أهمية إدارة الغابات:
تعدُّ إدارة الغابات أمراً هاماً جداً للتخفيف من ظهور حرائق الغابات، ففي الولايات المتحدة، تسببت حرائق الغابات في أضرار حادة بمساحة الأراضي، مع ارتفاع المساحات المحروقة من 5% إلى 23% سنوياً بين عامي 1984 و2020، وفي الآونة الأخيرة، أثبتَ موسم حرائق الغابات لعام 2020 أنُّه مثير للقلق بشكل خاص، فقد دمَّر 58950 حريقاً أكثر من مليون فدان (405.000 هكتار) من الغابات، مع كون ولاية كاليفورنيا هي الأكثر عرضة للحرائق.
كان أكثر من مليوني عقار معرضاً لخطر كبير للتدمير؛ بسبب حرائق الغابات في كاليفورنيا في عام 2021، وهذا أدى إلى خسارة مئات الملايين من الدولارات من الأضرار البيئية والاجتماعية والاقتصادية، والأرواح، وتدمير سبل العيش، ومع تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري في حدوث موجات حرارة شديدة وفترات جفاف طويلة، يتوقع الخبراء أن تصبح أحداث حرائق الغابات أكثر انتشاراً، ومع ذلك فإنَّ الطقس ليس العامل المساهم الوحيد.
تحدث 89% من حرائق الغابات بسبب نشاطات بشرية غير مسؤولة، مثل إشعال نيران المخيمات بشكل سيئ، واستخدام معدات معطلة، والتخلص من السجائر، وإشعال الحرائق عمداً، ولتلبية احتياجات الغابات ومنع حوادث الحرائق الشديدة في المستقبل، من الضروري تطوير الإدارة المستدامة للغابات، ومن بين الاستراتيجيات العديدة لكيفية منع حرائق الغابات من الانتشار؛ فإنَّ الأكثر فاعلية هو عدم السماح بحدوثها أبداً.
إنَّ الوقاية من حرائق الغابات والسيطرة عليها أمر ممكن من خلال خطط فعَّالة لإدارة الزراعة والغابات، إلى جانب الوعي العام والمسؤولية والاهتمام.
أهم الإجراءات الوقائية الواجبة عند انتشار حرائق الغابات:
1. الظروف الجوية:
تسبب بعض الأحوال الجوية حرائق الغابات بحد ذاتها، لكن النشاطات البشرية تزيد من تفاقم الوضع، وعلى سبيل المثال، القوى الطبيعية النموذجية التي تشعل النار في الغابات هي كما يأتي:
تزيد درجات الحرارة المرتفعة من قابلية اشتعال العشب الجاف أو الأوراق أو الجذوع أو قطران الصنوبر، ثم تعمل الرياح القوية على تسريع انتشار حرائق الغابات، ويؤدي تغير المناخ والجفاف إلى تكثيف موسم حرائق الغابات وإطالة أمدها، ولا سيما في حوض الأمازون.
يثير البرق الاشتعال في أشجار الغابات الجافة؛ لذلك في الوقاية من حرائق الغابات، من الهام معرفة مخاطرها بسبب العوامل الطبيعية، وعند التخطيط للعمليات المنتظمة والتفكير في كيفية منع حدوث حرائق الغابات، يجب على حماة الغابات أن يأخذوا في الحسبان الظروف الجوية الحالية والقادمة وخطرها على الغابات، فعندما يكون الجو حاراً جداً أو عاصفاً جداً؛ قد يؤدي الشرر المنبعث من معدات العمل أو المركبات إلى إشعال العشب أو الأوراق الجافة وينتقل إلى مناطق واسعة بسبب الرياح، وهذا يتسبب في حرائق الغابات، وتكمن مشكلة حرائق الغابات في أنَّه لا يمكن اكتشافها بسرعة دائماً، وفهم نطاقها، واتخاذ إجراءات بخلاف الاستشعار عن بعد.
2. منع مخاطر حرائق الغابات من المركبات:
القيادة في المناطق البرية بجوار بقايا محاصيل جافة وغابات يتطلب حذراً بالنسبة إلى حماية البيئة من حرائق الغابات المحتملة، فتصل درجات حرارة العوادم إلى مستويات قد تشعل النار في العشب الجاف أو القش، وهذا يشكل تهديداً على الغابات؛ لتجنب ذلك يجب إجراء فحوصات فنية، وضمان عمل مانعات الشرر، وتجنب الوقوف بالقرب من المناطق الجافة، وحمل أدوات إطفاء الحرائق، وتوفير وسائل للإطفاء الفوري، مثل الماء أو الرمل، لذا يجب تخزين خزانات الماء أو الرمل وعدم استخدام الماء لإطفاء الحرائق الناتجة عن السوائل القابلة للاشتعال.
3. خطر حرائق الغابات من المعدات والشرر:
تحملُ المعدات والآلات خطراً على حرائق الغابات، وينبغي تجنب استخدام أدوات تنتج شرراً بجوار النباتات الجافة، لذا تبريد المحركات وتنظيف المنطقة من المواد القابلة للاشتعال يعدان تدابير بسيطة للوقاية، وتسهم العمليات الزراعية غير المنظمة في حرائق الغابات، وتتطلب الحرائق خططاً شاملة لإدارتها؛ لتجنب خسارة مساحات واسعة من الغابات.
4. القطع والحرق:
تُستخدَم ممارسات القطع والحرق لتوسيع الأراضي الزراعية بطريقة قطع الغابات وحرق النباتات الجافة، وهذه الطريقة توفر الرماد بوصفه غذاءً للتربة، لكن لها عيوب كبيرة فيما يتعلق بزيادة خطر حرائق الغابات والتأثير في التنوع البيولوجي، فالحرق التقليدي للحطام يشكل خطراً على البيئة، وقد يكون غير قانوني، فمن الهام الالتزام بالقوانين وعدم إلقاء المواد الخطرة في النار عند حرق النفايات، كما يجب إطفاء الرماد بشكل صحيح؛ لتجنب نشوب حرائق غابات غير متوقعة.
5. السوائل القابلة للاشتعال:
استخدام السوائل القابلة للاشتعال في المزارع يشكل خطر حدوث حرائق الغابات، لذا لتجنب هذا الخطر يجب اتباع إرشادات التخزين والاحتياطات مثل:
- الحفاظ على المواد القابلة للاشتعال بعيداً عن متناول الأطفال ومصادر الاشتعال.
- تخزينها في مكان خاص بعيداً عن بيوت المعيشة.
- وضع علامات على خزانات الوقود وفحصها بانتظام؛ للتأكد من عدم وجود تسريب.
- تجنب التعرض لدرجات حرارة مرتفعة وأشعة الشمس؛ لمنع حدوث شرارة.
- الامتناع عن التدخين في أثناء التعامل مع السوائل القابلة للاشتعال.
شاهد بالفديو: 8 حلول للحد من ظاهرة التلوث البيئي
نار المخيم غير المراقبة في الغابة:
كيف يمكن منع حرائق الغابات عند القيام بنزهة في الغابة مع وجود النيران؟
الطعام المطبوخ على النار في الغابة لذيذ المذاق، لكن قد تخرج نيران المخيم عن السيطرة؛ لهذا السبب من الضروري دائماً اتباع نصائح الوقاية من حرائق الغابات.
- أشعل النار في المناطق المسموح بها فقط؛ لا تفعل ذلك أبداً في الأماكن المحظورة.
- استخدم حفر النار في المناطق المحمية من قبل إدارة الموارد الطبيعية.
- حضِّر دلواً من الماء ومجرفة لإطفاء النار.
- قم دائماً بإطفاء أي حريق، وبخاصة في الغابات، وفحص الرماد بداخله، والتأكد من برودة الموقد تماماً قبل المغادرة.
- قم بالإبلاغ عن الحرائق غير المراقبة إلى هيئات الوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها.
- لا تشعل النيران عندما يكون الطقس عاصفاً.
- اردم مواقع نار المخيم بالتراب والحجارة.
- تجنَّب جعل نيران التخييم كبيرة.
- لا تتخلص من السجائر وهي مشتعلة.
كيفية منع حرائق الغابات عند التدخين:
تكون السجائر أو أعواد الثقاب المشتعلة مصدراً لاشتعال العشب الجاف، لذا لا ترمها أبداً وهي ما تزال مشتعلة، وبخاصة من نافذة السيارة، لذا استخدم منفضة سجائر بدلاً من ذلك، ويُفضَّل إطفاء أعقاب السجائر وأعواد الثقاب في علبة مملوءة بالماء، غالباً ما يؤدي التدخين إلى حرائق الغابات، وبخاصة في ظل الظروف الجوية شديدة الجفاف.
نصائح لدرء خطر الألعاب النارية:
- لا تطلق الألعاب النارية في الغابات.
- احتفظ بالألعاب النارية والولاعات وأعواد الثقاب بعيداً عن متناول الأطفال.
- لا تشعل الألعاب النارية عندما يكون الجو عاصفاً.
- اسقِ العشب حولها.
- جهز مطفأة حريق وخزان مياه ومجرفة لإخماد النار.
نصائح الوقاية من حرائق الغابات للمخلفات الزراعية والمنزلية:
- تجنَّب حرق النفايات حول العشب الجاف.
- لا تشعل النار في يوم عاصف.
- استخدم برميلاً معدنياً أو حفرة للنار.
- لا تحرق أبداً النفايات المنزلية عندما تحظر أي لوائح خاصة بسياسة الوقاية من حرائق الغابات ذلك.
- لا ترم المتفجرات والمواد القابلة للاحتراق في النار.
- اجعل الدفعات والأكوام صغيرة؛ لأنَّه يسهل التحكم فيها.
- ضع في حسبانك استخدام المخلفات الزراعية كسماد بدلاً من حرقها.
- أزل جميع المواد القابلة للاشتعال حول موقع الحريق.
- جز الأعشاب بالمنشار الكهربائي.
نصائح الوقاية من حرائق الغابات عند التعامل مع الأدوات والمركبات:
- لا تقم بتزويد السيارة بالوقود عندما يكون المحرك ساخناً.
- لا تقف بالقرب من النباتات الجافة.
- لا تقم بتشغيل الأدوات الكهربائية بالقرب من العشب الجاف.
- لا تستخدم مثل هذه المعدات عندما يكون الطقس عاصفاً وجافاً.
- تأكد من أنَّ مانعات شرارة العادم تعمل بشكل صحيح.
- احرص دائماً على تجهيز مطفأة الحريق.
استراتيجيات الوقاية من حرائق الغابات:
تركز الإدارة المستدامة للغابات على استراتيجيات الوقاية من الحرائق لحماية الأرض من اندلاع الحرائق والسيطرة على انتشارها، وفيما يأتي بعض الطرائق التي يمكن استخدامها عند تطوير ممارسات الغابات المستدامة للوقاية من حرائق الغابات:
1. تقليل الغطاء النباتي:
في حين أنَّ إزالة النباتات قد تبدو ذات نتائج عكسية للحفاظ على الغابات الصحية والمزدهرة، إلا أنَّ الأشجار المزدحمة والشجيرات والنباتات الأخرى تزيد من انتشار الحرائق، وقد يقوم مديرو الغابات بإنشاء فواصل للحرائق - مناطق مفتوحة خالية من النباتات البرية والحطام الطبيعي - بوصفها جزءاً من خطط الإدارة المستدامة للغابات.
2. تباعد الأشجار بشكل صحيح:
تساعد زراعة الأشجار مع وجود مساحة واسعة بينها للنمو على منع انتشار حرائق الغابات، وغالباً ما يحدد قطر المظلة المتوقع المسافة بين الأشجار، وعلى سبيل المثال من الأفضل أن تفصل بين الأشجار دائمة الخضرة مسافة 6 إلى 10 أقدام (1.8 إلى 3 أمتار)، بينما تعدُّ مسافة 4 إلى 8 أقدام (1.2 إلى 2.4 متر) مسافة كافية للأشجار المتساقطة الأوراق، وعندما يكون هناك بعض المسافة الفاصلة بين الأشجار، يكون من الأسهل إخماد حرائق الغابات وتكون فرصة انتشارها أقل.
شاهد بالفديو: 10 طرق سهلة لتكون صديقاً للبيئة
3. تشذيب وترقيق الأشجار:
يعدُّ ترقيق الأشجار جزءاً هاماً من الإدارة المستدامة للغابات، وتساعد إزالة الأشجار والأغصان الميتة أو المريضة على إنشاء مساحة أكبر بين النباتات المعرضة للخطر، وتترك حرائق الغابات آثاراً من الدمار في مساراتها، ويؤدي تراكم الحطام إلى حدوث حريق إذا تُرك.
4. زراعة الأشجار المرنة:
يجب أن يكون الحفاظ على صحة الغابات المثلى على رأس الأولويات عند وضع خطط الإدارة المستدامة للغابات للوقاية من حرائق الغابات؛ ولذلك يجب على مديري الغابات التركيز على زراعة الأشجار المقاومة للحرائق والجفاف والتعفن.
قد يكون تعفن الجذور محصوراً بين مجموعة صغيرة من أشجار الصنوبر أو متناثر في جميع أنحاء الغابة، وفي معظم الأحيان، تتسبب الإصابة في موت الأشجار، ومع ذلك كلما زادت أعداد الأشجار الميتة المتوقفة، زادت فرص حدوث حرائق الغابات.
إقرأ أيضاً: تأثير الكوارث الطبيعية على البيئة
5. مراقبة الآفات:
مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب، تصبح الإصابة بالآفات أكثر انتشاراً مثل أمراض الغابات؛ يمكن للآفات أن تسبب ضرراً كبيراً للنباتات وتعوق صحة الغابات.
تعدُّ خنافس اللحاء مسبباً كبيراً، فهي تتسلل إلى الأشجار التي تتعرض بالفعل لضغط عالٍ وتجعلها أكثر عرضة للأمراض والموت، وإنَّ النهج المتكامل لإدارة الآفات هو الأكثر ملاءمة للغابات المستدامة، فمن الضروري استهداف نقاط الضعف لدى الحشرة طوال دورة حياتها وتوفير الرعاية المناسبة للغابات.
في الختام:
ثمة سبب يجعل "سموكي الدب" رمزاً ثقافياً بارزاً على مدار العقود العديدة الماضية؛ وذلك لأنَّه كان على حق عندما قال: "أنت وحدك قادر على منع حرائق الغابات"، ونظراً لأنَّ البشر هم السبب الرئيسي لحرائق الغابات؛ فيمكنهم أيضاً أن يكونوا السبب الرئيسي في منعها، ومن الهام لكل واحد منا أن يحترم الطبيعة الأم لجمالها وقوتها، وإذا أردنا الاستمرار في الاستمتاع بالغابات والصفاء الذي نعيشه في الغابة، فيجب علينا أن نحترم أفعالنا ونراعيها.
أضف تعليقاً