ما الذي يجعلك تستيقظ في الليل؟

"ما الذي يجعلك تستيقظ في الليل؟" هو سؤال شائع يُطرَح على المديرين التنفيذيين؛ حيث استُطلِعت آراء 384 من القادة حول هذا الموضوع، وأبلغ المشاركون عن نوعية نومهم، بما في ذلك الظروف والأفكار والأمراض التي تحول دون تمتُّعهم بنوم هنيء.



أفاد جزء كبير من القادة بأنَّهم يعانون من القلق والتقلب خلال الليل، وقال واحد من كل ثلاثة تقريباً إنَّهم يواجهون صعوبةً في النوم بضع أيام في الأسبوع، وهناك بعض العوامل التي تُسبِّب اضطرابات النوم التي على الرغم من أنَّها مزعجة، إلا أنَّها تُعَدُّ جزءاً طبيعياً من الحياة؛ كأصوات الحيوانات الأليفة، والأطفال، والشخير، والضوضاء الصاخبة، كما قد يكون هناك أيضاً عدد من الأشخاص الذين يبقون مستيقظين بسبب مشكلات فيزيولوجية؛ كمشكلات في التنفس، أو للذهاب إلى الحمام، أو الشعور بالألم، أو متلازمة تململ الساقين، أو نقطاع النفس الانسدادي النومي، أو سن اليأس.

ومن خلال هذا الاستطلاع، وُجِد أنَّه غالباً ما تصاحب مشكلات النوم مشكلات في العمل، وسنتحدث عن مشكلتين منها:

1. الضغط الناجم عن العمل:

لا يأخذ الناس عملهم إلى المنزل فحسب؛ بل يعملون حتى في أثناء النوم، ومن بين الذين شملهم الاستطلاع، ذكر واحد من كل 4 موظفين أنَّ الأفكار المتعلقة بالعمل تحول دون نومهم غالباً؛ حيث يسيطر العمل بشكل كبير على أذهان الناس، سواء كان ذلك يتعلق بالأحداث الماضية أم التخطيط والقلق بشأن المهام القادمة.

ترافق المشكلات التي يواجهها العديد من القادة خلال النهار في أثناء الليل، على سبيل المثال: قال أحد المديرين التنفيذيين: "إذا كنتُ أحاول حل مشكلة معقدة، فإنَّني أفكر فيها باستمرار، حتى في أثناء النوم، وإذا استيقظتُ لفترة قصيرة، فقد أجد صعوبةً في التوقف عن التفكير والعودة إلى النوم".

لذلك تجنَّب اجترار الأفكار قدر الإمكان، لتحصل على راحة في النوم؛ لأنَّ اجترار الأفكار هو السبب الرئيس للتوتر.

شاهد بالفديو: 10 قواعد للتغلب على الشعور بالضغط

2. عدم تحقيق التوازن بين العمل والحياة:

عند البحث بشكل أعمق في اضطرابات النوم المتعلقة بالعمل، وُجِد أنَّ الكثير منها يتعلق بعدم تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية؛ حيث يرتبط عدم الرضا عن الطريقة التي يدير بها بعض الأشخاص الانتقال بين العمل والوقت الشخصي بمشكلات النوم، على سبيل المثال: الأفراد الذين من المرجح أن يشعروا أنَّهم يعملون دائماً، سواء كانوا في العمل أم لا، كانوا أيضاً أكثر عرضةً للإصابة بأعراض الأرق وصعوبة النوم.

وهذا التأثير موجود حتى عندما نأخذ في الحسبان أنماط الحياة التي نعلم أنَّها يمكِن أن تؤثر في جودة النوم، مثل: العمر، وممارسة الرياضة، وحتى استهلاك الكافيين؛ فإنَّ عدم القدرة على أخذ استراحة من العمل هو عائق خطير أمام النوم، في المقابل يمكِن أن يؤدي قلة النوم إلى إضعاف الذاكرة والقدرة على التعلم وتنظيم المشاعر، وكل ذلك يمكِن أن يجعل الصراعات النفسية أسوأ.

إقرأ أيضاً: موضوع شامل عن اضطرابات النوم والأرق عند الإنسان

الآثار المترتبة على نقص النوم:

في حين قد يقدِّر الكثيرون المرونة التي أحدثَتها التكنولوجيا الجديدة في مكان العمل، إلا أنَّ المرونة هذه يمكِن أن تسبب اضطرابات في النوم، ولا يعود ذلك فقط إلى الإشعارات المستمرة التي نتلقاها أو الضوء الأزرق الذي ينبعث من شاشات أجهزتنا المحمولة، ولكن أيضاً بسبب قدرة التكنولوجيا على إبقاء العمل مسيطر على أذهاننا، وهذا يعني أنَّنا لا نستطيع الراحة لا جسدياً ولا نفسياً ولا عاطفياً.

عندما يبقينا العمل مستيقظين، فلن نحصل على الراحة والتعافي الضروريين للقيادة الفعالة والتمتع بالصحة النفسية، وهذا بدوره يجعلنا متعبين في العمل، وهو عقبة في طريق القيادة الفعالة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة