معلومات عن الجذور الحرة ونشأتها

عندما نذكر مصطلح الجذور الحرة، فإنّ أول ما يخطر على بالنا مرض السرطان القاتل، وذلك لأنّ هذهِ الجذور هي المُسبب الأساسي للإصابة بالسرطان بحسب ما أثبتت العديد من الدراسات العلميّة، فيما يلي سنُسلط الضوء على هذا الموضوع المهم، وسنقدمُ لك مجموعةً من المعلومات المهمة عن الجذور الحرة، ونشأتها في جسم الإنسان



أولًا: تعريف الجذور الحرة

في الكيمياء، الجذور الحرة (أو الشقائق) هي عبارة عن ذرات أو جزيئات بها إلكترونات غير زوجية أو بها غلاف مفتوح، وهذه الإلكترونات الغير مزدوجة (الفردية) غالبًا ما تكون نشيطة، ولذلك فإنّها تلعب دورًا في التفاعلات الكيميائية سواء التفاعلات الكيميائية المعملية أم العمليات الحيوية التي تتم في جسم الإنسان. فتلعب الجذور دورًا في تفاعلات الإحتراق، كيمياء الغلاف الجوي، البلمرة، كيمياء البلازما، والكيمياء الحيوية، بالإضافة للعديد من التفاعلات الكيميائية الأخرى.

وهناك تعريف آخر للجذور الحرة، وهو:

هي عبارة عن إلكترونات منفردة وحرة بإمكانها أن تدور في فضاء غلاف الذرة أو الجزيئات التي تعمل على ربط الذرات مع بعضها البعض، فتنجذب بعضها ببعض فتتجاذب الذرات، وبانقسام جزيئات الأوكسجين تصبح منفردة فتتحول لجذور حرة وغير مستقرة. وهذهِ الجزيئات تبحث عن جزيئات أخرى لتترابط معها بعملية تسمى الإجهاد التأكسدي، والأمر الخطير بالموضوع هو أنّ وصول ذرات الأوكسجين المتحررة للمادة الوراثيّة في الخليّة يؤثر عليها فتحدث طفرة بالخليّة ويُحوله لخليّةً مريضة، أو خليّةٍ سرطانيّة خبيثة وقاتلة.

ثانيًا: تأثيرات الجذور الحرة السلبيّة على جسم الإنسان

عندما تتكاثر الجذور الحرة بشكلٍ كبير داخل جسم الإنسان، فإنّها تسبب لهُ العديد من الأمراض الخطيرة وتُضعفه بشكلٍ كبير، لدرجة لا يستطيع الجسم محاربتها والتقليل منها وهذا ما يتسبب في تدمير الخلايا الصحيّة في الجسم شيئًا فشيئًا، أمّا أكثر التأثيرات السلبيّة التي تسببها الجذور الحرة للإنسان فهي:

1- ضعف الجهاز العصبي:

إنّ الجذور الحرة تعمل على محاربة الجهاز العصبي في جسم الإنسان وتآكل كل الخلايا العصبيّة يومًا بعد يوم، وهذا ما يؤدي لضعف الجهاز العصبي وقدرة الإنسان على العيش بشكلٍ طبيعي، كما ويؤدي للإصابة بضعف الذاكرة والإصابة بمرض الزهايمر الخطير.

2- ضعف المفاصل:

تحارب الجذور الحرة كل المفاصل المنتشرة في الجسم وتتسبّب في ضعفها وتآكلها بشكلٍ تام، وهذا ما يؤدي لإصابة الإنسان بأمراض المفاصل الخطيرة، والتهاب المفصل الروماتويدي.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح للحفاظ على صحة المفاصل

3- أمراض القلب:

تعتبر الجذور الحرة المسببة الأساسيّة لضعف عضلة القلب، وفشلها في أداء عملها بشكلٍ صحيح، وهذا ما يعرض الإنسان لخطر الإصابة بالسكتة القلبيّة، ومختلف أمراض القلب، بالإضافة لضعف الأوعية الدموية المنتشرة في الجسم، والمسؤولة عن عملية توزيع الدم.

4- الإصابة بمرض السرطان:

تعتبر الجذور الحرة المسبب الأساسي لكل أمراض السرطان التي تصيب الإنسان، وذلك لأنّ هذهِ الجذور تعمل على تأكسد خلايا الجسم، وقتلها، وتحوّلها بالتالي إلى خلايا سرطانية قاتلة وسريع الإنتشار في الجسم.

5- ضعف النظر:

تحارب الجذور الحرة العين، وتتسبب في إلحاق الضرر والأمراض بها، مما يؤدي إلى ضعف البصر، والإصابة بمشكلة إعتام عدسة العين، والماء الزرقاء، الساد، وغيرها من الأمراض الخطيرة.

إقرأ أيضاً: أمراض العين علاجها وطرق الوقاية منها

6- التعرّض للأمراض الجينيّة:

تزيد الجذور الحرة من تعرّض الإنسان لخطر الإصابة ببعض الأمراض الجينيّة، بما فيها مرض باركنسون الذي يُعتبر من أخطر الأمراض التي أصبحت منتشرةً بشكلٍ كبير في العالم.

7- الإصابة بمرض السكري:

أثبتت العديد من الدراسات الحديثة بأنّ الجذور الحرة مسؤولة بشكلٍ أساسي عن الإصابة بمرض السكري الخطير، وذلك لأنّها تعمل على محاربة جهاز البنكرياس وتعطيلهِ عن أداء عملهِ السليم.

8- الإصابة بالشيخوخة المبكرة:

إنّ الجذور الحرة هي المسؤولة الأساسيّة عن إصابة الإنسان بمشكلة الشيخوخة المبكرة، وذلك لأنّها تعمل على محاربة الخلايا السليمة في البشرة وضعف إنتاج الكولاجين فيها، مما يؤدي لظهور علامات الشيخوخة المبكرة كالشيب، تساقط الشعر، التجاعيد، الهالات السوداء، وخطوط العمر حول العينين والفم.

إقرأ أيضاً: 6 عادات يوميّة تسبب الشيخوخة المُبكرة للبشرة

ثالثًا: أهم العوامل التي تزيد من تشكّل الجذور الحرة في جسم الإنسان

1- التعرّض للمواد الكيميائيّة:

إنّ التعرّض الخاطئ والمفرط للمواد الكيميائيّة الضّارة والمبيدات الحشرية، وحتّى مواد ومساحيق التنظيف المنزليّة، يتسببُ في زيادة تشكّل الجذور الحرة المسببة لمرض السرطان القاتل، ومختلف الأمراض المزمنة.

2- المشروبات الكحوليّة:

يتعرّض الأشخاص المدمنين على شرب الكحول لأمراض السرطان الخطيرة أكثر من غيرهم، وذلك لأنّ المشروبات الكحوليّة الضّارة تحتوي على الكثير من المواد التي تساهم في تنشيط الجذور الحرة وتكاثرها بشكلٍ سريع.

إقرأ أيضاً: الإدمان على المخدرات، والكحول، والتدخين وطرق العلاج

3- التدخين:

إنّ التدخين بكل أنواعهِ سواء كان سجائر أو شيشة أو حتى السجائر الإلكترونيّة، يُساهم في زيادة انتشار الجذور الحرة في جسم الإنسان، وبالتالي زيادة خطورة تعرّض الإنسان لمرض السرطان، وبشكلٍ خاص سرطان الرئة. 

4- تناول الأطعمة الدهنية والمقليّة:

يلعب النظام الغذئي دورًا أساسيًا في زيادة تعرض الإنسان لمحاربة الجذور الحرة لأعضاء الجسم الداخليّة وإضعافها، وبشكلٍ خاص الوجبات الجاهزة، الأطعمة المقليّة، واللحوم التي تحتوي على نسبةٍ مرتفعة من الدهون الضّارة.

5- الحلويات والسكريات:

تتغذى الجذور الحرّة بشكلٍ أساسي على السكريات والحلويات، وهذا ما أثبت بالعديد من الأبحاث العلميّة التي أجريت في العالم، لهذا فإنّ تناول السكريات بشكلٍ مبالغ فيهِ، يزيدُ من خطورة تعرّض الإنسان للعديد من الأمراض السرطانيّة، وغيرها من الأمراض المزمنة.

إقرأ أيضاً: أضرار كثرة تناول السكر وأهم النصائح للتقليل منه

6- التلوّث البيئي:

إنّ العيش ضمن بيئة ملوثة بالعوادم، ومصادر التلوث، مثل السيارات والمصانع، يُساهمُ وبشكلٍ كبير في زيادة انتشار الجذور الحرة في جسم الإنسان، وبالتالي الإصابة بمرض السرطان والأمراض الخطيرة الأخرى.

إقرأ أيضاً: أنواع التلوث البيئي وأسبابه، وأهم طرق الحفاظ على البيئة

رابعًا: كيف يتخلّص الجسم من الجذور الحرة الخطيرة؟

يسطيع الجسم أن يتخلّص من الجذور الحرة وذلك عن طريق بعض الأساليب الطبيعيّة، أي معادلة شحنتها، باستخدام المواد المضادة للأكسدة، هذهِ المواد التي هي عبارة عن عناصر طبيعيّة توجد في المواد النباتيّة، والحيوانيّة التي يتناولها الإنسان، حيثُ تعمل هذهِ المواد على التخلّص من الجذور الحرة، عن طريق التبرع بأحد ألكتروناتها للجذر الحر من أجل أن يستقر، وتكمن الأهمية الكبيرة للمواد المضادة للأكسدة بأنّها لا تتحوّل إلى جذور حرة حتّى وإن فقدت إلكتروناتها، وذلك لأنّها قادرة على الإستقرار بأكثر من شكل ودون استخدام الإلكترونات.

وهناك نوعان من مضادات الأكسدة، وهي:

  • مضادات الأكسدة الذاتيّة:

وهي الأنزيمات التي تنتج في الجسم بشكلٍ طبيعي، ويتأثر إنتاج هذهِ الأنزيمات بعدة عوامل مثل النظام الغذائي، الإجهاد، التعب، السهر، قلة النوم، التقدّم بالعمر، تناول المواد الضّارة، واتباع العادات الضّارة.

  • المنشأ الخارجي:

وهي التي يحصل عليها الإنسان من خلال الفيتامينات، والمعادن التي تأتي من النظام الغذائي وتعمل كمضادات أكسدة أساسيّة في الجسم كعناصر الزنك، السيلينيوم، النحاس، وفيتامين A،C،B.

خامسًا: دور مضادات الأكسدة في محاربة الجذور الحرة

1- حماية الجهاز العصبي:

إنّ المواد المضادة للأكسدة الموجودة في الأغذية الصحيّة تساعدُ على تقوية الجهاز المناعي، ووقاية الدماغ من الإصابة بالضعف والأمراض، وبالتالي الوقاية من أمراض الذاكرة، والزهايمر، وغيرها من الأمراض العصبية.

2- المحافظة على صحة الجلد:

تساعد المواد المضادة للأكسدة في وقاية خلايا الجلد من الإصابة بعوامل تقدّم العمر، ومن كل الآثار السلبيّة التي تسببها الجذور الحرة، كما وتساهمُ في إضفاء المرونة الكبيرة للجلد لحمايته من التشقق والتجاعيد.

3- الحفاظ على صحة الأوعية الدموية:

إنّ المواد المضادة للأكسدة تساهم وبشكلٍ كبير في الحد من كل الترسبات والدهون التي تتجمع في الشرايين والأوعية الدمويّة، وتقضي على كل الجذور الحرة المسببة لأمراض القلب، واضطرابات ضغط الدم، وبهذا فهي تحافظ على صحة الأوعية الدمويّة وتقي الإنسان من الإصابة بأمراض القلب والتجلطات الخطيرة.

4- الوقاية من مرض السرطان:

أكدّت الأبحاث العلميّة بأنّ المواد المضادة للأكسدة تساهم في وقاية الإنسان من الإصابة بأمراض السرطان، وذلك لأنّها تحارب الجذور الحرة وتمنعها من إلحاق الضرر بالخلايا المنتشرة في الجسم.

5- تحسين الصحة النفسيّة للإنسان:

تلعب المواد المضادة للأكسدة دورًا فعّالًا في وقاية الإنسان من الإصابة بالعديد من الأمراض النفسيّة التي تسببها الجذور الحرة للإنسان، وبشكلٍ خاص مرض الإكتئاب النفسي، وانفصام الشخصيّة.

سادسًا: عادت يوميّة تساهم في القضاء على الجذور الحرة

  1. تجنّب السهور والحصول على ساعاتٍ من النوم الصحي خلال الليل.
  2. تناول الغذاء الصحي وتجنّب الغذاء الضّار.
  3. ممارسة التمارين الرياضيّة اليوميّة، وذلك لأنها تساهم في زيادة المواد المضادة للأكسدة في الجسم.
  4. المواظبة على ممارسة تمارين التأمل والإسترخاء.
  5. تجنب العادات الضّارة كالتدخين، وشرب الكحول، والمواد الضّارة.
  6. التعرض لأشعة الشمس الصباحيّة بشكلٍ يومي.
  7. التقليل قدر المستطاع من المشروبات المنبهة التي تحتوي على كميات كبيرة من الكافيين.
  8. تناول الطعام الطازج، وتجنّب كل الأطعمة المعلبة التي تحتوي على مواد حافظة.

سابعًا: أطعمة غنيّة بالمواد المضادة للأكسدة

1- الفراولة:

تحتوي الفراولة على كميات كبيرة من العناصر الغذائيّة، ومنها العناصر المضادة للأكسدة، التي تساعد على تقوية الجسم وحمايتهِ من الأمراض التي تسببها الجذور الحرة لهُ.

2- الشوكولاتة:

تتميّز الشوكولاتة بغناها بعنصر الفلافونيد الذي يُعتبر أحد المواد المضادة للأكسدة، هذهِ المواد التي تساعد على ضبط ضغط الدّم، والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدمويّة.

3- القهوة:

تحتوي القهوة على كميّةٍ كبيرة من المواد المضادة للأكسدة هذه المواد التي تساهمُ في تقوية الجسم ووقايتهِ من الأمراض الخطيرة، لهذا ينصح الخبراء بشرب كوب أو كوبين من القهوة يوميًا.

4- الشاي الأخضر:

يتميّز الشاي الأخضر باحتوائهِ على كميات كبيرة من العناصر الغذائيّة والمواد المضادة للأكسدة، هذهِ المواد التي تعمل في القضاء على الجذور الحرة المسببة لأمراض السرطان، لهذا من الضروري أن يشرب الإنسان كوب من الشاي الأخضر بشكلٍ يومي.

شاهد: 7 فوائد عظيمة يقدمها الشاي الأخضر للصحة

5- المكسرات:

تعتبر المكسرات مصدرًا غنيًا بالبروتينات الغذائيّة والألياف والعناصر المضادة للأكسدة التي تقوي جسم الإنسان وتحميهِ من الإصابة بالضعف والأمراض الخطيرة التي تسببها الجذور الحرة لهُ، لهذا يجب على الإنسان أن يتناول وجبة يوميّة من المكسرات المسلوقة الخالية من الملح، كالجوز، اللوز، البندق، الكاجو، والفستق.

6- التوت البري الأحمر:

يحتوي التوت الأحمر البري على مجموعة كبيرة من المواد المضادة للأكسدة، هذهِ المواد التي تساعد على منع التصاق البكتيريا على جدران الأوعية الدموية والمثانة، لتعمل على منع حدوث الإلتهابات الخطيرة في الجسم، كما ويعمل التوت الأحمر على تخفيض نسبة الكوليسترول الضّارة في الجسم، وتقوية الجهاز المناعي.

7- الأرضي شوكي:

يُعتبر الأرضي شوكي من الخضروات الصحيّة الغنية بالمواد المضادة للأكسدة، التي تعمل على تعزيز صحة القلب، الكبد، وكافة أعضاء الجسم.

 

وأخيرًا نتمنى عزيزي أن تتقيّد بكافة النصائح المهمة التي قدمناها لك لتحافظ على صحتك الجسديّة، ولتقي نفسك من الإصابة بكل الأمراض الخطيرة التي تسببها الجذور الحرة. 

 

المصادر:

  1. ويكيبيديا
  2. ما هي الجذور الحرة وكيف تنشأ
  3. الجذور الحرة تنتج داخلياً وزيادتها في الجسم
  4. المصادر الطبيعية لمضادات الأكسدة



مقالات مرتبطة