مهارات السيرة الذاتية:
تعتبر السيرة الذاتيّة البوابة الأساسيّة التي ستنطلق من خلالها لعالم الأعمال، حيث يهتم العديد من الأشخاص الراغبين بالحصول على وظيفةٍ جديدة أو عملٍ جديد في كتابة سيرتهم الذاتيّة التي يذكرون فيها الخبرات والمهارات التي يتميزون بها.
لكتابة سيرة ذاتية محترفة لا بد من إدراج قسم المهارات في CV، بدون هذا القسم ستكون سيرتك الذاتية ناقصة بكل تأكيد. فيما يلي نبين أهم الاسباب التي تدعوك لإيلاء مهارات السيرة الذاتية أهمية كبيرة:
- يساعد على جذب انتباه صاحب العمل: المهارات التي تمتلكها يمكن أن تجعل سيرتك الذاتية تبرز بين باقي المتقدمين للوظيفة وتساعدك في الحصول على فرصة لعمل المقابلة.
- يوضح قدراتك وكفاءتك: إدراج المهارات التي تجيدها يعكس مدى كفاءتك في أداء الوظيفة وقدرتك على تنفيذ المهام بكفاءة.
- يعكس اتقانك المجال: إذا كنت تتحدث عن مهارات تقنية أو احترافية خاصة في مجال معين، فإن هذا يعكس اهتمامك وخبرتك في هذا المجال.
- يسهل عملية الفرز والتصفية: عندما يحدد صاحب العمل المهارات التي يبحث عنها في المتقدمين، يمكن أن يستخدم السيرة الذاتية لتصفية المتقدمين الذين يمتلكون تلك المهارات.
- يعزز فرصك في الحصول على الوظيفة: إذا تناسبت المهارات التي تمتلكها مع متطلبات الوظيفة، فإن ذلك يزيد من فرصك في الحصول على الوظيفة المرغوبة.
ما هي المهارات التي تكتب في السيرة الذاتية؟
تُقسَم المهارات التي تساعدك على الارتقاء بسيرتك الذاتية لمستوى أعلى كي تبرز بين العديد من السير الذاتية إلى فئتين مختلفتين:
- مهارات صلبة (Hard skills).
- مهارات ناعمة (Soft skills).
يرغب أرباب العمل في توظيف مرشحين يمتلكون مزيجاً من كلا المهارات الصلبة والناعمة؛ لذلك يعدُّ التوازن السليم بينهما أمراً ضرورياً للغاية.
الفرق بين المهارات الناعمة والمهارات الصلبة:
دعونا نوضح أوجه التباين بين كلٍّ من المهارات الصلبة والناعمة، قبل أن ننتقل إلى الحديث عن مهارات العمل.
ما هي المهارات الصلبة؟
تُعرَّف المهارات الصلبة بأنَّها المهارات التقنية التي تكتسبها من خلال الدورات التعليمية والتدريبية، ومن خلال الوظائف السابقة؛ وتُعدُّ البرمجة الحاسوبية والفوتوشوب واللغات الأجنبية وجراحة الأسنان وغيرها أمثلة على المهارات الصلبة؛ وفي حين يمكن تعريف هذه المهارات وتحديدها بوضوح، إلَّا أنَّها تختلف اختلافاً كبيراً تبعاً لكل مسار مهني.
معنى المهارات الناعمة:
من ناحية أخرى، تُعرَّف المهارات الناعمة بأنَّها المهارات الأكثر "شمولية"، والتي قد تكون مفيدة لمدير تنفيذي بقدر ما قد تكون مفيدة لعامل اجتماعي؛ ويعدُّ كلٌّ من التفكير النقدي، والقدرة على التكيُّف، والتنظيم، وغير ذلك من المهارات التي تنطوي على التفاعل مع الأشخاص مهارات ناعمة.
تلعب مهاراتك الناعمة دوراً رئيساً في احتمالية ترقيتك، في حين قد تساعد مهاراتك الصلبة في قبولك بالوظيفة في المرتبة الأولى.
أهم أنواع المهارات الناعمة:
فيما يأتي خمس مهارات ناعمة مطلوبة على الدوام:
1. حل المشكلات:
ستواجه مشكلات طوال حياتك المهنية، وذلك بغض النظر عن مجال العمل الذي تعمل فيه، أو المنصب الذي تشغله في الوظيفة.
يريد أرباب العمل موظفين لا تردعهم المشكلات، بل يواجهونها مباشرة، ويعملون على إيجاد الحلول المناسبة لها؛ فكلَّما كنت قادراً على حل المشكلات بطرائق أفضل، ازدادت إمكانياتك في كل وظيفة تعمل فيها.
2. التنظيم:
لن تصادف أبداً ربَّ عمل يقول أنَّه يفضل الموظفين غير المنظمين، حيث يقطع التنظيم شوطاً طويلاً نحو تحقيق الكفاءة والفاعلية في العمل، رغم عدم تشدد بعض الوظائف في مسألة التنظيم.
ستظهَر مهارات التنظيم التي تمتلكها بوضوح لربِّ العمل خلال فترة وجيزة؛ لذلك أظهِر المهارات كافة التي أدرجتها في سيرتك الذاتية من خلال عملك.
3. الإصغاء الفعال:
يُعرَّف الإصغاء الفعال بأنَّه إيلاء الاهتمام الكامل للشخص الذي يتحدث إليك؛ ويعني ذلك تواصلاً أفضل، وأخطاء أقل، وإنتاجية أعلى في جوانب العمل كافة.
يُعدُّ كونك مصغياً فعالاً ومنخرطاً في محادثاتك أحد الأمور المفيدة على الدوام، وذلك بغض النظر عن المجال الوظيفي الذي تعمل فيه؛ وقد يتطلب ذلك بذل بعض الجهد، لكنَّ الأمر يستحق إضافة بعض التحسينات من وقت إلى آخر.
4. العمل الجماعي:
ربَّما لا تحظى هذه المهارة الناعمة بالاحترام الذي تستحقه لكونها مهارة عمل شائعة؛ ومع ذلك، كي تكون متميزاً، عليك دعم هذه المهارة بأمثلة حقيقية في عملك؛ إذ يرتقي الأشخاص الذين لديهم بالفعل مهارات عمل جماعي جيدة إلى مستويات أعلى خلال فترة وجيزة في المؤسسات التي يعملون فيها، ويصبحون الأشخاص الذين يلجأ إليهم الموظفون الآخرون للتوجيه والقيادة.
5. القدرة على التكيف:
اسأل أي عالم أحياء وسيخبرك أنَّ الكائنات الحية التي تفشل في التكيف تنقرض لا محالة. إنَّه لمن المرجح أن تجري تغييرات إدارية في مرحلة ما من حياتك المهنية، وقد يرغب المديرون الجدد أن تقوم بمهماتك بطريقة مختلفة عن الآخرين؛ وبالتالي، ستحدد آلية تعاملك مع هذه التغييرات مستقبلك في المنصب.
ما هي أنواع المهارات الصلبة؟
1. التواصل:
غالباً ما يُصنَّف "التواصل الجيد" كأحد مهارات العمل الناعمة، ولكن تندرج العديد من المهارات الصلبة ضمن هذا الإطار العام؛ كالتحرير، والتصميم الجرافيكي، والكتابة التقنية، ورواية القصص الرقمية، ومهارات اللغة الأجنبية.
إن كنت مسؤولاً عن كتابة توصيف منتج جديد لشركتك أو ابتكار شعار جاذب، سيكون كل ما سبق من الأشكال المتعددة لتوصيل رسالة إلى العميل، وهذا له قيمة كبيرة في العديد من الأعمال.
2. المبيعات والتسويق:
تُغطِّي هذه الفئة نطاقاً واسعاً من المهارات الصلبة، حتى وإن لم تكن صفة "مندوب المبيعات" ضمن المسمَّى الوظيفي خاصتك؛ حيث يُعدُّ تحليل البيانات، وتطوير وتحسين محركات البحث (SEO)، وإدارة وسائل التواصل الاجتماعي مجرد جزء من المهارات الصلبة ذات الصلة بالمبيعات والتسويق.
على سبيل المثال: كيف يمكن للشخص الذي يرغب في التقدم لفرصة عمل في صالون للعناية بالبشرة أو في شركة عقارية أن يستفيد من معرفة بعض محسنات محركات البحث أو وسائل التواصل الاجتماعي؟
بالنسبة إلى صالون العناية بالبشرة، فهم بحاجة إلى كسب العملاء على الدوام؛ أمَّا في مجال العقارات، فيكون لقدرتك على تسويق وبيع المنازل بسرعة للعملاء المحتملين دور كبير في جعلك وكيلاً أكثر قيمة.
3. إدارة المشاريع:
تتطلب الكثير من الوظائف عدة مهارات عمل متعلقة بإدارة المشاريع، كمهارات الجدولة، وإدارة المخاطر، ووضع الميزانيات والتفاوض؛ وكلَّما ارتقيت في مسيرتك المهنية إلى مستويات أعلى، زادت احتمالية تكليفك بإدارة المشاريع وتولِّيك مسؤوليات أكبر.
تعدُّ معرفة آلية التخطيط لمشروع معين وإشرافك عليه من البداية إلى النهاية باستخدام التقنيات المختلفة في مجال عملك مهارة بالغة الأهمية.
4. التكنولوجيا:
تتطلب معظم المهن وفرص العمل في يومنا هذا خبرة واسعة في مجال تكنولوجيا الكمبيوتر، ومن النادر وجود مهن لا تتطلب ذلك؛ إذ من الواضح أنَّ هذه فئة واسعة جداً، وتكاد تشمل كلَّ شيء من برامج إكسل (Excel) إلى فوتوشوب (Photoshop) وسلاك (Slack)، إضافة إلى لغات البرمجة المختلفة مثل بايثون (Python) وجافا (Java) وغيرها.
قد ترغب في إدراج العديد من المهارات التقنية الصلبة في قسم مهارات السيرة الذاتية، وذلك من خلال تقسيمها إلى مجالات تقنية مختلفة بناء على المهنة التي اخترتها.
5. مهارات خاصة بمجال عملك:
قد تتناسب مهارات العمل هذه مع بعض الفئات المذكورة أعلاه، ولكنَّها متصلة مباشرة بمجال عملك. فمثلاً: تندرج الخبرة ببرنامج محاسبي -مثل (QuickBooks)- أو الخبرة بمهارة معينة في مجال الرعاية الصحية أو في المجالات القانونية ضمن فئة المهارات الصلبة.
مهارات العمل في السيرة الذاتية:
إضافة إلى المهارات الناعمة والصلبة، تعتبر مهارات العمل أيضا مهمة جدا في سيرتك الذاتية. إن قسم مهارات السيرة الذاتية في مجال العمل يساعد على تحديد قدراتك العملية وقدرتك على الأداء الفعال في محيط العمل. من بين أهم مهارات العمل التي يجب تضمينها في السيرة الذاتية:
إن تضمين مهارات العمل في سيرتك الذاتية يعطي صورة واضحة لصاحب العمل المحتمل عن قدراتك ومهاراتك في العمل بفعالية واحترافية. ولكن كيف يمكننا الاستفادة منها في CV؟ هناك عدة طرق يمكن استخدامها لتضمين المهارات المرتبطة بمجال العمل إلى جانب المهارات الناعمة والصلبة في السيرة الذاتية CV، ومنها:
1. استخدام قسم مخصص للمهارات:
يمكنك إنشاء قسم في السيرة الذاتية يحتوي على قائمة بالخبرات الخاصة بك تحت اسم "مهارات السيرة الذاتية"، وتقسمها إلى مهارات ناعمة وصلبة ومرتبطة بمجال العمل. يجب عليك تحديد المهارات الرئيسية التي تمتلكها والتي تتوافق مع متطلبات الوظيفة المعنية.
2. توجيه الانتباه إلى المهارات المرتبطة بالوظيفة:
عند كتابة الوصف الوظيفي لكل وظيفة في السيرة الذاتية، يجب أن تضع في الاعتبار المهارات التي يبحث عنها أصحاب العمل. يمكنك تحقيق ذلك عن طريق التركيز على المهارات المرتبطة بالوظيفة والتي تمتلكها.
3. استخدام الأمثلة والنتائج"
يمكنك تعزيز المهارات التي تقدمها عن طريق استخدام الأمثلة والنتائج الواقعية التي تبرز قدرتك على تنفيذ المهارات بنجاح. هذا يمكن أن يجعل السيرة الذاتية أكثر إقناعًا وجاذبية.
4. تعزيز المهارات الشخصية"
لا تنسى تضمين المهارات الناعمة مثل الاتصال والعمل الجماعي وحل المشكلات في السيرة الذاتية. هذه المهارات تعتبر مهمة لكل موظف وهي قيمة مضافة تعكس شخصيتك وقدرتك على التفاعل مع الآخرين.
باستخدام هذه الطرق، يمكنك تضمين المهارات المرتبطة بمجال العمل إلى جانب المهارات الناعمة والصلبة في السيرة الذاتية بشكل فعال وجذاب لأصحاب العمل المحتملين.
كيف تلفت انتباه رب العمل؟
هناك بعض الأمور التي عليك معرفتها قبل أن تدرج مهارات السيرة الذاتية، حيث لا يحظى CV سوى ببضع ثوان لجذب انتباه رب العمل كي يقبلها أو يستثنيها من بين كم هائل من السير الذاتية المقدمة إليه؛ لذلك فمن الهام ألَّا تذكر مهارات لا تتقنها حقاً.
هل تذكر الإشارة إلى "مهارة إتقان اللغة الأجنبية" في فئة التواصل أعلاه؟ حسناً، إن لم تكن تتحدث اللغة الفرنسية بطلاقة، فلا تدرجها في القائمة أبداً؛ فأنت لا تريد وضع نفسك بموقف محرج أمام مدير التوظيف الذي يتقن هذه اللغة، والذي قد يتحدث معك مستخدماً إياها.
كما ينبغي عليك أيضاً أن تحرص على إدراج مهارات وسائل التواصل الاجتماعي في سيرتك الذاتية؛ فإذا كنت تتقدم بطلب للحصول على أيٍّ من الوظائف التسويقية، فأدرِج كل ما تعرفه عن التطبيقات ذات الصلة في سيرتك الذاتية، وقد يكون من الأفضل عدم إدراج المهارات لم تستخدمها مسبقاً في حياتك المهنية، خاصة إذا لم يكن لفرصة العمل التي تتقدم لها صلة بمجالات التسويق أو الإعلان أو وسائل التواصل الاجتماعي.
في الختام:
إنَّ أفضل نهج عند تقديم سيرتك الذاتية هو تحديد مهارات العمل الصلبة والناعمة التي تُعدُّ أقوى إمكاناتك وأكثر صلة بالوظيفة التي تتقدم إليها؛ وتذكر: يجب أن يتوافق قسم مهارات السيرة الذاتية مع توصيف الوظيفة وخبرات العمل السابقة؛ فإذا بدأت بهذا الشكل، فلا يمكن أن تخطئ على الإطلاق.
أضف تعليقاً