مفاتيح النجاح: خطوتان بسيطتان تشجعانك على العمل

بفضل الإنترنت والتكنولوجيا الحالية، غدا في إمكانك الحصول على أي شيء تريده بضغطة زر فقط؛ إذ أصبح التأخر في إشباع الحاجات أمراً من الماضي، ولاسيما أنَّنا نعيش في عالم من الإشباع الفوري والتحفيز شبه المستمر؛ لهذا السبب فإنَّ الكثير من الناس يجدون صعوبة في التركيز على إنجاز الأمور.



أين يكمن الحل إذاً؟

توصَّل الكثير من الأشخاص الناجحين - بما في ذلك كبار المديرين التنفيذيين في شركة فورتشن 500 (Fortune 500)، وكبار مديري المبيعات ومرشدي التطوير الذاتي والرياضيين - إلى اكتشاف كيفية التركيز على أهدافهم؛ وذلك من خلال الخضوع لبعض التدريبات، وتلقي إرشادات حول عملية إعادة برمجة العقل الباطن، من خلال التأمل وعبارات الإطراء الإيجابية والتصور والتنفس، وغير ذلك.

يؤكد روبرت ريفكين (Robert Reffkin) مؤسس شركة كومباس (Compass)، في حديثه عن كيفية التعافي من الفشل كرائد أعمال: "أستطيع التأكيد من خلال تجربتي الشخصية على الأثر القوي لكل من ممارسة التأمل وعبارات الإطراء الإيجابية؛ حيث ساهم تذكير نفسي تذكيراً متكرراً بالأهداف التي لطالما أردت تنفيذها، في تحفيزي على الصعيدين العاطفي والمهني".

بالنسبة إلى الذين ليسوا على دراية بماهية التأمل وعبارات الإطراء الإيجابية، إليكم تعريفاً موجزاً لكل من هذين المصطلحين:

الإطراء هو تدريب على ممارسة التفكير الإيجابي، وتعزيز معتقداتنا بتدوين عبارات تدعمها بصيغة الحاضر؛ بمعنى آخر هي عملية تكرار أفكار وتصورات جديدة من شأنها إعادة برمجة العقل الباطن على النجاح، وحتى تكون هذه التقنية فعالة، عليك بترديد مجموعة من العبارات الإيجابية، من خلال ربطها بشعور معين.

يؤدي عقلنا الباطن دوراً أساسياً في وضع وإنجاز أهدافنا، ويتحكم بالكثير من عاداتنا؛ لذا بغية إعادة برمجة عقلك الباطن على النجاح، عليك بتغيير عاداتك وأفكارك.

وبشكل مشابه، فإنَّ ممارسة التأمل هي بمنزلة نهج لتدريب العقل الباطن، وتتضمن التركيز على فكرة أو هدف أو نشاط واحد، في الوقت الذي تنظم فيه تنفسك، مما يساعد على تحقيق الاستقرار النفسي والعاطفي، فمن خلال التأمل يمكنك رفع تركيزك إلى مستوى عال، الأمر الذي يفسح المجال أمام حصولك على فرص كثيرة في الحياة.

إنَّ الذهن مفعم بالقوة، والأفكار التي نرددها خلال فترة زمنية معينة، في إمكانها أن تتحول إلى حقيقة.

إقرأ أيضاً: 15 نصيحة لتحويل شغفك إلى أفكار قابلة للتنفيذ

ما هو الانحياز التأكيدي؟

هو الانحياز المعرفي الذي ينطوي على بحث الدماغ عن أدلة تؤكد وتعزز معتقداتنا الحالية؛ حيث في إمكان تكرارك لأفكار معينة باستمرار، تحفيز عقلك على العمل، أما في حال كانت الأفكار السلبية تراودك باستمرار، فإنَّ ذهنك سيتعامل مع أية معلومات يتلقاها سواء أكانت إيجابية أم سلبية، على أنَّها تأكيد للاعتقاد السلبي وسيعمل وفقاً لذلك.

يلعب الانحياز التأكيدي دوراً كبيراً في نجاح رواد الأعمال، ولاسيما عند استثماره على نحو إيجابي، فإذا بدأ أحدهم عملاً مع اعتقاد مسبق بنجاحه في المستقبل، سيتصرف تبعاً لذلك، وسيكون لديه فرصة كبيرة لتحويل تلك المعتقدات إلى حقيقة.

الآن وبعد أن أصبح في إمكانك تحقيق نجاح أكبر؟ يمكنك وضع أهداف عالية والتغلب على المخاوف وتحمُّل المخاطر وأنت على ثقة بنفسك، والإيمان بإمكانية نجاحك وضبط الذات.

ينطوي مفتاح تحويل الأفكار الأولية إلى مشاريع واقعية على اتخاذ إجراءات فعلية؛ حيث إنَّ التأمل وعبارات الإطراء الإيجابية والتفكير الإيجابي، كلها عوامل أساسية لتحقيق النجاح، إلا أنَّ اتخاذ الإجراءات الفعلية، هو الطريقة الأفضل لتدريب عقلك الباطن على فعل المستحيل.

إقرأ أيضاً: 5 انحيازات معرفية تمنعك من تحقيق كامل إمكاناتك

إليك خطوتان بسيطتان من شأنهما تشجيعك على اتخاذ إجراءات فعلية:

يمكنك البدء بتدوين الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها على كل من الأمدَين الطويل والقصير الأجل، وتحديد وقت إنجازها، واختيار العملية الملائمة لإنجاز تلك الأهداف، وحاول تجزئة أهدافك إلى أهداف أخرى صغيرة قابلة للتنفيذ واجتهد في سبيل تحقيقها، من خلال تدوين أهدافك، فإنَّك تحوِّل ما هو غير ملموس إلى ما هو ملموس.

1. المحافظة على تركيزك:

من السهل أن يتشتت انتباهك وتفقد الحافز لتحقيق أهدافك، ولكنَّ المفتاح للمحافظة على التركيز هو التخطيط للمستقبل والتقليل من العوامل التي من شأنها تشتيت تركيزك، يحاول كثير من الأشخاص القيام بالعديد من المهام في وقت واحد، مما يشكل عاملاً آخر من عوامل الإلهاء؛ لذا حاول التركيز على إنجاز القليل وليس الكثير، ويمكنك تطبيق قاعدة 80/20 خلال ممارستك نشاطاتك اليومية؛ إذ إنَّ التركيز بمنزلة عضلة، يصبح ضعيفاً عند الإفراط في استخدامه؛ لذا لا بد من أخذ استراحات خلال فترات زمنية منتظمة؛ الأمر الذي من شأنه زيادة تركيزك ورفع مستوى إنتاجيتك.

2. البدء حالاً بتنفيذ الإجراءات التي من شأنها مساعدتك على بلوغ أهدافك:

ينطوي الانحياز التأكيدي على جمع العقل الباطن الأدلة التي تدعم اعتقاداً معيناً - كما ذكرنا آنفاً - حيث إنَّ العقل الباطن في حالة دائمة من التسجيل والمراقبة والتعبير عن سلوكنا على شكل عادات، مع أخذ ذلك بالحسبان، يمكنك من خلال الإطراء والتأمل تغيير معتقداتك السابقة، عن طريق تكرار ترديد وتصور كلمة أو عبارة معينة، ومن ثم نقل ذلك إلى مرحلة التنفيذ؛ الأمر الذي سيدفع ذهنك إلى جمع مزيد من الأدلة التي من شأنها تغيير معتقداتك السابقة.

لقد استثمر الكثير من الأشخاص الناجحين قوة عقولهم من خلال التركيز، ولكي تكون إنساناً عظيماً؛ عليك إعادة هيكلة ذاتك أولاً، وهذا هو مفتاحك للنجاح إلى جانب التمسك بمعتقدات إيجابية واتخاذ الإجراءات التي من شأنها تحقيق أهدافك.

المصدر




مقالات مرتبطة