ما هي فوائد الابتكار؟

لنكن واقعيين، إن لم تكن تتقدم نحو الأمام، فأنت تتراجع إلى الخلف؛ وهذا ينطبق على كل جانب من جوانب حياتك. على سبيل المثال، إن كان زواجك مستقراً وتتقدم بطريقة تدريجية فيه، فقد تكون سلكتَ طريقاً وعراً ومجهداً للغاية إلى أن وصلت إلى هذه المرحلة. أمَّا إن كنت مستقراً في عملك من دون إحراز أيِّ تقدم فستكون غير راضٍ، وذلك بسبب المنافسة الشديدة من حولك.



تعريف الابتكار:

الابتكار هو عملية ديناميكية متعددة الأوجه تشمل إنشاء وتطوير وتنفيذ أفكار أو طرائق أو منتجات أو خدمات جديدة، إنَّه ينطوي على تطبيق الإبداع والتفكير النقدي وحل المشكلات؛ لإحداث التغيير التحويلي والتحسين في مختلف المجالات، مثل التكنولوجيا والأعمال والعلوم والفن والأنظمة الاجتماعية.

يتعلق الابتكار في جوهره بتحدي الوضع الراهن وتوسيع حدود ما هو معروف أو يُمارس حالياً، وإنَّه ينطوي على استعداد لاستكشاف المناطق المجهولة والمخاطرة وتبنِّي حالة من عدم اليقين، وغالباً ما يسعى المبتكرون إلى تحديد ومعالجة الاحتياجات غير الملباة أو أوجه القصور أو القيود في الأنظمة الحالية، وهذا يؤدي إلى تقديم حلول رائدة.

بمعنى آخر إنَّ الابتكار هو عملية تقديم أفكار أو طرائق أو منتجات جديدة تؤدي إلى تغيير أو تحسين كبير في مجال أو صناعة معينة، إنَّه ينطوي على تطبيق التفكير الإبداعي وحل المشكلات وسعة الحيلة لتطوير حلول جديدة تتعامل مع التحديات الحالية أو تلبي الاحتياجات غير الملباة.

يمكن أن تكون الابتكارات ذات طبيعة تقنية أو تنظيمية، وغالباً ما تؤدي إلى التقدم وزيادة الكفاءة وزيادة الإنتاجية، وتوفر إمكانية النمو المجتمعي أو الاقتصادي؛ لذلك فإنَّ فوائد الابتكار كثيرة جداً.

لقد أخذنا فكرة عن هذه الفوائد من خلال شرح تعريف الابتكار، والآن سنكمل في هذا المقال عن فوائد الابتكار من خلال شرح بعض الأفكار، مثل أهمية الابتكار، ومجالاته، والعوامل التي تساعد عليه، وأمثلة عنه، وأثره في الفرد والمجتمع، ومكوناته.

مكونات الابتكار:

تتكون عملية الابتكار من عدة مكونات رئيسة تبرز مدى فوائده، ألا وهي:

1- توليد الأفكار:

هذه هي المرحلة الأولية، فتُولَّد الأفكار، وتتضمن نشاطات مثل العصف الذهني والبحث والتحليل.

إقرأ أيضاً: 9 أفكار تساعدك على تحرير إبداعك

2- فحص الفكرة:

في هذه المرحلة تُقيَّم الأفكار الناتجة وتُفحَص بناءً على معايير، مثل الجدوى وإمكانات التنفيذ والمواءمة مع الأهداف الاستراتيجية والمتطلبات، يساعد هذا على تصفية الأفكار غير القابلة للتطبيق أو غير المتوافقة مع الأهداف المرجوة.

3- تطوير المفهوم:

بمجرد تحديد فكرة واعدة تُطوَّر إلى مفهوم، ويتضمن ذلك تنقيح الفكرة وتحديد ميزاتها الرئيسة وإنشاء نموذج أولي أو خطة مفصلة للتنفيذ.

4- الاختبار والتحقق من الصحة:

يُختبَر المفهوم أو النموذج الأولي ويُتحقَّق من صحته من خلال التجارب والأبحاث وتعليقات المستخدمين، ويساعد هذا على تحديد أي مشكلات محتملة والتحقق من صحة الافتراضات وجمع الأفكار لتحسين المفهوم وتحسينه.

5- التطوير والتنفيذ:

بمجرد التحقق من صحة المفهوم ودراسة الجدوى ينتقل الابتكار إلى مرحلة التطوير والتنفيذ، ويتضمن ذلك ترجمة المفهوم إلى منتج أو خدمة أو عملية ملموسة، ويشمل تصميم وهندسة وتصنيع وتنفيذ الابتكار.

6- الإطلاق والتسويق:

يُقدَّم الابتكار إلى السوق وتُنفَّذ استراتيجيات التسويق لتعزيز الابتكار لدى العملاء، وتتضمن هذه المرحلة أيضاً مراقبة وجمع التعليقات لإجراء التعديلات والتحسينات اللازمة.

7- التقييم والتحسين المستمر:

بعد إطلاق الابتكار من الهام تقييم أدائه وجمع التعليقات من العملاء وأصحاب المصلحة، وتُستخدم هذه المعلومات لإجراء تحسينات مستمرة وتحسين الابتكار وتحديد الفرص لمزيد من الابتكار.

بعد أن فصَّلنا في مكونات الابتكار، يجب أن نعلم أنَّ هذه المكونات توفر إطاراً عاماً لعملية الابتكار، ولكن من الهام ملاحظة أنَّ العملية يمكن أن تختلف اعتماداً على المجال المراد الابتكار فيه.

أهمية الابتكار:

بعد أن ذكرنا العوامل التي تساعد على الابتكار، فالآن سوف نبدأ بشرح أهمية الابتكار، فيعد الابتكار أمراً ضرورياً لنجاح المؤسسات ونموها في مشهد الأعمال سريع الخطى والمتطور باستمرار، من خلال تقديم منتجات أو خدمات أو عمليات جديدة باستمرار، فيمكن للمؤسسات أن تميز نفسها عن المنافسين وتتكيف مع التغيرات في السوق وتعزز نمو الأعمال وتعزز الكفاءة والإنتاجية وترضي العملاء وتجذب المواهب وتستعد للمستقبل وتُحدِث تأثيراً إيجابياً في المجتمع، ويعد احتضان الابتكار أمراً ضرورياً للبقاء في طليعة التقدم، وبذلك يؤدي الابتكار دوراً حيوياً في النجاح الشامل.

العوامل التي تساعد على الابتكار:

الابتكار هو عملية تطوير وتنفيذ أفكار جديدة ومبتكرة لتحقيق تحسين وتقدم في مجالات مختلفة. هناك عدة عوامل تساعد على تعزيز وتحفيز الابتكار. دعنا نستعرض بعض هذه العوامل:

  1. الثقافة التنظيمية المشجعة: يلعب البيئة التنظيمية دورًا حاسمًا في تعزيز الابتكار. عندما يكون هناك تفكير مشجع للابتكار داخل المنظمة، وتعتمد على تشجيع الموظفين على التفكير الإبداعي والتجريب بأفكار جديدة، فإن ذلك يمكن أن يشجع ويعزز عملية الابتكار.
  2. التحفيز والمكافآت: تعد الحوافز والمكافآت نظامًا فعالًا لتعزيز الابتكار. عندما يشعر الموظفون بأن جهودهم وإسهاماتهم الإبداعية ستحظى بالتقدير والمكافأة، فإن ذلك يحفزهم على تقديم أفكار جديدة ومبتكرة.
  3. البيئة الملائمة للتجريب: يجب أن تتوفر بيئة ملائمة للتجريب والاختبار لتشجيع الابتكار. عندما يكون هناك مجال للموظفين لتجربة أفكارهم واختبارها بدون مخاوف من الفشل أو العقاب، فإنهم يصبحون أكثر استعدادًا لاستكشاف وتطوير حلول مبتكرة.
  4. التعاون والتفاعل: يعتبر التعاون والتفاعل بين الأفراد والفرق داخل المنظمة عنصرًا أساسيًا لتعزيز الابتكار. عندما يتمكن الموظفون من مشاركة أفكارهم والاستفادة من أفكار الآخرين، يتم توفير بيئة حيوية لتوليد الأفكار الجديدة والتفكير الإبداعي.
  5. التوجيه القيادي: يلعب القادة دورًا هامًا في تعزيز الابتكار في المنظمة. يجب أن يكون لديهم الرؤية والشغف والقدرة على توجيه الموظفين وتشجيعهم على التفكير الإبداعي والابتكار. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للقادة تخصيص الموارد اللازمة وإنشاء بنية تحتية تدعم عملية الابتكار.
  6. التكنولوجيا والأدوات: توفر التكنولوجيا والأدوات الحديثة والمتقدمة بيئة مناسبة للابتكار. على سبيل المثال، تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يسهم في تيسير التواصل والتعاون وتبادل الأفكار بين الأشخاص والفرق، مما يعزز عملية الابتكار.

هذه بعض العوامل التي تساعد على الابتكار. يجب أن يتوفر توازن بين هذه العوامل وأن تكون متوافقة مع طبيعة واحتياجات المنظمة لتعزيز عملية الابتكار بنجاح.

إقرأ أيضاً: 5 طرائق لبثّ روح الإبداع لدى الموظفين

مجالات الابتكار:

بعد أن فصَّلنا في تعريف الابتكار، فالآن سوف ننتقل إلى مجالاته، فتوجد أربعة مجالات للابتكار وهي:

1- ابتكار المنتج:

يتضمن هذا النوع من الابتكار إنشاء منتجات أو خدمات جديدة أو محسنة تلبي احتياجات العملاء بشكل أفضل، ويمكن أن يتضمن ابتكار المنتجات تطوير ميزات أو تصميمات أو وظائف جديدة.

2- ابتكار العملية:

يركز هذا النوع من الابتكار على تحسين طريقة إنتاج المنتجات أو الخدمات أو تقديمها، ويمكن أن يتضمن ابتكار العمليات اعتماد تقنيات أو طرائق أو نماذج أعمال جديدة لزيادة الكفاءة أو تقليل التكاليف أو تحسين الجودة.

3- ابتكار نموذج الأعمال:

يتضمن هذا النوع من الابتكار إنشاء طرائق جديدة لممارسة الأعمال التجارية التي تعطي فائدة للعملاء وأصحاب المصلحة، ويمكن أن يتضمن ابتكار نموذج الأعمال اعتماد نماذج إيرادات جديدة أو قنوات توزيع أو شرائح عملاء.

4- الابتكار الاجتماعي:

يعالج هذا النوع من الابتكار التحديات الاجتماعية، ويهدف إلى إحداث تأثير اجتماعي إيجابي، ويمكن أن يشمل الابتكار الاجتماعي تطوير منتجات أو خدمات جديدة تلبي الاحتياجات الاجتماعية غير الملباة، أو إنشاء نماذج أعمال جديدة تتصدى للتحديات الاجتماعية، أو استخدام تقنيات جديدة لمعالجة المشكلات الاجتماعية.

فوائد الابتكار:

بعد أن فصلنا وتعرفنا إلى أهمية الابتكار ومجالاته وتعريفه والعوامل التي تساعد عليه وأثره في الفرد والمجتمع ومكوناته والتي تشير كلها إلى فوائده، سنذكر فوائد الابتكار:

1. النمو الاقتصادي:

الابتكار محرك هام للنمو الاقتصادي، إنَّه يؤدي إلى تطوير منتجات وخدمات وصناعات جديدة، والتي بدورها توفر فرص عمل وتدر الإيرادات وتزيد من الإنتاجية، غالباً ما تؤدي الأفكار والتقنيات المبتكرة إلى تحسين الكفاءة وتوفير التكاليف، وهذا يعزز الناتج الاقتصادي.

2. تحسين جودة الحياة:

يعزز الابتكار جودة حياتنا من خلال تقديم منتجات وخدمات وتقنيات جديدة ومحسنة، إنَّه يتيح التقدم في الرعاية الصحية والنقل والاتصالات والطاقة وعدة قطاعات أخرى؛ وهذا يؤدي إلى تحسين مستويات المعيشة وزيادة الراحة وتحسين الوصول إلى السلع والخدمات الأساسية.

3. زيادة القدرةالتنافسية:

يعد الابتكار أمراً ضرورياً للشركات للحفاظ على قدرتها التنافسية في سوق اليوم سريع التغير، ومن خلال التحسين المستمر للمنتجات والعمليات والاستراتيجيات، يمكن للشركات اكتساب ميزة تنافسية وجذب العملاء والاستحواذ على أسواق جديدة، ويساعد الابتكار المؤسسات على التكيف مع متطلبات العملاء المتطورة والاستجابة لاتجاهات السوق وتمييز نفسها عن المنافسين.

4. التنمية المستدامة:

تؤدي الابتكارات التي تركز على الاستدامة دوراً حيوياً في مواجهة التحديات البيئية وتعزيز التنمية المستدامة؛ من خلال تطوير تقنيات صديقة للبيئة وحلول للطاقة المتجددة وأنظمة فعالة لإدارة النفايات وممارسات مستدامة، ويساهم الابتكار في التخفيف من تغير المناخ والحفاظ على الموارد وحماية البيئة للأجيال القادمة.

5. حل المشكلات:

يقود الابتكار الحلول للمشكلات المعقدة، فيشجع التفكير الإبداعي واستكشاف مناهج جديدة وتطوير التقنيات، ويمكن أن يكون للابتكارات في مجالات مثل الرعاية الصحية والتعليم والتخفيف من حدة الفقر وإدارة الكوارث تأثيرٌ عميقٌ في مواجهة التحديات المجتمعية وتحسين رفاهية الناس في جميع أنحاء العالم.

شاهد بالفديو: 5 نصائح للخروج بأفكار إبداعية جديدة

6. اكتساب ميزة تنافسية:

ما هي الميزة التنافسية بالضبط؟ الميزة التنافسية ببساطة هي امتلاك سمات لتبرز أو تتفوق على المنافسين. وفي حين أنَّ هذا يختلف باختلاف صناعتك، فالابتكار هام إذا كنت ترغب في التفوق على منافسيك؛ إذ يمكنك الحصول على ميزة في العديد من المجالات الهامة بفضل الابتكار.

تشمل ميزاتك التنافسية مقدار استجابتك للتوجهات، وتجاوز الرقم القياسي لمعدلات البيع، وتحسين عمليات التشغيل أو الخدمات أو المنتجات الحالية. وفي المقابل، ستتمكن من تمييز نفسك، وتلبية احتياجات جمهورك بشكل أفضل، فضلاً عن زيادة أرباحك.

وإذا كنت تريد أن تعرف سبب ضرورة الاستجابة بسرعة للتغيرات والتحديات الخارجية، فاعلم أنَّ 12% فقط من شركات "فورتشن 500" لعام 1955 لا تزال تعمل حتى الآن، ومن المتوقع أن يتم استبدال نصف شركات (S&P 500) في غضون العقد المقبل.

يشمل حوالي 80% من سوق الأسهم الأمريكية من حيث الرسملة. يتم ترجيح المؤشر من خلال القيمة السوقية للتداول الحر؛ لذلك فإنَّ الشركات الأكثر قيمة تمثل نسبة أكبر نسبياً من المؤشر.

7. زيادة المعرفة:

يقتصر الابتكار على إنشاء منتج أو خدمة جديدة. ومع ذلك، تزيد أهمية الابتكار عند الرغبة في تجديد منتجٍ قديم، وهذا بدوره سيجعلك أكثر كفاءة، فضلاً عن الحد من تضييع الجهد والوقت. سيكون الابتكار عامل جذبٍ لعملاء جدد، ممَّا سيفتح آفاقاً جديدة لحسابك البنكي؛ وبعبارة أخرى، من خلال الابتكار المتكرر يمكنك تعلُّم كيفية العمل واستثمار ما لديك؛ حيث قد يكشف لك الابتكار عن مواهب خفية لديك ولدى فريقك، ممَّا يساعد على الاحتفاظ بها.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح لتزيد آفاق المعرفة لديك

8. يتيح لك التغلب على الخوف من الفشل:

يقول "بريان كانتريل" (Bryan Cantrill) وهو مهندس في شركة "صن مايكروسيستمز" (Sun Microsystems)، ومخترع برامج تسمح لمهندسي الأنظمة بتتبُّع الأخطاء في المنتج في اللحظة الراهنة: "الناس الذين ابتكروا ذات مرة، والذين يقولون إنَّهم لا يخافون من عدم قدرتهم على تكرار نجاحهم، يكذبون على الأرجح؛ فالتحدي لا يكون بعدم الخوف، وإنَّما يكون بالسماح لبعض الخوف بدفعك إلى الأمام".

وفي أفضل الأحوال فإنَّ معظم المبتكرين يفشلون ويقدِّرون الفشل في الواقع. يضيف "يائيل ماغواير" (Yael Maguire)، كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة (ThingMagic): "إذا كنت لا تعمل على التقنيات التي ستفشل، فأنت لا تتجاوز الحدود بما فيه الكفاية؛ ذلك لأنَّه حتى لو فشلتْ التقنية، ستحتفظ بها وربما تستخدمها لغرض آخر".

9. خلق ثقافة إيجابية في الشركة:

يقول الكاتب ستيفن جونسون (Steven Johnson): "إذا نظرت إلى التاريخ، فإنَّ الابتكار لا يأتي من إعطاء الناس حوافز فحسب، بل يأتي من خلال الحوافز التي يوفرها العالم أيضاً؛ أي أنَّه يأتي من تصميم بيئة خلَّاقة ومحفزة حيث تتوالد الأفكار الإبداعية".

يضيف "كيفن كيلي" (Kevin Kelly) مؤلف كتاب "ما تريده التكنولوجيا" (What Technology Wants): "اخترع الموسيقي بريان إينو (Brian Eno) كلمة رائعة لوصف هذه الظاهرة، وهي الذكاء الاجتماعي سينيوس (scenius)". ويتابع كيلي قائلاً: "نحن نفكِّر عادةً في المبتكرين كعباقرة مستقلين، إلا أنَّ وجهة نظر إينو هي أنَّ الابتكار يأتي من العلاقات الاجتماعية أو من مجموعات من الناس الشغوفين والمنسجمين". إذا كانت المؤسسة إيجابية وداعمة وتوفر الأدوات والموارد المناسبة للنجاح، فإنَّ هذا سيعزز ثقافة الابتكار.

إقرأ أيضاً: 4 خطوات لبناء ثقافة إيجابية في العمل وتحسين الإنتاجية

10. مكافحة المخاطر والتهديدات المجتمعية:

ليس سراً أنَّ المستهلكين يتوقعون أن تكون المنظمات التجارية المعروفة مسؤولة اجتماعياً، وأن تعالِج القضايا المُلحَّة كتغيُّر المناخ. لا ريب أنَّ للابتكار القدرة على التأثير إيجاباً في المجتمع بالطرائق الآتية:

  • تُشكِّل الابتكارات مثل الابتكار التكنولوجي، المحرك الرئيس للنمو الاقتصادي في جميع أنحاء العالم.
  • يمكن إيجاد ما يقرب من 133 مليون فرصة عمل جديدة بحلول عام 2022 حسب التقرير الجديد للمنتدى الاقتصادي العالمي (World Economic Forum). وفي الوقت نفسه، يمكن أن يحل الذكاء الاصطناعي والأتمتة والروبوتات محل حوالي 75 مليون وظيفة؛ لهذا تدعو الحاجة إلى الابتكار لتطوير مهارات جديدة لتلبية متطلبات العمل في المستقبل.
  • وفقاً لمؤسسة "بروكينغز" (Brookings institution) تميل البلدان التي يزيد فيها نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، إلى زيادة الرضا عن الحياة. وتبيِّن بحوث أخرى أيضاً وجود صلة بين الابتكار والرفاه الذاتي؛ فعلى سبيل المثال، تُستخدم التكنولوجيا الرقمية للمساعدة في الحد من الجوع والفقر والمرض، كما أنَّها تؤدي إلى زيادة إمكان الوصول إلى التعليم والاستدامة البيئية.

تدريب نفسك على الابتكار:

إن كنت تشعر أنَّك تفتقر إلى الابتكار، فهناك أخبار جيدة لك؛ إذ إنَّه من الممكن تدريب نفسك على الابتكار. وكما اقترح "جون هول" (John Hall) أحد مؤسسي تطبيق (Calendar)، بعض الاقتراحات للتغلب على هذا الهاجس:

  • تنمية الابتكار في داخلك من خلال الفضول واكتشاف المخاطر.
  • استخدام كلا جانبي دماغك؛ على سبيل المثال، استخدام يدك اليسرى بدل اليمنى عند تنظيف أسنانك بالفرشاة.
  • إحاطة نفسك بمحفزات للإلهام، مثل اللون الأزرق أو الاقتباسات الملهمة.
  • تطوير حبك للمعرفة، مثل المواظبة على القراءة.
  • تمضية الوقت مع أشخاص يحاسبونك ويشجعونك على الخروج من منطقة الراحة.
  • إعادة شرح الأمور مرة أخرى لنفسك؛ على سبيل المثال، عند الانتهاء من قراءة كتاب، لخصه لتحقيق أقصى استفادة منه.
  • كسر روتينك اليومي وتغيير افتراضاتك، وذلك من خلال القيام بمهامك اليومية أو المتكررة بشكل مختلف.

في الختام:

يحمل الابتكار أهمية كبيرة في دفع عجلة التقدم وتطوير المجتمعات، ففوائده واسعة النطاق، وتؤثر في النمو الاقتصادي، وتوفِّر فرص العمل والكفاءة، وتحل المشكلات وتتصدى للتحديات العالمية.

بعد أن أبحرنا في أبرز النقاط التي تخص الابتكار مثل أهميته ومجالاته وتعريفه والعوامل التي تساعد عليه وأمثلة عنه وأثره في الفرد والمجتمع ومكوناته، أصبح بإمكاننا أن نفهم تماماً ما هي فوائد الابتكار.

المصدر




مقالات مرتبطة