ما هي أنواع الذكاء؟ وكيف تعرف نوع ذكائك؟

يتمتع كل شخص منَّا بميول ونقاط ضعف ونقاط قوة تميزه عن الآخرين، لذا نستعرض في هذا المقال نظرية هاورد غاردنر (Howard Gardner) حول الذكاءات المتعددة، وننتقل إلى نقد هذه النظرية وتوضيح أنَّ أنواع الذكاء وأنماط التعلم ليست بالأهمية التي يُروَّج لها.



أولاً: مفهوم الذكاء

يُمكن تعريف الذكاء بأكثر من تعريف:

  • هو تمتع الإنسان بقدرة عقلية، تُساعده في حل المشكلات، والاستنتاج، والتفكير المنطقي.
  • هو القدرة على التكيف مع البيئة المحيطة.
  • هو القدرة على التعلم، مع سرعة الفهم والبديهة.
  • القدرة على التفكير المجرد، والتحليل، والاستنتاج، والإبداع، والابتكار.
  • هو القدرة على التعلم والاستفادة من الخبرات والتجارب السابقة، في التجارب الجديدة.
  • لا يقتصر الذكاء في مجال التحصيل العلمي، فهناك أنواع عديدة للذكاء؛ كالذكاء الاجتماعي، والذكاء العاطفي، الذكاء اللغوي، الذكاء الموسيقي.

ثانياً: هل الذكاء وراثي ام مكتسب؟

احتار العلماء والخبراء في حسم قضية: هل الذكاء وراثي أم مكتسب؟، وبصيغة أخرى هل الذكاء ابن البيولوجيا أم ابن البيئة؟.

بعد الكثير من الأبحاث والدراسات تم التوصل إلى:

  • للوراثة والجينات النسبة الأكبر في تحديد مستوى ذكاء الإنسان، أما البيئة فهي إما أن تُنمي هذا الذكاء أو تجعله يتراجع.
  • لا يمكن القول أنَّ الذكاء يُكتسب بالتعلم والاهتمام، ولكن يُمكن القول أنَّه يتطور وينمو بالتعلم والاهتمام، ويُمكن تشبيه الأمر بالنبات والماء؛ الذكاء الموروث هو النبات، والذكاء المكتسب هو الماء، النبات موجود ولم يوجده الماء، لكنَّه بحاجة إلى الماء لينمو ويكبر، لذا لا وجود للذكاء المكتسب بدون الذكاء الموروث، فمهما اهتم الأهل بالطفل وبتعليمه، ما لم يكن يمتلك الذكاء بالفطرة والوراثة، لن يُصبح شخصاً فائق الذكاء!.
  • خلُصت بعض الدراسات إلى أنَّ 88% من الذكاء موروث، وأنَّ 20% منه مكتسب، وأنَّ الأم هي التي تلعب الدور الأكبر في نقل جينات الذكاء للأبناء؛ إذ أنَّ الذكاء ينتقل عبر الجينات، محمولاً على الكروموسوم (X)، وبينما يحمل الأب جينات الذكاء على كروموسوم واحد؛ لأنَّ كروموسومات الذكر (XY)، فإنَّ الأم تحمل جينات الذكاء على كروموسومين اثنين (XX)، وهذا ما يُفسر دور الأم الأكبر في نسبة ذكاء الأبناء.
  • إذن مصدر الذكاء هو الوراثة والفروق الجينية، ولكن تطويره وتنميته يكون بالاكتساب والتعلم وظروف البيئة المحيطة.

ثالثاً: ما هو منحنى الذكاء الطبيعي؟

منحنى الذكاء الطبيعي: هو منحنى على شكل جرس متماثل الجانبين، يوضح تمثيل الأشخاص وفقاً لمعدل ذكائهم، ويستخدم التوزيع الطبيعي الذي يُساعد في إيجاد احتمال أن يكون شخص ما؛ من العباقرة، أو من متوسطي الذكاء، أو من المتخلفين عقلياً.

يُقسم الذكاء على المنحنى إلى مجموعة من الفئات، بحيث تكون 100 (معدل الذكاء الطبيعي) هي النسبة المتوسطة:

  • ويظهر حسب المنحى أنَّ أغلب الناس يمتلكون معدلات ذكاء تتراوح بين: الـ 85-115.
  • وأنَّ الأشخاص الذين يفوق معدل ذكائهم أعلى من 130 (العباقرة): هي 2.5%.
  • ونسبة الأشخاص الذين يقل معدل ذكائهم عن 70 (المتخلفون عقلياً): هي 2.5%.

وحسب منحنى الذكاء الطبيعي فإنَّ حصول الشخص على نتيجة 100 في اختبار الذكاء، يعني التالي:

أنَّ نصف السكان من نفس فئته العمرية يُسجلون معدل ذكاء أعلى منه، والنصف الآخر أقل منه، وفي حال حصوله على نتيجة 130؛ فهذا يعني حسب المنحنى أنَّ 97.5% من مجموعته العمرية أقل منه، و 2.5% فقط أعلى منه.

شاهد بالفيديو: 9 أنواع من الذكاء ينبغي عليك معرفتها

رابعاً: لماذا يختلف الناس في مستوى الذكاء؟

يختلف الناس في مستوى ذكائهم ونوعه، ويمكن تفسير هذا الاختلاف بالأسباب الآتية:

1. الوراثة:

تلعب المورثات دوراً كبيراً في تحديد مستوى ذكاء الإنسان، إذ يحدد مستوى ذكاء الأب والأم وخاصة الأم، مستوى ذكاء الابن.

2. البيئة المحيطة:

تؤثر البيئة التي يعيش فيها الإنسان على مستوى ذكائه ونوعه، فمثلاً ينتج عن أسلوب تربية الأهل للابن والتعامل معه، وعن العلاقات الاجتماعية، والتجارب التي خاضها الشخص، والأماكن التي تنقل بينها، ومجمل ظروف حياته، فرقاً كبير في مستويات الذكاء بينه وبين غيره.

3. شكل الدماغ:

يتكون دماغ الإنسان من مناطق مختصة بوظائف ومهارات معينة، وتختلف هذه المناطق من شخص لآخر، فقد تكون المنطقة المسؤولة عن القدرات الحسابية في دماغ أحدهم، أكبر من ذات المنطقة لدى شخص آخر، فنجد هذا الأخير أقل مهارة في الحساب، ولكنَّه مثلاً متفوق على الأول في مهارة الخطابة.

4. ظروف الحمل والولادة:

ظروف الحمل وصحة الأم أثناء الحمل، ونوعية غذائها، وشرب الدخان والمشروبات الكحولية، وبعض الأدوية، وظروف الولادة، وعمر الجنين عند الولادة، ووصول الأوكسجين إليه، كل هذه الأمور تؤثر في ذكاء الطفل، وهي من أسباب اختلاف الذكاء بين الأشخاص لاحقاً.

5. التعليم:

من الطبيعي أن يختلف معدل الذكاء بين شخص تعلم الرياضيات والفيزياء والعلوم، وشخص ترك المدرسة منذ صغره.

أسباب أخرى:

هناك أسباب أخرى تُسبب تفاوتاً في الذكاء بين الأشخاص؛ مثل: اتباع نظام غذائي صحي، تعلم الموسيقى والعزف، العادات اليومية كالنوم وممارسة الرياضة.

خامساً: مقاييس الذكاء في علم النفس

اهتم علماء النفس على مر عقود من الزمن؛ بدراسة مفهوم الذكاء الإنساني، وبدأت محاولاتهم لقياسه:

  • عام 1904؛ قدم عالم النفس الفرنسي ألفرد بنييه أولى المحاولات الناجحة لقياس الذكاء، من خلال إنشائه لمقياس ذكاء، كان الهدف منه التعرف على الأطفال بطيئي التعلم، الذين يحتاجون إلى مدارس خاصة، واُستخدِم المقياس فيما بعد؛ في التعرف على الأطفال الموهوبين، ويُعد بنييه أول من طرح مفهوم العمر العقلي.
  • ثم قام عالم النفس الأمريكي لويس تيرمان في جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة، في بدايات القرن العشرين، بتطوير هذا المقياس، ليشتهر باسم "مقياس ستانفورد بنييه".
  • ثم تم إجراء التعديلات على المقياس، حتى التوصل اليوم إلى اختبار نسبة الذكاء المعروف بـ اختبار IQ أو ( intelligence quotient): الذي أسسه عالما النفس جون ليونارد هول، و جون كارول، من خلال نظرية عُرفت باسم "كاتل- هول- كارول" التي كانت تطويراً لنظرية عالم النفس الأمريكي رايموند بيرنارد كاتل.

ومن أشهر اختبارات الذكاء المستخدمة:

  • اختبار ستانفورد بنييه لقياس الذكاء.
  • مقياس الذكاء "Wechsler" للبالغين.
  • مقياس الذكاء "Wechsler" للأطفال.
  • اختبار الذكاء الانفعالي (العاطفي).
  • اختبار الذكاء المصور الإلكتروني.
  • مقياس أساليب المعاملة الوالدية (مقياس الذكاء الشخصي: اجتماعي- ذاتي).
  • نظام التقييم المعرفي.
  • تقييم كوفمان للأطفال.
  • مقياس القدرة التفاضلية.
  • اختبارات وودكوك جونسون للقدرات المعرفية.
  • اختبارات فحص أنواع الذكاء المختلفة.

سادساً: كيفية قياس معدل الذكاء

يتم قياس معدل ذكاء الإنسان البالغ أو الطفل، بأكثر من اختبار، سنذكر أشهرها:

1. اختبار نسبة الذكاء IQ:

يُعد اختبار نسبة الذكاء IQ؛ الاختبار الأشهر والمعتمد على مستوى العالم، ويتكون الاختبار من عدة أسئلة من نمط اختيار من متعدد، ويجري الاختبار ضمن وقت زمني معين، وكلما كان الوقت المستغرق في الحل أقل، كلما خصل الشخص على نقاط أكبر.

2. طريقة نسبة الذكاء:

بعد تقدير درجة إجابات الشخص في اختبارات وأسئلة الذكاء، يتم تقدير ما يُسمى ب"العمر العقلي للشخص" وهو: العمر الذي يُعطى للشخص بناءً على قدراته العقلية، كالطفل الذي يكون عمره الزمني 8 سنوات، لكنَّه بقدرة عقلية تُعادل قدرة طفل في عمر ال 12 سنة، فنقول في هذه الحالة؛ أنَّ عمره العقلي هو 12 سنة. ثم يتم تقسيم تقسيم العمر العقلي على العمر الزمني مضروب ب 100، للحصول على نسبة الذكاء.

نسب الذكاء التي اتفق عليها العلماء:

  • 140 فما فوق: عبقري.
  • 140-120: ذكي جداً.
  • 120-110: فوق المتوسط.
  • 110-90: متوسط الذكاء.
  • 90-80: دون المتوسط.
  • 80-70: غبي جداً.
  • 70 وما دون: ضعيف العقل.

سابعاً: نظرية الذكاءات المتعددة

طرح الأستاذ في جامعة هارفارد "هاورد غاردنر" (Howard Gardner) في عام 1983 نظريته حول الذكاءات المتعددة في كتابه "إطارات العقل" (Frames of Mind)، حيث يعرض فيه ببساطة فكرته القائلة أنَّ قدراتنا أكبر بكثير من أن نحددها فقط بالذكاء الفكري أو معدل الذكاء الذي يُعرَف بالآي كيو (IQ)؛ لهذا السبب اقترح غاردنر 9 أنواع من الذكاء تشمل نطاقاً أوسع من المزايا والقدرات البشرية بدقة أكبر.

تتوافق أنواع الذكاء التي ذكرها غاردنر (Gardner) مع ما نشأ معظمنا على الاعتقاد به، أي بمعنى آخر: الاعتقاد بأنَّنا مميزون لأنَّنا نمتلك -جميعاً دون استثناء- أنواع مختلفة من القدرات والاهتمامات.

دعونا نلقي نظرة على أنواع الذكاء التسعة المتداولة حالياً، ويمكنك من خلال التدقيق في تعريفات وخصائص كل نوع من أنواع الذكاء تمييز أهم أنواع الذكاء التي تمتلكها.

إقرأ أيضاً: 10 عادات يمارسها الأشخاص الأذكياء يوميَّاً

ثامناً: أنواع الذكاء التسعة

اقرأ التعريفات التالية للأنواع التسعة للذكاء، ثم أجب عن الأسئلة الواردة في كلٍّ منها لمعرفة كمِّ النقاط التي تستطيع تجميعها في كل نوع من أنواع الذكاءات المتعددة:

1. الذكاء البصري - المكاني:

يتعلق الذكاء البصري- المكاني بالوعي التام بالبيئة المكانية والقدرة على تصور الأشياء، حيث يبرع الأشخاص الذين يتمتعون بهذا النوع من الذكاء في التعرف على الأنماط وتفسير المخططات والرسومات البيانية؛ لذا، إن كنت شخصاً يتذكر الطرق والأماكن والاتجاهات ويجيد قراءة الخرائط، فأنت تمتلك في الغالب قدراً كبيراً من الذكاء البصري- المكاني.

الآن، أجب عن الأسئلة الآتية:

  • هل تجيد قراءة الخرائط؟
  • هل نادراً ما تضيِّع طريقك؟
  • هل تستطيع تصور الأشياء وهي تتحرك وتتغير في المكان؟
  • هل تمتلك حساً عالياً بالاتجاهات؟
إقرأ أيضاً: الذكاء البصري المكاني: أهميته، وسمات أصحابه، وأهم طرق تنميته

2. الذكاء اللفظي- اللغوي:

يتعلق الذكاء اللفظي- اللغوي بالكلمات، والقدرة على ربطها واستخدامها؛ ويعدُّ الكتَّاب والقرَّاء والمتحدثون العظماء هم أفضل أمثلة على هذا النوع من الذكاء.

عموماً، إذا كان الشخص يتمتع بالقدرة على سرد القصص بأسلوب شيق وحِفظ ما يُقرَأ عليه أو يقرؤه من عبارات، فهو يملك ذكاء لفظياً- لغوياً عالياً.

الآن، أجب عن الأسئلة الآتية:

  • هل تَعُدُّ نفسك كاتباً جيداً؟
  • هل تجد متعة في التلاعب بالألفاظ واللغات؟
  • هل تجد سهولة في الحفظ؟
  • هل بإمكانك التعبير عن نفسك بوضوح للآخرين؟
  • هل أنت محاور جيد؟

3. الذكاء المنطقي- الرياضي:

يتعلق الذكاء المنطقي- الرياضي بالقدرة على حل المسائل الرياضية المنطقية، وفهم الأرقام واستخدامها بفاعلية؛ ومن الطبيعي أن يكون من يتمتعون بهذا النوع من الذكاء بارعين في حل مسائل الرياضيات، ومفكرين بارعين فيما يخص المفاهيم المجردة؛ لذا فإنَّ العلماء عموماً وعلماء الرياضيات خصوصاً خير أمثلة على هذا النوع من الذكاء.

الآن، أجب عن الأسئلة الآتية:

  • هل أنت بارع في حل المسائل المنطقية أو الرياضية؟
  • هل تمتلك القدرة على حل الألغاز والأحجيات؟

4. الذكاء الجسدي- الحركي:

يتعلق الذكاء الجسدي- الحركي بقدرة الناس على الحركة في المكان؛ حيث يتحلى مَن يمتلكون هذا النوع من الذكاء بوعي مميز بأجسادهم، ويمكنهم التحكم بها بصورة ممتازة، ممَّا ينعكس على إدراكهم لوضعيات أجسادهم وجودة حركاتهم في جميع الأوقات والظروف؛ كما يبرع الأشخاص الذين يتمتعون بهذا النوع من الذكاء في الرياضات والرقص، ويمتازون بالتنسيق الجيد بين العينين واليدين.

الآن، أجب عن الأسئلة الآتية:       

  • هل تستمتع بالرقص أو الرياضة؟
  • هل لديك وعي تام بجسدك (أي أنَّ جسدك يتحرك كما يملي عليه عقلك)؟
  • هل لديك تنسيق جيد بين يديك وعينيك؟
  • هل أنت ماهر بالاتزان والتحرك بخفة؟

5. الذكاء الموسيقي:

إن كان باستطاعتك معرفة الإيقاع الموسيقي والتصفيق أو الغناء مع الموسيقى، فقد تكون صاحب ذكاء موسيقي عالٍ.
يمكن للأشخاص ذوي الذكاء الموسيقي الجيد التعرف على النغمات وسماع الأنماط في الأغاني، فضلاً عن شغفهم بسماع الموسيقى وتأليفها.

الآن، أجب عن الأسئلة الآتية:

  • هل تستطيع معرفة الإيقاع في أغنية تسمعها؟
  • هل بإمكانك إعادة دندنة النغمات لأي نوطة موسيقية؟
  • هل تعشق الاستماع إلى الموسيقى أو عزفها؟
  • هل يصفك أصدقاؤك بأنَّك شخص موسيقي؟

6. الذكاء العاطفي:

ليس من المستغرب أن يتعلق ذكاء معرفة الآخرين بمهارات التواصل مع الآخرين أو المهارات الاجتماعية؛ إذ يكون الشخص الذي يتمتع بمستوى عالٍ من هذا الذكاء متعاطفاً مع الآخرين، وقادراً على معرفة نواياهم وتفهُّم مشاعرهم.

يتفوق الأشخاص الذين يتمتعون بهذا الذكاء في العمل الجماعي، ويساهمون في تجنب الصراعات وإحلال الوفاق في المنظمات التي يعملون فيها؛ كما يبرعون في مهارات التواصل، ويستشعرون حاجات الآخرين، ويقدرون على تفهم وجهة نظرهم.

الآن، أجب عن الأسئلة الآتية:

  • هل أنت صانع السلام في مجموعتك؟
  • هل تَعُدُّ نفسك إنساناً متعاطفاً؟
  • هل تستطيع قراءة لغة جسد الآخرين؟
  • هل لديك القدرة على معرفة ما يفكر فيه الآخرون أو يشعرون به دون الحاجة إلى سؤالهم؟
  • هل تستطيع تفهم عواطف الآخرين والتعامل معها؟

7. الذكاء الذاتي:

هو الذكاء المرتبط بوعي الإنسان لنفسه، ويتعلق بقدرة الشخص على التفكير العميق، والوعي التام بحالته النفسية والعاطفية في جميع الأوقات؛ ولعلَّ الفلاسفة والحالمين هم خير مثال على ذلك.

الآن، أجب عن الأسئلة الآتية:

  • هل تقضي وقتك في أحلام اليقظة؟
  • هل يصفك الآخرون بالشخص المتأمل؟
  • هل تستطيع تحديد نوع المشاعر التي تعتلج في صدرك؟
  • هل يصفك الآخرون بالشخص الواعي لذاته؟

ناقش غاردنر (Gardner) أنواعاً أخرى من الذكاء تتناسب مع نظريته حول الذكاءات المتعددة، وذلك بعد أن نشر كتابه "إطارات العقل" (Frames of Mind)؛ كما وأضاف بعض العلماء أنواعاً أخرى عليها، لكنَّ غاردنر (Gardner) وافق فقط على إضافة الذكاء الطبيعي، والذكاء التربوي- التعليمي.

8. ذكاء علم الطبيعة:

الأشخاص ذوو الذكاء الطبيعي العالي عشاق للطبيعة، وحساسون للتغيرات الطفيفة التي تطرأ على بيئتهم، ويعشقون استكشاف الطبيعة ومعاينة النباتات والحيوانات.

الآن، أجب عن الأسئلة الآتية:

  • هل تستمتع بقضاء الوقت في الطبيعة؟
  • هل لديك اهتمام بالنباتات والحيوانات البرية؟
  • هل تلاحظ التغيرات الطفيفة التي تطرأ على البيئة؟
  • هل يُشعِرك قضاء وقتك بين أحضان الطبيعة بالارتياح؟

9. الذكاء التربوي- التعليمي:

ينجح الأشخاص الذين يتمتعون بالذكاء التربوي- التعليمي في أن يصبحوا أساتذة عظماء؛ فهم يتمتعون بالقدرة على تبسيط المعلومة ونقلها إلى الآخرين.

قد تكون قادراً على فهم موضوع ما، ولكن لا يعني هذا بالضرورة أنَّك تتمتع بالمهارات اللازمة لإيضاحه للآخرين ومساعدتهم على فهمه.

الآن، أجب عن الأسئلة الآتية:

  • هل تستمتع بتعليم الآخرين؟
  • هل تجد في نفسك القدرة على إيصال المعلومة للآخرين؟

شاهد بالفيديو: 9 نصائح لتصبح أكثر ذكاءً وتميزاً

نقد نظرية الذكاءات المتعددة:

انتقد بعض العلماء نظرية الذكاءات المتعددة على اعتبارها مجرد قائمة بالمهارات والقدرات، حيث يعتقدون أنَّه كان أجدر بـ غاردنر (Gardner) أن يصف قائمته "بالمواهب" بدل "أنواع الذكاء"؛ ذلك لأنَّها تصف ما يميل إليه الأشخاص ويتفوقون فيه بسهولة.

لا تلزم هذه المواهب أصحابها مطلقاً بالعمل في مجال محدد؛ فإن حصرت تركيزك واهتمامك على ذكاء تعتقد أنَّك تتميز به، فستحد من قدراتك التي لم تكتشفها بعد.

تقدم لنا عالمة النفس كارول دويك (Carol Dweck) في كتابها "العقلية: السيكولوجية الحديثة للنجاح" (Mindset: The New Psychology of Success) نظريتها حول عقلية النمو، التي تقول أنَّ الذكاء لا يأتي بالفطرة، بل هو نتيجة تطوير الشخص لقدراته الأساسية من خلال التفاني والعمل الجاد؛ وتؤكد أنَّنا عندما نعتزم تغيير هذه القدرات والمهارات من خلال العمل الجاد والممارسة، فسنكون قادرين حتماً على ذلك، وهذه باختصار هي عقلية النمو.

بالمقابل، عندما تعتقد أنَّ المواهب والقدرات تأتي بالفطرة، فلن تتقدم قيد أنملة؛ ومع ذلك، تصر نظرية غاردنر (Gardner) حول الذكاءات المتعددة على خداعنا في الاعتقاد أنَّ مهاراتنا وقدراتنا فطرية، وأنَّ هذا الجهد والتفاني لن يكون لهما أي تأثير يُذكَر، وطبعاً هذا غير صحيح.

يجب أن ننظر إلى نظرية الذكاءات المتعددة ونظرية نيل فليمينغ (Neil Fleming) حول أنماط التعلم بالطريقة نفسها، فقد اقترح فليمنغ (Fleming) أنَّ لدى الناس أنماط مختلفة من التعلم أو طرائق تجعلهم أكثر قابلية للتعلم.

لكنَّ ما يعيب نظرية أنماط التعلم وأنواع الذكاء هو عدم وجود الكثير من الأدلة التجريبية التي تثبت تأثيرهما في كيفية التعلم؛ وبمعنى آخر: لا يعني ولعك بالطبيعة أو التخييم بالضرورة أنَّك تمتلك ذكاء طبيعياً، وأنَّ عليك أن تتعلم وتعمل في هذا المجال.

ربَّما إن اهتممت بالموهبة أكثر من الذكاء، ستكون قادراً على فهم نظرية غاردنر وتقديرها على حقيقتها.

ربَّما لا يوجد أحد مميز حقاً:

لنعد بالزمن إلى ثمانينيات القرن الماضي عندما أطلق غاردنر (Gardner) نظريته القائلة أنَّ كل واحد فينا مميز، ولنسأل أنفسنا: هل بإمكاننا أن نمنح هذه النظرية فرصة ونؤيدها ولو بأيِّ شكل من الأشكال، على اعتبار أنَّ لكل منَّا مهارات وقدرات ونقاط قوة تميزه عن الآخرين؟

قد يكون البحث عن ذكائنا المنشود أمراً قيماً في خضم السعي إلى إيجاد هويتنا في هذا العالم واختيار مهنتنا؛ لكنَّ إمضاء الوقت في التفكير العقيم والأنانية قد يودي بنا إلى الدمار.

إقرأ أيضاً: الفرق بين الذكاء العاطفي والذكاء العقلي

تاسعاً: كيف تنمي ذكاءك؟

يُمكن تنمية الذكاء من خلال الوسائل التالية:

1. التفكير النقدي:

يُعد التفكير النقدي من أهم وسائل تنمية الذكاء، بأن يُفكر الإنسان في كل شيء، ويُشكك، ولا يقبل التلقين، والتسليم، بل يبحث على أصل الشيء، ويجعل من كلمتي "كيف ولماذا"؛ كلمات أساسية قي حياته، مما يُحفز عقله ويُنمي ذكاءه.

2. القراءة:

تُفيد القراءة في إثراء الإنسان لغوياً، فضلاً عن إغناء مخيلته، وتوسيع مداركه، مما يُنمي من ذكائه وفكره.

3. تمارين الذكاء:

أن يحرص الإنسان على تشغيل عقله دائماً بتمارين وألعاب الذكاء؛ كالشطرنج، الألغاز، الكلمات المتقاطعة، السودوكو وغيرها.

4. الرياضة والغذاء:

يُنصح بممارسة الرياضة التي تزيد من تدفق الدم إلى الدماغ، والحرص على تناول غذاء صحي، غني بالفيتامينات والعناصر الضرورية لنمو الدماغ وتنشيط الذاكرة؛ كتناول الأسماك الغنية بزيوت أوميغا 3، المكسرات، الشوكلاته الداكنة، والبروكلي، والبذور.

5. تعلم العزف:

أظهرت الدراسات أنَّ تعلم الموسيقى؛ يزيد من القدرات العقلية للإنسان، ويعلمه القيام  والتركيز بأكثر من شيء في وقت واحد.

6. تعلم لغات جديدة:

يزيد تعلم لغات جديدة من معدل ذكاء الإنسان، وذلك من خلال تحفيز الدماغ وزيادة قدراته ومهاراته.

7. مخالطة الأذكياء:

تُعد مخالطة الأشخاص الأذكياء من الطرق المؤكدة لتنمية الذكاء، إذ يُحفز هؤلاء التفكير وإثارة التساؤلات لدى الشخص، مما يُنمي ذكاءه ومحاكمته العقلية.

8. اتباع دورات على الانترنت:

استغلال الإنترنت في اتباع دورات وكورسات، وتعلم أشياء جديدة، التي من شأنها إعمال العقل، وتنمية الذكاء والمهارات.

9. تمارين التأمل:

يُنصح بممارسة تمارين التأمل (اليوغا)، والاسترخاء والتنفس العميق، لدورها في تفريغ الطاقة السلبية والقلق والتخلص من الضغوط التي تؤثر على الحالة النفسية والذهنية، وللتأمل فوائد عديدة، كتعلم التركيز، والهدوء، والتفكير العميق، كل هذا من شأنه تنمية ذكاء ومهارات الإنسان.

10. أحلام اليقظة:

تُعد أحلام اليقظة إحدى تمارين الدماغ، إذ أثبتت الدراسات أنَّ الأشخاص الذين يتخيلون أحلام يقظة بكثرة، يكونون أكثر ذكاءً من غيرهم، وذلك لأنَّهم يفتحون العنان لعقلهم  للإبحار في عالم الخيال.

11. التجديد المستمر:

تُصيب الحياة الروتينية العقل بالبلادة والجمود، لذا يُنصح بالتجديد باستمرار، كالسفر إلى بلدان جديدة، التعرف إلى أشخاص جدد، تغيير العمل، وممارسة أنشطة وهوايات جديدة، وذلك لتغيير طريقة التفكير وتنمية الذكاء واكتساب مهارات جديدة.

إقرأ أيضاً: 14 طريقة لتنمية الذكاء والقدرات العقلية عند الأطفال

الخلاصة:

عندما تفرغ من التفكير في نوع الذكاء الذي ينطبق عليك، ابدأ التفكير ملياً فيما يجيده الآخرون؛ فعندما نستخدم نظريات الذكاءات المتعددة وأنماط التعلم لمساعدة الآخرين على الظهور بمظهر جيد، سيجعلنا ذلك نبدو بحال أفضل.




مقالات مرتبطة