاه رب العمل، ولكن معاشات التقاعد أصبحت أقل شيوعاً، وخاصة في القطاع الخاص.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح لتحفيز الموظفين من دون اللجوء إلى المال

3. إجازة أبوة مدفوعة الأجر

عموماً لا توجد قوانين تطلب من أرباب العمل توفير إجازة أبوة مدفوعة الأجر، على الرغم من أن بعض الولايات لديها متطلبات خاصة بأرباب العمل، ويقتضي "قانون الإجازة العائلية والمَرَضية" في الولايات المتحدة أن يمنح أرباب العمل الموظفين المؤهلين إجازة غير مدفوعة الأجر مدة تصل إلى 12 أسبوعاً في حالة المرض الخطير أو الولادة، ولكنَّ معظم أرباب العمل لا يستطيعون تحمُّل تكاليف ثلاثة أشهر من الإجازة غير مدفوعة الأجر من العمل.

يرى معظم الموظفين أن على أرباب العمل توفير إجازة مدفوعة الأجر للوالدين الجدد، ويقول علماء النفس إن إجازة الأبوَّة مدفوعة الأجر، تعزز تحسين النتائج الصحية الجسدية والنفسية للوالدين، ومع ذلك فإنَّ 35% فقط من أرباب العمل يقدمون إجازة أبوة مدفوعة الأجر، وهذه الفجوة بين ما يريده الموظفون وما يقدمه أرباب العمل توفر فرصة كبيرة لأرباب العمل لكسب ميزة تنافسية في التوظيف، كما أن توفير إجازة أبوة مدفوعة الأجر، مفيد لصورة الشركة العامة؛ لأنه يظهر التزاماً بالمساواة بين الجنسين وتكافؤ فرص العمل.

4. الإجازة الصحية والرعاية الصحية النفسية

مما يثير الدهشة، أنه لا يوجد على مستوى الولايات المتحدة مثلاً أي شرط يلزم أرباب العمل بتوفير إجازة مَرَضية مدفوعة الأجر، ومع ذلك يوفِّر معظم أرباب العمل هذه الإجازات، بالطبع، لأسباب ليس أقلها أنَّه دون سياسة قوية للإجازة المَرَضية المدفوعة، من المرجح أن يأتي الموظفون إلى العمل في أثناء مَرَضهم وينشرون العدوى، وتختار بعض الشركات أيضاً تقديم أيام للرعاية الصحية النفسية، وفي عصر يتعامل فيه كثير منا مع ضغوطات شخصية ومالية غير مسبوقة، تمنح الأيام المدفوعة للرعاية الصحية النفسية أرباب العمل الفرصة للاستثمار في عمر الموظفين وسلامتهم وعافيتهم.

5. أسبوع العمل القصير

تتمثل إحدى الفوائد التي اكتسبت شعبية مؤخراً في "أسبوع العمل مدة أربعة أيام"، والذي يطلق عليه هذا الاسم؛ لأن الموظفين يحتفظون براتبهم المعتاد مع العمل مدة أربعة أيام فقط في الأسبوع، وقد أُجريت عدة تجارب واسعة النطاق مؤخراً عن طريقة العمل هذه في جميع أنحاء العالم، وكانت النتائج إيجابية باستمرار، وعادة ما تتحسن إنتاجية العمال عند مقارنتها بأسبوع عمل مدة خمسة أيام أو تظل كما هي.

بعد الانتهاء من تجربة أسبوع العمل مدة أربعة أيام، قال 13% من العمال المشاركين إنه لا يمكن لأي زيادة في الأجر أن تقنعهم بالعودة إلى أسبوع عمل مدة خمسة أيام، فالنتائج التي تجعل أسلوب العمل هذا مجدياً توفر أيضاً فائدة هائلة للموظفين والباحثين عن عمل، وتفيد الشركات أنه عندما تعلن عن سياسة أسبوع العمل مدة أربعة أيام، تنهال عليها طلبات التوظيف، ولكن ما تزال هذه الميزة نادرة ومرغوبة بشدة.

6. المساعدة على رعاية الأطفال

غالباً ما تتجاهل الشركات تكلفة رعاية الأطفال للوالدين العاملين، ولكن أزمة رعاية الأطفال هي أحد الأسباب الرئيسة التي تجعل النساء يخترن ترك العمل تماماً، وقد يكون ارتفاع تكلفة رعاية الأطفال هو السبب وراء الانخفاض الأخير الذي بلغت نسبته 13% في معدَّل مشاركة الإناث في القوى العاملة بين الأمهات اللاتي لديهن أطفال صغار، ولا تكسب معظم النساء إلَّا بالكاد ما يكفي لتغطية تكاليف رعاية الأطفال.

لا تتعلق هذه الفائدة بمجرد تسهيل حياة الموظفين بمساعدتهم على تحمل تكاليف رعاية الأطفال أو الوصول إليها، ومن خلال بدلات نقدية أو حسابات ادخار خاصة أو رعاية الأطفال في مكان العمل فحسب، بل تتعلق أيضاً بالمساواة بين الجنسين.

المزايا التي يريدها الموظفون

1. المساعدة على سداد قرض الطالب

يعاني معظم الموظفين من ديون القروض الطلابية التي تراكمت في أثناء دراستهم الجامعية، ويبلغ متوسط عبء الديون الطلابية قرابة 32 ألف دولار، ويُعزى ذلك جزئياً إلى ارتفاع تكاليف الالتحاق بالجامعة، ونظراً لاعتماد الشركات على الأشخاص الحاصلين على شهادات علمية جامعية لشغل عدة من الوظائف؛ أصبحت المساعدة على سداد قروض الطلاب ميِّزة مطلوبة بشدة، وقد يساعد سداد الديون المستحقَّة للكلية على تخفيف الضغوطات المالية عن الموظفين.

2. العمل المَرِن والعمل عن بُعد

سوف تستمر ترتيبات العمل عن بُعد وساعات العمل المرن بصرف النظر عن كونها من مخلَّفات الأيام الأولى لجائحة كوفيد-19، في حين أنَّ العمل عن بُعد ليس ممكناً للجميع، فإنَّ الاستطلاعات تُظهر أن الموظفين في مختلف القطاعات مهتمون بالعمل عن بُعد في بعض الأحيان على الأقل، وأنَّ 87% من الأشخاص الذين يمكنهم العمل عن بُعد في بعض الأحيان أو دائماً يفعلون ذلك.

إضافة إلى ذلك، أفاد موظفو الشركات الذين لا يُسمح لهم بالعمل عن بُعد أو وفقاً لنموذج العمل الهجين أنَّهم من المرجح أن يبحثوا عن وظيفة جديدة قريباً، باختصارٍ، الموظفون من جميع الخلفيات مهتمون بخيارات العمل الهجين والعمل عن بُعد، وهذا يجعل هذه الخيارات مزايا قوية يجب على الشركات تجربتها.

3. برامج العافية

أدى ارتفاع نسبة الاحتراق الوظيفي خلال الجائحة إلى ظهور مجموعة من برامج الصحة واللياقة في الشركات، والتي صُمِّمت لرفع معنويات الموظفين ودعم صحتهم، وفي حين كانت برامج الصحة واللياقة تقتصر سابقاً على تمرينات بسيطة في المكتب، فإنها الآن تقدِّم كل شيء من الوصول إلى برامج التأمل الموجهة إلى الاستشارات من اختصاصي تغذية في مكان العمل، وتكلفة هذه المزايا زهيدة نسبياً عند أرباب العمل ويمكن أن تُحدِث فرقاً كبيراً في صحة الموظفين، فبرامج الصحة واللياقة ليست فعالة بسبب الخدمات التي تقدِّمها للموظفين فحسب، بل لأنها تمثل أيضاً التزاماً عاماً وواضحاً بحياة الموظف الصحية.

4. المكافآت

المكافآت هي ميزة رائعة، فمن لا يُقدِّر الحصول على دخل إضافي؟ إن المكافآت السنوية رائعة، ولكن بسبب اعتياد الموظفين على توقعها، فإن رب العمل يفقد بعضاً من فوائدها المرجوة (خاصة قدرتها على المساهمة في رفع معنويات الموظفين والدافع الداخلي لديهم)، وضَعْ في حسبانك أيضاً المكافآت الفورية، وهذه مكافآت عفوية وزهيدة يقدِّمها أرباب العمل استجابة للأداء الإيجابي، ونظراً لأنَّها غير متوقعة؛ فإنها تعزز معنويات الموظفين، حتى بين أولئك الذين لا يحصلون على المكافأة شخصياً.

5. إعداد مكتب منزلي

مع تزايد عدد الموظفين الذين يختارون العمل عن بُعد جزئياً على الأقل، من المفيد الاستثمار في إعداد مكتب منزلي للموظف، وينطبق هذا تحديداً على الموظفين الذين يعملون عن بُعد بدوام كامل، وتقدم 62% من المنظمات بعض أنواع الإعانات أو التعويضات عن العمل من المنزل، فعلى الأمد الطويل، لا يمثِّل إعداد المكتب المنزلي سوى نفقة صغيرة جداً يدفعها أرباب العمل، ولكنها تُسهم في تحسين جودة حياة الموظفين.

6. الحسومات المقدمة للموظفين

تعد الحسومات المقدمة للموظفين على الخدمات أو المنتجات من الشركة، أو من الشركات الخارجية وسيلة ممتعة ومرنة لمكافأة الموظفين، وإنَّها طريقة سهلة للسماح للموظفين باختيار المزايا التي يريدونها، لذلك لا يتعين عليك الاستثمار في المزايا التي لا يريدها الموظفون.

7. خيارات الأسهم

إذا كانت شركتك عامة، فقد تفكر في تقديم أسهم بأسعار منخفضة أو مجانية لموظفيك، فمثلاً تقدِّم شركة ستاربكس (Starbucks) لموظفيها (الذين يُطلق عليهم "شركاء") أسهماً في الشركة عند تحقيقهم إنجازات رئيسة في أثناء خدمتهم في الشركة.

8. تقديم وجبات طعام خفيفة مجانية

تحضير الوجبات لأسبوع العمل أمر مرهق، وشراء وجبة الغداء كل يوم مُكلِف، وهذا يوفر فرصة فريدة لأرباب العمل لجعل حياة موظفيهم أسهل قليلاً كل يوم بتقديم وجبات طعام خفيفة، وتوجد مجموعة متنوعة من الأساليب لتطبيق هذه الميزة، من الوجبات المقدمة بالكامل في مكان العمل إلى الاشتراك في صندوق الوجبات الخفيفة للموظفين الذين يعملون عن بُعد.

في الختام

سواء كنت ترغب في توسيع الفوائد أو الاستثمار في بعض المزايا الجديدة الممتعة لإضفاء البهجة على حياة الموظفين، فتوجد خيارات متاحة لكل ميزانية، ولا يمكننا الاستخفاف بأهمية مكافأة الموظفين على أدائهم، والمزايا والفوائد المقدَّمة للموظفين هي فرص عظيمة للقيام بذلك.