ما هو الوقت المثالي لتناول القهوة؟

لا شك في أنَّ الأشخاص الذين يعتمدون على القهوة ليبقوا متيقظين في أثناء العمل، يكونون على دراية بفوائدها؛ فالقهوة تنشط الجهاز العصبي؛ ممَّا يجعلنا مُركِّزين بشكل أفضل ويزيد من سرعة ردات الفعل.



طبعاً لهذا المشروب جوانب سلبية، فالأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من الكافيين قد يعانون من بعض الآثار الجانبية السلبية، مثل الإفراط بالتفكير والكلام وتشنجات عضلية والغثيان، وأيضاً القلق والأرق.

لكن من المعلوم أنَّ الشعور باليقظة الذي يمنحه فنجان من القهوة قد يستمر مدة تصل إلى ست ساعات في المتوسط؛ لذا كان من الهام جداً اختيار التوقيت المناسب لشرب القهوة، وإذا كنت تريد الحصول على بعض النشاط في أثناء العمل من خلال شرب القهوة، فاتَّبع ما يقوله الباحثون وخبراء التغذية:

1. يتعلق الوقت المثالي بعمرك:

قد تساعد قهوة الصباح على تعزيز أداء الشباب الذين يشعرون بالإرهاق؛ إذ اشتملت إحدى الدراسات التي نُشِرَت في عام 2016 على طلاب جامعيين كانوا يشربون القهوة بانتظام، وخضعوا لاختبار ذاكرة أجراه الباحثون على مرحلتين، الأولى في الساعة 6 صباحاً والأخرى في الساعة 2 ظهراً؛ حيث وجدوا أنَّ الطلاب الذين تناولوا القهوة الصباحية قبل الاختبار أظهروا تفوقاً في الأداء، أمَّا الذين تناولوا القهوة قبل فترة ما بعد الظهر لم يُظهروا تحسناً.

ومع ذلك، يبقى لتناول القهوة في فترة العصر فوائدها؛ حيث ينخفض أداء الذاكرة لدى غالبية كبار السن في الفترة ما بين الصباح إلى ما بعد الظهر، وفي دراسة أُجرِيَت في عام 2021 على أشخاص تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، تَبيَّن أنَّ فنجاناً واحداً من القهوة تم تناوله قبل 30 دقيقة من الاختبار، أدى إلى زوال الانخفاض في أداء الذاكرة تماماً.

إقرأ أيضاً: نصائح للتخلص من سيطرة الكافيين على جسدك

2. يعتمد تأثير الكافيين على تكوينك البيولوجي:

تبدأ فعَّالية الكافيين الموجود في القهوة بعد وقت قصير من تناوله؛ لذلك ضع في حسبانك الوقت الذي تحتاج فيه إلى أن تكون متيقظاً قبل تناول القهوة.

تقول مختصة التغذية "تامارا صامويلز" (Tamar Samuels): "إذا كان تفاعل جهازك العصبي مع الكافيين معتدلاً، فيجب أن تشعر بمزيد من اليقظة خلال الساعة إلى الست ساعات القادمة؛ لذلك يجب أن تختار بحكمة الوقت الذي تتناول فيه الكافيين، اعتماداً على الوقت الذي تحتاج فيه إلى الشعور باليقظة على مدار اليوم".

يعتمد مقدار التأثير المُنبه للكافيين أيضاً على تكوينك البيولوجي؛ حيث يقول رئيس قسم التغذية السريرية في "جامعة كاليفورنيا" (University of California) "تشاوبينج لي" (Zhaoping Li): "نحن نتعلم أنَّ كل خلية من خلايا أجسامنا لها ساعتها البيولوجية، فإذا كان الكافيين يجعل عقلك متيقظاً، فليس من الضروري أن يكون له التأثير نفسه في باقي الجسم؛ بل يحدث أحياناً أن تكون مستيقظاً لكنَّك تشعر بالخمول.

وتختلف الطريقة التي تستجيب فيها أجسادنا للطعام والغذاء، بما في ذلك الكافيين، من شخص إلى آخر؛ إذ إنَّ لكل شخص عوامله الخاصة به، والتي تؤدي إلى استجابة مختلفة عن الشخص الآخر".

ويضيف "لي" بأنَّه لا توجد أبحاث قاطعة حول ما إذا كانت قهوة الصباح أو بعد الظهر هي الأفضل لزيادة اليقظة في أثناء العمل؛ حيث يقول: "نحاول أن نعمِّم النصائح على الجميع ونَعُدَّ الجميع نموذجاً واحداً، لكنَّ الواقع مختلف؛ حيث إنَّ هناك عوامل تؤثر في تحديد أفضل وقت لتناول الكافيين، منها مثلاً العمر والعِرق، وتُعَدُّ كلها عوامل تؤثر في التوقيت المناسب لشرب القهوة من أجل تحسين الأداء الوظيفي، وهذا يجعل الأمر محيراً بالنسبة إلى مَن يستهلكون القهوة؛ لذلك فإنَّ أفضل نصيحة أقدمها إلى مرضاي هي اختيار الأفضل بالنسبة إلى كل واحد منهم".

إقرأ أيضاً: الدليل الكامل للاستفادة من القهوة في تعزيز طاقة الجسم

ولمعرفة التوقيت الأمثل بالنسبة إليك، يقترح "لي" أن تتناول القهوة في أثناء العمل وفي أوقات مختلفة، ثم ملاحظة تأثيرها من خلال الانتباه إلى ما تشعر به، فإذا لم تلاحظ أيَّ تأثير، فقد تضطر إلى تناولها في أوقات أخرى، أو في وقت مختلف عن الوقت الذي ربما تتناول فيه أدويةً ما.

لكن إذا كنت تشعر بخفقان القلب أو الأرق أو القلق الشديد، أو كانت لديك حساسية للكافيين، أو كنت لا تنوي السهر، فاحرص على عدم تناول القهوة في وقت متأخر في أيام العمل.

تقول "صامويلز": "كقاعدة عامة، يزداد شعورنا باليقظة والتركيز في الوقت القريب من احتسائنا القهوة؛ لذلك يجب على الأشخاص الذين يعانون من حساسية مفرطة للكافيين الاكتفاء باحتساء القهوة في الصباح، لتجنب اضطرابات النوم والقلق وتسارع ضربات القلب، وغيرها من الأعراض المرتبطة بالإكثار من الكافيين".

المصدر




مقالات مرتبطة