ماهي مخاطر تناول الوجبات السريعة؟

أصبحت ظاهرة تناول الوجبات السريعة من الظواهر الشائعة عند مختلف الفئات العمرية وبشكلٍ خاص لدى فئة الشباب ولم تقتصر هذه الظاهرة على الوطن العربي فقط بل العالم أجمع. حيث انتشرت في الآونة الأخيرة وبصورة كبيرة مطاعم الوجبات السريعة، وقد زادت التحذيرات من قِبَل المُختصّين بمخاطر هذه الوجبات وضررها على الصحّة حيث يرتبط تناول الوجبات السريعة بعدد من المُضاعفات الصحيّة الخطيرة. فما هي مخاطر تناول الوجبات السريعة على الإنسان؟ لتعرفوا أكثر تابعوا معنا المقال التالي:



ماهي الوجبات السريعة؟

يُمكن تعريف الوجبات السريعة بأنّها الأطعمة المُعدَّة أو المُجهَّزة بشكلٍ مُسبق أو شبه مُجهَّزة، وتكون جاهزة للتناوُل في بضع دقائق. وتشمل الأطعمة السريعة بالإضافة إلى الدجاج المقلي والبيتزا والبطاطا المقليّة، الشاورما والفول والفلافل، وكذلك المعجنات والحمّص أيضاً وطبخات الأرز المختلفة والمشويات والفطائر بأنواعها وغير ذلك.

مكوِّنات الوجبات السريعة:

مع زيادة الوعي الغذائي أصبح من المعروف أنَّ تناوُل الأطعمة الجاهزة يؤدِّي غالباً إلى مشاكل صحيّة وذلك نظراً لاحتوائها غالباً على مكوِّنات كالسكَّريات والدهون المشبعة، والمواد الحافظة والنكهات، والتي يرتبط تناولها بانتظام بتعرُّض الإنسان لأمراض خطيرة، مثل: أمراض القلب والسكَّري والسرطان.

فمساوئ الوجبات السريعة تأتي من مكوِّناتها وطريقة تحضيرها حيث أنّها:

  • غالباً ما تُحضَّر هذه الأطعمة عن طريق القلي، كما يُضاف لها العديد من المنكِّهات والصبغات والمواد الحافظة.
  • غالباً ما تحتوي هذه الأطعمة على كميَّات عالية من السكَّريات البسيطة والصوديوم.
  • قد تحوي هذه الأطعمة فول الصويا أو الأجبان والمايونيز والكاتشب وغيرها من الإضافات التي تحتوي على سعرات حراريّة عالية.
  • وفقاً لما نقلته صحيفة "ديلي ميل" عن دكتور متخصِّص في الكيمياء الحيويّة والتغذية والذي يقول: إنّه غالباً ما تقوم المطاعم التي تقدِّم هذه الأطعمة باستبدال العناصر الصحيّة ببدائل أرخص والتي تُفقِد تلك الوجبات العناصر الغذائيّة الهامّة للجسم، كما أنَّ اللحوم المصنَّعة أيضاً والتي تدخُل في الكثير من الوجبات الجاهزة والسريعة تحتوي على مواد مسرطنة ومواد ربَّما ترتبط بالإصابة بمرض الخرف والسكَّري من النوع الثاني.
  • استخدام المواد الحافظة بشكلٍ كبير في تلك الأطعمة وذلك لزيادة مدَّة صلاحيتها، ممَّا يُقلِّل قيمتها الغذائيّة.

مخاطر تناول الوجبات السريعة:

1. السمنة:

لعلَّ أوّل ما قد يتبادر لذهننا عندما نسمع بالوجبات السريعة هي السمنة وزيادة الوزن، فغالباً ما يؤدِّي تناوُل الوجبات السريعة إلى زيادة الوزن بشكلٍ كبير لاحتوائها على نسبةٍ عالية من السعرات الحراريّة والتي تزيد من مخاطر زيادة الوزن والبدانة في حال لم يضبط الشخص ما يتناوله من الأطعمة، بالإضافة إلى ارتفاع مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة الناتجة عن السّمنة والاستهلاك الكبير للدهون والسكريات.

حيث يرتبط الإكثار من تناول الوجبات السريعة المُعدَّة خارج المنزل مع انخفاض جودة النظام الغذائي، وبالتالي زيادة معدَّلات البدانة لدى الأطفال والشباب والكبار.

إقرأ أيضاً: الإندومي: أضرارها وفوائدها

2. أمراض القلب والأوعية الدموية:

إنَّ تناول الوجبات السريعة بشكل مستمر يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وذلك لاحتوائها على كميَّات كبيرة من الدهون المشبعة والصوديوم والكولسترول، وبالتالي فإن ارتفاع الكولسترول قد يصاحبه انسداد الشرايين، وعليه زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والجلطات والسكتات الدماغيّة.

وقد توصَّلت دراسة بريطانيّة إلى أنَّ الأطفال الذين يتناولون الوجبات السريعة مرّة في الأسبوع أو أكثر يعانون من تراكم الدهون على الكلى، وبالتالي تزيد نسبة الخطر لديهم بالإصابة بأمراض القلب. فتناول الأطفال للوجبات السريعة يعني نسب أعلى لديهم من الكوليسترول الإجمالي، ومن الكوليسترول "ال دي ال" (وكلاهما من عوامل زيادة مخاطر أمراض القلب) ونسب أعلى من الدهون في الجسم.

3. الإصابة بمرض السكّري:

بيَّنت دراسة حديثة أُجريت من قِبَل باحثين في جامعة هارفارد الأميركيّة أنَّ تناوُل الوجبات السريعة بشكلٍ كبير يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، والذي يُعَد عاملاً رئيسيّاً لأمراض القلب.

حيث وجد الباحثون أنَّ الأشخاص الذين تناولوا بشكلٍ يومي حوالي وجبتين في المنزل، كانوا أقلَّ عرضةً من غيرهم لتطوُّر مرض السكّري بنسبة 13%، مقارنةً مع الأشخاص الذين تناولوا أقل من ست وجبات في المنزل أسبوعيّاً.

ويُذكَر أنَّ 90% من حالات السكّري المسجَّلة في مختلف أنحاء العالم كانت حالات من النوع الثاني، الذي يكون أساساً نتيجة زيادة الوزن وقلّة النشاط البدني. وتُشير تقديرات الاتحاد الدولي للسكري إلى أنَّ 34.6 مليون شخص أو ما نسبته 9.2% من عدد السكان البالغين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مصابون بداء السكّري حاليّاً، وقد توقَّع الاتحاد في أحد تقاريره، تضاعُف هذا الرقم ليصل إلى 67.9 مليون مُصاب بحلول عام 2035م.

إقرأ أيضاً: 8 أسباب تقف وراء الإصابة بداء السكري

4. الإصابة بالسرطان:

وجدت دراسة نُشرت في صحيفة "PLOS" أنَّ تناول الوجبات السريعة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، وتُوضِّح الدراسة أنَّ الأشخاص الذين يتناولون الوجبات السريعة بانتظام يصبحون أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم وسرطان الجهاز الهضمي العلوي والمعدة والرئة وذلك بالنسبة للرجال وسرطان الكبد والثدي بعد سن اليأس بالنسبة للنساء.

كما أنَّ النساء اللاتي يتناولنَ الوجبات السريعة بشكلٍ كبير يكنَّ أكثر عرضةً للإصابة بالسرطان وذلك حتّى لو كنَّ يتمتعنَ بصحّةٍ ووزنٍ جيّدين وفقاً لهيئة الخدمات الصحيّة بإنجلترا.

حيث أنَّ الوجبات السريعة عبارة عن أطعمة غنيّة بالسعرات الحراريّة وفقيرة بالعناصر الغذائية، وهي من العوامل التي تسبِّب الإصابة بالسرطان، كما أنّها تحتوي على كثير من الأطعمة المصنَّعة ونسبة عالية من الدهون والكربوهيدرات والسكريات، والتي تسبب العديد من الأمراض بما فيها أنواع عديدة من السرطان.

5. الوجبات السريعة تُسبِّب الإدمان:

توصَّلت دراسة أميركيّة إلى أنَّ تناوُل الوجبات السريعة قد يكون حالة إدمانيّة كتعاطي الهيروين أو الكوكايين، وقد أكّدت نتيجة هذه البحوث ما كان يَشتَبِه فيه كثير من الباحثين، بأنَّ تناوُل الطعام الممتع بكميَّات كبيرة يستحث استجابات عصبونيّة مُشابهة للإدمان في المخ وتجعله يطوِّر حالة من النهم القهري، ممَّا يعني زيادة الإقبال على تناوُل هذه الأطعمة، وبالتالي زيادة فُرص الاصابة بالمشاكل الصحيّة والأمراض المزمنة.

إقرأ أيضاً: 5 أطعمة تدمّر المخ وتسبب الغباء!

6. تلف الكبد:

إنَّ الإقبال على تناوُل الوجبات السريعة بشكلٍ كبير قد يرتبط بمشاكل صحيّة تتعلَّق بالكبد منها تراكم الدهون على الكبد وتلف الكبد وغيرها. حيث توصّلت دراسة أميركيّة حديثة إلى أنَّ اتباع نظام غذائي عالي الفركتوز والدهون والتي تتواجد في العديد من الوجبات السريعة يزيد من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني ومتلازمة التمثيل الغذائي، إذ وجد الباحثون أنَّ ارتفاع مستويات الفركتوز والدهون في النظام الغذائي يمنع قدرة الكبد على استقلاب الدهون بشكلٍ صحيح.

ووجد الباحثون أنَّ هذه الأطعمة تضر بالميتوكوندريا في الكبد، وهي الأجزاء المسؤولة عن توليد الطاقة داخل الخلايا للحفاظ عليها، كما أنَّ احتواءها على الفركتوز بنسبٍ مرتفعة يؤدِّي إلى تراكُم الدهون وتخزينها في الكبد بدلاً من حرقها، ما يُلحِق ضرراً بصحّة الكبد والجسم كلّه.

شاهد بالفيديو: 8 أمور تضرّ بصحة الكبد

7. الاكتئاب:

نعم لا تتفاجأ فالاكتئاب قد يرتبط بالنظام الغذائي المُتَّبع. حيث بيَّنت العديد من الدراسات أنَّ الأشخاص الذين يتناولون نظاماً غذائيّاً سيِّئاً أكثر عرضة للمعاناة من أعراض الاكتئاب، ويحذِّر الأطباء من أنَّ تناوُل الوجبات السريعة والحلويات بشكلٍ مستمر قد يسبِّب الاكتئاب.

وقد بيَّن علماء من جامعة "لندن" أنَّ الاشخاص الذين يتناولون الأطعمة الغنيّة بالدهون والحلويات ترتفع لديهم مخاطر الإصابة بالاكتئاب بما يقارب بنسبة 60% مقارنةً بهؤلاء الذين يتناولون الفواكه والخضراوات والسمك.

ووفقاً لصحيفة "الديلي ميل" البريطانيّة فإنَّ العلماء بيَّنوا أنَّ دراستهم تُعتَبَر الأولى من نوعها والتي تبحث بالعلاقة بين النظام الغذائي الشامل والصحّة العقليّة بدلاً من تأثير الطعام كلّ على حدا، وأعرب العلماء عن اعتقادهم بأنَّ المعدَّلات العالية لمضادات الأكسدة المتواجدة في الفواكه والخضراوات تحمي من الاكتئاب كما تفعل الفولات المتمركزة في البروكلي والسبانخ والعدس والملفوف، مشيرين إلى أنَّ السمك يحتوي على معدَّلات عالية غير مشبعة من الأحماض الدهنية والتي تقوم بدورها بحماية الإنسان من الإصابة بالاكتئاب. 

8. الوجبات السريعة والربو:

بيَّنت دراسة أستراليّة أنَّ الإكثار من الوجبات السريعة وكذلك المشروبات الغنيّة بالمواد السكّريّة يجعل أجهزة الاستنشاق الخاصَّة بمرضى الربو غير فعالة. ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانيّة، فإنَّ نتائج الدراسة تُعتَبَر مقلقة، لأنّه عادةً ما يميل مرضى الربو إلى تناوُل الأطعمة الغنيّة بالدهون والسكّر ممَّا يعرِّضهم لمشاكل تنفسيّة.

واكتشف الباحثون أنَّ الالتهابات التي تنجم عن الحمية الغذائيّة تكون أكثر عند مرضى الربو، بالإضافة إلى أنَّ وظائف الرئة تقلّ بنحو 10% عند مرضى الربو الذين يتَّبعون حميةً غذائيّةً غير صحيّة، مقارنةً بمرضى الربو الذين يتَّبعون حمية غذائيّة صحيّة.

وفي دراسة أخرى اختُبِرَ فيها تأثير زيادة الدهون على فعالية مادّة "الفنتولين"، وهو الدواء الأكثر فعاليّة في علاج حالات الربو، وتبيَّن أنَّ كميّة "الفنتولين" الذي يتم امتصاصه في وجود الدهون غير المشبعة يكون أكثر بكثير ممَّا يتم امتصاصه في وجود الدهون المشبعة أو في عدم وجود دهون على الإطلاق، وعليه استُنتِجَ من خلال ذلك أنَّ وجود الدهون غير المشبعة يساعد في التقليل من تصلُّب أغشية الخلايا، ولذلك يسهل عمليّة امتصاص الدواء، أمّا في حالة وجود الدهون المشبعة فإنّ هذه الخاصيّة تَقِل ويُصبح امتصاص الدواء أقل بكثير.

9. الوجبات السريعة وضعف التحصيل الدراسي:

إنَّ تناوُل الأطفال للوجبات السريعة، لا يصيبهم بالسمنة والمشاكل الصحيّة فقط، بل يؤثِّر أيضاً على تحصيلهم الدراسي، وعلى أدائهم في اختبارات الرياضيات والقراءة والعلوم وفقاً لدراسة أمريكيّة. حيث أنَّ 40 % من مكوِّنات الوجبات السريعة تقريباً تأتي من دهون غير صحيّة، وسكّريات مُضافة، ما يؤدِّي لإصابتهم بالسمنة، وضُعف التحصيل الدراس.

وقد توصَّلت الدراسة إلى أنَّ الأطفال الذين تناولوا بشكل يومي الوجبات السريعة، أو من 4 إلى 6 مرّات أسبوعياً سجَّلوا 20% أقل في درجات اختبارات الرياضيات والقراءة والعلوم عن غيرهم ممّن لم يتناولوا تلك الوجبات.

وأنَّ الذين تناولوا الوجبات السريعة من مرّة إلى 3 مرّات أسبوعيّاً سجَّلوا انخفاضاً في درجات اختبار الرياضيات فقط في الصف الثامن، مقارنةً مع أولئك الذين لم يتناولوا تلك الوجبات.

إقرأ أيضاً: 7 أطعمة تساعد على تحقيق التفوق الدراسي

10. أضرار اقتصاديّة واجتماعيّة:

تَكمُن الأضرار الاقتصاديّة للإقبال على تناول الوجبات السريعة من حيث احتلال الوجبات السريعة جانباً مهمّاً من دخل الأُسَر بسبب الإقبال المتزايد عليها بشكلٍ كبير، إضافةً لإنفاق الشباب جزء كبير من دخلهم على مطاعم الوجبات السريعة.

وتَكمُن الأضرار الاجتماعيّة في أنَّ كل شخص بات يأكل بمفرده بعيداً عن طاولة واحدة تجمع أفراد الأسرة لتناول الطعام سويّاً، وبشكلٍ مخصوص الشباب الذين غالباً ما يقضون أغلب وقتهم خارج المنزل.




مقالات مرتبطة