في كتابه "وحي القلم" يقول الأديب الرافعي: "إذا لم تزد شيئاً على الدنيا، كنت أنت زائداً عليها"، نعم إذا لم تُعطِ على الأقل على قدر ما تأخذ من هواء وماء وغذاء، فوجودك فيها خسارة، فما هي القيمة التي تُضيفها إليها؟
وفي كتابه المبدع "صناعة الحياة" يقول العلامة العراقي الأستاذ محمد أحمد الراشد:
"كلّنا يجيد سبَّ اليهود الذين استحوذوا على الأموال والأسواق، ويضجر من المارون والأقباط والبهرة والقاديانية والمبتدعة والأقليات إذ كان منهم السبق إلى المال، بتسهيل من الدوائر الاستعمارية في فترة الاستعمار جزماً، وبمساعدة من قوى خفية أخرى ربما، ولكنّنا لم نُحسن غير المسبَّة! بدل أن تلعن الظلام أوقد شمعة، كُن حمَّالاً في السوق، لكن قرّر من أول خطوة لك أن تصير تاجراً أو عقاريِّاً أو مدير شركة، فتصير وتصل بإذن الله، المُهم تصميمك وأن لا تستطيب جلسة الوظيفة الحكومية، قرّر قبول الجوع سنة تأكل الخبز بالخل، هذا هو المُهم، إذ ستأتيك الأموال من بعد، وستجد مراغماً كثيراً في الأرض وسِعَة، وتكون من صناع الحياة".
فما هو التخطيط؟
هو الإعداد للعمليات التي توصلك إلى تحقيق الهدف المُحدَّد، وبتعريف آخر: هو تحديد صورة المستقبل وكيف تصل إليها.
ينبغي لنا أن نُخطِّط، وأن نُخطِّط بدقة للوصول إلى ما نُريد، ذلك طبعاً بعد أن نُحدِّد وبالضبط ما نُريد، يقول الشاعر:
وما نيل المطــالـب بالتـمنـي ولكن تؤخـذ الدنيا غلابـا
وما استعصى على قوم منال إذا الإقدام كان لهم ركابا
وكيف نكون في وضع مادي واجتماعي وصحي جيد إن لم نُخطِّط؟ وإن لم نأخذ بالأسباب؟
وفي الحديث الصحيح "إنّ الله يحبُّ العبد التقي الغني الخفي" رواه مسلم وأحمد (ص ج ص1882)، وفي حديث آخر: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف" (رواه مسلم في كتاب السنة/356)، والله سبحانه يقول: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) (سورة الأنفال/60) والمال قوة. وقبل البدء بأي تخطيط لابدّ لنا من معرفة احتياجاتنا.
المصادر:
- فن إدارة الوقت وحفظ الزمان - د. م. عبد الله علي الشرمان -دار النفائس
- من هنا ابدأ إدارة وقتك - فرنسيس كي - مكتبة جرير
- كيف تخطط لحياتك - د. صلاح صالح الراشد - مركز الراشد
- تنظيم الوقت - تأليف ماريون. هاينز - إعداد قسم الترجمة بدار الفاروق
أضف تعليقاً