مهارات الإدارة الناجحة

تعد الإدارة الناجحة إحدى أهم الركائز لبناء شركة أو مؤسسة أو حتى مجتمع سليم بمنتوج قوي وفكر مرموق وتطور دائم، فالإدارة هي رأس الهرم وهذا يعني أنَّ مهارات الإدارة لا يمكن أن يمتلكها إلا شخص ذو خبرة بأمور عديدة، مثل التجارة والصناعة والأمور الإدارية المختلفة، ولا يمكن أن يتولاها شخص قليل الخبرات؛ لأنَّ ذلك من الممكن أن يؤدي إلى فشل الشركة وإفلاسها، وسنتعرف في مقالنا هذا إلى أهم مهارات الإدارة الناجحة؛ لذا تابعو معنا.



تعريف الإدارة:

يُقصَد بمصطلح الإدارة القيام بكل الأعمال لتحقيق وتوفير مستلزمات الموظفين في الشركة أو المؤسسة، وذلك على مختلف الأصعدة المهنية والصحية والاجتماعية، ويتم ذلك من خلال اتباع منهج عمل محدد، مجهز مسبقاً لوضع الإجراءات من قبل الشركة، ويجب ترسيخ قواعد إدارة الموظف للوصول إلى الغايات المنشودة.

تختلف الآراء المتعلقة بالإدارة من حيث تصنيفها، فمنهم من يقول إنَّها فن بحيث تكون مجموع تراكم الفنون والخبرات القيادية المكتسبة من الممارسات اليومية التراكمية، ومنهم من يقول إنَّها علم يستند إلى قوانين وأحكام ونظريات معينة تحكم وتوجِّه نشاط الموظفين وتسخِّره لتحقيق أهداف تخص المؤسسة.

بحسب بعض الآراء نجد أنَّ الإدارة مزيج متكامل من الفن والعلم يكملان بعضهما بعضاً، وتختلف كمية كل من العلم أو الفن بحسب طبيعة المؤسسة التي تتطلب الإدارة، إضافة إلى ظروف الجو المحيط بكل قيادي وبجميع العاملين في الشركة.

مهارات الإدارة الأساسية:

تتنوع مستويات الإشراف والإدارة بين رؤساء الفرق والمجموعات الرئيسة والثانوية، وعلى الرغم من ذلك يترتب على كل منهم مسؤوليات إتقان مهارات الإدارة، حتى يتمكنوا من النجاح في الإدارة، ولكي تكون الشركة أو المؤسسة ناجحة يترتب على الرؤساء إتقان مهارات إدارية، واستراتيجيات عملية، وهي على النحو الآتي:

1. المهارات التقنية:

هي القدرة على إتمام مهام التسويق والمحاسبة والبرمجة والهندسة، وتُكتَسَب هذه المهارة من خلال الحصول على الشهادات العلمية والأكاديمية، ومن ثم التدرب على العمل والحصول على الخبرة الوظيفية اللازمة، ومن ثم النجاح في الإدارة.

2. المهارات البشرية الإنسانية:

هي المهارات الشخصية لكل فرد، وتتمثل في مهارة العمل ضمن فريق، والتفاعل الإيجابي، والقدرة على التأثير والثقة بالنفس وحب العمل والحماسة.

3. المهارات الفكرية:

هي القدرة على تحقيق التوازن والاتساق في المؤسسة، إضافة إلى تحقيق تكامل النشاطات، وحل المشكلات التي تواجه العمل، وتتضمن القدرة على التفكير وإدارة التخطيط ووضع الاستراتيجيات.

4. المهارات التشخيصية:

هي قدرة فريق العمل على تشخيص المشكلات والعقبات، ومعرفة أسبابها الكامنة ومخاطرها، وحلها بأبسط الطرائق وأفضلها.

5. المهارات التحليلية:

هي تحديد المتغيرات في الظروف الجديدة المتغيرة، والقدرة على ربطها مع بعضها، للوصول إلى النتائج المرغوبة.

شاهد بالفديو: 10 أمور تدل على سوء الإدارة في العمل

أسس الإدارة الناجحة:

تعتمد مهارات الإدارة الناجحة على وضع أسس إدارية تشمل تنفيذ بعض الإجراءات الهامة في جو العمل، وتكون هذه الخطوات دليلاً لتوجيه عمل الشركة، ومن أهم أسس الإدارة الناجحة:

  • المرونة في التعامل مع كل جديد، والاستفادة من المقترحات الجديدة والتفاعل معها.
  • تقديم المكافآت لكل موظف دؤوب بعمله، وتشجيع العمال دائماً، وهي من أهم الأسباب للنجاح في الإدارة.
  • تطوير الإدارة وقدرات المدير، ويجب ألا يعتمد المدير على معلوماته فحسب، وكذلك أن يكون عصرياً وحضارياً.
  • ترتيب الأولويات دائماً، حتى لا تعم الفوضى في أثناء العمل.
  • تحمُّل المدير للمسؤولية، والقيام بواجبه بصورة كاملة.
  • الصبر على كافة الظروف الصعبة، والقدرة على تخطي العقبات والمشكلات.
  • قبول النقد لإدارة مقترحات العمال، واستثمار معارفهم.
  • القدرة على ضبط الأعصاب وكظم الغيظ، فلا يجب على المدير أن يغضب بسرعة، حتى يتمكن من إدارة الموظفين بأفضل معاملة.

عوامل نجاح الإدارة:

لنجاح الإدارة أسباب كثيرة، لا تقتصر فقط على توفر المال أو البنى التحتية، بل يُبنى نجاح الإدارة على القدرة في الاستثمار الصحيح، والموهبة والعمل الجاد، وإليكم أهم عوامل النجاح في الإدارة:

إقرأ أيضاً: كن قائداً ولا تكن مديراً... 7 فروقات أساسية بين المدير والقائد

1. تحديد الهدف:

حتى تكون إدارة الفريق أو الشركة ناجحة يجب على الرئيس تحديد هدف معين يسعى إلى تحقيقه هو ومساعديه، فيتم وضع خطة للأمد البعيد تحدد المكان الذي يجب أن تكون الشركة فيه بعد سنوات.

2. التأكد من وجود إدارة ناجحة:

ذلك بالابتعاد عن الأوتوقراطية وإصدار الأوامر، والعمل على مناقشة فريق العمل بكل خطوة، على مبدأ الديموقراطية والمرونة بالتعامل والشفافية وتشجيع المقترحات الجديدة، ويتم ذلك من خلال:

  • العمل ضمن قيم واضحة.
  • تنفيذ العهود والمعاهدات.
  • مناقشة فريق العمل بالخطط.
  • تحمُّل مسؤولية الغلط ومعالجته.

3. توظيف فريق عمل متمكن:

لأنَّ الموظف هو الأساس ودونه لن يتمكن المدير من تنفيذ المخطط، ويجب استقطاب الأشخاص أصحاب الكفاءة والخبرة، لضمان تقدُّم الشركة على منافسيها.

4. توفير بيئة عمل مناسبة:

من أجل النجاح في الإدارة يجب تأمين الجو المناسب للموظفين، حتى يتمكنوا من إنجاز مهامهم بصورة جيدة، ويتم ذلك من خلال منح الموظف خصوصية في عمله، وتوفير مساحة مناسبة له وتحسين التواصل بينه وبين مديره.

5. تطوير الموظفين مهنياً:

من خلال تحسين كفاءات العمال، وتحسين مهاراتهم بالشكل الذي يساعد على تحقيق الأهداف، ونجاح الشركة على وجه التخصيص.

6. تنفيذ الأفكار الإبداعية:

يجب أن تكون العلاقة بين الرئيس والموظف مرنة، ويلزم إعطاء الفرص للموظفين لتقديم مقترحاتهم وآرائهم، وحل المشكلات التي تواجه العمل.

شاهد بالفديو: 7 طرق لتحسين مهاراتك في القيادة الإدارية

قواعد الإدارة الناجحة:

لإثبات نجاح العمل في عمليات إدارة الشركة، لا بد أن يمتلك القائد مفاتيح الإدارة وكذلك مهارات الإدارة، للوصول بالشركة لأفضل أداء، وتتجلى أهم خطوات الإدارة الناجحة بهذه الأمور:

1. امتلاك الرؤية:

تمثِّل الرؤية شرط الإدارة الناجحة، فيتم توجيه الشركة والعاملين ضمنها من خلال خطة موضوعة بالاعتماد على الرؤية الموضوعة سابقاً، إضافةً إلى تحديد اتجاهات عمل الشركة، مع التأكيد على أنَّ الرؤية السليمة تبعد الفشل في تنفيذ الخطة التي تتبعها الشركة، بسبب توفر آليات وإجراءات منظمة سلفاً، وجاهزة للتعامل مع العقبات وفق الرؤى والاحتمالات الموضوعة.

2. مشاركة الرؤية مع الأفراد الآخرين:

تساعد مشاركة الرؤية على نمو وتطور أساليب القيادة في المؤسسة، فتنمي المشاركة وتزيد من قبول الكادر لتنفيذ القرار بحكم أنَّه جزء منه، كما تساعد المشاركة على تقليل الصعاب، وإعطاء المجال لطرح الآراء المفيدة.

ترتبط مشاركة الرؤية مع الآخرين بتقديم خطط وتنفيذ تجارب المؤسسة، سواء أكانت الخطط لتطوير العمل أم لمواجهة مشكلة ما، مع التأكيد أنَّ الإدارة الناجحة مرتبطة باتخاذ القرارات الصعبة والحاسمة والسليمة واستمرار سير عمليات تنفيذ هذه القرارات.

3. التخطيط وبيان الأهداف القابلة للقياس:

التخطيط هو من أهم خطوات الإدارة الناجحة، فيتم تحديد إمكانية تحقيق الهدف على الأمد البعيد استناداً إلى التخطيط الاستراتيجي، فمثلاً استراتيجيات الشركة في سمعتها ونفوذها بسوق العمل والاستهلاك خلال عدة سنوات، وكذلك على الأمد القريب بالاستناد إلى الخطط العملية، مثل وضع الميزانية السنوية أو خطط العمل لكل شهر.

يعد وضع الأهداف من أهم قواعد الإدارة، بحيث من غير الممكن معرفة أداء الشركة دون معرفة الأهداف بشكل واضح، وكذلك القدرة على قياس الوصول إليها، من أجل تحديد الأخطاء وتصحيحها في حال وجودها، بهدف الوصول إلى النقطة المقصودة ضمن المدة المخطط لها، إضافة إلى مراعاة التكاليف المالية المخصصة.

4. إدارة وتنظيم الوقت:

تعدُّ عملية إدارة الوقت لتنفيذ مهام المؤسسة من أسس الإدارة الصحيحة، وهي من المهارات التي يجب على أي مدير امتلاكها؛ لأنَّها تمثل أساس نجاح الشركة، وتظهر الإدارة الصحيحة للوقت من خلال سعي الرئيس والعامل إلى تسريع زمن الإنجاز، بشرط الحفاظ على مستوى الجودة أو زيادته.

تساهم الإدارة الناجحة للوقت في دعم اتِّخاذ القرار الصحيح بالوقت المناسب، وهذا ما يوفر على المؤسسة أي تكاليف أخرى، إضافة إلى أنَّه يتيح فرص الاستثمار بمشروع آخر خلال زمن أقصر.

5. تنفيذ الإجراءات:

يتمتع المدير الناجح بالقدرة على اتخاذ القرار الصحيح بالشكل الذي يتوافق مع مقدرات الشركة، وكذلك الوقت الذي تحتاجه الشركة للعمل، وتتجلى وظائف وممارسات الرئيس تحت غطاء فن الإدارة الناجحة باستطاعته على زخم المعطيات والمقدرات المتوفرة بشكل سليم، والتكهن بالنتائج استناداً إلى المعطيات المتوفرة.

إنَّ الالتزام اليومي بالسياسات والإرشادات يقدم فائدة عظيمة في اتخاذ القرار ضمن الموضوع؛ لأنَّه يعمل على ضبط وتنظيم حسن سير العمليات بفرعيها التنفيذي والإداري لتحقيق أهداف الشركة.

إقرأ أيضاً: انفوغرافيك: الفرق بين المدير والقائد

6. معرفة البيانات والمعلومات:

لتقييم البيانات، إضافة إلى تنظيمها وتنسيقها وإدارتها دور هام ضمن خطوات الإدارة السليمة، فيجب استخدام البيانات الداخلة أو الخارجة لتقييم أداء العامل في الشركة، وكذلك تقييم ما أُنتِجَ في الشركة، أو من أجل المقارنة بينها وبين الأهداف المطلوب تنفيذها.

في الختام:

لقد قدمنا لكم في مقالنا أهم وأشمل المعلومات عن النجاح في الإدارة، ونتمنى أن يكون مقالنا أعطى الفائدة المرجوة لكم.




مقالات مرتبطة