فعلى سبيل المثال، يمكن أن يكون الشخص الذي يتفوق في مجال تريد التقدم فيه مصدر إلهام بالنسبة إليك، ويمكن أن يدفعك إلى الأمام أكثر ممَّا كنت تعتقد أنَّه من الممكن، لكن على الجانب الآخر عندما ترى على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لأطفال يُظهرون موهبة، يقضي بعض الأشخاص عقوداً في إتقانها فليس من الغريب أن تشعر بأنَّك بلا قيمة.
يمكن أن يكون الأمر الذي يدفعك إلى الموازنة مجرد شيء بسيط، مثل عمل صديقك في وظيفة جيدة وامتلاكه منزله الخاص وتمتعه بعلاقة عاطفية قوية، وليس من الضروري أن يكون شخص معين من عالم الإنترنت، وعندما توازن نفسك مع الآخرين وأنت تواجه صعوبة لبدء حياتك المهنية وتعاني في حياتك العاطفية منذ مدة طويلة، ستشعر بالتخلف.
لذلك عندما تشعر بهذه المشاعر، تذكر الأشياء الآتية:
1. الحياة تتعلق باتباع طريقك الخاص:
عندما تقول إنَّك تشعر بالتخلف فيجب أن تتذكر أنَّ هذا كلام خاطئ؛ إذ يشير "التخلف" إلى وجود مقياس رسمي حول المكان الذي من المفترض أن نكون فيه والأشياء التي من المفترض أن نحققها في عمر معين، لكنَّ هذا الأمر غير موجود وناتج عمَّا يعدُّه المجتمع أمراً طبيعياً وعن معاييرنا الصارمة الخاصة بالمكان الذي نعتقد أنَّه من المفترض أن نكون فيه.
قد تشعر بالتخلف لأنَّ أصدقاءك قد بدؤوا في تكوين أسرة، وبدؤوا في حياتهم المهنية وتأسيس منازلهم، لكن لا توجد قاعدة تقول إنَّه من المفترض أن تمتلك هذه الأشياء نفسها.
يقال إنَّ الحياة أشبه بماراثون طويل وليست سباق عدو سريع لا يلبث أن ينتهي حتى يبدأ آخر غيره، لكنَّ هذا كلام غير دقيق من الناحيتين؛ لأنَّه يشير إلى أنَّ حياتك عبارة عن منافسة مع الآخرين، وفي الحقيقة هي أشبه بسلسلة من أفضل النتائج التي تحققها شخصياً فأنت الذي تحدد طريقك الخاص، وعندما تعيش على هذا النحو لن تشعر وكأنَّك متخلف عن أحد أبداً لأنَّك وحدك، وإنجازاتك هي ما تختار أن تضع طاقتك فيه.
كما قال المؤلف الأمريكي إيرل نايتنجيل (Earl Nightingale): "النجاح هو النمو التدريجي لهدفك المثالي الذي تؤمن به".
شاهد بالفديو: 7 حقائق عليك أن تفهمها عن الحياة
2. عدم الاهتمام للتوقعات المجتمعية:
غالباً ما يشعر الأشخاص اليافعون بالتخلف لأنَّهم يواجهون صعوبة في مرحلة البلوغ، وهذا لأنَّهم أنهوا نظام التعليم الذي يدور حول التفوق وبلوغ الإنجازات؛ لذا ليس من المستغرب أنَّهم ما زالوا يوازنون أنفسهم مع أقرانهم غافلين عن أنَّهم بالغين ولهم الحرية في اتخاذ قراراتهم بأنفسهم، وأنَّهم ليسوا مقيدين ضمن إطار ما يُعدُّ ناجحاً.
توجد قواعد غير مكتوبة وضغوطات متخيلة ناتجة عن الثقافة التي نشأت فيها؛ فكثير من هذه الأشياء تنتظر حتى تكون جاهزاً للقيام بها؛ لذلك ضع ذلك في الحسبان عند مواجهة هذه الضغوطات، كما قالت الباحثة الأمريكية برينيه براون (Brene Brown): "ابقَ في مسارك؛ فالموازنة تقتل الإبداع والفرح".
3. لست مضطراً لاكتشاف كلِّ شيء:
لا ينطبق هذا النوع من النصائح على الأشخاص اليافعين في عمر الـ 20 فقط؛ فهناك أشخاص كثيرون في الـ 30 والـ 40 والـ 50 من عمرهم ممن ينظرون إلى حياتهم، ويفكرون أنَّهم يجب أن يكونوا أكثر تقدماً بسبب تجربتهم.
ستشعر عندما تتقدم في السن بالضغط لتكون أكثر نضجاً "لتكتشف الحياة"، ممَّا يثير لديك شعوراً بأنَّك متخلف، وهذا شيء آخر ليس له صلة بالواقع، فلا يوجد شرط محدد بأنَّنا يجب أن نفهم أهدافنا، فجزء من المتعة في الحياة هو الاكتشاف.
لا معنى لقراءة النجاح الذي حققه أشخاص، مثل المؤلفة البريطانية جي كي رولينغ (JK Rowling)، ورجل الأعمال الأمريكي كولونيل ساندرز (Colonel Sanders) في وقت متأخر من حياتهم المهنية، عند العمل على تحسين الذات فمن المفترض أن توحي هذه الأمثلة بالأمل في أنَّ الشيء الجيد سيحدث لك بالتأكيد، لكنَّ نجاحهم في الحقيقة ليس له علاقة بذلك؛ إذ لا يتعين علينا اكتشاف حلٍّ لكلَّ شيء على الإطلاق.
4. الحياة مليئة بالتقلبات:
عندما يشعرك شخص ما بأنَّك متخلف عنه؛ فذلك لأنَّك لا ترى الصورة كاملة، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي فقد لا تكون حياته جيدة كما تعتقد، أو قد لا تتمكن من رؤية عيوبه أو التعاسة التي يختار إخفاءها عن أعين الناس.
لا يُقصد من هذا الكلام أن تتطلع إلى فشلهم الحتمي لكي تشعر بالتحسن؛ ولكنَّه تذكير بأنَّ هذا يمكن أن يحدث لأيِّ شخص، فهناك أوقات قد تتوقف فيها عن التقدم أو تتلقى الرفض بسبب ما هو غير متوقع مثل فقدان وظيفة رائعة أو الطلاق؛ لذا ضع ذلك في حسبانك فكلُّ شيء سريع الزوال؛ لذا استمر في العمل، واستمتع بلحظاتك، وكن ممتناً لما لديك.
في الختام:
توجد أشياء يجب أن تعرفها لتجنب الشعور بالتخلف بدءاً من إدراك أنَّ الحياة ليست منافسة تكون فيها "متقدماً" أو "متخلفاً" عن الآخرين، واعلم أنَّ الموازنة المستمرة مع الأشياء التي يملكها الآخرون تضر بعافيتك، على سبيل المثال، إذا بدا صديقك كأنَّه يمتلك كلَّ شيء، فكن سعيداً بنجاحه وركز على تقدمك الخاص بدلاً من رؤيته بوصفه معياراً لأوجه القصور لديك.
لا توجد قواعد محددة عما يفترض أن تفعله في حياتك ومتى يفترض أن تفعله؛ لذا حدد أهدافك، وابتكر تعريفك الخاص للنجاح، وفي المرة القادمة التي تفكر فيها أنَّك متخلف عن ركب الحياة، تريَّث وأدرك أنَّ هذا ليس صحيحاً؛ لأنَّ العالم ليس مقياساً كبيراً للإنجازات المطلوبة "التي يجب أن تكون لديك".
أضف تعليقاً