ماذا تفعل عندما لا تحصل على الوظيفة التي تحلم بها؟

قد يكون الانتقال من مهنة إلى أخرى أمراً مخيفاً، ولكنَّه قد يكون أيضاً تجربة مشوِّقة، فإن حدث معك هذا الأمر، فكِّر فيه كفرصة للسعي نحو ما تريد تحقيقه في الحياة، وإحداث فارق في العالم من حولك، والمفتاح هو اتخاذ خطوات صغيرة وواعية، وإعداد نفسك ليكون انتقالك ناجحاً، فقد تعود لدراسة معيَّنة أو لتدريب في مجال جديد لاكتساب معرفة ومهارات محددة؛ ويمكن أن يعني ذلك التواصل بطريقة جديدة تماماً، وإظهار نفسك للعالم، حتى يتمكن الناس من رؤيتك والإنصات لك وسماعك.



يمكن أن يستغرق الانتقال وقتاً، ويتطلب صبراً واستعداداً لتحمُّل مجموعة جديدة وكاملة من التحديات، على سبيل المثال، إذا كنت تأمل في بدء مشروعك الخاص، فقد تحتاج إلى زيادة رأس المال اللازم، والعمل يومياً لتغطية نفقاتك وتجنب الوقوع في الديون.

لذلك، بدأنا بالإجابة عن الأسئلة الأكثر شيوعاً حول الانتقالات المهنية، والعثور على الوظيفة التي تسعى لها.

كيف يمكنك الانتقال من مهنة معيَّنة إلى خطة بديلة؟

توجد غلطة شائعة يرتكبها معظم الناس عندما يبدؤون في الانتقال من مهنة إلى أخرى، وهي الانتقال بسرعة كبيرة إلى أمر آخر من دون التفكير فيه ملياً، أو حتى التوقف لسؤال أنفسهم:

  • ماذا أريد؟
  • ما أحلامي؟

يجب أن تعكس إجابتك شغفك ومواهبك، ولا ينبغي أن يبدو الأمر وكأنَّه تصرُّف عشوائي؛ إذ بمجرد أن تقرر ما الذي تريده، حدِّد بعض الأهداف التي ستدفعك نحو تحقيق ذلك، وخذ وقتك وتحلَّ بالصبر في هذه العملية، فلا أحد يصبح متمرساً في مهنة جديدة بين ليلة وضحاها، حتى لو كنت قادماً من مهنة أخرى تأسست فيها واكتسبت خبرة.

تذكَّر، بمجرد أن تلتزم تحقيق حلم كبير، وتسعى نحوه بالفعل، ستحصل على أفكار إبداعية كبيرة لتحقيق ذلك، وستبدأ جذب الأشخاص الذين تحتاج إليهم في حياتك لتحقيق حلمك.

إقرأ أيضاً: التخطيط لحالات الطوارئ: وضع "خطة ب" مُحْكَمة

كيف تعرف ما الخطة البديلة؟

ببساطة، ابدأ بإنشاء قائمة وافتح مفكرة أو مستند غوغل (Google) جديد واكتب أفكارك؛ حيث يمكنك إنشاء قوائم مختلفة، على سبيل المثال، يمكن أن تذكر في أحد الأعمدة وظائف معيَّنة تفكر فيها فعلاً، ويمكن أن تذكر في عمود آخر نقاط قوَّتك أو مواهبك، ويمكن أن تذكر في عمود ثالث هواياتك؛ ثم ابحث عن رابط مشترك بين الأعمدة الثلاثة لتحديد ما يناسبك.

كما يمكنك إجراء مناقشات مع الأصدقاء وأفراد الأسرة، فغالباً ما يقدم الأشخاص الذين يعرفونك جيداً، أفكاراً ووجهات نظر قد تغفلها.

ركِّز على ما يسمى بالعبقرية الأساسية - مجموعة السمات والمهارات والمعرفة والخبرات المميزة - وفكِّر في الأمور التي تحب القيام بها، والتي تنجزها إنجازاً جيداً، وقد يشمل ذلك الهوايات أو الوظائف التطوعية التي يمكن تحويلها إلى وظائف فعلية.

لا تتجاهل خطورة الإحباط، وحاول أن تبحث عن الأمور المطلوبة في سوق العمل واكتسبها.

إحدى النصائح التي يمكن تقديمها للناس، عندما يكتشفون ما الذي يجب عليهم فعله بعد ذلك، هي التفكير في الطريقة التي يمكنهم فيها خدمة الآخرين؛ إذ عندما تتضمن أحلامك خدمةً للآخرين؛ أي إنجاز أمر يساعد الآخرين، فإنَّ ذلك يُسرِّع من تحقيق هدفك؛ حيث يرغب معظم الناس في أن يكونوا جزءاً من أمر يساعد الآخرين ويُحدث فارقاً في العالم.

ماذا تفعل عندما تجد صعوبة في البقاء إيجابياً؟

وجد الباحثون أنَّ الشخص العادي يفكر تقريباً في 50000 فكرة يومياً، وللأسف، معظم هذه الأفكار سلبية، مثل: "لن أتولى منصباً إدارياً" أو "لن أحصل على وظيفة جديدة" أو "لا يهم ما أفعله، فلا شيء ينجح معي أبداً"، هذا ما يسميه علماء النفس "لغة الضحية"، فلغة الضحية في الواقع، تبقيك في حالة ذهنية بأنَّك الشخص الضحية لكل شيء، وهي شكل من أشكال التنويم المغناطيسي الذاتي، الذي يدفعك إلى الاعتقاد بأنَّك شخص غير محبوب وغير كُفء.

لكي تحقق أحلامك، يجب عليك أن تتخلى عن لغة الضحية هذه، وتبدأ التحدث إلى نفسك بإيجابية، كأن تقول: "يمكنني أن أفعل ذلك" أو "أعلم أنَّه يوجد حل" أو "أنا ذكيٌّ بما يكفي وقوي بما يكفي لمعرفة الحل" أو "سأجد الرضا والنجاح في حياتي".

من أقوى أدوات بناء الجدارة والثقة بالنفس، هو تكرار العبارات الإيجابية حتى تصبح جزءاً أساسياً من طريقة تفكيرك؛ حيث تعمل عبارات التحفيز هذه على إزاحة واستبدال الأوامر السلبية التي كنت ترسلها إلى عقلك الباطن؛ لذا أنشئ قائمة من 10- 20 عبارة تؤكد إيمانك بجدارتك وقدرتك على تحقيق أحلامك، نُقدِّم لك فيما يلي بعض الأمثلة على عبارات التحفيز التي نجحت مع الآخرين من قبل:

  • أنا أستحق الحب والفرح والنجاح.
  • أنا ذكي.
  • أنا محبوب ومتمكن.
  • يمكنني أن أصنع أيَّ شيء أريده.
  • أنا قادر على حل أيِّ مشكلة تواجهني.
  • يمكنني التعامل مع أيِّ أمر تقدمه لي الحياة.
  • أنا أمتلك الطاقة التي أحتاج إليها للقيام بكل ما أريد القيام به.
  • أنا أجذب كل الأشخاص المناسبين في حياتي.

شاهد بالفيديو: 10 نصائح مهمة لتعيش بإيجابيّة في جميع الأوقات

كيف يمكنك التركيز على المستقبل؟

يمكن أن تؤدي كثرة التفكير في الماضي إلى الشعور بالاستياء، بحيث تعوق تقدمك نحو الأمام، فلا يُقدِّر معظم الناس الأمور الصغيرة التي ينجزونها يومياً؛ ومع ذلك، يمكنهم أن يتذكروا بالتفصيل كل الأوقات التي فشلوا فيها أو ارتكبوا أخطاءً؛ ذلك لأنَّ الدماغ يتذكر الأحداث بسهولة أكبر، عندما تكون مترافقة بمشاعر جياشة.

خذ وقتك في كتابة إنجازاتك، وابدأ بالأمور التي أنجزتها عندما كنت صغيراً جداً، ولا تختر الأمور الكبيرة، وإنَّما اذكر كل الأمور التي تعدها من المسلَّمات، كما يمكنك إنشاء قائمة بالأمور التي تنجح فيها يومياً، ثم مراجعتها عندما تواجه تحدياً جديداً.

لا تعدَّ مسيرتك المهنية السابقة حدثاً فاشلاً، فربما لم يحدث خطأ قط، وربما عندما تخطط لأمور مهمة في الحياة، يمكنك إنجاز شيء أكبر في حياتك ويكون لك تأثير أكبر في العالم، فمسيرتك المهنية الأخيرة بمنزلة نقطة بداية نحو وجهتك الجديدة، وكل ما تعلَّمته مسبقاً قد ساعدك على إجراء هذا الانتقال والترحيب بالنجاحات المستقبلية.

يحب معظم الناس وجودهم حول الأشخاص الذين يقدِّرون أنفسهم ويحققون أهدافهم؛ لذا اعترف بإنجازاتك وسيبدأ عقلك إخبارك بالحقيقة: يمكنك فعل أيُّ أمر في الحياة.

المصدر




مقالات مرتبطة