ما الذي يغفله الناس في التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية؟

لا بُدَّ وأنَّك تلقيتَ النصيحة المعروفة حول وضع حدٍّ لساعات عملك إذا كنتَ تعمل من المنزل، أو قرأتَ أنَّه يجب عليك التركيز على عملك بشكل فعلي أكثر باستخدام برنامج يحظر إشعارات وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني، وربما تكون قد جرَّبتَ التوازن بين العمل والحياة لفترة من الوقت.



ومع ذلك، فإنَّ ما ينقص الحديث حول التوازن بين العمل والحياة هو الحاجة إلى إيلاء الأولوية لذاتك في وضع الأهداف والعمل والإنتاجية والرغبة في تحسين حياة المرء، وإنَّ جعل نفسك أولوية هو المفتاح والأساس لتحقيق التوازن بين العمل والحياة، وذلك للأسباب التالية:

1. يأتي الإرهاق من قلة الحماسة لما تسعى إليه:

هل تستيقظ وتنظر إلى قائمة مهامك وتشعر بانقباض؟ من المُحتمَل أنَّ معظم ما تفعله يومياً هو نفسه، والروتين يستنزفك نفسياً، ومن ثمَّ جسدياً.

عندما تقضي يوماً بعد يوم في العمل المتواصل دون تخصيص وقت للمتعة وجميع الأهداف الشخصية التي ترغب في تحقيقها، فهذا يؤدي إلى الشعور بالإحباط والمرارة والإرهاق، وإن لم تكن متحمساً للعمل، فإنَّ ذلك يقلل من طاقتك وتحفيزك؛ حيث يؤدي الإرهاق الناتج إلى تقليل الإنتاجية وتضخيم الأعذار.

يجب أن يكون التوازن أساس التوفيق بين العمل والحياة الشخصية، لكنَّ الأمر لا يقتصر على تحديد جدول مناسب لك؛ بل ستحتاج إلى تخصيص الكثير من الوقت لنفسك، ويجب أن يتضمن جدولك الوقت الذي تمارس فيه هواياتك، وتفعل أشياء ممتعة، وتركز على التحسين الشخصي.

إذا كنتَ تشعر بالتوتر والإرهاق العقلي عندما تفكر في العمل وأهدافك، فقد حان الوقت لتفكر وتسأل نفسك متى كانت آخر مرة فعلتَ فيها شيئاً من أجلك فقط؟ ستكون أكثر إنتاجيةً وستُطوِّر قدرتك على العمل بشكل مدروسٍ أكثر عندما لا تشعر أنَّ حياتك عبء.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح للتخلّص من التعب العقلي والجسدي

2. لا يمكن لكفة العمل أن ترجح عند الموازنة بين العمل والحياة الشخصية:

عندما تكون جيداً فيما تفعله، قد يكون من السهل أن تجعل ذلك جزءاً من هويتك، ومن المألوف أن يواجه شخص كان هو "المدير" في وظيفة أو شركة تحديات إعادة التكيف مع التغييرات في وضع عمله، فقد عانى ملايين الأمريكيين من ذلك تماماً خلال العام الماضي.

وإذا ربطتَ هويتك بعملك، فسوف تفقد التوازن عندما تصبح ظروف الحياة غير متوقعة، ويبدأ التوازن بين العمل والحياة بأن تكون واثقاً من أولوياتك غير المتعلقة بالعمل وعدم الارتباط بالظروف التي لا يمكنك التحكم بها.

هناك الكثير من تجارب الحياة واللحظات التي يجب أن نعيشها بعيداً عن العمل؛ حيث يساعدك العمل على بناء الحرية المالية لتجربة الحياة، ولكن لا تدعها تتجاوز التوازن وتربط معتقداتك عن نفسك بالظروف التي لا يجب أن تحدد هويتك.

شاهد بالفيديو: 7 استراتيجيات للتعافي من إرهاق العمل

3. ستنجز المزيد عندما تعمل وتنظِّم حياتك:

سواء كنتَ تدرك ذلك أم لا، فأنت أهم مشروع تسعى إليه على الإطلاق، فعندما تجعل التحسين الخاص بك أولوية، ستكون أكثر إنتاجيةً، وعندما تكون متحمساً للحياة وفرصة العمل، ستقلل من التوتر والإرهاق.

ابدأ بأن تجعل نفسك أولوية، ويجب على العائلة والأصدقاء وزملاء العمل والعملاء وأي شخص آخر يتطلب وقتك وطاقتك أن يرى ويحترم حدودك.

اقضِ وقتاً يومياً في مهمة أو هدف واحد أو تجربة ممتعة تخصك أنت فقط، وإذا كان في إمكانك القيام بذلك في بداية يومك، فسوف تبرمج عقلك على فهم أنَّك الأولوية الرئيسة، فافعل ذلك تدريجياً، وسوف تستيقظ متحمساً لما سيحمله لك اليوم.

في أثناء بناء الأولويات الذاتية وتطوير عادات رعاية ذاتية صحية، ستحقق التوازن بين العمل والحياة دائماً.

المصدر




مقالات مرتبطة