ما هي أبرز سمات قادة الأعمال العظماء؟

بصفتي شخصاً يقابل الكثير من قادة الأعمال، وناشطاً في مجال التعاون بين الشركات، يمكنني أن أخبرك أنَّه عندما تقابل عدداً كافياً من روَّاد الأعمال والمديرين التنفيذيين المثيرين للإعجاب، فإنَّك تبدأ رؤية أساليب جديدة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المُدوِّن "ستيفين نيليك" (Steven Nelick)، الرئيس التنفيذي لشركة "إم 3 لينكد" (M3Linked)، والذي يُحدِّثنا فيه عن أبرز السمات التي يتشاركها قادة الأعمال العظماء.

اعتقدت في البداية أنَّ هذا كان مصادفة، ولكن بصفتي الرئيس التنفيذي لشركة إم 3 لينكد (M3Linked)، وهي شركة تمتلك امتيازاً يسمح لها بالعمل في مجال التعاون بين الشركات، حيث يقدم روَّاد الأعمال وقادة الأعمال أنفسهم وعملهم، فقد اتضح لي أنَّ هذه السمات بالتأكيد ليست مصادفة، وهي ضرورية للنجاح؛ لذا اسمحوا لي أن أشارككم بعضاً من أكثر السمات المرغوبة - من دون ترتيب معيَّن - والتي يميل جميع قادة الأعمال العظماء إلى امتلاكها:

1. التواضع:

كلما كنت أقوى، ازداد توقع الناس أنَّك شخصٌ مغرور؛ إذ إنَّك بصفتك مالكاً لشركة أو ربما مديراً تنفيذياً رفيع المستوى، فلديك الكثير ممَّا تفخر به، وأنت معذور إذا ما كنت مغروراً بعض الشيء، ولكن إن لم تكن كذلك، فسوف تُكافأ على هذا؛ حيث إنَّك حين توضح أنَّك لست أهم من الآخرين، فإنَّ المزيد من الناس سوف يُعجبون بك، وسوف تصبح قائداً أكثر تواصلاً مع الآخرين، ما دمت تحتفظ بتواضعك.

2. الاستعداد للتواصل:

يرتبط هذا ارتباطاً وثيقاً بالتواضع؛ فإذا كنت متواضعاً، ستدرك أنَّك لا تعرف كل شيء ولا تستطيع فعل كل شيء؛ لذلك ستتواصل على الأرجح مع أرباب أعمال آخرين وتعمل معهم.

هذا مهم، فإذا كان في إمكانك الحصول على المشورة من قادة أقوياء آخرين، فإنَّ ذلك يساعد عملك في نهاية المطاف. وسواء كنت تطلب المشورة بشأن كيفية التعامل مع القوانين الحكومية الجديدة، أم كيفية شحن المنتجات بتكلفة أقل؛ يمكن أن ينتهي الأمر بشركتك إلى وضع أفضل بكثير.

3. الفضول:

إذا كنت رب أعمال ممتاز، فلا شك في أنَّ لديك فضولاً لاكتشاف العالم من حولك؛ إذ إنَّ قادة الأعمال والقادة السياسيين الذين يواجهون المتاعب، هم في أغلب الأحيان أولئك المعزولون الذين لا يدركون التحولات الثقافية وتلك التي طرأت على الأجيال والتغيرات التكنولوجية، والذين لا يستطيعون التعرُّف إلى المشكلات المحتملة التي تلوح في الأفق؛ وذلك لأنَّهم لا يخرجون أبداً من منطقة الراحة الخاصة بهم.

إن لم تكن فضولياً جداً بشأن الكيفية التي يعمل بها العالم، فلن تعرف الكثير عن العالم الذي تعمل فيه، وحين تحدث أزمة، ستُؤخَذ على حين غرة على الأرجح.

شاهد بالفديو: 8 صفات يتفرّد بها القائد المتميّز

4. الرغبة العميقة في مساعدة الناس:

أعتقد أنَّنا جميعاً، على مستوى ما، نريد مساعدة الناس، ولكن في بعض الأحيان نشتغل بحياتنا وتحقيق رغباتنا وأهدافنا، فنحن لا نفكر دائماً في العملاء الذين نخدمهم أو موظفينا، وعلى الرُّغم من أنَّه أمرٌ مفهوم، لكنَّه ليس جيداً للأعمال.

إذا تمكنت من الحفاظ على ذلك الشغف لمساعدة الناس، والذي قد يكون هو ما دفعك إلى العمل في المقام الأول، ووضع عملاءك وموظفيك في المقام الأول، فإنَّ عملك سوف يزدهر؛ حيث لن يجد الموظفون أيَّ حافز للبقاء عندما يعتقدون أنَّ رئيسهم لا يدعمهم، وخاصة في سوق العمل التنافسي اليوم، وعلاوة على ذلك إنَّ الزبائن يعرفون أيضاً أنَّ لديهم خيارات أخرى، وإذا شعروا أنَّك تستخف بهم، فسوف يذهبون للبحث عن منافس يهتم بهم حقاً.

يجب أن يكون قادة الأعمال الذين تحترمهم، هم أولئك الذين يساعدونك لتصبح شخصاً أفضل؛ وهذا يتحقق بصيغةٍ بسيطة: عامل الآخرين بالطريقة التي تريد أن يعاملوك بها.

5. القدرة الفعَّالة على التواصل:

هذا مهم للغاية، ولسوء الحظ، إنَّها ليست سمة تأتي بسهولة لبعض الناس. ولكن إذا كنت ستتولى دور القيادة، فإنَّ مهارات التواصل الجيدة أمر بالغ الأهمية، وحتى لو لم تكن تجيد التواصل بالفطرة، يمكنك أن تتعلم أن تحسِّن نفسك، والكثير من التحسن في التواصل يتضمن التدريب مثله مثل أي شيء آخر.

إذا كنت جالساً خلف الطاولة - وهو ما كان علينا القيام به خلال 18 شهراً الماضية أو نحو ذلك - وكنت تتواصل فحسب من خلال رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية، فسوف تفقد الكثير من ميزاتك كشخص يُحسن التواصل، ولكن إذا كنت تجبر نفسك على الخروج إلى العالم والتفاعل مع الناس، سواء شخصياً، أم عبر الهاتف، أم في اجتماعات الفيديو، فستجد أنَّك بدأت بالتحسُّن في التواصل.

إقرأ أيضاً: ما هي مهارات الاتصال الفعال؟

6. النزاهة:

قد يبدو فعل ما تقول إنَّك ستفعله أمراً بسيطاً جداً، لكنَّ الكثير من الناس يبدون غير قادرين على ذلك، كما أنَّ الناس يتوقفون عن اتِّباع القادة عندما لا يثقون بأنَّهم سينجحون.

جميعنا مشغولون وسنتخلف عن الركب، وجميعنا سيفشل في إنجاز مهمة أو مهمتين، لكنَّ هذا لا يعني أنَّك شخص سيِّئ أو قائد سيِّئ، بل يعني أنَّك إنسان. ولكن إذا أخبرت موظفيك أنَّ شيئاً ما سيتم إنجازه، فعليك إيجاد طريقة لإنجازه، وإذا كنت تتعاون مع رئيس تنفيذي آخر، وتعرض عليه بعض الموارد لمساعدته، ثم قررت أنَّك لن تتابع في الأمر معه، فهذه طريقة لجعل الناس يفقدون الثقة بك، وأنت كشخص وربَّ عمل لا تريد أن يأخذ الناس عنك هذه الفكرة.

إقرأ أيضاً: 18 خصلة يتحلى بها الأشخاص النزيهون... ما هي؟ وهل هي موجودة فيك؟

7. الشجاعة:

يتمتع جميع القادة الأكثر إلهاماً بقدر من الشجاعة، فالمخاطرة في جوهرها جزء من القيادة، والمجازفة تعني التحلي بالشجاعة؛ حيث إنَّ مجرد إظهار ضعفك وحاجتك إلى مساعدة الآخرين هو أمر يتطلب الشجاعة. وكذلك هو الأمر حين تختلف في الرأي مع ما يقوله الناس لك، وتشعر أنَّك مجبر على السير في طريقك الخاص، أو حين يكون هناك أشخاص يدعمون رأياً، وأشخاصٌ آخرون يدعمون رأياً آخر، ليكون عليك أن تختار بينهما؛ إذ إنَّك عندما تفعل أيَّاً ممَّا سبق، فأنت تعلم أنَّك ستخيب آمال بعض الأشخاص الذين قد تحبُّهم وتحترمهم حقاً، وهذا ليس بالأمر السهل.

يتعين على قادة الأعمال أن يثبتوا أنفسهم، وأن يتبعوا قناعاتهم، وألَّا يفقدوا الاحترام حتى عندما يختلف معهم الناس، وهذا يتطلب شجاعة؛ ولكن، إذا كنت رب عمل حقيقياً يمتلك بقية السمات الأُخرى، فلن يمثل فقدان الاحترام مخاطرة كبيرة في النهاية، وإذا كنت تتصرف مثل رب العمل الذي لطالما رغبت في أن تكون مثله، سيقوم معظم الناس بدعمك واتباعك، حتى عندما يختلفون معك.

المصدر




مقالات مرتبطة