علامات تدل على أمراض نفسية عند الأطفال:
- شعور الطفل بالحزن العميق أو الانعزال لفترة تتجاوز الأسبوعين.
- محاولة إيذاء النفس عن قصد أو التفكير بالانتحار أو التخطيط له.
- ظهور خوف مفاجئ دون سبب واضح، غالباً ما يصاحبه تسارع في ضربات القلب أو تنفُّس سريع.
- تراجع المستوى الدراسي للطفل.
- رغبة الطفل الملحَّة في إيذاء الآخرين.
- سلوك عنيف خارج عن السيطرة، يمكن أن يؤدي إلى إيذاء الطفل لنفسه أو للآخرين.
- الامتناع عن تناول الطعام، أو التقيؤ، أو استخدام الملينات بغرض فقدان الوزن.
- مخاوف شديدة تعوق ممارسة النشاطات اليومية.
- صعوبة كبيرة في التركيز والانتباه.
- مشكلات النوم، كالنوم الزائد أو النقصان الشديد، رؤية الكوابيس، والمشي في النوم.
- تقلُّبات مزاجية حادة تؤثر سلباً في العلاقات.
- تغييرات جذرية في سلوك الطفل أو شخصيته.
ما هي أبرز الأمراض النفسية عند الأطفال؟
الأمراض النفسية عند الأطفال متعددة، ويمكن أن تؤثر تأثيراً كبيراً في نموهم وتطورهم، ومن أبرز هذه الأمراض نذكر:
1. التوحُّد:
اضطراب طيف التوحد يعدُّ تحدياً عصبياً يُلاحَظ غالباً في السنوات الأولى من العمر، وتحديداً قبل بلوغ الطفل سنِّ الثالثة، ويتَّسم هذا الاضطراب بتنوع درجاته وتأثيراته، وهذا يؤدي إلى تباين في قدرات الأطفال المصابين على التواصل الاجتماعي والتفاعل مع محيطهم، ويتطلَّب فهم هذه الحالة نهجاً متعدد التخصصات لتقديم الدعم الأمثل للأطفال وعائلاتهم، وتعزيز قدراتهم على التكيُّف والاندماج في المجتمع، وتنطوي أعراض التوحُّد على ما يأتي:
- صعوبة الحفاظ على التواصل البصري.
- صعوبة تفسير وإدراك المشاعر الإنسانية.
- تأخر في الكلام وتكرار الكلمات في المحادثة.
- عدم الاهتمام بالتفاصيل البصرية كالألوان.
- عدم تقبُّل الاتصال الجسدي أو التواصل البصري المباشر.
2. الاكتئاب عند الأطفال:
قد يُظهِر بعض الأطفال حالة من الحزن أو فقدان الاهتمام بالنشاطات التي كانوا يستمتعون بها في السابق، ومن حالات معيَّنة، يُشخَّص اكتئابهم، ومن سلوكات الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب:
- الشعور بالحزن أو اليأس أو الانفعال انفعالاً متكرراً.
- عدم القدرة على الاستمتاع بالنشاطات الممتعة.
- تغيُّر في أنماط الأكل، سواء بتناول كميات أكثر أم أقل من الطعام المعتاد.
- تغيُّر في أنماط النوم، مثل النوم أكثر من اللازم أو أقل من اللازم.
- انخفاض في مستويات الطاقة، وهذا يتضمَّن التعب المستمر، أو القلق، أو التوتر.
- الشعور بانعدام القيمة الشخصية أو الذنب.
- ممارسة سلوكات ضارة بالذات.
قد يؤدي الاكتئاب الشديد إلى تفكير الطفل في الانتحار أو التخطيط له، ويُعدُّ الانتحار شكلاً شائعاً للوفاة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عاماً.
شاهد بالفيديو: 13 طريقة تساعد الأبوين على علاج الاكتئاب عند الأطفال
3. اضطراب القلق:
اضطرابات القلق عند الأطفال تمثِّل تحدياً كبيراً يتجاوز مجرد الشعور بالقلق العابر، إذ تتَّسم بكونها حالة مستمرة من الخوف والقلق الذي يمكن أن يعوق تفاعل الأطفال الطبيعي في نشاطاتهم اليومية كاللعب والتعلم، وهذه الحالة لا تؤثر فقط في الصحة النفسية للأطفال، بل تمتد آثارها لتشمل الصحة الجسدية، وقد تنجم عن ذلك مشكلات صحية متعددة، مثل الوسواس القهري، ومن الضروري التعرف إلى هذه الاضطرابات ومعالجتها بفاعلية لضمان نمو الأطفال الصحي والمتوازن.
4. اضطرابات نقص الانتباه وفرط النشاط:
يواجه الأطفال تحديات مرتبطة بمتلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه، وتتَّسم هذه حالة بظهور علاماتها عادةً في مرحلة مبكِّرة من الطفولة، قرابة سنِّ السابعة، فعلى الرغم من ذلك، يستمر الأمر دون تشخيص لدى الكثيرين حتى المراحل المتقدِّمة من العمر، وهذا يؤدي إلى تأثيرات مستمرة في جودة الحياة، فتتجلَّى أعراض هذه الحالة في صعوبات ملحوظة في التركيز، وميل إلى السلوك الاندفاعي، وزيادة في مستويات النشاط قد تتجاوز المعدلات الطبيعية.
5. اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال:
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) هو حالة نفسية معقدة تنشأ بوصفها ردَّ فعل متأخِّراً ومطوَّلاً لتجربة أحداث مؤلمة، ويتميَّز هذا الاضطراب بمجموعة من الأعراض التي تشمل القلق المستمر، والذكريات الفلاشباكية، والأحلام المزعجة، والسلوكات العدوانية أو الهروبية، ويمكن أن ينجم عن تعرُّض الفرد للعنف، أو الإساءة الجسدية أو النفسية، أو الكوارث الطبيعية، أو أي نوع من الصدمات النفسية، ويتطلَّب التعافي من PTSD نهجاً شاملاً يشمل الدعم النفسي، العلاج السلوكي المعرفي، وأحياناً العلاج الدوائي، مع التركيز على إعادة بناء القدرة على التكيُّف وتعزيز الصمود النفسي.
6. انفصام الشخصية:
الفصام، والمعروف أيضاً باسم انفصام الشخصية، هو اضطراب نفسي يتميَّز بتشوهات في الإدراك أو التعبير عن الواقع، ويمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى مجموعة متنوعة من الأعراض، مثل الهلوسة، والأوهام، والتفكير المشوش، والتي تؤثر تأثيراً كبيراً في قدرة الطفل على التفاعل السليم مع محيطه.
عادةً ما تظهر أعراض الفصام في أواخر سنِّ المراهقة أو أوائل العشرينيات، ويمكن أن تكون مزعجة جداً للمصابين بها ولأسرهم، ويتطلَّب الفصام نهجاً شاملاً للعلاج، يشمل الدعم النفسي والاجتماعي، إضافة إلى العلاج الدوائي، لمساعدة المصابين على استعادة الوظائف وتحقيق أفضل نوعية حياة ممكنة.
7. اضطراب ثنائي القطب:
اضطراب ثنائي القطب عند الأطفال، هو حالة نفسية تتميَّز بتقلُّبات مزاجية شديدة تتراوح بين فترات من الهوس والانفعال المفرط إلى فترات من الاكتئاب العميق، ويمكن أن يظهر هذا الاضطراب ظهوراً مختلفاً بين الأطفال والمراهقين، وهذا يجعل التشخيص والعلاج تحدياً للمتخصصين، وفي فترات الهوس، يمكن أن يكون لدى الطفل طاقة، ويصبح متهوراً في اتخاذ القرارات، وقد يُظهر سلوكاً غير عادي مثل الانفعال المفرط أو العدوانية، أمَّا في فترات الاكتئاب، فقد يُظهر الطفل حزناً شديداً، وفقدان المتعة بالنشاطات اليومية، وقد تخطر له أفكار سلبية أو حتى انتحارية في بعض الحالات الشديدة.
8. الوسواس القهري:
الوسواس القهري عند الأطفال هو اضطراب نفسي يتميَّز بأفكار متكررة واضطرابات في السلوك، ويمكن أن يؤثر تأثيراً كبيراً في حياتهم اليومية وفي أدائهم الدراسي والاجتماعي، ويمكن أن يتجلَّى الوسواس القهري عند الأطفال بأنماط مختلفة مثل التأكد المستمر، أو خوف من الأذى، أو حاجة ملحة للترتيب أو التنظيم بطريقة معيَّنة، ويظهر الوسواس القهري في سنٍّ مبكِّرة من الطفولة، وقد يصاحبه تشتُّت انتباه أو اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
9. اضطرابات السلوك عند الأطفال:
يُشخَّص اضطراب السلوك، عندما يُظهر الأطفال نمطاً مستمراً من السلوك العدواني وانتهاك القواعد والأعراف الاجتماعية، سواء في المنزل أم في المدرسة، وتشمل أمثلة هذا الاضطراب:
- خرق القواعد والقوانين، مثل الهروب من المنزل أو البقاء مستيقظاً في الليل رغم الأوامر بالنوم.
- إظهار العدوان المُسبِّب للأذى، مثل الانخراط في القتال أو ممارسة القسوة على الحيوانات.
- الكذب أو السرقة أو إلحاق الضرر بممتلكات الآخرين عن عمد.
10. اضطرابات التحدي الاعتراضي:
عندما يتبنَّى الأطفال سلوكات معارضة ومُتحدِّية باستمرار، يمكن أن تنجم عن ذلك مشكلات خطيرة في البيت أو المدرسة أو مع أقرانهم، وتتجلَّى هذه السلوكات في:
- الغضب المتكرر.
- الجدل المستمر مع الكبار ورفض الامتثال للقواعد أو الطلبات.
- تعمُّد إزعاج الآخرين أو الانزعاج منهم بسهولة.
- إلقاء اللوم على الآخرين إلقاءً متكرراً عن أخطائهم أو سلوكهم السيئ.
كيف تُعالَج الأمراض النفسية عند الأطفال؟
عندما يتعلَّق الأمر بعلاج الأمراض النفسية للأطفال، من الهام أن يُستشار طبيب نفسي متخصص أو أخصائي في العلاقات الأسرية مباشرةً، ويجب على الآباء والأمهات تقديم صورة واضحة للطبيب عن تصرفات الطفل وأعماله، دون إيذاء الطفل بالكشف عن هذا الأمر بطريقة قد تكون مهينة له، فقد يواجه الوالدان صعوبة في قبول ضرورة زيارة طبيب نفسي والمشاركة في جلسات العلاج، ولكنَّها خطوة ضرورية لتحديد حالة الطفل وتقديم الدعم اللازم.
يتضمَّن العلاج تقديم مقترحات للآباء عن كيفية التعامل الفعال مع الأطفال، إضافة إلى العلاج الدوائي المحتمل مثل مضادات الاكتئاب أو الأدوية الأخرى المناسبة، إضافة إلى جلسات العلاج النفسي التي تُعلِّم الطفل كيفية التغلُّب على تحدياته والتعامل بإيجابية مع حالته النفسية.
كيف أحمي أطفالي من الأمراض النفسية؟
لحماية الأطفال من الأمراض النفسية، يجب أن يتمتَّع الطفل بمعاملة إيجابية ومشجِّعة، وينبغي منحه الفرصة للتعبير عن نفسه واستخدام قدراته دون أي تقييد أو قمع، ويجب تجنُّب استخدام العقاب الجسدي أو التهديدات، وبدلاً من ذلك، ينبغي محاورته بلطف والتعبير عن التفهم والاستماع له بانفتاح، ويجب عدم السماح للطفل بالانعزال، وبدلاً من ذلك دمجه في المجتمع بالطرائق الملائمة.
كما يتعيَّن توفير تغذية صحية وتلبية رغباته بخصوص الطعام وتأمين الاحتياجات الأساسية له، فهذا يسهم في تعزيز صحته النفسية والعاطفية تعزيزاً شاملاً.
في الختام:
نؤكِّد على أهمية الوعي والتعرف المبكِّر إلى هذه الاضطرابات لضمان توفير الدعم اللازم للطفل، فالصحة النفسية للأطفال هي أساس لنموهم السليم وتطورهم الاجتماعي والعاطفي، ويجب على الآباء والمعلمين والمختصين الانتباه لأية تغيرات في سلوك الطفل ومشاعره، والتعاون مع المختصين في الصحة النفسية لتقديم العلاج المناسب والفعال، ودعونا نعمل معاً لبناء مستقبل أفضل لأطفالنا، وتذكَّر أنَّ الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة العامة والرفاهية.
أضف تعليقاً