يمكن القول أن الدافع الرئيسي الآخر لاتجاهات التصوير الفوتوغرافي هو التقدم التكنولوجي، فمع اختراع الهاتف الذكي، شهد التصوير الفوتوغرافي بحراً من التغيير في السنوات القليلة الماضية.
ومع استمرار تقدم التكنولوجيا، يمكن للمصورين أن يتوقعوا رؤية المزيد من التطورات المثيرة التي ستغير طريقة التقاط الصور ومشاركتها. في هذا المقال ستتعرف بشكل موسع حول أحدث اتجاهات التقنيات في التصوير الفوتوغرافي والفيديو التي تشكل المستقبل الذي ينتظر هذه التقنيات.
اتجاهات التصوير الفوتوغرافي والفيديو الحديث
تعمل التطورات التكنولوجية باستمرار على إبهارنا بقدرة الأدوات والتقنيات في إضفاء لمسة إبداعية وفنية على العمل في مجال التصوير الفوتوغرافي والفيديو. وفي هذا الصدد يمكن أن نكتشف عدة اتجاهات رئيسية استفادت من هذا التطور التقني بشكل كبير:
1. كاميرات وملحقات رائعة
تخيل أنك تلتقط لحظات رائعة بدقة 8K المذهلة، مع الاستفادة من قوة الوضع الليلي، والتصوير بصيغة RAW، والفيديو بتقنية HDR. نعم إن أحدث موديلات الكاميرات تمكننا من القيام بذلك بسهولة.
2. برامج الذكاء الاصطناعي
يعمل الذكاء الاصطناعي (AI) على تغيير طريقة المصورين في التقاط صورهم وتحريرها وتنظيمها، كما يمكن للكاميرات المدعمة بالذكاء الاصطناعي ضبط الإعدادات تلقائيّاً بناءً على المشهد، بينما يمكن لبرنامج التحرير المدعَّم بالذكاء الاصطناعي تحليل الصور وإجراء تعديلات على اللون والتباين والجوانب الأخرى للصورة. فيما يلي جمعنا أعظم استخدامات الذكاء الاصطناعي في التصوير الفوتوغرافي والفيديو:
2.1. التعرف الذكي على المشهد
تعمل هذه التقنية على تحديد وفهم عناصر المشهد تلقائيّاً، فهو يتيح للكاميرا وبرامج التحرير إدارة التعديل المطلوب نماذج للتعرف وتحليل اللون والإضاءة والتفاصيل، فيما يلي بعض هذه التعديلات:
- تعديل الإعدادات التلقائية.
- التركيز على محور الصورة المطلوبة.
- إبراز التفاصيل في الظلال.
- التكيف مع المشهد الديناميكي.
- تطبيق فوري للمؤثرات.
2.2. تحرير الصور
يمكن لتقنيات التصوير بمشاركة تطبيقات الذكاء الاصطناعي توفير الكثير الإبداع والتحسين على أصل الصورة، مثل:
- الكائنات والخلفية: الكثير من صورنا تتخللها مشاهد لا نرغب بتواجدها فيها، مثل الخلفيات غير المرحب بها، ببساطة يمكن إزالة كل ذلك بسهولة وتحقيق نتائج احترافية.
- تحسين ملامح الوجه: يمكن الإبداع في تحسين نعومة البشرة أو تبييض الأسنان وتصفيفة الشعر.
2.3. مطابقة الألوان وتوحيدها
هذا الخيار سيتيح إمكانية تعديل نمط الصورة وتنسيقها بشكل موحد مع مجمل اللقطات المأخوذة لتبدع أفضل مقاطع الفيديو أو اللقطات المتتابعة.
3. التصوير بالطائرة بدون طيار
يُحدث التصوير بالطائرات بدون طيار ثورة في الطريقة التي يلتقط بها المصورون الصور، مما يسمح لهم بالتقاط لقطات جوية مذهلة كانت مستحيلة في السابق، حيث يمكن لهذه الطائرات أن تطير إلى ارتفاعات كبيرة وتلتقط الصور من زوايا فريدة، مما يوفر منظوراً جديداً للمناظر الطبيعية والهندسة المعمارية ومواضيع أخرى.
يمكن أيضاً تجهيز كاميرات الطائرات بدون طيار بتقنية الذكاء الاصطناعي، مما يسمح لها باكتشاف الأهداف وتتبعها تلقائيّاً، ممّا يسهل التقاط الأشياء سريعة الحركة. فيما يلي أهم استخدام تقنية التصوير بالطائرة دون طيار:
- صناعة الأفلام والتصوير السينمائي.
- تغطية الأحداث مثل تصوير لقطات رياضات الحركة والمغامرة.
- البث المباشر للحدث.
- رسم خرائط التضاريس.
- إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد.
- تصوير الفيديو المعماري والعقاري.
4. تصوير فيديو بنطاق 360 درجة
يتضمن ذلك دمج سلسلة من الصور في تسلسل يغطي المنظر الكروي أو البانورامي بالكامل حول الكاميرا، ويمكن تحقيق ذلك باستخدام كاميرات متخصصة بزاوية 360 درجة أو باستخدام تطبيق مجاني للهاتف المحمول مثل Panorama 360، كما يمكن استخدام تقنيات الواقع الافتراضي في عملية تحرير هذه الصور.
مما يسمح للمصورين بضبط المنظور وعمق المجال بعد التقاط الصورة ويمكنهم من نقل المشاهدين إلى قلب الحدث، حيث تعمل هذه التقنية بلقط كل زاوية في وقت واحد، ليستطيع المشاهدين استكشاف الحدث من كل الجهات.
فمن خلال التحريك والتمرير تسمح الصور الفوتوغرافية بزاوية 360 درجة للمشاهدين باستكشاف البيئة مع مع القدرة على النظر لأعلى ولأسفل وفي كل مكان، حيث يشعرون وكأنهم موجودون جسديّاً في الفضاء المحيط ببيئة الحدث.
5. تصوير الماكرو
يعد تصوير الماكرو نوعاً متخصّصاً يركز على التقاط لقطات قريبة جداً لأهداف صغيرة، مما يكشف التفاصيل التي غالباً ما تمَّ تجاهلها في التصوير العادي. باستخدام تصوير الماكرو، يمكنك استكشاف الأنسجة والأنماط والألوان للأشياء مثل الزهور أو الحشرات أو قطرات الماء وصولاً إلى تعقيدات العين البشرية.
يعد جوهر تقنية تصوير الماكرو في الوصول إلى مستوى تكبير للقطة يتيح التقاط الجمال الساحر الخفي في التفاصيل، غالباً ما يستخدم المصورون للحصول على لقطات مقربة مذهلة، عدسات ماكرو مخصصة توفر تكبيراً عالياً وقدرات تقريب رائعة، حيث تسمح لك هذه العدسات بالتركيز على الهدف من مسافة قريبة بشكل لا يصدق، هذا ينتج عنه تفاصيل حادة وعمق مجال ضحل، مما يعزل الهدف بشكل جميل عن خلفيته.
6. تصوير المقاطع السينمائية
تعد الرسوم السينمائية شكلاً من أشكال الصور المتحركة التي تجمع بين التصوير الفوتوغرافي والفيديو، وفي حين كانت مقاطع الفيديو القديمة تصور حركة مستمرة، فإن الرسوم السينمائية عبارة عن صور ثابتة تتضمن حركة دقيقة في مناطق معينة، مما يؤدي إلى إنشاء تأثيرات بصرية آسرة وساحرة، تعمل على خلق تجاور بين الحركة والسكون داخل إطار واحد مما يجذب انتباه المشاهد ويغمر حواسه كليّاً في المشهد.
7. التصوير الفوتوغرافي عالي التباين
بشكل عام، هناك ثلاثة أنواع من التباين: الإضاءة واللون والملمس. في أغلب الأحيان، يتميز التصوير الفوتوغرافي عالي التباين بظلال عميقة وإضاءات ساطعة، يؤدي هذا إلى إنشاء تأثير بصري مذهل من خلال تحسين النطاق اللوني والتأكيد على الأنسجة والأشكال والأنماط داخل الإطار.
يحظى هذا الاتجاه شعبية في مختلف الأنواع، بما في ذلك التصوير الفوتوغرافي للصور الشخصية، وتصوير الشوارع، والمناظر الطبيعية، وحتى تصوير المنتجات، فهو يسمح للمصورين بإثارة المشاعر القوية، وخلق شعور بالغموض، والتأكيد على حضور الموضوع.
8. التصوير السريالي
بعد مرور مائة عام على ولادة الحركة الفنية، تعود السريالية من جديد، في حين أن الموضوع قد تطور على مر السنين، إلا أنّ خصائصه الأساسية تظل كما هي، أحد أسباب عودة السريالية القوية في التصوير الفوتوغرافي هو ظهور التكنولوجيا الرقمية وأدوات ما بعد المعالجة.
ومع هذه التطورات، يتمتع المصورون بقدر أكبر من المرونة والتحكم في معالجة صورهم وتحويلها، ولقد ألهمت إمكانية الوصول هذه جيلاً جديداً من المصورين لاستكشاف إمكانيات السريالية وتجربة رؤاهم الفريدة.
الاتجاهات التي تشكل مستقبل التصوير الفوتوغرافي
يتم إدخال التقنيات الجديدة بسرعة مذهلة إلى ميدان عمل التصوير الفوتوغرافي والفيديو مما يشير إلى مستقبل مثير ينتظره، فمن المتوقع أن تعيد هذه الاتجاهات والتقنيات الناشئة تشكيل كيفية التقاط الصور ومشاركتها، فيما يلي بعض الاتجاهات التي تشكل مستقبل التصوير الفوتوغرافي.
1. التصوير بالموبايل
أصبح التصوير الفوتوغرافي عبر الهاتف المحمول شائعاً بشكل متزايد، فقد تم تجهيز الهواتف الذكية بكاميرات قوية يمكنها التقاط صور ومقاطع فيديو عالية الجودة، مما حذا بالمصورين حتى المحترفين منهم بالاتجاه نحو التقاط الصور بهواتفهم الذكية.
في حال استمرت التطورات التكنولوجية المذهلة التي يشهدها عالم تقنيات الهواتف الذكية، فإننا من المؤكد سوف نشهد قفزة نوعية في تحسين جودة الصور ومقاطع الفيديو الملتقطة على الأجهزة المحمولة.
2. التصوير ثلاثي الأبعاد
يعد التصوير الفوتوغرافي ثلاثي الأبعاد اتجاهاً ناشئاً آخر من المتوقع أن يشكل مستقبل التصوير الفوتوغرافي، حيث يتضمن صور تخلق تأثيراً ثلاثي الأبعاد، كما يتم استخدام هذه التكنولوجيا بالفعل في العديد من الصناعات، مثل الألعاب والواقع الافتراضي.
في المستقبل، من المتوقع أن يصبح التصوير الفوتوغرافي ثلاثي الأبعاد أكثر سهولة وبأسعار معقولة، مما يسمح للمصورين بالتقاط صور ثلاثية الأبعاد رائعة.
3. تأثير وسائل التواصل الاجتماعي
كان لوسائل التواصل الاجتماعي تأثير كبير على صناعة التصوير الفوتوغرافي، فمع ظهور منصات مثل Instagram وPinterest، أتيحت الفرصة أمام المصورين مشاركة أعمالهم مع جمهور عالمي كبير.
في حين خلقت وسائل التواصل الاجتماعي نوعاً جديداً من التصوير الفوتوغرافي، يُعرف باسم "التصوير الفوتوغرافي على إنستغرام" الذي تميّز بألوانه الزاهية وفلاتره وشكله المربع.
في المستقبل، ومع نمو هذه المنصات وسيطرتها على تفضيلات الجمهور من المتوقع أن يستمر هذا التأثير ليخلق محتوى محسّن خاص بمنصات التواصل الاجتماعي.
ما هي تأثيرات التكنولوجيا المباشرة على ميدان التصوير الفوتوغرافي والفيديو؟
شهد مجال التصوير الفوتوغرافي تطوراً سريعاً في أدواته وتقنياته كغيره من المجالات التي تأثرت بالثورة التكنولوجية، فتمكن المصوِّرون من التقاط صور ومقاطع فيديو احترافية لم تكن متوقعة من قبل. فيما يلي أبرز مجالين تأثّرا بشكل كبير في ذلك:
1. زيادة الإمكانية وسهولة الوصول
أحد أهم تأثيرات التكنولوجيا على التصوير الفوتوغرافي هو زيادة إمكانية الوصول إلى قاعدة جماهيرية أكبر، فمع ظهور الكاميرات الرقمية والهواتف الذكية، أصبح بإمكان أي شخص الآن التقاط الصور ومشاركتها مع العالم، أيضاً ساهم انخفاض تكلفة الحصول على هذه التقنيات في جعل التصوير الفوتوغرافي أسهل بكثير.
علاوة على ذلك، إن انتشار الصور الفوتوغرافية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة سهلت إمكانية مشاركة هذه الصور مع جمهور واسع ومتعدد الفئات. أصبح Instagram، على سبيل المثال، مركزاً للمصورين لعرض أعمالهم واكتساب الشهرة.
2. تعزيز الجودة
هناك تأثير رئيسي آخر للتكنولوجيا على التصوير الفوتوغرافي وهو تحسين جودة الصورة، فمع تطور أجهزة الاستشعار عالية الدقة وبرامج معالجة الصور المتقدمة، يستطيع المصورون التقاط صور بتفاصيل ووضوح مذهلين. بالإضافة إلى ذلك، أتاحت التطورات في تكنولوجيا العدسات التقاط صور ذات عمق أكبر للمجال وتركيز أكثر وضوحاً.
ما هي التحديات والفرص التي تواجهها اتجاهات تقنيات التصوير الفوتوغرافي والفيديو؟
توفر أحدث التقنيات في التصوير الفوتوغرافي والفيديو إمكانات خلاقة للوصول إلى صورة احترافية تنقل الواقع الساحر والجميل بأدوات وبرامج عالية التقانة. ولكن هل يمكن أن يكون ذلك دون تحديات؟ بالطبع لا فصناعة التصوير الفوتوغرافي مثلها كأي صناعة كما تستفيد من الفرص أيضاً عليها التغلب على العقبات، فيما يلي أبرز التحديات:
1. مشاكل خصوصية البيانات
يمكن للكاميرات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي وتقنيات التعرف على الوجه أن تتطفل على خصوصية الأفراد، حيث يمكن أن يؤدي الاستخدام غير المصرح به لهذه التقنيات إلى المراقبة والتتبع دون موافقة، وقد يؤدي ذلك إلى بعض المشاكل القانونية الخطيرة. وفي حين أن هذه البيانات يمكن أن تكون مفيدة للمصورين، إلا أنها تثير أيضاً مخاوف بشأن الخصوصية والأمان.
لذا، يجب أن يكون المصورون على دراية بالمخاطر المرتبطة بتخزين هذه البيانات ومشاركتها، ويجب عليهم اتخاذ خطوات لحماية المعلومات الشخصية لعملائهم والتأكد من امتثالهم للوائح خصوصية البيانات. يتضمن ذلك تنفيذ حلول تخزين آمنة، واستخدام التشفير، والشفافية بشأن كيفية جمع البيانات واستخدامها.
2. المعلومات المضللة
من إيجابيات الذكاء الاصطناعي أنه يمكن لأدواته إنشاء صور ومقاطع فيديو واقعية للغاية، لكن للأسف قد يستغل هذه الميزة بعض الأشخاص لإنشاء مقاطع مزيفة، وقد ينشرون معلومات مضللة أو يتلاعبون بالرأي العام، مما يشكّل مخاطر حقيقية على مصداقية نقل الواقع.
3. الاعتماد المفرط
إنّ الاعتماد الكبير على التكنولوجيا في خلق الصورة وتشكيلها سيؤثر سلباً على الإبداع ويقلِّل من لمسة العنصر البشري الفنية عليها، هناك أيضاً، احتمالية فقدان مهارات المصورين الاحترافية حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بأتمتة العديد من الإجراءات. لذلك، من المهم للغاية إيجاد التوازن بين استخدام التقنية المتقدمة وإضافة النظرة الساحرة على عين المصوِّر.
في الختام
من خلال اطلاعنا على أحدث تقنيات التصوير الفوتوغرافي والفيديو فإننا أمام حقيقة أكيدة وهي أن مستقبل التصوير الفوتوغرافي لا حدود له، فمن صور الطائرات بدون طيار إلى الجولات الافتراضية والتجارب السريالية، فإن التقارب بين التكنولوجيا والبراعة الفنية يعيد تشكيل الطريقة التي نلتقط بها لحظاتنا المرئية لنختبرها بشكل آخر لم نعهده من قبل ونشاركها مع جمهور يعشق فن الصورة.
أضف تعليقاً