ما هي ضريبة القيمة المضافة؟ وكيف يتم تطبيقها؟

ضريبة القيمة المضافة واحدة من أكثر أنواع الضرائب شيوعاً على مستوى العالم؛ إذ يتم تطبيقها في أكثر من 160 دولة، وتُسهِم في إيرادات هذه الدول بنسبة كبيرة؛ لذا سنتعرَّف في هذا المقال إلى هذه الضريبة وكيف تُطبَّق.



أولاً: ضريبة القيمة المضافة أو (VAT) أو (TVA)

1. الضرائب عموماً:

هي مبالغ مالية تفرضها الدولة على الأفراد والشركات؛ إذ تُشكِّل الضرائب المصدر الأساسي لإيرادات خزينة الدولة التي تستخدمها في الإنفاق الحكومي وتنفيذ مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية مثل: بناء المدارس والمستشفيات، والمرافق العامة، والطرق والجسور، وتوفير الخدمات الاجتماعية كالأمن القومي، وتوفير الرواتب.

2. أنواع الضرائب:

1. الضرائب المباشرة:

وهي الضرائب التي يتم تحصيلها مباشرة من الشخص المُكلَّف ضريبياً، مثل ضريبة الدخل.

2. الضرائب غير المباشرة:

وهي الضرائب التي يتم تحصيلها عن طريق وسيط يُحصِّلها من الأشخاص الذين يقع على عاتقهم العبء الضريبي، ويقوم بسدادها إلى الدولة، مثل ضريبة المبيعات وضريبة القيمة المضافة.

3. القيمة المضافة:

هي مصطلح اقتصادي يُقصد به القيمة "الزيادة أو التغيير" التي أُضِيفَت إلى مادة ما نتيجة عمليات الإنتاج التي تطرأ عليها، مثل تحويل القطن من نبات إلى غزل.

4. ضريبة القيمة المضافة:

سُميَّت ضريبة القيمة المضافة بهذا الاسم كونها تُفرض على "القيمة المضافة" التي حصلت على المنتج في كل مرحلة من مراحل الإنتاج، وهي نوع من أنواع ضرائب الاستهلاك غير المباشرة، ويتم فرضها من قِبل الدولة في كل مرحلة إضافية من مراحل الإنتاج حتى الوصول إلى المنتج النهائي؛ وذلك تحديداً بعد انتهاء المرحلة، تجنُّباً لتكرار الضرائب، وتُفرض ضريبة القيمة المضافة على السلع والمنتجات المحلية والمستوردة، كما وتوجد إعفاءات من ضريبة القيمة المضافة، تختلف من دولة لأخرى حسب قانون الدولة.

1. أمثلة عن السلع التي تُفرض عليها ضريبة القيمة المضافة:

الحديد ومواد البناء، والسجائر، والسيارات، والأجهزة الكهربائية، وخدمات الهاتف المحمول، والمطاعم، والفنادق، والألبسة.

2. أمثلة عن السلع والخدمات المُعفاة من ضريبة القيمة المضافة:

تُعفى المواد الآتية في غالبية الدول من ضريبة القيمة المضافة:

ألبان الأطفال، والمواد الغذائية الأساسية، ومنتجات المطاحن، والمنتجات الزراعية، والأعلاف والأسمدة "المنتجة محلياً"، والآلات الزراعية، والبقول والحبوب، وخدمات الصرف الصحي وتحلية المياه، وكتب المدارس، وخدمات التعليم الحكومي، وورق الطباعة والكتابة، والأدوية، والأمصال واللقاحات، وقطع غيار الطائرات.

ثانياً: أسئلة وأجوبة عن ضريبة القيمة المضافة

1. من يتحمل ضريبة القيمة المضافة؟

المستهلك النهائي هو من يتحمَّل ضريبة القيمة المضافة؛ إذ يقوم كل من التاجر والبائع والصناعي بتحصيل الضريبة من بعضهم بعضاً؛ وذلك خلال بيع وشراء المواد الخام التي تدخل في الإنتاج والتصنيع، ففي مثال القمح: يقوم بائع القمح بتحميل الضريبة على المطحنة التي تشتريه لطحنه، وتقوم المطحنة بدورها بتحميل الضريبة من المصنع الذي يشتري الطحين، والمصنع بدوره يُحمِّل الضريبة على تاجر الجملة، الذي يُحمِّلها على تاجر التجزئة، ويُحمِّلها هذا الأخير على المستهلك النهائي الذي يقوم بشراء المعكرونة بالسعر النهائي متضمناً ضريبة القيمة المضافة في كافة مراحل الإنتاج.

مثال عن ذلك: لو فرضنا أنَّ السلعة المراد إنتاجها، هي المعكرونة، يتم فرض ضريبة القيمة المضافة على كامل مراحل إنتاجها؛ إذ تُفرض على زراعة القمح، ثم على الحصاد، ثم على عملية الطحن، ثم على المنتج النهائي.

2. ما هو تاريخ ضريبة القيمة المضافة؟

تُعَدُّ ضريبة القيمة المضافة من الضرائب الحديثة نسبياً؛ إذ ظهرت لأول مرة في "فرنسا" التي تُعَدُّ موطن ضريبة القيمة المضافة، على يد العالم الاقتصادي الفرنسي "موريس لوريه" عام 1954، وأتت نتيجة تعديلات وتطورات عدة أُجرِيَت على ضرائب الاستهلاك السابقة، وبدأ تطبيقها في "فرنسا"، ثم باقي دول العالم.

3. ما هو الفرق بين ضريبة القيمة المضافة وضريبة المبيعات وضريبة الدخل؟

يوجد فرق كبير بين ضريبة القيمة المضافة وضريبة المبيعات وضريبة الدخل:

تُفرض ضريبة القيمة المضافة كما قلنا في كل مرحلة من مراحل عمليات الإنتاج وسلسلة التوريد، ثم يتم تحميلها على المستهلك النهائي عند كل عملية شراء للمنتج النهائي؛ لذا فهي تكون متساوية على الأغنياء والفقراء.

أما ضريبة المبيعات فتُفرض مرة واحدة عند بيع المنتج النهائي إلى المستهلك النهائي؛ أي عند نهاية سلسلة التوريد.

وأما ضريبة الدخل فتُفرض على الدخل الشخصي "أرباح أو رواتب"، ويزداد معدلها كلما ازداد الدخل؛ لذلك تكون أعلى على الأثرياء.

4. كيف يتم احتساب ضريبة القيمة المضافة؟

يتم تحديد معدل ضريبة القيمة المضافة بوصفه نسبة ثابتة حسب قانون كل دولة، لكن عموماً يبلغ متوسط معدلها في جميع دول العالم نحو 15%، وتُحسب ضريبة القيمة المضافة بطرح سعر المبيع من سعر التكلفة، ثم ضرب فارق السعر الناتج بمعدل ضريبة القيمة المضافة المُحدَّد من قِبل الدولة.

مثال عن ذلك: يريد تاجر بيع دراجة، يحسب أولاً سعر بيع الدراجة دون ضريبة القيمة المضافة، ثم يضرب سعر البيع الناتج بمعدل ضريبة القيمة المضافة، وهكذا تكون الضريبة أُضيفت إلى السعر الذي سيدفعه المشتري، ومن ثمَّ هو من تحمَّلها، ولكنَّ التاجر هو من يقوم بدفعها إلى هيئة تحصيل الضرائب في الدولة.

ثالثاً: خصائص ضريبة القيمة المضافة

تتمتع ضريبة القيمة المضافة بالخصائص الآتية:

1. غير مباشرة:

تُعَدُّ ضريبة الـ (TVA) ضريبة غير مباشرة؛ نظراً لأنَّ البائع هو من يدفعها إلى هيئة الضرائب، ويقوم باسترجاعها من المشتري من خلال تحميلها إلى سعر المنتج أو الخدمة.

2. عامة ومُوحَّدة:

كونها تُفرض بمعدل واحد ونسبة موحدة على جميع النشاطات والعمليات "باستثناء المعفاة قانوناً"، ويتحمَّلها جميع المستهلكين للمنتج أو الخدمة دون تخصيص أو تحديد.

3. غير تراكمية:

يتم دفعها من قبل على كل مرحلة من مراحل الإنتاج على حدة.

4. الحيادية وعدم الازدواجية:

المبدأ الأساسي لضريبة القيمة المضافة هو إعفاء عمليات التصدير منها؛ فلا يمكن أن يخضع منتج مُصدَّر إلى الخارج لضريبة في بلد تصديره، وضريبة أخرى في بلد الاستيراد.

رابعاً: إيجابيات ضريبة القيمة المضافة

تتميز ضريبة القيمة المضافة بالإيجابيات الآتية:

  1. تُعَدُّ الضرائب باختلاف أنواعها، مصدر إيرادات الدول، وتساهم ضريبة القيمة المضافة على وجه الخصوص بنسبة عالية جداً في هذه الإيرادات، تصل في بعض الدول إلى ثلثي الإيرادات "مصر مثال"، وتصل مساهمتها في بعض الدول إلى خُمس إجمالي الإيرادات.
  2. تسد الفجوات الضريبية؛ إذ يُبسِّط فرض ضريبة القيمة المضافة النظام الضريبي، ويُحسِّن كفاءته.
  3. تقلِّل العجز التجاري في ميزان المدفوعات، من خلال إعفاء الصادرات من ضريبة القيمة المضافة، وفرضها على المستوردات.
  4. تشجِّع الاستثمار؛ كونها تُفرَض على الإنفاق الاستهلاكي وليس على الإنفاق الاستثماري.
  5. تقلِّل التهرب الضريبي إلى أقل حد؛ كون الضريبة متضمنة في السعر.
  6. تحسِّن الخدمات العامة التي تقدمها الدولة من تعليم وصحة، من خلال زيادة إيرادات الدولة التي تستخدمها في زيادة إنفاقها على هذه الخدمات.
  7. توفير سيولة لخزينة الدولة بشكل مستمر؛ كون الشراء والاستهلاك عملية لا تتوقف.
  8. تتميز ضريبة القيمة المضافة بقبول الفرد لها؛ كونه غير مضطر إلى دفعها إلا في حال قام بعملية شراء، وأحياناً كثيرة لا يشعر بها كونها مُدمجة في السعر ضمناً؛ وذلك مقارنة بغيرها من الضرائب كضريبة الدخل مثلاً التي تُقتطع من راتبه أو يُلزم بتسديدها على أرباحه.

شاهد: أكبر 5 تحديات في الاقتصاد العالمي الجديد وطرق مواجهتها

خامساً: الآثار السلبية لضريبة القيمة المضافة

على الرغم من الإيجابيات التي تتمتع بها ضريبة القيمة المضافة، إلا أنَّها تتمتع ببعض السلبيات، مثل:

  1. عدم العدالة؛ إذ يتحمَّلها المستهلك النهائي بصرف النظر عن مستوى دخله، ولا تُفرِّق بين الأغنياء ومحدودي الدخل.
  2. استبعاد الشركات والمؤسسات من المساهمة فيها.
  3. قد ينتج عن فرض ضريبة القيمة المضافة أثر تضخمي وتزايد غلاء المعيشة.
  4. قد ينتج في بعض الأحيان الازدواج الضريبي.
  5. تزايد نسبة الفقر في المجتمع؛ وذلك بسبب تزايد الأسعار وعدم قدرة فئة محدودي الدخل على شراء السلع والمنتجات.

سادساً: ضريبة القيمة المضافة حول العالم

  1. 25% في الدنمارك، والنرويج والسويد.
  2. 24% في إيرلندا، و22% في إيطاليا، و21% في الأرجنتين وبلجيكا وهولندا.
  3. 20% في فرنسا وبلغاريا والنمسا وبريطانيا.
  4. 19% في ألمانيا.
  5. 18% في روسيا وتركيا، و17% في البرازيل، و16% في المكسيك.
  6. بين 12% إلى 15% في الهند.
إقرأ أيضاً: دليلك الشامل لإعداد ميزانية

1. بالنسبة إلى الدول العربية بحسب بيانات "العربي الجديد":

  1. 5% في الإمارات، و15% في السعودية.
  2. 16%في فلسطين، و11% في لبنان.
  3. 14% في مصر.
  4. 17% في السودان.
  5. 16%في الأردن.
  6. 17% في الجزائر، و19% في تونس، و20% في المغرب.
إقرأ أيضاً: الدخل القومي: مفهومه، وأهميته، وطرق قياسه

2. الدول التي لم تطبق ضريبة القيمة المضافة:

  1. تُطبِّق معظم الدول الصناعية ضريبة القيمة المضافة باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية.
  2. العراق، وليبيا.
  3. سوريا "طبقتها فقط على الفنادق والمطاعم".
إقرأ أيضاً: كيف تبقى على المسار الصحيح لتحقيق الأهداف المالية؟

في الختام:

يرى مناهضو ضريبة القيمة المضافة أنَّها ضريبة عمياء، ويُفسِّرون ذلك بأنَّها لا تُميِّز بين الغني والفقير، ولا تأخذ في الحسبان الفروقات بين دخل المستهلكين، وغير عادلة؛ إذ يقع العبء الكبير على أصحاب الدخل المحدود، فهي تمتص جزءاً من دخلهم القليل؛ وهذا يُخفِّض من قدرتهم الشرائية والاستهلاك، ويطالبون تصحيح عدم العدالة هذا، من خلال الإجراء الذي تم اتباعه في بعض الدول؛ وهو أن تُفرَض ضريبة مُخفَّضة على السلع الضرورية التي يستهلكها الفقراء بشكل كبير، وفرض ضريبة قيمة مضافة عالية على السلع الكمالية التي يستهلكها الأغنياء.

المصادر: 1،2،3،4




مقالات مرتبطة