السيرة الذاتية:
تعتبر السيرة الذاتيّة البوابة الأساسيّة التي ستنطلق من خلالها لعالم الأعمال، حيث يهتم العديد من الأشخاص الراغبين بالحصول على وظيفةٍ جديدة أو عملٍ جديد في كتابة سيرتهم الذاتيّة التي يذكرون فيها الخبرات والمهارات التي يتميزون بها.
ما هي المهارات التي تكتب في السيرة الذاتية؟
تُقسَم المهارات التي تساعدك على الارتقاء بسيرتك الذاتية لمستوى أعلى كي تبرز بين العديد من السير الذاتية إلى فئتين مختلفتين:
- مهارات صلبة (Hard skills).
- مهارات ناعمة (Soft skills).
يرغب أرباب العمل في توظيف مرشحين يمتلكون مزيجاً من كلا المهارات الصلبة والناعمة؛ لذلك يعدُّ التوازن السليم بينهما أمراً ضرورياً للغاية.
الفرق بين المهارات الناعمة والمهارات الصلبة:
دعونا نوضح أوجه التباين بين كلٍّ من المهارات الصلبة والناعمة، قبل أن ننتقل إلى الحديث عن مهارات العمل.
ما هي المهارات الصلبة؟
تُعرَّف المهارات الصلبة بأنَّها المهارات التقنية التي تكتسبها من خلال الدورات التعليمية والتدريبية، ومن خلال الوظائف السابقة؛ وتُعدُّ البرمجة الحاسوبية والفوتوشوب واللغات الأجنبية وجراحة الأسنان وغيرها أمثلة على المهارات الصلبة؛ وفي حين يمكن تعريف هذه المهارات وتحديدها بوضوح، إلَّا أنَّها تختلف اختلافاً كبيراً تبعاً لكل مسار مهني.
معنى المهارات الناعمة:
من ناحية أخرى، تُعرَّف المهارات الناعمة بأنَّها المهارات الأكثر "شمولية"، والتي قد تكون مفيدة لمدير تنفيذي بقدر ما قد تكون مفيدة لعامل اجتماعي؛ ويعدُّ كلٌّ من التفكير النقدي، والقدرة على التكيُّف، والتنظيم، وغير ذلك من المهارات التي تنطوي على التفاعل مع الأشخاص مهارات ناعمة.
تلعب مهاراتك الناعمة دوراً رئيساً في احتمالية ترقيتك، في حين قد تساعد مهاراتك الصلبة في قبولك بالوظيفة في المرتبة الأولى.
أهم أنواع المهارات الناعمة:
فيما يأتي خمس مهارات ناعمة مطلوبة على الدوام:
1. حل المشكلات:
ستواجه مشكلات طوال حياتك المهنية، وذلك بغض النظر عن مجال العمل الذي تعمل فيه، أو المنصب الذي تشغله في الوظيفة.
يريد أرباب العمل موظفين لا تردعهم المشكلات، بل يواجهونها مباشرة، ويعملون على إيجاد الحلول المناسبة لها؛ فكلَّما كنت قادراً على حل المشكلات بطرائق أفضل، ازدادت إمكانياتك في كل وظيفة تعمل فيها.
2. التنظيم:
لن تصادف أبداً ربَّ عمل يقول أنَّه يفضل الموظفين غير المنظمين، حيث يقطع التنظيم شوطاً طويلاً نحو تحقيق الكفاءة والفاعلية في العمل، رغم عدم تشدد بعض الوظائف في مسألة التنظيم.
ستظهَر مهارات التنظيم التي تمتلكها بوضوح لربِّ العمل خلال فترة وجيزة؛ لذلك أظهِر المهارات كافة التي أدرجتها في سيرتك الذاتية من خلال عملك.
3. الإصغاء الفعال:
يُعرَّف الإصغاء الفعال بأنَّه إيلاء الاهتمام الكامل للشخص الذي يتحدث إليك؛ ويعني ذلك تواصلاً أفضل، وأخطاء أقل، وإنتاجية أعلى في جوانب العمل كافة.
يُعدُّ كونك مصغياً فعالاً ومنخرطاً في محادثاتك أحد الأمور المفيدة على الدوام، وذلك بغض النظر عن المجال الوظيفي الذي تعمل فيه؛ وقد يتطلب ذلك بذل بعض الجهد، لكنَّ الأمر يستحق إضافة بعض التحسينات من وقت إلى آخر.
4. العمل الجماعي:
ربَّما لا تحظى هذه المهارة الناعمة بالاحترام الذي تستحقه لكونها مهارة عمل شائعة؛ ومع ذلك، كي تكون متميزاً، عليك دعم هذه المهارة بأمثلة حقيقية في عملك؛ إذ يرتقي الأشخاص الذين لديهم بالفعل مهارات عمل جماعي جيدة إلى مستويات أعلى خلال فترة وجيزة في المؤسسات التي يعملون فيها، ويصبحون الأشخاص الذين يلجأ إليهم الموظفون الآخرون للتوجيه والقيادة.
5. القدرة على التكيف:
اسأل أي عالم أحياء وسيخبرك أنَّ الكائنات الحية التي تفشل في التكيف تنقرض لا محالة.
إنَّه لمن المرجح أن تجري تغييرات إدارية في مرحلة ما من حياتك المهنية، وقد يرغب المديرون الجدد أن تقوم بمهماتك بطريقة مختلفة عن الآخرين؛ وبالتالي، ستحدد آلية تعاملك مع هذه التغييرات مستقبلك في المنصب.
ما هي أنواع المهارات الصلبة؟
1. التواصل:
غالباً ما يُصنَّف "التواصل الجيد" كأحد مهارات العمل الناعمة، ولكن تندرج العديد من المهارات الصلبة ضمن هذا الإطار العام؛ كالتحرير، والتصميم الجرافيكي، والكتابة التقنية، ورواية القصص الرقمية، ومهارات اللغة الأجنبية.
إن كنت مسؤولاً عن كتابة توصيف منتج جديد لشركتك أو ابتكار شعار جاذب، سيكون كل ما سبق من الأشكال المتعددة لتوصيل رسالة إلى العميل، وهذا له قيمة كبيرة في العديد من الأعمال.
2. المبيعات والتسويق:
تُغطِّي هذه الفئة نطاقاً واسعاً من المهارات الصلبة، حتى وإن لم تكن صفة "مندوب المبيعات" ضمن المسمَّى الوظيفي خاصتك؛ حيث يُعدُّ تحليل البيانات، وتطوير وتحسين محركات البحث (SEO)، وإدارة وسائل التواصل الاجتماعي مجرد جزء من المهارات الصلبة ذات الصلة بالمبيعات والتسويق.
على سبيل المثال: كيف يمكن للشخص الذي يرغب في التقدم لفرصة عمل في صالون للعناية بالبشرة أو في شركة عقارية أن يستفيد من معرفة بعض محسنات محركات البحث أو وسائل التواصل الاجتماعي؟
بالنسبة إلى صالون العناية بالبشرة، فهم بحاجة إلى كسب العملاء على الدوام؛ أمَّا في مجال العقارات، فيكون لقدرتك على تسويق وبيع المنازل بسرعة للعملاء المحتملين دور كبير في جعلك وكيلاً أكثر قيمة.
3. إدارة المشاريع:
تتطلب الكثير من الوظائف عدة مهارات عمل متعلقة بإدارة المشاريع، كمهارات الجدولة، وإدارة المخاطر، ووضع الميزانيات والتفاوض؛ وكلَّما ارتقيت في مسيرتك المهنية إلى مستويات أعلى، زادت احتمالية تكليفك بإدارة المشاريع وتولِّيك مسؤوليات أكبر.
تعدُّ معرفة آلية التخطيط لمشروع معين وإشرافك عليه من البداية إلى النهاية باستخدام التقنيات المختلفة في مجال عملك مهارة بالغة الأهمية.
4. التكنولوجيا:
تتطلب معظم المهن وفرص العمل في يومنا هذا خبرة واسعة في مجال تكنولوجيا الكمبيوتر، ومن النادر وجود مهن لا تتطلب ذلك؛ إذ من الواضح أنَّ هذه فئة واسعة جداً، وتكاد تشمل كلَّ شيء من برامج إكسل (Excel) إلى فوتوشوب (Photoshop) وسلاك (Slack)، إضافة إلى لغات البرمجة المختلفة مثل بايثون (Python) وجافا (Java) وغيرها.
قد ترغب في إدراج العديد من المهارات التقنية الصلبة في سيرتك الذاتية من خلال تقسيمها إلى مجالات تقنية مختلفة بناء على المهنة التي اخترتها.
5. مهارات خاصة بمجال عملك:
قد تتناسب مهارات العمل هذه مع بعض الفئات المذكورة أعلاه، ولكنَّها متصلة مباشرة بمجال عملك. فمثلاً: تندرج الخبرة ببرنامج محاسبي -مثل (QuickBooks)- أو الخبرة بمهارة معينة في مجال الرعاية الصحية أو في المجالات القانونية ضمن فئة المهارات الصلبة.
كيف تلفت انتباه ربِّ العمل؟
هناك بعض الأمور التي عليك معرفتها قبل أن تدرج المهارات التي تمتلكها في سيرتك الذاتية، حيث لا تحظى السيرة الذاتية سوى ببضع ثوان لجذب انتباه رب العمل كي يقبلها أو يستثنيها من بين كم هائل من السير الذاتية المقدمة إليه؛ لذلك فمن الهام ألَّا تذكر مهارات لا تتقنها حقاً.
هل تذكر الإشارة إلى "مهارة إتقان اللغة الأجنبية" في فئة التواصل أعلاه؟ حسناً، إن لم تكن تتحدث اللغة الفرنسية بطلاقة، فلا تدرجها في القائمة أبداً؛ فأنت لا تريد وضع نفسك بموقف محرج أمام مدير التوظيف الذي يتقن هذه اللغة، والذي قد يتحدث معك مستخدماً إياها.
كما ينبغي عليك أيضاً أن تحرص على إدراج مهارات وسائل التواصل الاجتماعي في سيرتك الذاتية؛ فإذا كنت تتقدم بطلب للحصول على أيٍّ من الوظائف التسويقية، فأدرِج كل ما تعرفه عن التطبيقات ذات الصلة في سيرتك الذاتية، وقد يكون من الأفضل عدم إدراج المهارات لم تستخدمها مسبقاً في حياتك المهنية، خاصة إذا لم يكن لفرصة العمل التي تتقدم لها صلة بمجالات التسويق أو الإعلان أو وسائل التواصل الاجتماعي.
في الختام:
إنَّ أفضل نهج عند تقديم سيرتك الذاتية هو تحديد مهارات العمل الصلبة والناعمة التي تُعدُّ أقوى إمكاناتك وأكثر صلة بالوظيفة التي تتقدم إليها؛ وتذكر: يجب أن يتوافق قسم المهارات في سيرتك الذاتية مع توصيف الوظيفة وخبرات العمل السابقة؛ فإذا بدأت بهذا الشكل، فلا يمكن أن تخطئ على الإطلاق.
أضف تعليقاً