وكما يقول أحد كُتَّاب قطاع الأعمال المفضلين لدي، مارشال جولدسميث: "الذي أتى بك هنا، لن يصل بك إلى هناك". للوصول إلى "هناك" -بمعنى أن تصل إلى رؤيتكَ النهائية للنجاح- سوف يتعيّن عليك أن تتخلّى عن بعض المهام، أو تقوم بتفويضها، أو بتعهيدها، أو أن تُعيد تنظيمها. لكن سيتعيّن عليكَ البدء في تخصيص وقتك للأولويات التي لا يمكن إلا لشخصٍ واحدٍ، والذي هو أنت الرئيس التنفيذي، أن يقومَ بها.
لقد جمعنا لك هنا في موقع النجاح قائمة من ثلاثة أمورٍ على أيِّ مديرٍ تنفيذي التَّوقف عن القيام بها، من أجل أن تزيل الفوضى من مكتبك وجدولِ أعمالك، ولكي تركزَ كاملَ طاقاتك على إنجاز الأمور الهامَّة فقط. وتلك القائمة هي:
1. أدرك ما هي الأمور التي يجب أن تكون على رأس أولوياتك
إنَّ الرؤساء التنفيذيين ذوي الأداء العالي والذين يُديرون أفضل كُبرى الشركات يركّزون وقتهم على خمسة أمورٍ فقط:
- الرؤية.
- النَّقديَّة الجاهزة.
- توظيف أفضل الأشخاص.
- إدارة العلاقات الرئيسية.
- التَّعلم.
إنَّ أيَّ شيء في جدول أعمالك الحالي لا يدخل ضمن واحدة من هذه الفئات الخمس، هو على الأغلب مضيعة لوقتك. هذه هي المعايير التي سوف ترتكز عليها قائمتنا هذه، لذا ضعها في اعتبارك خلال بقية المقال.
قد يبدو لك وضعنا لهذا التقييد على ما يجب وما لا يجب أن تضطلع بمسؤوليته؛ نوعاً من الدَّلال، أو حتى نوعاً من الكسل. لكن ثق بي، إنَّ الأمر ليس كذلك. فأنت مازلت عالقاً في التفكير بعقلية الشركات الناشئة. فإن لم تتوقف عن التفكير مثل شخص يقوم بإدارة أعماله من مرآب السيارات الخاص به، وتبدأ بالتفكير كمديرٍ تنفيذي على مستوى عالمي، فلن تصبح شركتك من الطراز العالمي أبداً. إنَّه لأمرٌ جديرٌ بالثناء أنَّك قد وصلتَ إلى ما وصلتَ إليه عن طريق التَّعامل مع جداول الرواتب، ووضع خطط التسويق وتعبئة الصناديق بيديك الاثنتين و"التواصل السَّلبي مع العملاء - cold calling" (التسويق عبر الهاتف) وما إلى ذلك. ولكن ذلك كان في الماضي. أمَّا الآن، فقد حان الوقت للبدء في دراسة جميع الأمور التي يجب عليك التوقف عنها، وأن تعرف من يجب أن يفعل ذلك عوضاً عنك.
2. هل عليكَ تفويض المهام أم التَّوقف عن القيام بها؟
لماذا تقوم بما تقوم به؟ هل لأنَّها مَهَمَّة غاية في الأهمية وتقود شركتك إلى تحقيق رؤيتك الكبيرة؟ أم أنَّها تزيد من أحد مؤشرات الأداء الرئيسية التي تتبعه شركتك وتقيسه بشكل دوري؟ أم هي وظيفة أساسية تناسب أحد موظفي الإدارة العليا الذي لم تقم بتوظيفه بعد؟
إنَّ هذه المهام هي من النوع الذي يجب أن تقومَ بتفويضه. فأنتَ بحاجةٍ إلى الاستمرار في القيام بمثل تلك الأمور حتى ينمو عملك، لكنَّها بالمقابل ليست بأنشطة ترقى لمستوى الرؤساء التنفيذيين. لذا قم بتحديد من يجب عليك تفويض تلك المهام إليه، وحدد موعداً نهائيَّاً صارماً لإجبار نفسك على الانتقال إلى المستوى التالي.
هناك فئة أخرى من المهام عليك التفكير فيها: الأمور التي تقوم بها الشركة لأنَّك دائماً ما قمت بها. ربما تكون تلك المهام عبارة عن حملة تسويق عبر البريد الإلكتروني لا تُتَرجم الآن إلى عملاء محتملين. أو عبارة عن مكتب فرعي لم يحقق أرباحاً بعد. أو ربما أنَّ نظام إدارة الحسابات ونظام إدارة العلاقة مع العملاء لديك أكل الدَّهر عليه وشرب، وذلك لأنَّك ما زلت تستخدم نفس النظام الذي كان مستخدماً في زمن والديكَ عندما بَدَآ العملَ قبل 20 عاماً. ضع هذه الأنشطة في حالةِ توقف. إذ أنَّك لستَ بحاجةٍ إلى تفويض تلك المهام، لأنَّه يتوجب على الشركة أن تتوقَّف عن القيام بها.
3. أعد التركيز على أولوياتك الخمس
نأتي الآن للجزء الأكثر أهمِّية؛ ألا وهو ملء جدولك الجديد بالمهام التي تركز على الرؤية، والنقد الجاهز، وتوظيف أفضل الأشخاص، وإدارة العلاقات الرئيسية، والتَّعلم.
على سبيل المثال، إذا ما وجدت أنه لا يوجد أحد يمكنك أن تفوض له مهمة حساسة، فعليكَ عندئذٍ أن تكون جاداً في توظيف بعض أفضل المواهب. فإن لم يكن لديك مدير مالي بعد، فاحصل على واحد. أو إن استمر رئيس قسم المبيعات الحالي في تقديم أعذار بشأن تراجع أرقام المبيعات، فقم بتوظيف رئيسٍ جديد للمبيعات.
كم مرة تقوم بمراجعة أرصدة حساباتك؟ قم بتعيين تذكير للقيام بذلك أسبوعياً، على الأقل.
متى كانت آخر مرة قمت فيها بتناول القهوة مع كبار عملائك؟ حدد موعداً لذلك.
هل تخصص بعض الوقت كل أسبوع لقراءة ما يحدث في مجال عملك؟ هل تقوم بحضور مؤتمرات، أو تجتمع بانتظام مع الرؤساء التنفيذيين الآخرين لمشاركة القصص وشبكات المعارف، ومن أجل الحصول على بعض المعلومات الأساسية؟ إذا كان جوابك لا، قم عندها بإجراء بعض المكالمات الهاتفية، وقم ببعض الحجوزات.
استقر على ثلاث مهام على مستوى الرئيس التنفيذي، والتي تتطلب عناية شخصية منك، ودَوِّن تلك المهام في خانة "قضاء المزيد من الوقت" في أجندتك. يجب عليك أن تمضي تسعين بالمئة من وقتك على هذه الأولويات وغيرها من الأمور التي لا يقدر على القيام بها سوى المدير التنفيذي.
هذه هي الأمور التي ستجعل الأشياء العظيمة تحدث، شريطةَ أن تتوقف عن القيام بالأمور التي تبقيك صغيراً.
أضف تعليقاً