ماذا يحصل عندما تفصح المرأة عن تجاربها السابقة إلى زوجها؟

كل إنسان لديه ذكرياته الخاصة به، والعديد من التجارب التي خاضها في حياته، ولم يكن يمتلك فيها النضج الكافي أو في مرحلة كان يعاني فيها من ضغوطات نفسية وعاطفية تدفعه إلى الانخراط في تجارب قد تكون غير محسوبة.



وفي بعض الأحيان يطلب الرجل من زوجته - قد يكون بدافع الفضول - أن تخبره عن تفاصيل العلاقات والتجارب السابقة التي قد مرت بها، فهل يكون إفصاح المرأة عن أسرارها السابقة مفيداً لعلاقتها مع الشريك من منطلق الشفافية والوضوح أم أنَّه سيشكل كارثة على الحياة الزوجية؟ هذا السؤال الذي سنحاول الإجابة عنه في هذا المقال؛ لذا تابعوا معنا.

هل الصراحة بين الزوجين ضرورية في جميع الأمور والتفاصيل؟

لا يختلف أحد على أهمية الصراحة في الحياة، فهي ما تجعلنا نتعرف إلى بعضنا بطريقة أعمق، وتوثق الصراحة متانة مختلف أنواع العلاقات الإنسانية، مثل الصداقة أو الزواج أو العلاقات العاطفية أو حتى علاقات العمل بين الزملاء في نفس المهنة، والشفافية ليست هامة على صعيد الأفراد فقط؛ بل هي في غاية الأهمية بين الإنسان ونفسه، وبين المجتمع وأفراده، وبين الحكومة ورعاياها، وما إلى ذلك.

كما علمتنا الحياة أنَّ لكل قاعدة استثناء، فيرى بعض خبراء علم النفس أنَّ الصراحة قد لا تكون مطلوبة في بعض الأمور التي من الأفضل أن يحتفظ بها الزوج لذاته، وتحتفظ بها المرأة لنفسها، والثانية أكثر أهمية من الأولى، وخاصةً في المجتمعات النامية ودول الشرق الأوسط عموماً، فحتى لو أبدى الزوج تفهمه في بداية الأمر، وحتى لو كان شخصاً متنوراً أو متعلماً أو مثقفاً، فقد يكون لمثل هذه الاعترافات تأثير السم في العلاقات، سواء بشكل واعٍ أم غير واعٍ.

ما هي الأسس التي يجب أن تقوم عليها الصراحة بين الزوجين؟

  1. يجب على كلا الزوجين - وخاصةً الزوج - أن يفهما تماماً أنَّه لا يحق لأي طرف أن يحاسب الآخر على ما حدث في فترة لم يكن هو أصلاً موجوداً فيها.
  2. في حال عدم اقتناع الشريك بهذه الحقيقة، فإنَّ المصارحة بأحداث وقعت في الماضي هي مخاطرة كبيرة قد تؤدي إلى مشكلات مؤثرة في سير العلاقة بين الزوجين.
  3. من حق الطرف الآخر - المرأة خاصةً - أن ترفض الإفصاح عما حدث في حياتها قبل تعرفها إلى زوجها، فالزواج ليس عقد استملاك؛ لذا يحتفظ كل طرف بشيء من الخصوصية.
  4. في حال مضى على العلاقة أو الزواج فترة كافية، لكي يتعرف الشريكان إلى بعضهما تعرُّفاً عميقاً، ويصبح كل منهما على دراية بطريقة تفكير ونمط حياة وأخلاق الآخر، عندها من الممكن للمرأة إن أحبَّت أن تسرد ما حدث.

شاهد بالفديو: 8 أمور تجلب الاحترام بين الزوجين

كيف يمكن أن نفصح عن تجاربنا السابقة دون إيذاء مشاعر الطرف الآخر؟

  1. نعود ونؤكد أنَّ الشرط الأساسي من أجل الإفصاح للشريك عن التجارب السابقة هو مرور فترة زمنية كافية؛ بمعنى أن يعرف كل منهما الآخر دون أن يكون هناك أي مثار شك ينتاب علاقتهما.
  2. من الهام جداً التأكيد على أنَّ جميع ما مر من علاقات سابقة في حياتنا كانت مجرد فترات عابرة لم تأخذ من قلوبنا وعقولنا الشيء الكثير، وأصبحت اليوم مجرد ماضٍ لا قيمة عاطفية له في الحاضر، وليس له أي معنى شعوري في حياتنا الراهنة.
  3. السرد يجب أن يكون مختصراً قدر الإمكان مع تجنب الاسترسال، وانتقاء العبارات البسيطة التي لا تحمل أي معانٍ شعورية أو عاطفية؛ على سبيل المثال: "كنا في مرحلة مراهقة"، و"لم نكن نعي ما نفعل"، و"كنا صغاراً نحاول اكتشاف الأشياء"، وغيرها من العبارات التي توحي بعدم أهمية ما نتكلم عنه.
  4. قد يكون الأمر الأهم في الاعتراف أو المصارحة، هو الابتعاد بشكل كامل عن التفاصيل؛ لأنَّ معرفة الزوج ولو جزء بسيط من التفاصيل سيدفعه إلى السؤال عن المزيد ولو من باب الفضول، وقد يكون صادقاً في ذلك ولكنَّ العواطف والمشاعر هي أمور قد لا نستطيع التحكم بها في جميع الحالات.
  5. من الهام تجنب ذكر اسم الشخص الذي خضنا معه تجاربنا السابقة، ومن الممكن أن نتجنب ذلك من خلال القول إنَّه كان زميلاً في الجامعة من مدينة بعيدة على سبيل المثال.
  6. من الهام أن نبتعد كل البعد عن ذكر أي تواريخ؛ لأنَّ ذكر التواريخ يوحي بأنَّنا ما زلنا نتذكر الأمر بدقة، وهو أمر قد يجرح مشاعر الشريك بشكل أو بآخر؛ لذا من الأفضل أن نقول: "حدث ذلك في السنة الثالثة أو الثانية من الجامعة"، و"بقينا نتكلم لبضعة أشهر"، و"لا أذكر في أي عام بالضبط التقينا".
  7. يجب علينا أن نتحدث فقط عما حدث وبشكل متجرد وموضوعي، ومن الخاطئ جداً أن نتحدث عما كنا نشعر به عندما حدث، فيمكن الاكتفاء بقول: "بقينا نتكلم لفترة سنة ونصف" بدل أن نقول: "لقد أحببته عاماً ونصف"؛ فالجملة الأولى يغلب عليها الطابع السردي الجاف، أما الجملة الثانية محملة بالعواطف أكثر بكثير مما تحمل من معلومات.
  8. في حال كان طبع الرجل مزاجياً أو يمكن استفزازه بسهولة، فمن الأفضل  تجنب ذكر أي تفاصيل عن التجارب السابقة، والانتباه جيداً لكل عبارة تُذكر في الحديث وكيفية صياغتها وقولها.
إقرأ أيضاً: أشياء يخفيها الرجل عن زوجته ولا يبوح بها

فروقات عامة بين الرجل والمرأة:

توجد الكثير من الفروقات السيكولوجية التي لاحظها خبراء علم النفس بين الرجل والمرأة في العلاقة الزوجية، ومنها:

  1. في أغلب الحالات نرى المرأة هي التي تعطي دون أن تنتظر أي مقابل، وهي سعيدة بذلك جداً، فهي أول من يستيقظ في المنزل ويحضر الطعام، وهي أول من يجهز الأولاد من أجل الخروج من المنزل.
  2. لا تنطوي الثقافة الذكورية في أغلب الحالات على العطاء دون أي مقابل.
  3. تميل المرأة إلى أن تتجنب الطلب في أي شيء، لكن مع مرور الوقت يتراكم في داخلها الكثير من الحاجات والطلبات التي تكون غير محققة، وتجد نفسها تعطي بكثرة دون أن تأخذ أي شيء، لتجد نفسها في نهاية المطاف تطلب حقوقها.
  4. يحب الرجل بحكم فطرته وغريزته التحدي، فهو في فترة الخطوبة يكون مصراً على إبداء مظاهر الرومانسية من أجل كسب ود خطيبته وأهلها، ولكنَّه بعد الزواج يحصل على ما يريد، وينتقل إلى تحدٍ آخر وهو العمل؛ لذا نجده دوماً يقول إنَّ كل ما يفعله في العمل هو لأجل زوجته، ويجب عليها أن تُقدِّر هذا الشيء، لا أن تتذمر وتشكو من عدم اهتمامه بها.
إقرأ أيضاً: كيف يفكر الرجال؟ 6 أسرار عن دماغ الرجل في التفكير

هل يوجد اختلافات في تقبل الماضي بين الرجل والمرأة؟

بالتأكيد توجد الكثير من الاختلافات الهامة بين تقبل كل من الرجل والمرأة للماضي والتجارب السابقة، وتختلف بحسب طبيعة الرجل وطبيعة المرأة وطبيعة العلاقة التي تجمعهما، وحسب طبيعة المجتمع الذي يعيشان فيه والثقافة السائدة.

  1. تسود الثقافة الذكورية في مجتمعاتنا العربية، والتي في بعض الأماكن تسمح للرجل باستعراض غزواته وعلاقاته السابقة، فيما تُحرِّم ذلك على المرأة بشكل كامل.
  2. من الممكن أن يؤدي ذكر المرأة لتفاصيل علاقتها السابقة إلى قلق الشريك حيال نفسه ووقوعه في حفرة الخوف من أن يكون أقل من شريكها السابق، إذ تستحوذ هذه الأفكار على عقلية الرجل أكثر منها عند المرأة.
  3. الأمور نسبية بشكل كبير؛ إذ يوجد رجال يتقبلون بشكل كامل وجود علاقات سابقة عند زوجاتهم في الماضي.

كيف يؤثر الإفصاح عن التجارب السابقة في مستقبل العلاقة؟

مهما بدا الرجل منفتحاً أو متفهماً أو متنوراً، فقد يتقبل الأمر في البداية بكل مرونة وسلاسة، لكن في أغلب الحالات تبقى رواسب من هذه الأمور تتراكم مع مرور الوقت، وقد تنتهي بحصول نوع من القلق عند الرجل، فمهما كان الرجل متنوراً أو حتى خارجاً بوعيه وثقافته عن عادات مجتمعه، إلا أنَّه ما يزال لديه الكثير من الباحات العقلية اللاواعية تسيطر عليه ولو بطريقة غير إرادية؛ لذا فإنَّ بوح المرأة بأسرارها إلى زوجها هي مخاطرة في العلاقة والعائلة، وقد تكون كارثية وخاصةً في حال انطوت على ذكر التفاصيل.

في الختام:

في نهاية هذا المقال، واستناداً إلى ما مر فيه من معلومات، يمكننا أن نصل إلى استنتاج واضح وهو أنَّ الأمور نسبية بشكل كبير وتتباين بشكل واضح من حالة إلى أخرى، وفي جميع الأحوال يجب على الزوجين البوح بالتجارب السابقة من باب الشفافية، ومن باب أنَّ معرفة الشريك بالأمر بطرائق أخرى قد تكون مضرة بالعلاقة، مع الانتباه إلى عدم الخوض في التفاصيل والمشاعر، وضرورة الاقتناع بأنَّه لا يمكن لأي طرف أن يحاسب الطرف الآخر على ماضيه.

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة