ما هو فيروس كورونا (COVID-19)؟
إنَّ الفيروسات التاجية (فيروسات الكورونا) "Coronaviruses" عائلةٌ من الفيروسات التي تُسبِّب الأمراض للإنسان. والفيروس: عِبارة عن عاملٍ معدٍ صغيرٍ يتكاثرُ فقط داخلَ الخلايا الحية لكائنٍ حي، مثل: الحيوانات أو البشر.
تتسبَّب الفيروسات التاجية ببعضِ الأمراض التي تتراوح من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الشديدة مثل: السارس SARS (المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة)، أو ميرس MERS (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية).
إنَّ فيروس كورونا المُستجد، المعروف أيضاً باسم (COVID-19)، سلالةٌ جديدةٌ من هذه الفيروسات التي تؤثِّر في الرئتين والمجاري الهوائية.
عُرِفَ (COVID-19)، أو فيروس كورونا المُستجد، لأول مرةٍ في أواخر عام 2019 في مدينةِ ووهان في الصين، وهو فيروسٌ مُعدٍ وجديدٌ لم يُعرَف مسبقاً في البشر.
حتَّى الآن، أُبلِغ عن فيروس كورونا (COVID-19) في أكثر من 185 دولةً حول العالم، ورغم أنَّ معظم الأشخاص الذين ظهرت عليهم الأعراض في البداية كانوا في الصين، إلَّا أنَّ الفيروس انتشرَ إلى عددٍ كبيرٍ جداً من الدول حول العالم، وهناك الآن تقاريرُ عن حالاتٍ جديدةٍ لأشخاصٍ مصابين بالفيروس لم يسافروا إلى الصين من قبل، ولم يكونوا على اتصالٍ مع أيِّ شخصٍ آخرَ مُصابٍ بالفيروس.
أعراض الإصابة بفيروس كورونا المستجد:
إنَّ الأعراض الشائعة للإصابة بفيروس كورونا (COVID-19) هي: الحُمَّى، وارتفاع درجة الحرارة، والوهن العام، والسعال الجاف، وآلام العضلات، والصداع، وصعوبة التنفس، أو ضيق التنفس (الزلة التنفسية). تبدأ أعراض الإصابة بهذا الفيروس عادةً بالحُمَّى، ويليها السعال الجاف؛ وبعد أسبوعٍ تقريباً، قد يحدُث ضيقٌ في التنفس، وبالنسبة إلى بعض المرضى قد يتطلَّب هذا الأمر العلاج في المستشفى.
ومع ذلك، فإنَّ فيروس كورونا (COVID-19) له أعراضٌ مُشابهةٌ للفيروسات الأكثر شيوعاً مثل: نزلات البرد الشائعة والإنفلونزا؛ لذا فإذا ظهرت عليك هذه الأعراض لا يعني بالضرورة أنك مُصابٌ بفيروس كورونا، وإذا كنت تعاني من الأعراضِ المذكورة أعلاه، فمن المُرجَّح أن تكون لديك "نزلة برد"، أو "الأمراض الشبيهة بالإنفلونزا" أكثر من الإصابة بفيروس كورونا.
لكن، من الضروري إذا ظهرت عليك أيٌّ من هذه الأعراض أن تقوم بعزل نفسك في المنزل واستخدام أداة التشخيص المعيارية عبر الإنترنت لـ (COVID-19)، أو أداة (Coronavirus) المحلية لاختبار الأعراض الخاصَّة بك، لوضع احتمالية التشخيص للإصابة بفيروس كورونا.
يمكنُ أن تستمر فترة حضانة هذا الفيروس، وهي الفترة بين التقاطِ العدوى وبين ظهور أعراضِ المرض، حتَّى 14 يوماً؛ ويعتقدُ بعض الباحثين أنَّ هذه الفترة قد تصلُ حتَّى 24 يوماً في بعض الظروف.
في الحالات الشديدة، يمكن أن تُسبِّب العدوى بفيروس كورونا: الالتهاب الرئوي، والمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة، وفشل الأعضاء المتعددة، أو الموت.
إنَّ كبار السن وأولئك الذين يعانون من حالاتٍ طبية مُزمنةٍ، أكثرُ عرضةً إلى خطر الإصابةِ بفيروس كورونا، وفي الواقع يُشكِّل هذا الأقلية الصغيرة من مُجملِ الحالات.
من الطبيعي جداً في هذه الأوقات أن تشعرَ بالقلق بشأن كيفية تأثير تفشِّي جائحة فيروس كورونا COVID-19 علينا، أو على الأشخاص من حولنا؛ ومع ذلك، من الهامِّ أن نتذكَّر أن خطرَ الإصابةِ في الوقت الحاليِّ منخفضٌ نسبياً عند أولئك الذين لم يسافروا إلى المناطق الموبوءة، أو لم يتواصلوا بشكلٍ لصيقٍ مع شخصٍ مُصابٍ بالفيروس؛ لذا من الهامِّ جداً اتباع كافة التعليمات التي تصدرُ تباعاً من الجهاتِ المعنية لخفض مخاطرِ الإصابة بالفيروس والحدِّ من انتشاره.
الوقاية من فيروس كورونا:
يمكنُ للناس التقاط العدوى بفيروس كورونا (COVID-19) من الآخرين المُصابين بالفيروس، حيثُ تنتشر الفيروسات عادةً من خلال قُطيراتٍ تنتجُ عندما يسعلُ أو يعطسُ الشخصُ المصاب، أو يمكن أن تنتقل من شخصٍ مصابٍ إلى آخرَ سليمٍ عن طريق المصافحةِ أو التقبيل؛ كما تشير الدراسات الحاليةُ إلى أنَّ الفيروس الذي يسبِّب مرض كورونا ينتقل بشكلٍ أساسيٍّ من خلال ملامسةِ قطيرات ومُفرزات الجهاز التنفسي أكثر من انتقاله عن طريقِ الهواء.
عندما يتعلق الأمر بالحفاظِ على سلامتك الشخصية، فهناك إجراءاتٌ يمكنكَ اتخاذها لتقليل خطر الإصابة بالفيروس، والمساعدة في الحدِّ من انتشاره في المجتمع:
- اغسِل يديكَ بشكلٍ متكررٍ بالماء والصابون، أو استخدم الجلَّ المُطهِّر. عليكَ أن تغسل يديكَ لمدَّةِ 20 ثانيةً على الأقل، ويُمكنك غناءُ مقطعٍ من أغنيتك المُفضَّلة في أثناء ذلك، أو غسل يديك بالطريقة نفسها التي ستقوم بها إذا كنت قد قطَّعت الفلفل الحارَّ لتوك، ومن بعدها ستقوم بوضعِ عدساتك اللاصقة في عينيك مُباشرةً.
- يجب أن تسعل وتعطس في المناديل الورقية، ومن ثمَّ تخلَّص منها بشكلٍ آمن، واغسل يديك بعد ذلك جيداً. وإذا لم يكن لديك منديلٌ في مُتناولك، قُم بالعطاسِ في كوعك المثني.
- تجنَّب لمسَ عينيك وأنفك أو فمك دون غسل يديك، حيثُ تلامس أيدينا العديد من الأسطح، ويمكن أن تنقل الفيروسات من هذه الأسطح إلى أجسامنا.
- تجنَّب الاتصال الوثيق مع الأشخاص الذين ليسوا على ما يرام، حيثُ تنصحُ منظمة الصحة العالمية بالحفاظ على مسافةٍ تزيد عن مترٍ واحد، أو 3 أقدامٍ على الأقل، بينك وبين أيِّ شخصٍ يسعلُ أو يعطس.
- واظب على ممارسة عادات النظافة الجيدة إلى أن تعتد عليها.
لم يتأكَّد الباحثون حتَّى الآن من المدَّة الدقيقة لبقاء فيروس كورونا على الأسطُح، ولكن يبدو أن هذا الفيروس يتصرَّف مثل الفيروسات التاجية الأخرى، والتي تستمر في البقاء على الأسطُح لبضعِ ساعات، أو حتَّى عدةِ أيام؛ ومن العوامل التي يمكن أن تؤثِّر في ذلك: نوعُ السطح، ودرجة الحرارة، والرطوبة في البيئةِ المُحيطة.
إذا كنت تعتقد أنَّ السطح قد يكون مُلوَّثاً، فقم بتنظيفه بمطهِّرٍ لقتلِ الفيروس وحمايةِ نفسك والآخرين؛ ونظِّف يديك جيداً بأيِّ محلولٍ كحولي، أو اغسلهما جيِّداً بالماء والصابون.
كما عليك تجنُّب الاتصالِ المباشر بالحيوانات أو الأسطح الملامسةِ للحيوانات في أسواق الحيوانات الحية، وعليك ضمان ممارسات سلامة الغذاء الجيدة في جميع الأوقات، وتعامَل مع اللحوم النيئة أو الحليب أو الأعضاء الحيوانية بعناية؛ لتجنُّب تلوُّثِ الأطعمة غير المطبوخة، وتجنَّب استهلاك المنتجات الحيوانية النيئة أو غير المطبوخة جيداً.
يعدُّ خطر فيروس كورونا منخفضاً، ومع ذلك فإن تفشِّي المرض سيعرِّضُك إلى خطرٍ أكبر؛ لذا تأكَّد من الامتثال للقيود المحليةِ على السفر أو الحركة أو التجمُّعات الكبيرة، وتجنَّب الذهابَ إلى المستشفيات التي تحتوي حالات إصابةٍ بفيروس كورونا، حيث يوجد مُعدَّلٌ أكبر لالتقاط العدوى بالفيروس في هذه الأماكن.
إنَّ التعاون مع الجهود المبذولةِ لمكافحة الأمراض سيُقلِّلُ من خطر إصابتكَ بالفيروس، ومن الخطر الكبير لتفشِّيهِ في المُجتمع.
ملاحظات السلامة المتعلقة بفيروس كورونا:
يُشكِّلُ فيروس كورونا (COVID-19) خطراً أكبرَ بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من حالاتٍ صحيةٍ موجودةٍ لديهم مسبقاً، والأشخاص الضعفاء الأكبر سناً؛ وذلك لأنَّ كبار السن، والأشخاصَ الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة، أو الحالات الطبية المزمنة مثل: ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وأمراض الرئة، والسرطان، والسكري – هُم أكثر عرضةً إلى خطر الإصابة بأعراض حادةٍ وأكثر شدَّة.
هذه هي طبيعةُ الفيروس (COVID-19)، ونحن مازلنا نتعلَّم باستمرارٍ المزيد عنه وبشكلٍ يوميّ، وبالتالي يمكن أن تتغيَّر المعلومات المتوفِّرة عن هذا المرض بسرعة.
إنَّ هذه التعليمات المذكورة دقيقةٌ وحديثةٌ في وقت كتابة هذا المقال، ولا يُقصَد به استبدال الرعاية التي ستتلقَّاها عادةً من مُقدِّم الرعايةِ الصحية أو خدمات الطوارئ أبداً؛ بل عليكَ الالتزام بالتعليمات التي تسري في منطقتك، والتي ستزوِّدك بها الجهات الطبية والصحيَّة.
إذا أُصِبتَ بالفيروس، فإنَّ بضعةَ أيامٍ من الراحةِ هي كلُّ ما يحتاجه معظم الناس للتعافي من هذا المرض. لكن مع ذلك، بالنسبة إلى أقليةٍ صغيرةٍ من الناس يمكن أن يكون المرضُ شديداً، أو حتَّى مُهدِّداً للحياة؛ لذا إذا أُصِبتَ أنت أو أحد أفراد أسرتك بالفيروس ووجدت أنَّ الأعراض تتدهور نتيجة هذه الإصابة، فعليكَ أن تُبلِغ خدمات الطوارئ المعنية بكونكَ أنت أو أيَّ شخصٍ ترعاه قد كانت نتيجة اختبار COVID-19 لكم إيجابيَّةً وأُثبِتَت إصابتكم بالمرض. حيثُ تمتلكُ السلطاتُ الوطنيةُ والمحليةُ غالباً أحدثَ المعلومات حول الوضع في منطقتك. لذا احرص على اتباع النصائح المحليَّة لحمايةِ نفسك والآخرين، والمساعدة في منع انتشار الفيروس في المُجتمع.
إنَّ المعلومات الواردةَ في هذه المقالة تتوافق مع إرشادات مُنظمة الصحة العالمية في وقت نشر هذه المقالة.
أضف تعليقاً