أنواع الصدق:
1- الصدق مع الله سُبحانه وتعالى خالقَ الكون العظيم:
ويكون صِدقُنا مع الله عزَّ وجلّ بأن نَقوم بجميع عباداتنا، وواجباتنا الدينية كما طُلب منا، وأن نكون مُخلصين مع الله سُبحانه وتعالى بكلِ فعلٍ نقوم بهِ، وبكلِ قولٍ يَخرُج من أفواهنا، وذلك من خلال شُعورنا الدائم بمُراقبة الله سُبحانه وتعالى وقُربهِ منَّا. والإنسان الصادقِ يكون قريباً من الله تعالى، والصدق يدلّ على تقوى الله.
2- الصدق مع الآخرين:
عندما تكونَ صادقاً مع الناس فستكون مَحطَ احترامهم، والصدق يزيدُ من ثقةِ الأفراد المُحيطين بكَ.
3- الصدق مع النفس:
عندما تكون صادقاً فإنَّ ذلكَ يمنحُكَ الشُعور بالطمأنينة، وراحةِ البال والضمير، والإستقرار النفسيّ، لأنَّك لن تَخاف من أيّ شيءٍ يواجهكَ في حياتك، ويُعزّز شُعور الثقة بالنفس لديك.
أقسام الصدق:
1- الصدق في النيّة:
أنّ لا تَفعل عكسَ ما تنوي فِعله، وأن يكونَ عملكَ خالصاً لوجهِ الله سُبحانه وتعالى، وإبتغاءً لمَرضاتهِ لا نِفاقاً ورياءً أمام الناس.
2- الصدق بالقولِ والفعلِ:
وذلك بأن نكون صادقين في حَديثنا دونَ أيّ تَحريف، وأن لا نَشهد زورا مهما كانت الظُروف -لأن شهادة الزور تُعتبر من الكَبائر- كما يجب أن نفي بعهودنا وأقسامنا، والصدقُ بالفعلِ يكونُ من خلالِ تطبيق القول بالفعل، كما يجب أن نقوم بأفعالِ الخير، ونَبتَعد عن ارتكاب المَعاصي والأفعال السيئة.
3- الصِدق بالدين:
ويكون الصدق بالدين من خلال التوكُلِ على الله سُبحانه وتعالى حقَّ التوكُلِ، وأن نَلتَزِم بأداء كافة العبادات المُكلفين بها.
احاديث نبويّة عن الصدق:
1- عن سَعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنَّ النبيّ صل الله عليه وسلم قال: (يُطبَعُ المُؤمن على كلِ شيءٍ إلا الخيانةَ والكَذِب).
2- عن ابن مَسعودٍ رضي الله عنه أنَّ النبي صل الله عليه وسلم قال: (عليكُم بالصِدقِ فإنَّ الصدق يهدي إلى البِرّ، وإنَّ البِرَّ يهدي إلى الجنة،وما يَزالُ الرجلُ يصدُق ويَتحرّى الصِدق حتى يُكتَبُ عندَ الله صدّيقاً.وإيَّاكُم والكَذِب فإنَّ الكذِبَ يَهديّ إلى الفُجور، وإنَّ الفُجورَ يَهدي إلى النار، وما يَزالُ الرجلُ يَكذِبُ ويَتحرّى الكَذِبَ حتى يُكتَبَ عندَ الله كَذَّاباً).
3- عن أبي خالدٍ حَكيم بن حِزامٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسول الله صل الله عليه وسلم قال: (البَيعَانِ بالخِيارِ ما لم يتفرَّقا، فإن صدقا وبَينا بورِكَ لهما في بَيعهما، وإن كَتما وكَذّبا مٌحقت بَركةُ بَيعهما).
4- عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: دعتني أمي يوماً ورسولُ الله صل الله عليه وسلم قاعدٌ في بيتنا، فقالت: ها، تعال، أُعطيكَ. فقالَ لها رسول الله صل الله عليه وسلم: وماذا أردتِ أن تُعطيه؟ قالَت: أُعطيهِ تمراً، فقالَ لها رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: أمَّا أنَّكِ لم تُعطهِ شيئاً كُتبت عليكِ كذبة.
5- عن عبد الله بن عُمر رضي الله عنهما قال: قيلَ لرسول الله صل الله عليه وسلم: أيُّ الناسِ أفضلُ؟ قال: كل مَخمومَ القلبِ، صَدوق اللسان، فقالوا: صدوق اللسان نَعرفهُ، فما مَخموم القلب؟ قال: هو التقيُّ النقيُّ لا إثمَ فيهِ، ولا بغيّ، ولا غلّ، ولا حَسد.
6- عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنهُ قالَ: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: (التاجرُ الصَدوقُ الأمين، مع النبيين والصديقين والشهداء).
7- جاء في سُنَنِ ابن مَاجة: حَدثنا أبو بكر، وعليّ بن محمد قالا: حدثنا عُبيد بن سعيد قال: سَمِعتُ شُعبة، عن يَزيدُ بن خُميرقال: سَمعتُ سُليم بن عامر قال: يُحَدثُ عن أوسَطَ بنِ إسماعيل البَجَلِيِّ، أنهُ سَمِعَ أبا بكرٍ، حين قُبِضَ النبي صل الله عليه وسلم يقول: قَامَ رسول الله صل الله عليه وسلم في مَقَامي هذا عَامَ الأوَّلِ، ثم بكى أبو بكرٍ، ثم قال: عَليكُم بالصِدقِ، فإنَّهُ مع البِرّ،وهُما في الجَنّةِ، وإيَّاكُم والكَذِبَ فإنَّهُ مع الفُجُورِ.
8- عن صفوانِ بن سليم رضي الله عنه قال: (قيلَ لرسول الله صل الله عليه وسلم: أيكونُ المُؤمنُ جَباناً؟ فقالَ: نعم، فقيلَ لهُ: أيكونُ المُؤمنُ بَخيلاً؟ فقالَ: نعم، فقيلَ لهُ: أيكونُ المُؤمنُ كذَّاباً؟ فقالَ: لا).
9- عن أبي محمد الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما، قال: حَفِظتُ من الرسول صل الله عليه وسلم: (دع ما يُريبُكَ إلى ما لا يُريبُكَ، فإنَّ الصِدقَ طُمأنينةٌ، والكَذِبَ رَيبَةٌ).
10- عن أبي سُفيان صَخرِ بن حربٍ رضي الله عنه في حديثهِ الطويل في قصةِ هِرَقلَ، قال هرقل: فماذا كان يأمُركُم؟ أي الرسول صل الله عليه وسلم، قال أبو سفيان: قلت: يقولُ: (اعبدوا الله وحدَهُ لا تُشركوا بهِ شيئاً، واترُكوا ما يَقولُ أباؤكُم، ويأمُرُنا بالصلاةِ، والصِدقِ، والعفافِ، والصِّلَةِ).
11- قال رسول الله صل الله عليه وسلم: (من سأَلَ الله تعالى الشَهادةَ بِصدقٍ بِلِغَّهُ مَنازِلَ الشُهدَاءِ وإن ماتَ على فِراشهِ).
آيات عن الصدق:
1- {من المؤمنينَ رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليهِ فمنهم من قَضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا* ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويُعذبُ المُنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إنَّ الله كان غفوراً رحيماً}. [سورة الأحزاب، الآيات: 23،24].
2- {واجعل لي لسان صدقٍ في الآخرين}. [سورة التوبة، الآية: 119].
3- {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون}. [سورة الحجرات، الآية: 15].
4- {وقل ربي أدخلني مُدخَلَ صدق وأخرجني مُخرَجَ صدقٍ واجعل لي من لدُنك سُلطاناً نصيراً}. [سورة الإسراء، الآية: 80].
5- {قُل صدق الله فاتبعوا مِلَة إبراهيم حنيفاً وما كانَ من المُشركين}. [سورة آل عمران، الآية: 95].
6- {والذين آمنوا وعملوا الصالحات سنُدخلُهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهارخالدين فيها أبدا وعد الله حقاً ومن أصدقُ من الله قيلا}. [سورة النساء، الآية: 122].
7- {الله لا إله إلا هو لِيجمَعنكُم إلى يوم القيامة لا رَيب فيه ومن أصدق من الله حديثاً}. [سورة النساء، الآية: 87].
8- {ولمَّا رأى المُؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيماناً وتَسليماً}. [سورة الأحزاب، الآية: 22].
9- {وقالوا الحمد لله الذي صَدقنا وعدهُ وأورثَنا الأرض نَتبوأ من الجنة حيثُ نشاء فنِعم أجر العاملين}. [سورة الزمر، الآية:74].
10- {واذكُر في الكِتابِ إبراهيمَ إنَّهُ كانَ صدّيّقاً نَّبيَّا}. [سورة مريم، الآية:41].
11- {بل جاءَ بالحَقِ وصَّدقَ المُرسلِينَ}. [سورة الصافات، الآية:37].
12- {واذكُر في الكِتابِ اسماعيلَ إنَّهُ كانَ صادقَ الوعد وكانَ رسولاً نَّبيَّا}. [سورة مريم، الآية: 54].
13- {طاعةٌ وقولٌ مَعروفٌ فإذا عَزَمَ الأمرُ فَلَو صَدَقُوا الله لَكَانَ خَيراً لَّهُم}. [سورة محمد، الآية 21].
14- {ليَجزي اللهُ الصادقينَ بِصدقِهم ويُعذِب المُنافقين إن شاءَ أو يتوب عليهم إنَّ الله كان غفوراً رَحيماً}. [سورة الأحزاب، الآية: 24].
15- {ومن يُطعِ الله والرَّسُولَ فأولئك مع الذينَّ أنعمَ اللهُ عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئك رفيقا}. [سورة النساء، الآية: 69].
16- {قالَ الله هذا يوم يَنفعُ الصَادقين صِدقَهُم لهم جَناتٌ تجري من تَحتها الأنهارُ خالدين فيها أبدا رضي اللهُ عنهم ورَضوا عنه ذلكَ الفوزُ العظيم}. [سورة المائدة، الآية:119].
17- {إنَّ المُسلمين والمُسلمات والمُؤمنين والمُؤمنات والقَانتين والقَانتات والصَادقين والصَادقات والصَابرين والصَابرات والخَاشعين والخَاشعات والمُتصدقين والمُتصدقات والصَائمين والصَائمات والحافظين فُروجهم والحَافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مَغفرةً وأجراً عظيماً}. [سورة الأحزاب، الآية: 35].
18- {للفقراء المُهاجرين الذينَّ أُخرجوا من ديارهم وأموالهم يَبتغونَ فَضلاً من اللهِ ورِضواناً ويَنصرونَ الله ورسولهُ أولئكَ هُم الصَادِقون}. [سورة الحشر، الآية: 8].
19- {واذكر في الكتاب إدريس إنَّه كان صديقاً نبيَّا}. [سورة مريم، الآية: 56].
20- {ولقد صَدقكُم الله وعده إذ تَحُسُّونَهُم بإذِنه حتى إذا فَشلتُمُ وتَنازعتُم في الأمرِ وعَصيتُمُ من بَعدِ ما آراكُمُ ما تُحبونَ مِنكُم من يُريدُ الدُنيا ومِنكُم من يُريدُ الآخرةَ ثم صَرفكُمُ عنهُمُ ليبتليكُم ولقد عفا عنكُم واللهُ ذو فضلٍ على المُؤمِنين}. [سورة آل عمران، الآية 152].
وأخيراً نتمنى أن تتخذ الصدق كشعار أساسي لك في هذه الحياة، وأن تبتعد عن الكذب بأنواعه المختلفة وهذا لكي تنال رضا الله ولكي تطيع تعاليم الرسول الكريم وأحاديثه الشريفة.
المصادر:
أضف تعليقاً