متى يبدأ الطفل باللعب الحسي؟
يبدأ اللعب الحسي للطفل مباشرة بعد الولادة عندما تبلغ بعض المعالم الجسدية لديه، والتي تجعله يمارس كل حواسه من خلال اللعب الحسي؛ إذ يمكن ملاحظة ذلك من خلال قيام الرُّضَّع بملامسة شعر أمه وجسدها باستمرار، وبعد مرور فترة من الزمن عندما يصبح عمر الطفل عدة أشهر يبدأ باستخدام بعض الأشياء الموجودة في المنزل في اللعب، مثل الأوعية المطبخية، ويحاول استكشاف العالم المحيطة به.
شاهد بالفيديو: أهم النصائح لحماية الطفل من المشاكل النفسية
أهمية ممارسة النشاطات الحسية للطفل:
النشاط الحسي هو وسيلة ليتمتع الطفل بحياته، ووسيلة جذب له حتى يحقق النجاح والتفوق في مجالات الحياة المختلفة فيما بعد؛ إذ تفيد ممارسة النشاط الحسي بما يأتي:
1. دعم التطور المعرفي للطفل:
ممارسة النشاطات الحسية تساعد الطفل على تحسين عملية معالجة دماغه للمعلومات الحسية؛ فمن خلال تعريض الطفل لتجارب مختلفة وجديدة، يتشجع على استخدام حواس متعددة معاً، ففي البداية، تُحفَّز كل حاسة تحفيزاً منفرداً، وبعدها يكون قاادراً على استخدام عدة حواس في نفس الوقت؛ وهذا ما يحسِّن قدرة الطفل على تحقيق الأمور المعقدة بالنسبة إليه مثل المشي، وبالنهاية تؤدي إلى تنمية معرفية أفضل للطفل.
2. تقوية ذاكرة الطفل:
عندما تقترن المهارات التي يتعلَّمها الطفل بالإشارات الحسية، يتمكن الطفل حتى الرضيع من تعلُّمها وتذكُّرها؛ فمثلاً عندما يقترن سماع صوت معين أو رؤية صورة معينة بتعليمه أن ينطق كلمة محددة، تبقى الكلمة في ذاكرته وينطقها عند سماعه للصوت.
3. تنمية المهارات الحركية للطفل:
إنَّ ممارسة النشاطات الحسية التي تحتاج إلى استخدام الطفل لأطرافه ليفهم الأشياء المحيطة به ويستطيع استخدامها، تحفِّز المهارات الحركية لديه تحفيزاً أفضل وأسرع.
4. زيادة قدرة الطفل على الاستكشاف:
بعض الألعاب الحسية تساعد الطفل على اكتشاف البيئة المحيطة به، مثل لعبة البحث عن الكنز، والتي يضطر فيها الطفل إلى البحث جيداً في المكان المحدد له والتعرُّف إليه وإلى كل الموجودات فيه حتى يجد ما يبحث عنه.
5. تحفيز الطفل على الإبداع:
ممارسة الطفل لنشاطات حسية مثل الرسم باليد على الورق هو نوع من الألعاب التي تساعد الطفل على الخيال والإبداع، وتحفزه على الاهتمام أكثر مع تقدُّمه في السن، وقد تزيد اهتمامه بموضوعات أخرى مثل العلوم والرياضيات.
6. مساعدة الطفل على تطوير لغته:
منذ مراحل الطفولة الأولى عندما يكون الطفل رضيعاً، يمكنه سماع الكلمات، ومع التكرار خلال مرور الوقت يتمكن من فهمها ليصبح لفظها أسهل بالنسبة إليه لاحقاً، بالإضافة إلى أنَّ النظر للكلمات يُعلِّم الطفل كيف تبدو الكلمة عندما يسمعها، ويلجأ بعض الأهل إلى تعليم الطفل كتابة الكلمات بالاستعانة بالكتابة بواسطة الطين أو الصلصال؛ وهذا يحفزهم على تعلُّم كتابة الأحرف بشكل أسهل، وكل ما سبق يساعد على بناء أساس قوي للغة الطفل.
7. مساعدة الطفل على فهم الاختلافات:
إنَّ ممارسة النشاطات الحسية تساعد الطفل على الجمع بين حواسه المختلفة واستخدامها في فهم الأشياء والتمييز بينها مثل التمييز بين الأصوات المختلفة والكلمات؛ وذلك لأنَّ الطفل يقوم بربط كل موضوع بسمات معينة، كأن يربط بين صوت ساعة المنبه وشكله أو صوت الحيوان وصورته؛ فمثلاً عند رؤيته لصورة حيوان يحاول أن يقلِّد صوته؛ وهذا يدل على أنَّ الطفل يفهم الاختلاف بين الأشياء.
8. تهدئة الطفل:
عندما يكون الطفل غاضباً أو متوتراً نتيجة أمر معين أو يعاني من وجع أو إن كان طفلاً غريب الأطوار، فيمكن أن تساعد النشاطات الحسية على تهدئته من خلال تشتيت تفكيره وانتباهه ومحاولة شغله بالتفكير في أمور مختلفة عما يفكر فيه، ومن الهام أن يكون النشاط الحسي مناسباً لعمره كي لا يسبب له الغضب أو المزيد من القلق.
9. تحسين مهارات التواصل لدى الطفل:
عند ممارسة النشاطات الحسية بمشاركة الآخرين تحسِّن من قدرة الطفل على التعامل مع الآخرين والتواصل معهم تواصلاً أفضل، وتزيد من إمكانية التفاهم والتعاون معهم؛ وذلك لأنَّ القيام بالنشاط يتطلب تفاعلاً اجتماعياً مع الأطفال الآخرين، وهذا لا يعني عدم حدوث مشكلات بين الأطفال، لكن سيتعلم الطفل مع مرور الوقت كيفية حل الخلافات وسيخفف من خجله من الآخرين أو خوفه من التعامل معهم.
أمثلة عن النشاطات الحسية للطفل:
توجد عدة نشاطات حية قد يظن بعض الأهل أنَّها بغرض تسلية الطفل فقط، ولكنَّ الأمر لا يتوقف على كونها مسلية فقط؛ إنَّما هي هامة وضرورية جداً، وإليك بعض الأمثلة عن النشاطات الحسية:
نشاطات حسية للأطفال بعمر أقل من سنة:
- تعليق ألعاب جذابة فوق سرير الطفل أو أشياء ذات ألوان زاهية كي تلفت انتباهه فتحفز الرؤية لديه، ومن الممكن استخدام هاتف الطفل الذي يصدر أصوات تحفز السمع لديه، بالإضافة إلى مشاهدة الصور تحت إشراف الوالدين.
- استخدام لعبة تسمى بالخشخيشة، فعندما يصبح الطفل بعمر 4 أشهر تقريباً يستطيع حملها إن كانت خفيفة الوزن وهزَّها؛ وهذا يساعد على تهدئته وتحفيز حواسه.
- تعليق مرآة بشكل آمن في غرفة الطفل أو على سريره أي في مكان يسهل النظر إليه؛ وذلك ليستطيع الطفل رؤية نفسه أو رؤية انعكاس شخص آخر فيها.
- لمس الطفل بلطف ودغدغته دغدغة بسيطة، خاصة على راحتي يديه أو قدميه، وتُعَدُّ هذه الحركة هامة؛ وذلك لأنَّها تُعرِّف الأهل برود أفعال الطفل عندما تلمسه، خاصة عند الطفل حديث الولادة، كما أنَّ لمس جلد الآباء لجلد الطفل يساعد على تعزيز الرابط بينهما، ويمكن ملاحظة ذلك عندما تقوم الأم بإرضاع طفلها إذ يقوى الرابط الموجود بينهما أكثر.
- قراءة القصص التي تحتوي على صور ملونة ورسومات توضيحية، ومن الضروري عند قراءتها للطفل أن يُشار إلى الرسم المناسب، فمع مرور الزمن يستطيع الطفل الإشارة بنفسه إلى الصورة المعبِّرة عن الكلام الذي يسمعه.
- وضع الطفل بأوضاع مختلفة عند اللعب معه؛ فمثلاً ضعه على ظهره وشجعه على محاولة قلب نفسه، أو ضعه على بطنه؛ إذ تُعَدُّ هذه الوضعية من أفضل الوضعيات، وأيضاً تدحرج الطفل من الخلف للأمام يساعده على استخدام حواسه الدهليزية (توازن الجسم).
- تشغيل الأغاني أو الموسيقى المريحة لسمع الطفل أو حتى التحدُّث إليه والغناء له يحفز السمع لديه، ويمكن شراء الألعاب الموسيقية المخصصة للأطفال، التي تصدر أصواتاً أو أغاني عند الضغط على أزرارها، والتي تُعَدُّ مسلية جداً بالنسبة إلى الأطفال.
- نفخ الفقاعات للطفل؛ إذ تُعَدُّ لعبة تُشعِر الطفل بكثيرٍ من المتعة والمرح من خلال نفخها أمامه وجعله يلمسها لتنفجر وتتلاشى.
- استخدام دهانات مخصصة للأطفال، التي تُصنع غالباً من مواد صالحة للأكل كي لا تضر بالطفل إذا قام بوضعها في فمه، ويمكن أيضاً صناعتها في المنزل باستخدام مهروس الفاكهة ثم ترك الطفل يغمس أصابعه بها ويرسم ما يريد على ورق مخصص لذلك.
- السماح للطفل أن يستكشف قوام الأطعمة بنفسه ويعرف ما هو طري منها وما هو صلب؛ وهذا يحسن التنسيق لديه بين العين واليد، ويحفز حاسة اللمس، ويُفضَّل أن يكون الطعام مطبوخاً ليستطيع التمييز بشكل أفضل.
- استخدام الكراسي الهزازة.
شاهد بالفيديو: 8 نصائح لتحفيز الأطفال على الرياضة
نشاطات لأطفال بعمر أكثر من سنة:
1. استخدام الكراسي الهزازة:
يستهدف الهز نظام التوازن للأذن الداخلية عند الطفل، بالإضافة إلى النظام الحسي الذي يجعل الطفل يحس بموقع جسده في المساحة المحيطة به، ومن ثمَّ يساهم في تحقيق توازن جسمه، ولا يقتصر الهز على استخدام الكراسي؛ إنَّما باستخدام السرير الهزاز أيضاً، وحتى عندما يهتز الطفل في حضن والديه بشكل خفيف أو بأن يجلس على الكرسي غير الهزاز ويقوم أحد بهزه.
2. استخدام السلال الحسية:
تُوضع عدة أشياء بداخلها، والهدف من ذلك أن يتحسس الطفل ما بداخلها ويكتشف الأشياء من خلال ملمسها؛ أي لتحفيز حاسة اللمس لديه، بالإضافة إلى تدريب الطفل على التفريق بين الأشياء من خلال الملمس.
3. استخدام الأراجيح:
تستهدف الأراجيح نظام التوازن للأذن الداخلية عند الطفل، ويمكن استخدام الأراجيح في جميع الأوقات، ولا يقتصر استخدامها على فصل الصيف؛ إنَّما يمكن تعليقها ضمن المنزل إن وُجد مكان متسع؛ وهذا يحافظ على نشاط الطفل خلال فصل الشتاء أيضاً.
4. استخدام الألعاب المضيئة:
تساعد الألعاب المضيئة على تشتيت ذهن الطفل إن كان متوتراً وتهدئته، بالإضافة إلى تحفيز حاسة النظر لديه وفي حال كانت الألوان مختلفة، يمكن من خلالها تعليم الطفل التفريق بين الألوان مع مرور الوقت.
5. استخدام الآلات الصوتية:
تحفز حاسة السمع لدى الطفل، بالإضافة إلى تهدئته؛ وذلك بحسب نوع الموسيقا التي يستمع لها ودرجة الصوت، وأيضاً بعض الأطفال يزداد تركيزهم بسماع الموسيقى خلال الدراسة، وبعضهم الآخر يفضِّل الهدوء التام وعدم سماع أي صوت؛ لذلك لا توجد قاعدة عامة للأمر.
ومن الممكن صناعة آلات موسيقية في المنزل كأن تُوضَع حبات الرز في عبوة زجاجية فارغة فيستمتع الطفل في هزها وسماع الأصوات الصادرة منها.
6. استخدام العطور:
إنَّ العطور تحفز حاسة الشم، بالإضافة إلى أنَّ بعض الروائح لها أثر مهدئ، مثل رائحة زهور الخزامى ورائحة الفانيلا، وبعض الروائح لها أثر المنبه، فيمكن أن تساعد على الاستيقاظ صباحاً مثل رائحة النعناع؛ لذلك يمكن أن تُقرَن النشاطات التي يقوم بها الطفل بروائح معينة لتحفيز حواسه تحفيزاً أفضل.
7. إشراك الطفل ببعض الأعمال ضمن المنزل:
يُعَدُّ أيضاً من الهام جداً مثل السماح للأطفال بمساعدة أهلهم في غسل السيارة؛ وذلك لأنَّ الأطفال يحبون اللعب في الماء والصابون كثيراً.
في الختام:
نظراً لأهمية النشاطات الحسية المتنوعة للطفل، ولأهمية الخبرات الحسية التي تساعد على بناء معارف الطفل بناءً أفضل، لا يجب إهمالها، خاصة إن كان الطفل يعاني من التوحد؛ إذ تقول الدراسات إنَّ الأطفال المصابين بالتوحد لديهم احتياجات خاصة واستخدام النشاطات الحسية مفيد جداً لهم، كما أنَّه من الضروري إعداد المربيات اللواتي يتعاملن مع الأطفال في مرحلة الحضانة كي يتمكَّنَّ من التعامل مع الأطفال تعاملاً مفيداً لهن من خلال تقديم نشاطات حسية متنوعة تنمِّي النمو المعرفي للأطفال.
أضف تعليقاً