ما هو الفرق بين القيادة والإدارة؟

يشير مفهوم الإدارة إلى الكفاءة في ارتقاء سلم النجاح، بينما يدل مفهوم القيادة على التأكد من أنَّ السلم يستند إلى الجدار الصحيح، وكثيراً ما يَحدث لغط في استخدام هذين المفهومين، حيث يستعملهما الناس على نحو متبادل.



وهناك التباس كبير بين المفهومين بسبب طبيعة العمل الذي يتمحور حوله كل منهما؛ حيث تعني القيادة باختصار إيجادَ رؤية لتوجيه التغيير، ووضعَ استراتيجيات فاعلة تحفِّز الناس على العمل معاً لتحقيق الأهداف المشتركة، بينما يتجلى مفهوم الإدارة في مراقبة الموارد وتوجيهها أو حتى تنظيمها.

وتتجلى مسؤوليات القائد في التركيز على المنظمة وبثِّ روح الإيجابية فيها؛ حيث يتولى القادة توجيه مَن حولهم لفهم رؤية المَهمة والإيمان بأفكارها، في حين تتعاون الإدارة مع الآخرين لإنجاز الأهداف المرجوة. وبالتالي، يتعين على رواد الأعمال الناجحين أن يجمعوا بين صفات القادة الأقوياء والمدراء الفاعلين على حد سواء ودمجها معاً للوصول إلى طريق النجاح.

وتُعدُّ القيادة مفتاح الوصول إلى قلوب الناس وتعزيز إيمانهم بك؛ لأنَّ تطلعاتهم إلى العمل معك مرتبطة بفهم وجهة نظرك ورؤيتك، في حين تتعلق الإدارة بالإشراف ويقتصر نطاقها على ضمان سير العمليات اليومية بنجاح.

شاهد بالفيديو: 15 نصيحة في الإدارة والقيادة الحكيمة

تعريف القيادة:

هي مهارة قيادة الجماهير وإلهامها نحو هدف أو موضوع محدد، وهي عملية مشتركة بين الأشخاص تكفل تحقيق الأهداف المهنية بحماسة وإرادة. والقيادة صفة يتفرد بها قلة من الناس وليست أمراً يمكِن تعلُّمه؛ حيث يُطلَق على الأفراد الذين يتمتعون بهذه السمة لقب القادة، وتنطوي أساليب القيادة على التفكير الاستراتيجي في مختلف مجالات الحياة. ومن وجهة نظر تنظيمية؛ تتفاوت مستويات القادة؛ حيث يُعدُّ مؤسس الشركة قائداً نجح في كسب تأييد الناس نحو تحقيق الهدف الأكبر؛ ولتحقيق ذلك ينبغي أن تعمل فِرَق متعددة معاً، ويمكِن أن يلعب فريق برمَّته دوراً قيادياً أيضاً؛ حيث لا يقتصر الأمر على الأفراد فقط؛ بل يمكِن للشركة أن تُحقِّق القيادة من خلال العمل الجماعي لهزيمة المنافسين.

ويُحدَّد حجم القيادة بسبل عدة منها: العلامة التجارية، والتكلفة، والحصة من السوق، وما إلى ذلك.

إقرأ أيضاً: إدارة الموارد البشرية: مفهومها، وأهميتها، وأنواعها، ووظائفها، وأقسامها

تعريف الإدارة:

كما ذكرنا آنفاً، تُطبِّق الإدارة الرؤيةَ التي تضعها القيادة، ويتمثل الدور الرئيس للإدارة أو المدراء في وضع خطوات بسيطة للوصول إلى الهدف الكبير وتحقيقه مع فريق من الأفراد المتحمسين. وتشكِّل القدرة على تنفيذ المهام اليومية ومراجعة الموارد والعمليات، فضلاً عن وضع قواعد وإجراءات العمل عناصرَ رئيسة للإدارة، ويتجاوز مفهوم الإدارة حيِّز الموارد البشرية ليشمل الأموال، والمواد، والآلات، والأساليب.

وفي حين تعمل القيادة على توجيه الناس عبر تشجيعهم؛ فإنَّ الإدارة تضمن سير كل الأمور بسلاسة. ويظهر دور القائد في الأدوار الفاعلة؛ أي حل المشكلات قبل أن يتسنى لها الظهور، بينما تكون الاستجابة للأحداث بعد وقوعها من مهام الإدارة؛ لأنَّ القيادة متعلقة بالتغيير، بينما تضمن الإدارة الاستقرار في المنظمة.

خلاصة القول: إنَّ أداء القيادة لواجباتها على الوجه الأمثل؛ يعني أداء الإدارة مهامها بالشكل الصحيح أيضاً، ولكن هناك مجالات معيَّنة يَظهر فيها الاختلاف والتباين بين الإدارة والقيادة.

إقرأ أيضاً: القيادة والإدارة: وجهان لعملة واحدة

الفروقات بين القيادة والإدارة:

1. أنماط الشخصية:

غالباً ما يتَّسم الشخص القيادي بصفات مثل: العبقرية، أو الحضور الجاذب، أو المزاجية؛ ورغم ذلك فهُم أشخاص يحبون الخصوصية، ويَشعر الشخص القيادي بارتياح تام عندما يتعلق الأمر بالمجازفة؛ حيث يمتلك مستويات عالية من الخيال. ومن جانب آخر، تركِّز الإدارة على مساعدة القادة من خلال تحقيقهم الأهداف، وتوفير الموارد، والتحليل، والاستخبارات، والثبات، والإرادة القوية، وغالباً ما يكون القادة مشاركين ومتكيفين مع التغييرات واستشاريين، بينما يكون المدراء متسلطين ومستبدين.

2. أسلوب التعامل مع المهام:

كثيراً ما يبتكر القادة حلولاً إبداعية للمشكلات ويفكرون خارج الصندوق، وتؤدي جاذبيتهم دوراً في تحفيز الآخرين على التركيز بشكل أفضل على حل المشكلات والتفوق في عملهم. يَستخدم القادة والمدراء برنامج "باوربوينت" (PowerPoint) لإنشاء عروض تقديمية ولكن برؤىً مختلفة؛ حيث يقوم القادة بذلك من أجل التحفيز وتحديد الأهداف، بينما يهدف المدراء إرساء القواعد والسياسات والاستراتيجيات والجمع بينها لضمان عمل الفريق بشكل سلس. ويحاول المدراء تقليل المخاطر وتحقيق النجاح، كما تعمل الإدارة على تمكين الناس من خلال التماس آرائهم، وتتبُّع القيادة في توجهاتها.

3. الالتزام بالأهداف:

تبقى القيادة حتى الوصول إلى الهدف المنشود وتحقيقه وتظلُّ متحفزة طوال العملية حتى لو لم يتحقق النجاح الفوري، بينما تعمل الإدارة على الأمد القصير وتسعى إلى الإقرار والاحتفاء بها بشكل منتظم. وتركِّز الإدارة على تحديد الأهداف وتوضيحها وتحقيقها على مراحل.

4. التنظيم والتوفيق:

ينصبُّ تركيز القيادة على الابتكار وتحفيز الناس، بينما تعمل الإدارة وفق ذلك وبطريقة متسقة لتحقيق الأهداف، وتتبع الإدارة عمليات تكتيكية تَظهر عبر مراحل للوصول إلى النتائج المرجوة. وتكون القيادة أقل قلقاً حول إدارة الناس والموارد، لكنَّها تصب اهتمامها على تحقيق الأهداف وتمكين الموظفين والمنظمات ككل.

إقرأ أيضاً: الإدارة أم القيادة: أيُّهما أفضل؟

5. إطلاق العنان للإمكانات:

إنَّ القيادة والإدارة عاملان مختلفان لإنجاز المَهمة النهائية، ولطالما كانت القيادة تهدف إلى تحقيق الخير للناس؛ وكما ذكرنا سابقاً، إنَّ صفات القادة تتجلى في المرونة، وتحديد الرؤية، والابتكار، والشخصية الجذابة، فضلاً عن مهارات الإقناع.

ولكن تميل الإدارة لأن تكون حكيمة وتحليلية ومثابِرة، كما ينبغي لها الصمود تحت الضغوطات، وإدارة المهام اليومية باستمرار.

إقرأ أيضاً: ورشة عمل في صفات المدير

أيُّها أكثر أهمية؛ القيادة أم الإدارة؟

بما أنَّ لكليهما القدر نفسه من الأهمية، إلا أنَّ المنظمة لا تصمد طويلاً إلا بوجود قيادة في قاعدتها، ولا يمكِن إنكار أنَّ القيادة والإداراة وحدة متكاملة؛ فحيث توجد الإدارة توجد القيادة؛ لأنَّهما يكملان بعضهما، وتتطلب المنظمة وجود كليهما بمستويات متفاوتة؛ حيث تهتم القيادة بالرؤية، والإلهام، والنزاهة، والقدرة على إحداث التغيير؛ بينما تنفِّذ الإدارة الرؤية الموجهة.

المصدر




مقالات مرتبطة