مستقبل برامج المكافآت والتقدير

إنَّ برنامج مكافآتٍ وتقديرٍ مقبول (Rewards and Recognition) كان يعني سابقاً فرصةً لكسب نقاطٍ يمكن استبدالها بسلع أو أيام إجازاتٍ مدفوعةٍ إضافية. وفي حين أنَّ مثل هذه المبادرات ما تزال ذات قيمة، فإنَّ فِرق الموارد البشرية التي تفكر في المستقبل تتطلع إلى عروضٍ أكثر تطوراً، مثل تجربة الموظف الشخصية والتطبيقات التي تدعم الأجهزة المحمولة، كمعايير جديدة لخطط المكافآت والتقدير.



مع معدل البطالة الذي يتراوح نحو 4% والشركات التي تتنافس على المجموعة الصغرى نفسها من المواهب المتاحة، أصبحت مشاركة الموظفين وخبراتهم بسرعةٍ، من أولويات الاحتفاظ بالموظفين.

ومع ذلك، تكافح فِرق إدارة المواهب لتنفيذ مثل هذه البرامج. قد يكون النهج سارياً لمدة عامٍ واحد، ولكن بعد ذلك يتغير شيءٌ ما، وتتقلص دائرة المواهب، وتصبح عمليات التوظيف أكثر تعقيداً، ويطالب الناس بالحصول على التفاعل في الوقت الفعلي في حياتهم الشخصية والمهنية، وهذا ينطبق على تقدير المساهمات في مكان العمل.

وفقاً لآخر دراسةٍ لشركة "إيفرست غروب" (Everest Group)، تمثل عروض خدمات المكافآت والتقدير أحد أسرع أسواق الموارد البشرية (الموارد البشرية الخارجية) نمواً.

يرغب مقدمو برامج المكافآت والتقدير بشكلٍ متزايدٍ في توسيع مناصبهم من مديري البرامج إلى الشركاء الاستراتيجيين الذين يمكنهم تقديم كل شيء إلى الموظفين، بدءاً من الدعم الاستشاري والتحليلات المتقدمة وروبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي إلى خدمات إدارة الأداء والصحة.

إقرأ أيضاً: تقدير الموظف: أفضل الطرق لإظهار التقدير للموظفين

لا يوجد حل واحدٌ يناسب الجميع:

تكتسب خدمات المكافآت والتقدير قوة جذبٍ بسبب الطبيعة المتغيرة للقوى العاملة، التي تشمل مزيجاً من خمسة أجيال، والمقاولين الذين يعملون جنباً إلى جنب مع الموظفين بدوامٍ كامل. علاوةً على ذلك، كثيراً ما يراجع جيل الألفية أرباب العمل على القنوات الاجتماعية؛ وهذا يعني أنَّ العلامة التجارية الجيدة لرب العمل تسير جنباً إلى جنب مع إدارة الأداء القوية وبرامج المكافآت والتقدير.

يجب أن تفهم الشركات ما الذي يحفز الأفراد والفِرق بدلاً من الاعتماد على الافتراضات التي قد تخطئ الهدف تماماً. كيف يمكن للمؤسسات تنفيذ برامج مكافآتٍ وتقدير قابلةً للتخصيص، ويدعمها موظفون متنوعون متعددو الأجيال، من دون إرهاق فِرق إدارة الموارد البشرية وإدارة المواهب؟

شاهد بالفيديو: 7 استراتيجيات لإبقاء موظفيك في حالة تحفيز دائم

أصبحت برامج المكافآت والتقدير متطورة:

لحسن الحظ، تعمل التقنيات الجديدة على زيادة كفاءة تقديم حلول برامج المكافآت والتقدير الشخصية ومراقبة مقاييس الأداء والتعرف إلى الأقران وإنشاء برامج تحفيزية قائمة على الهدف. تشمل مزايا هذه الحلول ما يأتي:

  • تقليل العبء الإداري والتكلفة، وزيادة قابلية التوسع والمرونة: تستهلك برامج المكافآت والتقدير الداخلية الوقت، كما أنَّها مكلفة؛ إذ يتطلب تقدير الذكرى السنوية للخدمة السهلة العديد من المهام الإدارية، بدءاً من تحديد الشخص الذي سيتم تقديره وصولاً إلى تأمين المكافأة.

ومع نمو المنظمات، تصبح العملية أكثر تعقيداً وتستغرق وقتاً طويلاً. وفي حين أنَّ حلول برامج المكافآت والتقدير الجديدة أقل تكلفةً، وتقلل العبء الإداري وتساعد الموارد البشرية على تحسين تجربة الموظف. كما يعمل موفرو المكافآت والتقدير الخارجيون على تمكين الشركات من توسيع وتقليص نطاقها بسرعة؛ وهذا يزيد من مرونة المؤسسة.

  • التخفيف من المخاطر: تقدم برامج المكافآت والتقدير الخارجية رؤىً حول دوافع مشاركة الموظفين واحتياجات العمل المتغيرة بسرعة. تُعَدُّ هذه الرؤية أساسيةً لمساعدة الموارد البشرية على تقييم تأثير البرنامج، ومن ثمَّ تخفيف المخاطر ومساعدة الشركات على تنظيم الإنفاق في المكافآت.
  • التقليل من الاستنزاف: تمنع هذه الرؤى استنزاف الموظفين وتلقي الضوء على أسباب الاستنزاف؛ وهذا ما يساعد على اتخاذ الإجراءات التصحيحية استباقياً لتجنب فقدان التميُّز في الأداء.

نظراً إلى أنَّ موفري المكافآت والتقدير أصبحوا شركاء استشاريين أكثر، وبما أنَّ الشركات باتت تدرك بشكلٍ متزايدٍ فوائد الاستعانة بمصادر خارجية لبرامج المكافآت والتقدير، فسوف تستمر هذه المساحة في النمو.

إقرأ أيضاً: تقدير الموظفين: أبرز التحديات

الابتكار في برامج المكافآت والتقدير:

نتوقع أن نرى المزيد من التطبيقات الشاملة التي تدعم الأجهزة المحمولة لدعم التغذية الراجعة الشخصية، والتقدير، والحصول على المكافآت، وتتبُّع الطلبات وأدوات دعم القرار بالإضافة إلى تقديم نصائح للتدريب والتطوير. ستكون التجربة الشخصية والاستجابة السريعة أمراً في بالغ الأهمية.

وبالنسبة إلى التقنيات التي ستبرز في هذا الميدان:

  • تساعد التحليلات الوصفية والتنبؤية على قياس تأثير خطط برامج المكافآت والتقدير من حيث الأداء والتغطية والتكاليف، فضلاً عن التنبؤ باحتياجات تقدير الموظفين بناءً على الأداء والنتائج السابقة.
  • تساعد تحليلات التقارير والتحليلات الوصفية على تتبُّع معالجة المكافآت، بالإضافة إلى الاحتفاظ بسجلات المشاركين المؤهلين، وجدولة الأوامر، ومراقبة التكاليف وأكثر.
  • تقلل أتمتة العمليات الروبوتية من وقت الدورة، وتسهِّل الشرح، ويمكن الاستفادة منها مع الذكاء الاصطناعي لتأدية أعمال المعاملات.
  • قد تتمحور التطبيقات المستقبلية للذكاء الاصطناعي في خدمات برامج المكافآت والتقدير حول دعم القرار واختيار المكافأة، علاوةً على روبوتات المحادثة التي تدعم البرمجة اللغوية العصبية (NLP)، وأنظمة الاستجابة الصوتية التفاعلية (IVR) التي تدعم الذكاء الاصطناعي.

يستثمر أرباب العمل موارد كبرى لجذب المواهب المناسبة والاحتفاظ بها في بيئتنا التي تتطور بسرعة.

إنَّ خلق ثقافةٍ توضح كيف تُقدِّر موظفيك سيزيد الاحتفاظ بهم. ويمكن أن يكون برنامج المكافآت والتقدير المثير والمبتكَر الذي يحب الموظفون التحدث عنه، جزءاً قابلاً للتطبيق من استراتيجية التوظيف الخاصة بك.

توفر برامج المكافآت والتقدير المتطورة رؤىً تجاريةً وأبحاثاً وتقنيات متقدمة لتقديم تجربةٍ شخصيةٍ إلى الموظفين، التي يمكن أن تمنحك ميزةً تنافسية.

المصدر




مقالات مرتبطة