مرض الربو و الصيام

سنستطلع ما نشهده من ممارسات وعادات صحية في رمضان قد تكون خاطئة أو قد تكون صحيحة، وذلك بغرض تسليط الضوء على ما هو الأفضل من الناحية الصحية، كما سنساعدك عزيزي الصائم المصاب بالربو على التعرف على العادات الغذائية السليمة.



يعتبر مرض الربو أو حساسية الشعب الهوائية من الأمراض الصدرية التي تستدعي استخدام الأدوية الموسعة للشعب الهوائية على شكل بخار ينفث في الأنف والفم عن طريق الكمام، وقد تكون نوبات الربو خفيفة بحيث لا تحتاج إلى تناول أدوية عن طريق الفم، أو قد تكون شديدة بشكل يستدعي التنفس باستخدام الأكسجين طوال 24 ساعة. وللعلم، يعد التعرض للضغط النفسي والتوتر ونوبات الغضب من مثيرات نوبات الربو، وعليه فإنّ اعتماد اسلوب حياة هادىء وبعيد أو مخفّف للتوتر والضغوطات يخفّض من حدوث النوبات، وهو ما توفره اجواء رمضان وطقوسه.

1. مريض الربو أثناء الصوم:

من الخطأ تحرج بعض مرضى الربو من استعمال البخاخ خوفاً من فساد الصوم. فاستخدام البخاخ، أياً كان نوعه، حتى الذي يطلق بودرة «مسحوق» لا يفطر الصائم، وذلك بحسب ما أفتي به بإجماع أهل العلم، لخلوه من المواد المغذية. بالإضافة إلى أنّ مادة البخاخ لا تصل للمعدة، بل توجّه إلى القصبات الهوائية.

أمّا العلاج عن طريق الأكسجين فلا يعتبر مفطراً أيضاً، لأنّه غاز عديم الطعم والرائحة، ويعتبر تنفس غاز الأكسجين من ضرورات الحياة، ولكن الفرق هو أنّ المرضى يحتاجونه بتركيز مرتفع.

ويجب التنبيه إلى أنّ الانقطاع عن الطعام والشراب يقلّل بشكل واضح من سيولة الإفرازات الصدرية، بما يصعب من إخراجها، ويترتّب عليه تكدّسها في الرئة وكثرة السعال والإحساس بضيق النفس. لذا فإنّ تناول العلاجات سيمد الصائم بالصحة والقوة بما يؤهله لإكمال صومه وتجنّبه أعراض المرض ومضاعفاته.

إقرأ أيضاً: نصائح صحيّة وغذائيّة لصيف آمن وخالي من الأمراض

2. طريقة علاج مريض الربو أثناء الصوم:

يجب أن يستشير المصاب بالربو الطبيب المعالج، وذلك حتى يتم تعديل أوقات تناول علاجه في حالة إن سمح له الطبيب بالصوم. فيمكن إعطاء المريض الأقراص الطويلة المفعول والتأثير ليتناولها عند الإفطار والسحور، ولكن معظم مرضى الربو يحتاجون إلى تناول بختين أو أكثر من بخاخ الربو عند أي إحساس بضيق في الصدر والتي لا تعد من المفطرات، حتى يتمكّن عندها من ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي.

ولا ينبغي للمريض عند حدوث الأزمة تناول البخاخ فوراً، كما ينبغي الإفطار فوراً عند حدوث نوبة ربو شديدة ولم تستجب للعلاج المعتاد حيث سيحتاج حينها إلى دخول المستشفى لتلقي العلاج المكثف.

إقرأ أيضاً: 5 علاجات سريعة لالتهاب الأنف التحسسي

3. فوائد الصوم للأمراض الصدرية:

الجدير بالذكر، أنّ هنالك فوائد للصوم على مرضى الرئة ومنها: تقليل المجهود الذي تبذله عادةً أجهزة الجسم لهضم وامتصاص الوجبات الثلاث الرئيسية باليوم، ممّا يعطي طاقة أكثر للجهاز التنفسي.

كما أنّ إيقاف التدخين «سواء الشخصي أو السلبي» طوال فترة نهار رمضان يسهم في تحسين الصحة بشكل عام وبخاصة للرئة.

1- الدرن الرئوي Pulmonary tuberculosis

وينقسم بحسب مرحلة الحالة إلى:

- نشط Active:

وفي هذه الحالة تعتبر التغذية وبخاصة شرب السوائل جزءاً مهما من العلاج، لذا ينصح المريض بالفطر حتى يتناول الطعام والدواء في مواعيده إلى ان تستقر حالته ويعود إلى طبيعته، كما يفضّل عدم الصيام من كان جسمه منهكاً وضعيفاً ولا يقوى أو لا يتحمّل الصوم.

- غير نشط ومستقر Controlled:

عادةً ما يتمكّن هؤلاء المرضى من الصيام لاستقرار حالتهم فعلى سبيل المثال، لوحظ أنّ أمراض الجهاز التنفسي عموما كالأزمات الشعبية والربو وتمدّد الرئتين والدرن، يمكن السيطرة عليها من خلال جرعة عقاقيرية تعطى في جرعة واحدة، غير أنّ الفصل هنا يكون بحسب الحالة وتقييم الطبيب المسلم.

إقرأ أيضاً: التحسُّس الصدري والسعال خلال الشتاء وطرق العلاج

2- الالتهابات الصدرية:

كثيراً ما تأتي أمراض الصدر فجأة على شكل التهاب في القصبات أو في الجهاز التنفسي عموماً. فإذا كانت حالة الالتهاب الحاد بسيطة، أو كان الالتهاب فيروسياً فهنا لا تقتضي الحالة أخذ كورس من المضادات الحيوية، بل توصف له أدوية للسيطرة على الحرارة وعلى الحساسية وهي ما يمكن أن تؤخذ كجرعة واحدة يومياً، ولذا فيمكن استشارة الطبيب في إمكان تناول المريض لعلاجه فيما بين الإفطار والسحور. أمّا إذا احتاج الأمر لكورس من المضادات الحيوية فتؤخذ كل 6 - 8 ساعات، أو إذا كانت الحالة شديدة فينصح هنا بالإفطار حتى يشفى من الالتهاب ويتفادى مضاعفات الحالة.




مقالات مرتبطة