هل لا يزال إعطاء إشعار قبل مغادرة العمل بأسبوعين أمراً ضرورياً؟

إنَّ قرار تقديم استقالتك من العمل يتم على مرحلتين؛ أولاً، عليك أن تقرر ما إذا كانت هذه هي الخطوة المناسبة لك. وثانياً، عليك التخطيط لكيفية إخبار رب العمل الذي سرعان ما سيصبح مديرك السابق.



عادةً ما يكون إعطاء إشعار لمديرك تبلغه فيه عن رغبتك في تقديم الاستقالة من العمل قبل أسبوعين على الأقل أمراً شكلياً يُتوقَّع من العاملين تقديمه ما لم تكن هناك معايير مختلفة تُمليها عليهم عقود العمل. وخلال هذا الوقت، عادةً ما يقوم الموظفون المستقيلون بإنهاء أو تسليم المشاريع في فترة انتقالية قبل مغادرة العمل.

ولكن كي نكون واضحين أكثر، فإنَّ إعطاء المدير إشعارٌ عن ترك العمل قبل أسبوعين هو فعلياً مجاملة وليس أمراً قانونياً؛ حيثُ إنَّ معظم الموظفين في أمريكا في علاقات جيدة "حسب الرغبة" مع أرباب عملهم؛ وهذا يعني أنَّ رب العمل يمكنه فصلهم في أي وقت ولأي سبب - باستثناء سبب غير قانوني - ولكنَّ هذا يعني أيضاً أنَّ الموظفين أحرار في مغادرة العمل وتقديم استقالتهم متى شاؤوا، للحصول على فرص عمل أفضل.

في خضم جائحة فيروس كورونا، التي يعاني خلالها العديد من الموظفين، هل ما زلتَ بحاجة إلى العمل لمدة أسبوعين عند التفكير في تقديم استقالتك وإبلاغ مديرك بهذا الشأن؟

هذا ما يقوله أحد الخبراء المهنيين "داني سبيروس" (Danny Speros): "لا أحد يدين لأحد بأي شيء؛ لذلك، فإنَّ إبلاغ مديرك باستقالتك قبل أسبوعين ليس أكثر من مجاملة، ولكنَّ هذا ليس مطلبَاً قانونياً بأي حال من الأحوال".

لا يزال إبلاغ المدير بتقديم الاستقالة قبل أسبوعين هو الإجراء المُتَّبع، ولكن يمكن أن تكون المدة أقل من ذلك:

قال "داني سبيروس" نائب رئيس قسم الموظفين في شركة "زينفيتس" (Zenefits) للبرمجيات، إنَّه لمِن دواعي احترام الموظفين أن يقدِّموا إشعاراً ينص على تقديم طلب استقالتهم قبل أسبوعين، على الرُّغم من أنَّه لا ينبغي أن يكون ذلك أمراً متوقعاً منهم، خاصةً في ظل الظروف المعيشية التي تعفيهم من ذلك، التي يتسبَّب فيها الوباء.

يقول "سبيروس": "لا أحد يدين لأحد بأي شيء، وإبلاغ المدير بأمر استقالتك قبل أسبوعين هو مجاملة ليس إلا؛ حيث إنَّه يمنح الشركة وقتاً لاستبدال الموظفين، كما يمنحك فرصة بصفتك موظفاً للحفاظ على علاقات جيدة في العمل، ولكنَّه ليس بأي حالٍ من الأحوال مطلباً قانونيَّاً، أو حتى شيئاً يجب بالضرورة توقعه من الموظفين، كما أنَّه طريقة جيدة لإنهاء الأمور عندما يحين وقت ذلك".

وأشار "سبيروس" إلى أنَّه في بعض الأحيان، يكون إعطاء إشعار قبل أكثر من أسبوعين أمراً مناسباً؛ وذلك حسب أقدمية دورك أو مشاريعك، التي قد تكون قيد التنفيذ ولم تنتهِ من إنجازها بعد.

ولكن إذا كنت تهدف لإخبار مديرك بقرار استقالتك قبل أقل من أسبوعين، فكن صريحاً معه بشأن ما تريد إنجازه في الأيام المتبقية لك؛ وذلك حتى تتمكَّن من مغادرة العمل عندما تنتهي من إنجاز المشروع؛ حيث إنَّ رب العمل سوف يعدُّك منشغلاً في إنجاز العمل، وستكون قادراً على الإسراع لمغادرة العمل، يقول "سبيروس" إنَّه سهَّل هذه الأنواع من الخطط مع الموظفين الذين قدموا استقالتهم خلال العام الماضي، وكان "ذلك أمراً مفيداً للجميع".

يقول "سبيروس": "من الأفضل التحدث مع مديرك شخصياً قبل تقديم مذكَّرة استقالة مكتوبة؛ فبهذه الطريقة يمكنك أن تقول شيئاً على غرار: أريد مساعدتك لجعل أمر استقالتي أمراً مُيسَّراً، وأعتقد أنَّه في إمكاننا تحقيق ذلك في غضون أسبوعين أو أقل؛ لذلك هل يجب أن نخصِّص بعض الوقت للتحدث عن هذا الأمر من خلال وضع خطة مناسبة؟".

هناك العديد من ظروف الحياة أو العمل الجديدة التي تبرر مغادرة العمل بفترة أقل من أسبوعين، وإذا كنت تقدِّم إشعار استقالتك بأقل من الإشعار المعروف المتوقع، فإنَّ "سبيروس" يوصي بأن توضِّح للزملاء الذين ترغب في الحفاظ على علاقتك معهم سبب أهمية هذا الإطار الزمني بالنسبة إليك، "حتى لا يبدو الأمر بالنسبة إليهم وكأنَّك غير مهتم".

شاهد بالفديو: 7 علامات تدل على ضرورة ترك عملك والبحث عن عمل جديد

في بعض الأحيان يكون من الضروري تقديم الاستقالة دون إعطاء إشعار قبل أسبوعين:

يُعَدُّ إبلاغ مديرك في العمل عن رغبتك في تقديم استقالتك قبل أسبوعين تصرفاً ينمُّ عن احترامك له، لكنَّ الاحترام في الواقع هو أمرٌ متبادل؛ حيث يمكن أن تكون الاستقالة دون تقديم أي إشعار أمراً مقبولاً؛ بل وضرورياً عندما يمثِّل قضاء يومٍ إضافي في الوظيفة مشكلة بالنسبة إلى سلامتك.

"نادية دي ألا" (Nadia De Ala)، مُؤسِّسة شركة "ريل يو ليدرشيب" (Real You Leadership)، وهي مجموعة برنامج تدريبي للنساء ذوات البشرة الملونة، قالت: "إنَّ صحتك وعافيتك يستحقان العناية أكثر من علاقتك أو تواصلك مع رب عمل يؤذيك بتصرفاته كثيراً، أو يسبِّب لك الإحباط، أو حتى لا يعطيك توقعات واقعية يمكن التعامل معها في العمل".

وقد رأت "دي ألا" أشخاصاً مهنيين يغادرون عملهم دون تقديم الإشعار المعروف الذي تبلغ مدته أسبوعين؛ وذلك "لأنَّهم عانوا الكثير من التنمر والتحيز والاعتداءات في وظائفهم".

قالت "سينثيا بونج" (Cynthia Pong)، الخبيرة الاستراتيجية في مجال العمل النسوي: "إنَّ رفاهيتك خاصةً لا تحتاج إلى التضحية من أجل وظيفة تودُّ الاستقالة منها".

وأضافت "بونج": "أعتقد أنَّه إذا كان المرء لا يتمتع بصحة نفسية فعلياً - على الرغم من أنَّنا ما زلنا تحت تأثير جائحة كوفيد-19 وقد واجه الناس صعوباتٍ بالفعل على مستوى الصحة العقلية خلال الأشهر الـ 16 الماضية أو نحو ذلك - فقد لا يكون إعطاء إشعار الاستقالة قبل أسبوعين أمراً ممكناً ونأمل أن يكون الجميع قادراً على تقبُّل تقديم الإشعار في فترة أقصر من أسبوعين".

توصي "بونج" بالتفكير فيما سيفعله تقديم إشعار بقرار استقالتك بفترة زمنية أقصر من أسبوعين بعلاقتك مع رب العمل، وما إذا كان الأمر يستحق ذلك؛ لذا ضع في حسبانك أنَّه عندما يستقيل العامل دون سابق إنذار، فغالباً ما يُجبَر بقية فريقه على تحمُّل فترة الركود، وقد يتذكر هؤلاء الزملاء هذا الشعور، الذي كنت أنت سببه إذا طلبت منهم خدمة في المستقبل.

إقرأ أيضاً: 5 علامات تشير إلى أنك تعمل في بيئة سامة

تقول "بونج": "يتطوَّر الناس ويُغيِّرون مجالات عملهم؛ لذا فأنت لا تعرف أبداً مَن الذي تحتاج إلى التواصلِ معه مستقبلاً وطلبِ تزكية منه، وما إلى ذلك؛ وفي الوقت نفسه، هناك أيضاً ظروف تكون فيها الاستعانة بالزملاء ببساطة أمراً غير واقعي ولا يستحق العناء، كأن تكون العلاقات سامة أو متوترة للحد الذي لا يمكن عنده إنقاذها.

المصدر




مقالات مرتبطة