ما هو حلمك؟

ما هو حلمك؟ هل ستحقق حلمك في حياتك؟ أنا متأكد من أنَّك ترغب أن تفعل ذلك وتأمله؛ لكن هل ستفعل ذلك بالفعل؟ وما هي فرص نجاحك؟ واحد من خمسة؟ واحد من المئة؟ واحد من المليون؟ كيف يُمكنك معرفة ما إذا كانت فرصك جيدة أو ما إذا كان حلمك سيبقى محض حلم؟ وهل أنت مستعد لاختبار حلمك؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب جون سي ماكسويل (John C. Maxwell)؛ والذي يُحدِّثنا فيه عن طريقة تحقيق الأحلام من خلال سرد بعض المُعوِّقات التي تعترض أحلامنا وكيفية التغلب على هذه المُعوِّقات.

معظم الناس الذين أعرفهم لديهم حلم؛ لقد سألت المئات بل الآلاف من الناس عن أحلامهم؛ فأقبلَ بعضهم يصف حلمه بتفاصيل دقيقة وحماس منقطع النظير، بينما تردد الآخرون في التعبير عمَّا يختلج في صدورهم؛ إذ يبدو أنَّهم مُحرَجون من الحديث عن أحلامهم؛ فهؤلاء الناس لم يخبروا عن أحلامهم قط، ولا يعرفون ما إذا كان الآخرون سيسخرون منهم، لأنَّهم غير متأكدين ممَّا إذا كانت أحلامهم جديرة بالذكر وقابلة للتحقيق أم أنَّها محكوم عليها بالإخفاق.

فمعظم الناس ليس لديهم فكرة عن كيفية تحقيق أحلامهم، وكل ما يمتلكونه هو فكرة مشوَّشة عن شيء ما يرغبون بتحقيقه يوماً ما أو أمانيهم في تبوُّء مكانةٍ ما، ولكنَّهم لا يعرفون كيف يصلون إلى مبتغاهم؛ فإن كان هذا ينطبق عليك، فلا تقلق، ما زال هناك أمل.

تعرف إلى الإجابات قبل إجراء الاختبار:

هل تتذكر -عندما كنت طفلاً في المدرسة- المراجعات التي كان يجريها المدرس قبل الاختبارات وعباراتٍ كان يقولها مثل: "انتبه الآن، لأنَّ هذا سيكون في الاختبار"؛ لقد قال المدرسون الذين أرادوا تشجيع طلابهم ورؤيتهم ينجحون أشياءَ من هذا القبيل لأنَّهم أرادوا منا أن نكون مستعدين حتى ننجح، لقد اختبرونا، لكنَّهم أعدُّونا للنجاح.

إنَّ رغبتي هي أن أكون مثل أولئك المعلمين الذين يشجعونك؛ أريد إعدادك لاختبار حلمك حتى تتمكن من تحقيقه بالفعل، ولكن كيف؟ أعتقد أنَّك إذا طرحت على نفسك الأسئلة الصحيحة، وأجبت عنها بطريقة إيجابية، فستكون لديك فرصة ممتازة لتحقيق أحلامك؛ وكلما زاد عدد الأسئلة التي يمكنك الإجابة عنها بطريقة إيجابية، زادت فرص نجاحك!.

الصورة الصحيحة والخاطئة للحلم:

لقد درست الأشخاص الناجحين لِما يقرُب من 40 عاماً، وعرفت مئات الأشخاص البارزين الذين حققوا أحلاماً كبيرة، وقد حققت بعض أحلامي؛ وما اكتشفته هو أنَّ الكثير من الناس يفهمون الأحلام بطريقةٍ خاطئة؛ لذا ألقِ نظرة على العديد من الأمور التي يسعى الناس إليها ويسمونها أحلاماً في حياتهم:

  • أحلام اليقظة: المُشتِّتات عن العمل الحالي.    
  • أحلام بعيدة المنال: أفكارعشوائية بدون استراتيجية أو أساس في الواقع.    
  • أحلام سيئة: القلق الذي يولِّد الخوف والعجز.   
  • أحلام مثالية: الطريقة التي سيكون عليها العالم لو كنت مسؤولاً.   
  • أحلام غير مباشرة: تعيشها منخلال الآخرين.
  • أحلام رومانسية: الإيمان بأنَّ شخصاً ما سوف يجعلك سعيداً.    
  • أحلام مهنية: الإيمان بأنَّ النجاح المهني سيجعلك سعيداً.    
  • أحلام السُّلطة والشهرة: الإيمان بأنَّ المنصب أو اللقب أو الجائزة ستجعلك سعيداً.   
  • أحلام مادية: الاعتقاد بأنَّ الثروة أو الممتلكات تجعلك سعيداً.   

إذا لم تكن هذه أحلاماً جيدة تستحق حياة الإنسان؛ فما هي الأحلام الحقيقية إذاً؟

إليك تعريفي للحلم الذي يمكن اختباره والنجاح في اجتيازه: الحلم هو صورة مُلهِمة للمستقبل تُنشِّط عقلك وإرادتك وعواطفك، وتُمكِّنك من القيام بكل ما بوسعك لتحقيق حلمك؛ فالحلم الذي يستحق السعي إليه هو صورة لهدف الإنسان ومخططاته وإمكاناته، أو كما يقول أحد أصدقائي: "الحلم هو بذرة الإمكانية المزروعة في روح الإنسان، والتي تدعوه إلى اتباع مسار فريد لتحقيق هدفه".

إقرأ أيضاً: الفرق بين وضع الأهداف وتحقيقها: 3 خطوات لتبدأ بتحقيق أهدافك

بماذا تفكر؟

الأحلام هي سِلَع ثمينة تدفعنا إلى الأمام وتمنحنا الطاقة وتحمِّسنا؛ فكل شخص يجب أن يكون لديه حلم؛ ولكن ماذا لو لم تكن متأكداً ممَّا إذا كان لديك حلم تريد تحقيقه؟ لنواجه الأمر؛ لم يُشجَّع الكثير من الناس على الحلم، وآخرون لديهم أحلام؛ ولكنَّهم يفقدون الأمل ويتخلون عنها.

أريدك أن تعرف أنَّ هناك أخباراً سارة؛ إذ يمكنك أن تجد أحلامك أو أن تستعيدها، ويمكن أن تكون أحلامك كبيرة؛ ولكن ليس من المفروض أن تكون أحلامك كبيرة حتى تستحق المتابعة؛ بل فقط أكبر منك.

إذا فقدت الأمل أو فقدت بوصلة أحلامك أو لم تواجه أبداً ما يستحق أن تحلم به وتعمل على تحقيقه؛ فقد يُساعدك التعرف إلى الأسباب الخمسة الأكثر شيوعاً التي تجعل الناس يواجهون صعوبات في تحديد أحلامهم:

5 أسباب شائعة تجعل الناس يواجهون صعوبات في تحديد أحلامهم:

  1. الأشخاص الذين يَثنون الآخرين عن تحقيق أحلامهم: لقد سُلبت أحلامُ الكثير من الناس؛ فالعالم مليء بأشخاصٍ يحطِّمون الأحلام ويقتلون الأفكار.
  2. خيبات الأمل والإساءات التي تعرض لها بعض الناس سابقاً: خيبة الأمل هي الفجوة بين تطلعاتنا والواقع الذي نعيشه؛ لقد واجهنا جميعاً هذه الفجوة؛ فعندما يحدث خطأ ما، نقول: "لن أفعل ذلك مرة أخرى" يا له من خطأ! خاصةً عندما يتعلق الأمر بأحلامنا؛ ولكنَّ الحقيقة هي أنَّ الإخفاق هو الثمن الذي يجب أن ندفعه لتحقيق النجاح.
  3. تعوُّدُ بعض الناس قبولَ النتائج العادية: فكما قالت الصحفية مورين داود (Maureen Dowd): "عندما تقبل ما هو أقل ممَّا تستحق، ستحصل على أقل مما قبلت به". تتطلب الأحلام أن تطمح نحو الأفضل؛ إذ لا يمكنك أن تجمع بين تحقيق حلمك وقبولك ما هو دون المتوسط ​​في نفس الوقت، فالاثنان متعارضان.
  4. افتقار بعض الناس إلى الثقة اللازمة لتحقيق أحلامهم: فكما قالت الكاتبة إرما بومبيك (Erma Bombeck): "يتطلب الأمر الكثير من الشجاعة لعرض أحلامك على شخص آخر". يتطلب الأمر ثقة للتحدث عن حلمك وثقة أكبر لتحقيقه، وأحياناً تميِّزُ الثقةُ الأشخاصَ الذين يحلمون ويسعون لتحقيق أحلامهم عمن لا يفعلون ذلك.
  5. افتقار بعض الناس إلى الخيال ليحلموا: كيف يكتشف الناس أحلامهم من خلال الحلم؟ قد يبدو ذلك بسيطاً أكثر من اللازم؛ لكنَّه بالفعل يبدأ هكذا، فالخيال هو التربة الخصبة التي تجلب الحلم إلى الحياة.

هل أنت مستعد لاختبار حلمك؟ حسناً، ربما تقول لنفسك، لديَّ حلم، وأعتقد أنَّه يستحق المتابعة، ولكن ماذا الآن؟ كيف أعرف أنَّ فرصي جيدة لتحقيقه؟

هذا يقودنا إلى هذه الأسئلة:

  • سؤال الملكية: هل هذا الحلم الذي أسعى لتحقيقه هو حقاً حلمي؟
  • سؤال الوضوح: هل لدي صورة واضحة عن حلمي؟    
  • سؤال الواقع: هل أعتمد على عوامل ضمن قدراتي لتحقيق حلمي؟    
  • سؤال العاطفة: هل عاطفتي تجاه حلمي قوية بما فيه الكفاية لتجبرني على متابعة محاولة الوصول إليه؟    
  • سؤال المسار: هل لدي استراتيجية للوصول إلى حلمي؟    
  • سؤال الناس: هل تشمل خطتي الأشخاص الذين أحتاجهم لتحقيق حلمي؟    
  • سؤال التكلفة: هل أنا على استعداد لدفع ثمن حلمي؟    
  • سؤال المثابرة: هل أقترب منحلمي؟
  • سؤال الإنجاز: هل السعي وراء تحقيق حلمي يجلب لي الرضا؟     
  • سؤال الأهمية: هل حلمي يفيد الآخرين؟    

أعتقد أنَّك إذا استكشفت كل سؤال وامتحنت نفسك بصدق وأجبت بنعم على جميع الأسئلة؛ فإنَّ احتمالات تحقيق حلمك جيدة جداً؛ وأعتقد حقاً أنَّ الجميع لديهم القدرة على تخيل حلم يستحق العناء، وأنَّ معظمهم لديه القدرة على تحقيقه؛ ولكن لا تُلقِ بالاً إن رأى الآخرون حلمك غريباً إذا كانت إجاباتك بنعم على أسئلة اختبار الحلم.

أكد كاتب الخطابات والمؤلف الكوميدي روبرت أوربن (Robert Orben): "تذكَّر دائماً أنَّ هناك نوعين فقط من الناس في هذا العالم: الواقعيون والحالمون؛ يعرف الواقعيون إلى أين هم ذاهبون، أما الحالمون فقد وصلوا فعلاً إلى حيث يريدون"؛ فإذا كنت قد حدَّدت حلمك، فأنت مستعد لاختباره والبدء بالسعي إلى تحقيقه.

إقرأ أيضاً: العقلية الحالمة لا تحقق الأحلام!

هل يمكنك الإجابة بنعم عن سؤال "ما هو حلمي"؟

إذا لم تكن متأكداً من الشيء الذي قد يكون حلمك -لأنَّك تخشى الحلم أو لأنَّك فقدت حلمك بطريقة ما خلال مسيرة السعي وراءه- فابدأ بتجهيز نفسك لاستقبال حلمك من خلال استكشاف ما يلي:

  •  التحضير العقلي: اقرأ وادرس في المجالات التي تهمك.    
  •  التحضير التجريبي: شارك في نشاطات تتعلق باهتماماتك.    
  •  التحضير البصري: علِّق على الحائط صوراً لأشخاص وأشياء تلهمك.    
  •  التحضير البطولي: اقرأ عن أشخاص تحترمهم وتجد فيهم مصدر إلهام لك، وحاول أن تقابلهم.    
  •  التحضير البدني: اعتنِ بجسدك حتى يساعدك على تحقيق حلمك.    
  •  التحضير الروحي: تضرع إلى الله واسأله أن يساعدك على تحقيق ما هو أكبر من حلمك.

بمجرّد قيامك بهذه الأمور لتهيئة نفسك بالشكل الأمثل لاستقبال الحلم، ركز على اكتشاف حلمك؛ وأثناء قيامك بذلك، ضع نُصب عينيك أنَّ "الحلم هو ما تريده إذا كان كل شيء ممكناً".

 

المصدر




مقالات مرتبطة